Darebhar

شارك على مواقع التواصل

هيثم حسين
نجمة كاترين

إهـــداء
إلى كل من يئس وظن أنها النهاية ثم قام من جديد ليتحدى نفسه ليصمد من جديد..
أهدي الكتاب إليك...

إلى العمال الذين يجلسون على الطرقات في انتظار أي عمل يومي ويتصبب منهم عرق الإجهاد..
أهدي الكتاب إليكم...

إلى كل شخص دفع ثمن هذا الكتاب..
أهدي الكتاب إليك...

إهداء خاص إلى أمي الحبيبة الغالية..
رحمة الله عليها...


مقدمة
إن أصعب الأوقات التي يمر بها الإنسان على الإطلاق هي فقدان الشغف والرغبة في الحياة، ليس بالضرورة التفكير في إنهاء حياته، لكنة يعيش حياةً بلا طعم ولا ألوان فيصبح يرى الحياة رمادية باردة، حياة بلا روح.
ولا يرغب في أي تجربة جديدة تزيد من رصيد إحباطه الذي قد اكتفى منه بالفعل.
وإن الخوف من الفشل هو أكثر شيء يجب الابتعاد عنه وعدم التفكير فيه لأن من بين كل عدة محاولات فاشلة..
نجد محاولة ناجحة.
ولا تندم على أي خير تفعله، فإن الخير يبقى كأنك تغرس بذرة فتصبح شجرة مثمرة وسيحين الوقت الذي تسقط عليك تلك الثمرة دون طلبها وفي وقتها المناسب...
نحن لم نخلق لنهزم بل خلقنا لنحاول ونحاول ونهزم كل مستحيل
وعلينا أن نعطي الحياة حقها لأنها تستحق أن ننظر لها بعين الاهتمام.
وعلى كل شخص أن يعطي كل لحظة حقها.
علينا أن نخرج من تلك الدائرة التي فيها راحتنا ونخوض تجارب جديدة ونذهب إلى أماكن جديدة ونتعرف على أماكن جديدة. إن كل مكان تذهب إليه يضيف إليك وإن كنت ذو شخصية قوية بالتأكيد ستضيف إليه أنت أيضًا. وإن كل شخص تتحدث معه بالتأكيد سيضيف إلى خبرتك وستأخذ تجربته في الحياة وتخزنها كمرجع لك تسترجعة في الوقت المناسب. ربما تشعر أنك غريب في مكانك الحالي، لذا، عليك البحث والبحث لتجد المكان والناس الذين تنتمي لهم، بالتأكيد هناك مكان وأشخاص يمكنهم احتواءك.
وإلا ما قال الله تعالى في كتابه:
"إنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا" (سورة النساء الآية 97)
أي أنك إن شعرت أن الأرض ضاقت بك فعليك الذهاب إلى مكان آخر.
وليس المعنى هنا أن تذهب إلى خارج البلاد.
ابدأ بالحي ثم المدينة ثم المحافظة.
إن هناك أماكن شتى يمكنك الهجرة إليها
لقد هاجر الرسول عليه السلام لما ازداد الأذى على المسلمين. هاجر لما شعر بأن الأرض ضاقت به ومن معه من المسلمين، ولم يهاجر هربًا من الأذى. انما هاجر ليجد أرضًا جديدة وأناس أخريين يمكنه العيش معهم.
ولهذا لنا فيه عبرة. فكان من الممكن أن يدعو الله بحدوث معجزة ما ويبقى مكانه لكن ما حدث هي رسالة لنا. لقد هاجر الرسول من مكان إلى مكان داخل شبه الجزيرة.
ليس معنى ذلك أن تهاجر إلى بلد أخرى، فما المانع مثلًا من الهجرة الداخلية؟ إن مصر بها أماكن بكر شتى تصلح للعيش والزراعة.
لعلكم تفقهون.
علينا النطر إلى الأمور من منظور مختلف.
ولكن أولًا عليك أن تعتزل ما يؤذيك.
ومن الصحيح أن يتم احتساب أعمارنا بعدد المواقف الصعبة التي عشناها، والأماكن التي ذهبنا إليها، والأشخاص الذين تعرفنا بهم طوال حياتنا، وعن مدى اصابتنا في اختيارتنا.

* * *
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.