أكوان للنشر والترجمة والتوزيع

شارك على مواقع التواصل

لا يوجد ما يسمي زواج صالونات أو زواج حب لكن هناك ما يسمي منهج الاختيار حيث أبحث عن مواصفات معينة في شريك الحياة، ويتم البحث عنها في الصالون أو في الشغل أو في النادي أو في فرح. ولكن المنهج الإسلامي في اختيار الزوج للزوجة يتبع الحديث تنكح المرأة لأربع.
هذا الحديث رواه البخاري (4802) ومسلم (1466) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَلِجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) .
وليس في الحديث أمر أو ترغيب في نكاح المرأة لأجل جمالها أو حسبها أو مالها. وإنما المعنى : أن هذه مقاصد الناس في الزواج ، فمنهم من يبحث عن ذات الجمال ، ومنهم من يطلب الحسب ، ومنهم من يرغب في المال ، ومنهم من يتزوج المرأة لدينها ، وهو ما رغب فيه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ) . وبما أن الدين هو المعيار والاساس في اختيار الرجل لزوجته فعن أبي حاتم المزني رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال"اذا جاء احدكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه الا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد"
وقد اوصي عثمان بن ابي العاص الثقفي أولاده في تخير النطف فقال " يابني الناكح مغترس فلينظر امرؤ حيث يضع غرسه والعرق السوء فلما ينجب فتخيروا ولو بعد حين"
وسئل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما حق الولد علي ابيه؟ فأجاب بقوله: أن ينتقي أمه ويحسن أسمه ويعلمه القران"
فترة الخطوبة هى الجسر الآمن للعبور لحياة زوجية سعيدة فهى فترة للتعارف والمصارحة وتقييم كل طرف للآخر، وليست مقصورة على النزهات والهدايا والتصرفات المصطنعة.. وليعلم الشباب من الجنسين أن التهاون والتغاضى عن الأخطاء فى تلك الفترة يترتب عليه حياة زوجية فاشلة.
ان اختيار شريك الحياة من أهم وأخطر القرارات المصيرية التى تمس حياة الإنسان وتؤثر فيها بدرجة كبيرة خاصة وإنها قد تمتد لتشمل العمر بأكمله حيث يتقاسم الشريكان الحياة بمتاعبها ومشاكلها وقراراتها وأفراحها وأحزانها ويبنيان معا أسرة وأطفالا هم نواة للمجتمع، ومن هنا يجب على كل فتاة مقبلة على الارتباط أن تفكر جيداً وتتحرى الدقة لتتعرف على أهم الصفات والسمات الشخصية والاجتماعية والنفسية للشخص الذى تريد الارتباط به كشريك للحياة، فعليها مراقبة علاقته بالله سبحانه وتعالى وتعاملاته مع الأهل والزملاء فى العمل وميوله ورغباته ماذا يحب وماذا يكره، ومن المهم أن تكون على طبيعتها دون زيف أو تكلف لأن مثل هذه السلوكيات سرعان ما تنكشف بعد الزواج مما يسبب المشاكل وانهيار الحياة وأن تدرك حجم ومعنى المسئولية الزوجية وكيفية الاعتناء بنفسها وزوجها وبيتها فى آن واحد، كما أنه من الضرورى وجود توافق بين الطرفين من الناحية المادية ، الاجتماعية والثقافية وأن يكون السن متقاربا حتى لا تحدث فجوة فى التفكير وتباين فى ردود الأفعال.
أن هناك عدة أمور تساعد فى نجاح تلك الفترة إن توفرت فى الطرفين وهى: الاحترام والتقدير المتبادل بينهما والمشاركة والتشجيع، تقبل وجهات النظر المختلفة والاستماع الجيد بكل ود وحب، الصدق والالتزام بالوعود والعهود وعدم إفشاء الأسرار الخاصة، وضع حد لتدخل الأهل وعدم المبالغة فى اظهار العيوب، المرونة والتسامح وعدم محاسبة الطرف الآخر أو إهانته أمام الآخرين.
وأيضاً هناك بعض الأمور التى قد تنهى العلاقة وتدمر الحياة الزوجية ما إن وجدت فى أى منهما كالبخل والشك والغيرة الزائدة المرضية وإهمال النظافة الشخصية، الخرس الزوجى وكثرة الكذب وتزييف الأمور مما يجعل الطرف الآخر فى حالة من الضياع وعدم الاستقرار النفسى أو الشعور بالأمان أيضاً، وكثرة الشكوى وتدخل الأهل وإعطاء مساحة لهم أكثر من اللازم.
*****
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.