حتما ,سنُزهر من جديد ! التغير السريع من حولنا جعلنا نشعر بالملل ..والعيون تعودت على القبح فى كل مكان ،ولو توقفنا لحظه وتأملنا الدنيا من حولنا ،لرأينا بحق ، سنرى ببطء ونستشعر جمال الأشياء ،سنرى جمالا خاصا فى كل مشهد ، وكل كيان ، وكل صورة !! مثلا حكمة الله عز وجل فى الزرع الاخضر ، كانت دورة حياة النبات دوما مصدر إعجابا شديدا لى ، تغيرها المدهش ..تغير ألوانها وتنوعها ..وشكل الورود والروائح المختلفه، دوما كنت اتأمل كيف عندما تزهر الشجره التى تطل عليها شرفتى فى فصل الربيع واجدها مليئه بالالوان والزهور ..أجدنى اشعر بالسعاده والنشاط.. أحاول ان أخرج إلى الشرفه أكثر ،وعندما تتوقف الأزهار عن النمو وتفقد الشجره أوراقها وتصبح فروعها عاريه ، اجد نفسى أشعر بالضيق وأكره النظر من النافذه ،وبشكل لا ارادى اشعر بضعف طاقتى وعدم قدرتى على القيام بأى شىء !! قررت فى يوم ما ان أزرع ، أحببت الفكرة جدا وبحثت عن الأنواع وأكثرها تحملا وأنواع التربه .فى اليوم التالى ، اشتريت العديد من النباتات واصبحت شرفتى مبهجه وبما انى شديده الإهتمام بالتفاصيل وأود ان احافظ على نباتاتى ..أصبحت ارويها يوم ويوم ، ثم استيقظت ذات يوم ، فوجودت انها بدأت بالذبول واوراقها اصفرت ولم تعد مبهجه كما عودتنى ماذا حدث ما المشكله ؟؟؟ ذهبت الى من باعنى المزروعات واذا به يحذرنى ان الإهتمام الزياده بالرى يضعف النبته ويصيب الجذور بالتعفن ..قال لى الرجل نصا "ان الزرع يجب ان يبحث عن الماء حتى يقوى جذوره" فعلا بدأت فى إهمال نباتاتى بعض الشىء، ولا ارويها الا اذا شعرت بالظمأ وجفت التربه ولدهشتى كان البائع محقا تحسنت النباتات ،حتى ان الورود تفتحت!! تنبهت وقتها ان هذا هو القانون الالهى الفطرى فالدنيا وكل امور حياتنا !! ان الإهمال احيانا يكون جيدا والإهتمام الزائد لا يفسد النباتات فقط ولكن يفسد العلاقات ايضا ، كم مرة شعرنا اننا نعطى ولا نأخذ ،نتنازل عن اشياء لم يطلب منا احد التنازل عنها، ولكننا قمنا بذلك فقط لأننا اتخذنا الدور المثالى (دور الضحيه ) لأنه من الأسهل والأكثر منطقية ان نكون كذلك ،انها المنطقه الأكثر راحه ، ولكن لو فكرنا بعض الوقت سنجد إننا لا يجب ان نلعب هذا الدور!!! العلاقات تقوم على الإهتمام المتبادل والعطاء المتبادل والمواقف المتبادله ،ويجب أن ننتبه ان لا نقدم كل شىء زياده عن الحد وان لاتكون كل المشاعر متوفرة طوال الوقت ..بشكل يجعلنا فى بعض الاحيان نظلم أنفسنا !! تماما مثل النباتات ،.بعض الإهمال لحفظ الحدود احيانا لا يضر، بل يجعل العلاقات اكثر ازدهاراً ! البحث عن الإهتمام قد يجعلنا أكثر قوة وصلابة وأكثر تحديداً فيما نريد. فلا نقدم التنازلات والتضحيات إلا لمن يستحق ولا نلعب دورا ليس مطلوب منا ان نلعبه ولا نحافظ على علاقة لأسباب غير صحيحه ،. ولا نبالغ فى الإهتمام , حتى يكون متبادل فتكون النتيجة ( علاقه صحيه )! وقد نكون مشتركين فى إستغلال الأخرين لنا لأننا - بدون قصد - نروى الزرع زيادة عن احتياجه !!!! مرت بضعة ايام اخرى ولاحظت انه عندما لم أقص الازهار ذبلت وسقطت لحالها ،وهنا توجهت الى الرجل مرة اخرى حتى استفسر منه ! انا لا أقص الأزهار الجميله ..لأنها مبهجه ،لماذا نقصها؟ ولماذا عدم قص الورود لا يحافظ عليها ،بل تسقط بعد وقت محدد ايضاً من تلقاء نفسها ؟ قال لى الرجل اننى يجب ان اقصها حتى احفز فرع النبات على إنتاج المزيد من الورود الجميله التى ايضا سيكون لها عمر وتذبل ،قال لى الرجل الطيب ( اقطفيها واستمتعى بها لأن لها عمراً وان لم تقطفيها ستذبل على الفرع فى كل الأحوال )! أدركت وقتها ان الله - سبحانه وتعالى - خلق كل شىء بمقدار لوأستمرت الورده فى وجودها على الفرع اكثر من اللازم لذبلت وماتت وتنثرت اوراقها الذابله على الارض! بل يجب ان ترحل بشكل مناسب (وهو ان نقصها ونستمتع برائحتها قبل ان تموت ) حتى تترك مكانها لورده احلى واكثر شباباً ! تماما مثلنا نحن إذا كان الرحيل سنة الكون ،.فيجب ان نترك طيب الاثر وطيب الرائحه ونعلم ان وجودنا فى الدنيا مؤقت والتغيير صحى ومطلوب ومانراه ظلما ربما يكون قمة الرحمه ،فقط ربما لاننا لانرى الصورة كامله . كنت اخشى الرحيل وفكرة الفراق تؤلمنى ،ولكن هذه الخاطرة اضافت لى الكثير ، إنه ان كنا سنرحل، ونُستبدل بإناس اخرين أكثر شبابا وانتاجا لأن هذه هى سنة الكون . إذن يجب علينا ان نسعى ان نترك طيب الرائحه ونستمتع فى فترة وجودنا على الفرع ونتنفس ونسعد بإبتسامات من فى حياتنا ! والنباتات مثلا تكرة البرد الشديد والحر الشديد , ثم تعود لتتفتح وتزهر, فالربيع مثلنا نحن. أحيانا نشعر بالذبول والضعف وأحيانا نزهر مع من نحب بالقليل من التفهم والإهتمام !! بيننا الكثير من التشابه ، نحزن ونذبل ونفقد اوراقنا وعلينا ان نتقبل ذلك ونتعامل معه ،لأنه حتما سينتهى .. ويأتى فرج الله ونزهر ونفرح ونمتلىء بالألون والطاقه ونصبح سرورا لمن ينظر الينا بل و يستمد منها طاقته ايضا! الحزن هو مرحله من مراحل التغيير, ومن ثم الإدراك والتقبل حتما سيأتى بعدها الفرح والإزدهار مرة اخرى ،انها سنة الكون والهدف من الحياه ووعد الله - عز وجل -!! إتاحة المجال للتغيير يجدد الشغف لإنتظار الأجدد.. والأكثر اختلافاً عن ذى قبل ، يجعلنا دائماً فى انتظارشىء ما ، فلا يصيبنا الملل .علينا فقط ان نثق بحكمة الله عز وجل ،إننا مثل النبات ..نتغير حتى نزهر ونعطى الأمل والطاقه لمن يراقبون فى شرفة الحياة ، يبحثون عن أمل ، أو معنى ، ويـتأملون الاختلاف !!!
حتما ,سنُزهر من جديد !
التغير السريع من حولنا جعلنا نشعر بالملل ..والعيون تعودت على القبح فى كل مكان ،ولو توقفنا لحظه وتأملنا الدنيا من حولنا ،لرأينا بحق ، سنرى ببطء ونستشعر جمال الأشياء ،سنرى جمالا خاصا فى كل مشهد ، وكل كيان ، وكل صورة !!
مثلا حكمة الله عز وجل فى الزرع الاخضر ، كانت دورة حياة النبات دوما مصدر إعجابا شديدا لى ، تغيرها المدهش ..تغير ألوانها وتنوعها ..وشكل الورود والروائح المختلفه، دوما كنت اتأمل كيف عندما تزهر الشجره التى تطل عليها شرفتى فى فصل الربيع واجدها مليئه بالالوان والزهور ..أجدنى اشعر بالسعاده والنشاط.. أحاول ان أخرج إلى الشرفه أكثر ،وعندما تتوقف الأزهار عن النمو وتفقد الشجره أوراقها وتصبح فروعها عاريه ، اجد نفسى أشعر بالضيق وأكره النظر من النافذه ،وبشكل لا ارادى اشعر بضعف طاقتى وعدم قدرتى على القيام بأى شىء !!
قررت فى يوم ما ان أزرع ، أحببت الفكرة جدا وبحثت عن الأنواع وأكثرها تحملا وأنواع التربه .فى اليوم التالى ، اشتريت العديد من النباتات واصبحت شرفتى مبهجه وبما انى شديده الإهتمام بالتفاصيل وأود ان احافظ على نباتاتى ..أصبحت ارويها يوم ويوم ، ثم استيقظت ذات يوم ، فوجودت انها بدأت بالذبول واوراقها اصفرت ولم تعد مبهجه كما عودتنى ماذا حدث ما المشكله ؟؟؟ ذهبت الى من باعنى المزروعات واذا به يحذرنى ان الإهتمام الزياده بالرى يضعف النبته ويصيب الجذور بالتعفن ..قال لى الرجل نصا "ان الزرع يجب ان يبحث عن الماء حتى يقوى جذوره"
فعلا بدأت فى إهمال نباتاتى بعض الشىء، ولا ارويها الا اذا شعرت بالظمأ وجفت التربه ولدهشتى كان البائع محقا تحسنت النباتات ،حتى ان الورود تفتحت!!
تنبهت وقتها ان هذا هو القانون الالهى الفطرى فالدنيا وكل امور حياتنا !!
ان الإهمال احيانا يكون جيدا والإهتمام الزائد لا يفسد النباتات فقط ولكن يفسد العلاقات ايضا ، كم مرة شعرنا اننا نعطى ولا نأخذ ،نتنازل عن اشياء لم يطلب منا احد التنازل عنها، ولكننا قمنا بذلك فقط لأننا اتخذنا الدور المثالى (دور الضحيه ) لأنه من الأسهل والأكثر منطقية ان نكون كذلك ،انها المنطقه الأكثر راحه ، ولكن لو فكرنا بعض الوقت سنجد إننا لا يجب ان نلعب هذا الدور!!!
العلاقات تقوم على الإهتمام المتبادل والعطاء المتبادل والمواقف المتبادله ،ويجب أن ننتبه ان لا نقدم كل شىء زياده عن الحد وان لاتكون كل المشاعر متوفرة طوال الوقت ..بشكل يجعلنا فى بعض الاحيان نظلم أنفسنا !!
تماما مثل النباتات ،.بعض الإهمال لحفظ الحدود احيانا لا يضر، بل يجعل العلاقات اكثر ازدهاراً ! البحث عن الإهتمام قد يجعلنا أكثر قوة وصلابة وأكثر تحديداً فيما نريد.
فلا نقدم التنازلات والتضحيات إلا لمن يستحق ولا نلعب دورا ليس مطلوب منا ان نلعبه ولا نحافظ على علاقة لأسباب غير صحيحه ،. ولا نبالغ فى الإهتمام , حتى يكون متبادل فتكون النتيجة ( علاقه صحيه )!
وقد نكون مشتركين فى إستغلال الأخرين لنا لأننا - بدون قصد - نروى الزرع زيادة عن احتياجه !!!!
مرت بضعة ايام اخرى ولاحظت انه عندما لم أقص الازهار ذبلت وسقطت لحالها ،وهنا توجهت الى الرجل مرة اخرى حتى استفسر منه ! انا لا أقص الأزهار الجميله ..لأنها مبهجه ،لماذا نقصها؟ ولماذا عدم قص الورود لا يحافظ عليها ،بل تسقط بعد وقت محدد ايضاً من تلقاء نفسها ؟
قال لى الرجل اننى يجب ان اقصها حتى احفز فرع النبات على إنتاج المزيد من الورود الجميله التى ايضا سيكون لها عمر وتذبل ،قال لى الرجل الطيب ( اقطفيها واستمتعى بها لأن لها عمراً وان لم تقطفيها ستذبل على الفرع فى كل الأحوال )!
أدركت وقتها ان الله - سبحانه وتعالى - خلق كل شىء بمقدار لوأستمرت الورده فى وجودها على الفرع اكثر من اللازم لذبلت وماتت وتنثرت اوراقها الذابله على الارض!
بل يجب ان ترحل بشكل مناسب (وهو ان نقصها ونستمتع برائحتها قبل ان تموت ) حتى تترك مكانها لورده احلى واكثر شباباً !
تماما مثلنا نحن إذا كان الرحيل سنة الكون ،.فيجب ان نترك طيب الاثر وطيب الرائحه ونعلم ان وجودنا فى الدنيا مؤقت والتغيير صحى ومطلوب ومانراه ظلما ربما يكون قمة الرحمه ،فقط ربما لاننا لانرى الصورة كامله .
كنت اخشى الرحيل وفكرة الفراق تؤلمنى ،ولكن هذه الخاطرة اضافت لى الكثير ، إنه ان كنا سنرحل، ونُستبدل بإناس اخرين أكثر شبابا وانتاجا لأن هذه هى سنة الكون . إذن يجب علينا ان نسعى ان نترك طيب الرائحه ونستمتع فى فترة وجودنا على الفرع ونتنفس ونسعد بإبتسامات من فى حياتنا !
والنباتات مثلا تكرة البرد الشديد والحر الشديد , ثم تعود لتتفتح وتزهر, فالربيع مثلنا نحن. أحيانا نشعر بالذبول والضعف وأحيانا نزهر مع من نحب بالقليل من التفهم والإهتمام !!
بيننا الكثير من التشابه ، نحزن ونذبل ونفقد اوراقنا وعلينا ان نتقبل ذلك ونتعامل معه ،لأنه حتما سينتهى .. ويأتى فرج الله ونزهر ونفرح ونمتلىء بالألون والطاقه ونصبح سرورا لمن ينظر الينا بل و يستمد منها طاقته ايضا!
الحزن هو مرحله من مراحل التغيير, ومن ثم الإدراك والتقبل حتما سيأتى بعدها الفرح والإزدهار مرة اخرى ،انها سنة الكون والهدف من الحياه ووعد الله - عز وجل -!!
إتاحة المجال للتغيير يجدد الشغف لإنتظار الأجدد.. والأكثر اختلافاً عن ذى قبل ، يجعلنا دائماً فى انتظارشىء ما ، فلا يصيبنا الملل .علينا فقط ان نثق بحكمة الله عز وجل ،إننا مثل النبات ..نتغير حتى نزهر ونعطى الأمل والطاقه لمن يراقبون فى شرفة الحياة ، يبحثون عن أمل ، أو معنى ، ويـتأملون الاختلاف !!!
كاتبة ، مرشده نفسية واسرية ، باحثة فى العلوم الانسانية
مقال جميل جداً رائع رائع رائع بجد استفدت منه برافو عليكى :)