حكاية وطن (فلسطين)

" لا يحتاج الإنسان إلى حياةٍ مُترفة أو باذخة بقدرِ حاجته إلى وطنٍ دافئ يعيش داخله بأمان وسلام، منزل يضرب جذور عائلته داخل أرضه لتنبُتَ أوراقه اليانعة و تزدهر من حوله الحياة.

الكرامة والحرية والعدالة هُم أساس العيش الكريم داخل أوطاننا، ورمزُ الإنسانية جمعاء وأحد حقوقه على وجه الأرض.

تلك الحقائق التي لا يغفلُ عنها المُجتمعات على مرِّ العصور وفي مُختلف الأديان.

في كُلِّ مرة يأتي القلم ليتحدَّث عن التاريخ والأوطان على لسان الإنسان، لكن هذه المرَّة سيكون الوطن هو من يبوح بتاريخه و يكتب حكايته بنفسه. "

فلسطين هو اسمي الذي عُرِفتُ بِهِ على مرِّ العصور، ولي قُدسيَّة في قلوب الإنسانية على اختلاف الأديان السماوية والجنسيات،

لكنني أبقى عربية أصيلة سُمِّيتُ بأرض كنعان نسبة إلى القبائل العربية السامية الذين بسطوا سلتطهم على بلادي طوال 1500 سنة (2500ق. م - 1000 ق.)

 وأنشؤوا مدناً كثيرة منها: أريحا وأسدود وعكا وغزة. وكانت أرض كنعان تمتد من نهر العاصي شمالاً حتى حدود المملكة المصرية قرب العريش. وكنعان تعني الأرض المنخفضة، وأطلق اسم الكنعانيين على القوم الذين استوطنوا الأرض الكانعة، والآرام تعني الجبال، وأطلق اسم الآراميين على القوم الذين استوطنوا الآرام، وكان الكنعانيون  والآراميون والفينيقيون قد هاجروا في موجة هجرة واحدة تقريبا واستوطنوا الشام. 

فوق أرضي عاش أنبياء الله و نشروا رسالتهم ومنهم: أنا الخليل مدينة أبي الأنبياء إبراهيم، ومنزل صالح عليه السلام(الرملة)، ومنزل اسحاق ومراح يعقوب( طولكرم) منشأ يوسف والأسباط ولوط وداود وسليمان وصالح وزكريا ويحيي عليهم السلام ومولد عيسى عليه السلام( بيت لحم) ومسكنه( الناصرة)، أنا مجمع الأنبياء ليأمهم خاتم الأنبياء ( القدس) في ليلة الإسراء والمعراج؛ فلستُ قضيَّة رأي عام أو حتى قضية عربية فحسب، كنتُ ومازلت قضية عقيدة وفطرة سليمة في القلوب جميعها على مختلف البلدان.

سكن أرضي أهل كنعان في ( العصر البرونزي) في عام ( 2000-3000) ق.م، قبل وصول شعب إسرائيل والعيش معهم وذلك في عام (1225-1250) ق.م.

وقد قام سليمان ببناء معبد القدس للتقرُّب من الله تعالى ووضع القرابين والذبائح قبل ألفي سنة من الميلاد.

وذلك قبل بدء تقسيم دولة إسرائيل إلى مملكتي ( يهود وإسرائيل) في عام 928 قبل الميلاد.

واجهتُ الكثير من الصراعات السياسية والداخلية على مرِّ التاريخ ابتداءً من الغزو الآشوري في عام ( 721) قبل الميلاد، أو حتى البابليين الذين هزموا مملكة اليهود بقيادة نبوخذ نصر في عام ( 586) ق.م.

من أكثر الأحداث التي نهضت بي وكانت أحداث فاصلة، إعادة بناء المسجد الأقصى على يد ( عمر بن الخطاب) بعد الفتح الإسلامي في عام (15) هجري، وقد كان عبارة عن - طوب ولبن- وعرف باسم البيت المقدس لكونه المكان الذي يُطهِّر الناس من الذنوب، وداخله يتقرَّب الناس من الله تعالى بالقرابين والذبائح.

وقد سمَّاه الله تعالى بالمسجد الأقصى في القرآن حينما قال جلَّ جلاله( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله).

بدأت أطماع اليهود لإتخاذ فلسطين دولة لإسرائيل هرباً من الاضطهاد الأوروبي وطمعاً في خيرات تلك البلاد ونظراً لأهميتها الدينية منذ عام (1897) ميلادي عندما حاول اليهودي البرتغالي يوسف ناسي أغنى رجل في العالم وقتها بناء مستعمرة لليهود الغربيين، حيث بدأ اليهود في ثمانينيات القرن التاسع عشر تبني فكرة نظريات استعمار الأراضي في عام ( 1880)م فقامت حركة صهيونية أوروبية بتكوين جماعة ( عشاق صهيوني) في بازل عام ( 1897) ميلادي طالبت بإقامة دولة لليهود.

وقد بدأت بالفعل حركة الإحتلال الصهيوني على مرحلتين بدأت المرحلة الأولى في عام ( 1948) ميلادي و تطورت إلى المرحلة الثانية في عام ( 1967) ميلادي ةتستمر حتى يومنا هذا، وتصبح قضية عالمية لكُلِّ من لديه عقيدة سليمة وإيمان قوي.

والذي لا يعلمه إلا العدد القليل هو أن الشريف الحسين بن علي كان يخوض ثورة ضد الأتراك باسم العرب غايتها الاستقلال العربي دولياً و توحيد جميع الدول العربية وكانت فلسطين ضمن تلك المناطق وذلك في عام ( 1915) ميلادي، وقد قام بمراسلات و ثورات ضد بريطانيا التي كانت مُحتلَّة دولة فلسطين ووضع اتفاقيات بتسليم تلك المناطق إلا أنها قامت بنقض تلك المواثيق ودعم دخول اليهود ضمن حركات تهجير من جميع أنحاء العالم بدايةً من أوروبا.

وفي النهاية أودُّ القول باسمي أنا ( فلسطين) قضيتي لم تكن من أجل المساحات الجغرافية أو الثروات الباطنية فحسب، بل عقيدة وفطرة بأهمية كرامة الإنسان وحريته وقُدسيَّة وحُرمة بيوت الله تعالى و مقامات أنبيائه ورُسُله.



مشاركة:
فيسبوك تويتر بنترست واتساب لينكدان

0 تعليقات

اكتب تعليق

مقالات متعلقة

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.