المشهد الثاني – "وهم البداية"
المكان: بهو الاستقبال الرئيسي – أكاديمية إيليزيرا
الزمن: صباح أول يوم
ليانا دخلت البهو الواسع اللي مليان أضواء دافئة وديكور أنيق. كل شي كان مرتب بدقة، وكأن الأكاديمية عم تحاول تترك "انطباع أول مثالي".
كانت تمشي بين الطلاب، أغلبهم متحمسين، يضحكوا، يصوروا، وبعضهم متوترين مثلها.
لبست وشاحها البنفسجي بإحكام، تحاول تبين هادئة.
بس عيونها كانت تدور بكل زاوية… تحاول تستوعب كل التفاصيل.
فجأة…
"عفواً…!"
اصطدمت بشخص واقف، كانت على وشك تقع لولا إنه مسكها بسرعة.
– "آسفة!"
– "ولا يهمك. أول يوم، صح؟"
رفعت عيونها…
أليان.
شعره الفضي، صوته هادئ، وابتسامته فيها راحة.
كان لابس زي الأكاديمية، بس شارته كانت مختلفة… لونها ذهبي.
– "أنتَ؟"
– **"أليان. سنة ثالثة، لجنة الترحيب. وشرفني أكون أول من يرحّب فيكِ يا…"
– "ليانا."
ابتسم بلطف، وقال:
"اسم حلو… يناسبك."
بدأ يمشي جنبها، ويشرح لها عن المكان:
– "هون قاعة الاجتماعات، وهنيك ساحة العروض… وغرف التقييم فوق."
كل شيء كان طبيعي… يمكن أجمل من الطبيعي.
وكأن الحياة قررت ترحب فيها أخيراً.
لكن…
وسط الحشد، عند الزاوية الخلفية للبهو، وقف شاب وحيد.
ظهره مسنود عالعمود، عيونه تراقب.
وجهه جامد… وما يبتسم.
رايزل.
طالبه ما اقترب من أحد، وما رحّب فيه أحد.
كان واقف هناك كأنه ما ينتمي.
نظره تقاطع مع ليانا. لحظة واحدة بس.
نظرة مو مفهومة…
مو عداوة.
ولا اهتمام.
بس… سؤال.
وقبل ما تقدر تفهم أكتر، أدار وجهه ومشى.
قال أليان:
"تجاهليه."
– "بس مين هو؟"
– "حدا قرر يعيش على الهامش. لا تعطيه من وقتك."
لكن عقلها؟ ظل يعيد اللقطة…
وبقلبها، في شي صغير تحرّك.
مو خوف… شي تاني.