مثل كل يوم في هذا الوقت من العام.. انه شهر يوليو من العام ٢٠٢٢.. شمس ساطعة طقس حار.. انه صيف القاهرة.
الساعة الآن السادسة صباحا يرن جرس منبه الهاتف المحمول لاستيقظ وأبدأ يوماً جديدا متكررا روتينيا لا يوجد به أي أحداث جديدة تذكر سوي الذهاب إلى العمل والعودة الي المنزل في الخامسة مساءا.. حياة لا يوجد بها سوي الملل والروتين المتكرر يا لها من حياة سخيفة.
لقد نسيت ان اعرفك بنفسي
ـ أسمى خالد حسين المرعشلي.. أبلغ من العمر خمس وثلاثون عاماً.. اعمل موظف بأحد البنوك. اعيش وحيدا حيث انني غير متزوج.. ولقد مات والدي منذ خمسة عشر عاما وماتت والدتي منذ عامين وانا ابنهم الوحيد..
ماذا؟؟
نعم انا غير متزوج.. تريد أن تعرف لماذا سوف أخبرك لاحقا فأنا الآن على عجلة من أمري حتى لا اتأخر على عملي فأنا اسكن بعيدا عن البنك فيما يقرب من الساعة والان سوف اتناول كوبا من الشاي مع السيجارة قبل أن أغادر... نعم فأنا من مدمني الشاي والسجائر وأحيانا القهوة.. سوف انزل الآن إلى عملي.. يوم عادي كالعادة ممل في تفاصيله.... لا يكسر الملل سوي صديقي المزعج يوسف فهو زميلي في البنك وصديقي الوحيد. بعد انتهاء العمل نذهب سوياً لتناول وجبة الغداء ونجلس بعض الوقت سوياً ثم يمضي كل منا في طريقه الي بيته لكي ننام ثم نستيقظ لنبدأ يوم ممل جديد.. استيقظت كالعادة وفي نفس الميعاد .. كنت احتسي كوب الشاي كالعادة وادخن سيجارتي واستعد للذهاب إلى عملي .
ما هذا؟
انه جرس الباب... من سيأتي الي الآن في هذا التوقيت... انه مبكرا جدا... حسنا اني قادم دقيقة واحدة.
اعتقد انه صديقي المزعج يوسف فهو أحيانا يأتي في هذا التوقيت لكي نذهب سويا الي البنك
انه مزعج ولكنه طيب القلب..
حسنا يا يوسف اني قادم.. اتسائل دائما متى تكون عاقلا وصبورا يا يوسف.
فتحت الباب ولكن أين يوسف...
لا يوجد أحد بالباب.. يا لأطفال الجيران المزعجين. هل يوجد طفل مستيقظ في هذا الوقت المبكر لكي يلعب ويزعج جيرانه بهذه الطريقة. يضرب جرس الباب ويجري ويختفي..
ما هذا!!؟؟؟ انه ظرف ابيض وضعه أحدهم على الأرض أمام الباب. هل هو خطاب أرسل عن طريق البريد؟؟
هل يوجد أحد في هذه الأيام يرسل خطابات في البريد مع تطور وسائل الاتصالات وهل يوجد ساعي بريد في ٢٠٢٢؟؟ شئ غريب حقا
اخذت الظرف وفتحته.. ما هذا... إنه مفتاح ومعه شئ معدني على شكل قرص صغير يشبه القلادة ومعه ورقة..
مفتاح كبير الحجم وشكله غريب وعجيب كأنه من العصور الوسطى وهذه القلادة المعدنية عليها نقوش غريبة... نجمة سداسية ورأس جدي وفي الجهة الأخرى نقوش غريبة كأنها حروف للغة قديمة غير مفهومة
فتحت الورقة لاقرأها.... مكتوب فيها كن أنت أنت وعد إلينا وأنتظر..
ماذا يعني هذا الكلام... يالها من مزحة سخيفة... من الذي ارسل هذا الظرف..