من هذه؟
أنظر في المرآة وأتساءل، من هذه؟
أحاول أن أستجمع قواي
الجميع ينظر إليّ ولا يرى ما بداخلي
أنظر من جديد، أنظر إليّ ككل
لا أتجاهل أجزاءً مني هذه المرة
أنا؟
أنا كل الأشياء وعكسها
أنا المحاولات غير الناجحة
أنا الابتسامة المنكسرة
أنا الطفولة غير المكتملة
أنا الحديث شديد العشوائية
أنا التعثرات
أنا الرحلة
أنا الألم
أنا الإبنة
أنا الصديقة
أنا القصة
أنا الحلم
أنا الحقيقة
أنا الرجفات
أنا البكاء
أنا الضحكات
أنا البيت الدافئ
أنا الشمس
أنا العاصفة
أنا المحاولات من جديد
أنا كل ما هو عكس اليأس.
في يوم مضى
طلبت مني أمي أن أحضر حذائي
وأن ألحق بها
صعدت السلالم وأسرعت عائدة به
وإذا بأمي قد رحلت بدوني
عدت إلى البيت
مرتدية حذائي
حاملةً خيبة الأمل.
تعثر أم سقوط؟
أبي لا يحب استخدامي لكلمة "سقطات"
أكررها مرارًا وتكرارًا
في كتاباتي وفي حياتي
سقوط هنا وسقوط هناك
حتى يهيأ لي أن الهاوية بانتظاري
حفرة تبتلعني
تقسم أنها المكان المناسب لي
سقطات في الماضي تشل حركتي
سقطات محتملة تجردني من عقلي
كثيرًا ما أنسى
الماضي لا أستطيع تغييره
مهما حاولت وتمنيت
واليوم بجماله وقبحه
هو نتيجة للماضي
لا أحد بلا ماضٍ
لا حدث بلا بداية
اليوم بفرحته وحزنه
هو نتيجة السقطات
السقطات التي لا يجدر بي تجاهلها
السقطات التي لا يجدر بي نسيانها
وكأنها لم تحدث قط
وكأن ركبتي لم تُدمى
من وقع السقوط
من ملامسة أدنى درجات الحضيض
سقطاتي تطالب بحقها
ستصرخ في وجهي
ستفرح عندما أحكي عنها
ستتعلق بي كأنني سبيلها الوحيد للنجاة
سقطاتي تطالب بحقها
بكونها جزء مني
لا يستحق أن يُمحى
وكأنه لم يحدث قط
وكأن جسدي لم يتجمد
وكأن عقلي لم يهرب مني
وكأن روحي لم يملأها اليأس
وكأنني كلي لم أكن غريبة عني
من وقع السقوط
أبي لا يحب استخدامي لكلمة "سقطات"
يحاول تذكرتي
أنها فقط
تعثرات.