Rafik

شارك على مواقع التواصل

من بعيد في الظلام والثلج يملأ المكان ولا يوجد غير أصوات الرياح الثقيلة والقوية وإذ رجل يمشي علي الثلج ورجلاه يغرسان فيه ويقاوم خروجهما بصعوبة بالغة وشجر الصنوبر الطويل يتأرجح من قوة الرياح ما هذا الرجل وكيف يتحرك في هذه الأجواء أهو شبح ام مارد انه شديد التحمل لهذا الصقيع وفجأة اتجه نحو كوخ صغير بشباك واحد ويظهر من الشباك نور اللهب لتدفئة المكان ومدخنه الكوخ يتطاير منها الدخان اعتقد ان هذا البيت دافئ بمن فيه وقف ونظر الي سيارتي المتهالكة وقال لي :
- انت ماذا تفعل هنا وفي هذا الوقت انه متاخر الا تخاف من الدببة ( كنّا في قرية صغيره تبعد عن موسكو كثيرا )
- قلت له أني تائه اريد ان أصل الي قرية كونيتس التي في الشمال ولكني لم أعد اري الطريق من الثلوج فقررت ان ابحث عن فندق او غرفة قريبة منها حتي الصباح -سيدي أتعرف اي منهما للإيجار بمكان قريب منها
- نظر الي بنظرة من أنت وماذا تفعل هنا وهل انت شرير ام انك فعلا ضحية الطريق والصقيع اري في وجهه أسئلة كثيرة تدور في ذهنه فقال لي - علي العموم يا بني ادخل اللي منزلي لتشرب شئ دافئ ونحاول ان نجد شئ لك لتقضي ليلتك فيها حتي الصباح
- [ ] وصلنا الي الكوخ لأجد ابنه صغيرة ذو عيون خضراء وشعر طويل ناعم وترتدي فستان كحلي غامق مطرز بورود حمراء مصنوع من القطيفة الثقيلة وزوجته سيده ريفية ترتدي فستان طويل لونه زيتي وترتدي منديل للرأس ملون بالورود ذو الالوانً الزاهيه ورأيت نظره غريبه منهما كأنهما تسأله من هذا وماذا يفعل هنا أهو صديقك ولم نره من قبل ام ماذا فقال لي هذه زوجتي وهذه ابنتي ومن داخلي نعم انا اعرف فابتسمت ابتسامهً صغيره لكل منهما وبعيون كلها أسئلة من هذا فتبادر الرجل وقال
-الان يجب ان أتعرف عليك انت ايضا تتعرف علي عائلتي انا ياكوف صاحب مزرعة قريبةً من هنا وهذه ابنتي فيولا وزوجتي ناتاشا وهذا كوخنا الصغير، ما اسمك ؟
- اسمي برانكو بجاريتش أعيش في موسكو ولقد مات عمي وأرسلوا لي لأذهب الي قريته لاستلام ميراثي لانه لم يتزوج ولا يوجد احد غيري من العائلة لقد توفي ابي من فترة طويلة وامي ايضا واعيش وحدي واعمل في تجارة الاحذية لدي محل صغير بالقرب من القصر الأحمر في موسكو
قاطعني الرجل وقال كفي اتريد ان تشرب شيئا ساخنا في هذا الجو
- قلت له شكرًا سيدي
- قال اتريد ان تشرب الكاكاو الدافئ ام تأخذ فنجان من الشاي الساخن
نظرت اليه وقلت - حسنا سأخذ فنجان من الشاي فقال لي حسنا لنشرب معا شايا ساخنا
ونظر الي زوجته فقامت علي الفور لتحضر لنا الشاي واستئاذني الرجل ليحضر شيئا من الدور الثاني وعيناي تنظر للبنت الصغيرة بابتسامه وهي تنظر الي بفضول وامها واقفة بجوار المدفأة في منتصف الحجرةواحضرت إبريق صاج لونه ابيض مرسوم باللون الأزرق بالورود ووضعته اعلي المدفأة القديمة التي تعمل بالحطب ولها باب من النحاس وأكره غريبة شكلها مثل الأبواب القديمة ويتطاير منها اجزاء من شظايا الخشب ومنضدة السفرة المصنوعة من ألواح الخشب الغامق وكأنها منذ عصور بكراسيها القديمة وبجانبهم كنبة كبيرة تم تغطيها بقماش غامق لا اعرف لونه اذا كان بني ام ان الزمن غير لونه وحوائط البيت مزينة بأطباق من الصيني المزخرف وتماثيل الماتريشوكا الموجودة بكل بيت في روسيا لسيدة مزينة بأحجامها الكثيرة ومعلق علي أرفف بالحائط وبندقية صيد وايضاً اعتقد انها لحماية الاسرة في هذه المنطقة مترامية الأطراف وبعد ذلك سمعت صوت ارجل نازله من الدور العلوي انه الرجل الذي أنقذني من البرد ويمكن ان أقول نه أنقذني من الموت ايضا في ذلك الجو
نظر الي وقال لقد كلمت الفندق ولكن هذا ليس فندقا بالمعني انه بنسيون صغير يوجد غرف ولكن المشكلة انه يبعد عن البيت حوالي ١٢ كيلو لنشرب الشاي نري ماذا نفعل بعد ذلك وحضرت سيدة البيت صينية من الخشب وبوسطها كوبان من الزجاج الصغير وصبت الشاي والبخار من البراد ليقول حان وقت التدفئة
- وقال ياكوف نشرب الشاي ونذهب الي البنسيون وغدا تأخذ طريقك الي كونيتس وبعد شرب الشاي شكرت زوجته وأشرت الي صغيرته أني ذاهب فخجلت وضحكت وشاورت لي بيدها وبعدها خرجنا الي الخارج فقال لي- اترك سيارتك هنا سنأخذ المقطورة حيث ان الثلج كتير واعتقد ان سيارتك لا تنفع في هذا الوقت فدخل الي الجراج الذي كان بجوار الكوخ وكانت سيارة قديمة اكثر من سيارتي المتهالكة لكنها كانت ذو عجلات مخصصة للثلوج فركبت معه السيارة بعد ان أخذت شنطي واغراضيى من السيارة واتجهنا الي البسيون وكان الطريق موحشا بكثافة الشجر المغطي بالثلج وأخذنا نبتعد عن الكوخ وبدات انوار القرية نرها بوضوح وأخيرا وصلنا الي مبني صغير مكون من طابقين فدخلنا الي المكان وكان هناك سيده عجوز قد تجاوزت الثمانين من عمرها قصيرة وتضع شال مشركز بألوان غامقة وربطة شعر وكان تنتظرنا وقالت - هذا هو الغريب التي كلمتني عنه عندي غرفة نظيفة ويوجد بها نظام تدفئه وبها تليفون دعني أريكم أيها فصعدنا دور وافاجأ ان الغرفة قديمة قدم السيده يوجد بها سرير من الحديد مثل المستشفيات القديمة ويوجد شباك كبير قديم مغطي بستارة قرمزية اللون والحائط لونه زهري لكن الزمن غير لونه ويوجد مواسير تمر منها المياه الساخنة لتدفئة الغرفة ويوجد في جانب الغرفة ترابيزة بكرسي واحد وايضاً يوجد حوض فقالت السيدة - اتعجبك
فهززت دماغي إيماء مني بالموافقة والإعجاب فقالت لي يوجد حمام اخر الطرقة اتريد ان اريك إياه وشاورت انه يمين الغرفة باخر الطرقة
فشكرت كل منهما وقال لي ياكوف سآتي غداً صباحا وأخذك الي سيارتك وأتمنى ان تشرق الشمس غداً ويكون الطقس جميل فقلت له - اتمني ذلك بضحكة التمني لشخص بائس فسألتني السيدة اتريد ان تاكل شيئا فيوجد بعض الحساء الساخن من البطاطس فقلت لها شكرًا سيدتي انا تعبان اريد ان انام الان فقط
فتركاني وشكرتهما وذهبا وأحسست اخيراً أني اريد فقط ان أخذ حماما ساخنا فقط فأخرجت أغراضي من الشنطة ودخلت الي الحمام المغطي بالقيشاني الأبيض القديم مثل السيدة والمبني ويوجد مرآه مكسورة ونور الحمام اصفر ضعيف نزلت المياه الساخنه علي جسدي البارد لتدفئة وكانت أطرافي قد تجمدت من بيت السيد ياكوف الي البنسيون وانهمر الماء كأنه يزول عني تعبي وبردي وإحباطي كان يغسلني ويدفيني في ذات الوقت
ورجعت الي غرفتي المتواضعة وكان الجو بها دافئ مثل الحمام وبخاره الدافئ فهويت علي السرير المتواضع وكان بالنسبة لي احسن من سرير بفندق خمس نجوم وذهبت في نوم عميق لليوم التالي
استيقظت في اليوم التالي وكان حظي جيدا لقد كانت الشمس موجودة ونظرت من الشباك فرأيت اسقف البيوت ويملؤها الثلوج وكأنه مثل الماس علي الأسقف من أشعة الشمس وايضاً رأيت الأشجار ويقع منها بعض الثلوج ولكن كانت الارض مغطاة بالثلوج الهشة وبعض والأولاد يتراشقون بها ويضحكون ويجرون خلف بعضهم ونزلت من الغرفة الي الصالة فرأيت ابتسامة السيدة العجوز وهي تقول صباح الخير سيد برانكو اتريد ان تفطر لقد أعددت الفطائر اللذيذة من التوت ويوجد ايضا قهوة ساخنة فأجبتها نعم اريد فطور فشاورت بإصبعها نحو الترابيزة بجانب شباك ويوجد بجانبه بيانو قديم لونه ابيض وعلي أطراف الشباك يوجد الثلج الهش فأحضرت لي الفطائر وكوب القهوة برائحتها القوية فشكرتها فقالت لي - لقد اتصلت بالسيد ياكوف سيصل في خلال ساعة هل انت جاهز فقلت لها نعم سيدتي وأخذت ارتشف القهوة والبخار يغطي وجهي براحتها وأُكلت قطعتين من الفطيرة ورجعت الي غرفتي لاجهز حقيبتي للعودة الي سيارتي وتكملة المسيرة الي وجهتي كونتيس وقبل ان أغادر طلبت حسابي ودفعت الحساب وشكرت السيدة علي اهتمامها بي ونزلت بحقائبي وانتظرت سيد ياكوف وقد رأيت سيارته وهي قادهم من بعيد بلونها الأبيض
وبعد ان وصل امامي سألني هل نمت جيدا بابتسامه من يساعدك فأجبته نعم وشكرته فقال لي هيا نذهب لتاخذ سيارتك وتكمل مسيرتك وفعلا وصلت الي سيارتي وتحركت الي كونتيس.
5 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

فصول العمل

الفصل الأول الفصل الثانى
اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.