Qaed

شارك على مواقع التواصل

انها الساعة الثامنة صباحا في اوتاوا عاصمة كندا.
حيث الشمس الذهبية الساطعة ورائحة الاشجار والازهار المنعشة الجميلة مع تغريدات العصافير
من فوق الاشجار المحيطة بسوق اوتاوا. حيث ابتدى الناس في القدوم الى السوق حيث كان اصوات
البائعون المرحبة بالزبائن مع اصوات الموسيقى والاخبار الصباحية الصادرة من المتاجر والمقاهي
والمطاعم حيث ابتدوا بالجلوس لتناول الافطار والتفاؤل والامل، في هذا اليوم الجديد.
كان العمال في متجر كومار يحملون الصناديق المختلفة من المواد الغذائية القادمة من الهند الى الشاحنات
لتوزيعها على المتاجر والمطاعم.
كان كومار يشاهدهم بسعادة ويوصيهم بالحذر وهم ينقلون الصناديق " هيا ياعمال اسرعوا".
ضحك العمال الذين كانوا من الاسيويين وصاروا يضهرون لة الاحترام " سيد كومار قد تصبح غنيا
من تجارة الاغذية... أكيد سوف تزيد ترواتبنا وتعطينا علاوات هاهاها ".
كان كومار شاب في الثلاثين من العمر أسمر البشرة وطويل القامة، نحيف وذو جسم قوي
يلبس قميص ابيض وبنطلون ازرق غامق.
كومار " لاتتاخروا عن وقت الغداء فالمطعم سوف يوصلها لنا.. وهي لكم جميعا بالمجان ".
وفجأة سمعوا صوت صراخ.
كات إنديرا في الشارع تصرخ بغضب " أعيدوا لي ارضي... أنتم سرقتم أرضي... أعيدوا
لي باكستان وبنغلادش ".
كانت امراءة ضخمة شقراء تقف مقابلاها مع مجموعة نساء ورجال من مختلف الجنسيات
ينظرون اليها باستغراب " أي أرض... وماشأننا نحن ".
إنديرا: أنتم دولة بريطانيا أصدرتم قرار تقسيم الهند، يجب ان تعيدوا لي أرضي
أو سوف آخذ منكم قطعة أرض وضمها الى بلادي الهند.
غضب المجتمعين وكانوا مندهشين.
فقال أحد الرجال " انت لاتمزحين... ماهذا الكلام الغريب ".
أشارت إنديرا باصبعها نحوهم بتحدي وغضب " هل تظنون اني لاأقدر عليكم... ان الهند
دولة نووية ولديها اصدقاء واستطيع ان اهزمكم ".
ضحك أحد الرجال " اهدئي.. لم يمسك أحد بسؤ ".
جاء كومار نحوها راكضا " ماذا حصل ياحبيبتي ".
نظرت الية إنديرا بضجر " إنهم طوال الوقت يستهزؤن علي ويقولون لقد قسمنا دولتك ".
أحس كومار بالغضب والألم واحمرت عيناة وهو ينظر في عينيها وتمالك نفسة " اهدئ
هيا تعالي وادخلي في المتجر ".
فسار معها وهو يهدئها ويمازحها وفي هذه الاثناء تفرق المجتمعين.
كانت إنديرا فتاة في الرابعة والعشرون سمراء وجميلة، ذات جسم ممتلئ مثير وطويلة.
وتلبس الساري الهندي الاحمر المزين بخيوط ذهبية زاهية.
تقدم نحوهم عامل من المتجر وهو ينظر اليهم بقلق " هل من مشكلة ".
كومار: لا...لامشكلة فقط إنديرا غاضبة.
دخلوا الى المتجر وتوجة كومار وزوجتة الى غرفة المكتب.
كان المتجر كبيرا حيث تتكدس فيها الكثير من الاكياس والصناديق التي تحتوي على أغذية
من أنواع مختلفة حيث الارز بانواعها والحبوب المختلفة وانواع البهارات والمعلبات المنوعة.
جلس كومار على الاريكة المخملية الحمراء الوثيرة مقابل إنديرا، حيث كانت الغرفة فخمة
فيها تلفزيون وسجادة حريرية مزينة بلوان القوس قزح وجدار بلون البيج وطاولة حولها ستة كراسي ومنضدة
حديدية مصبوغ بلون الذهبي وبها نافذة تطل على الشارع.
كومار: ماذا تشربين يازوجتي العزيزة؟.
إنديرا: عصير.
ضغط كومار على زر الجرس فدخل عامل " مرحبا سيد كومار... ماذا تطلب ".
كومار: يا جيتندر احضر لنا كأسين كبيرين من عصير الفواكة المشكلة.
جيتندر: حسنا سيد كومار.
كان جيتندر رجل اصلع في قمة راسة متوسط الطول وسمين، أسمر البشرة في الخمسين من العمر
ويلبس زي الخادم وهو قادم من الهند.
كومار: لماذا جئتي هل مللت من الجلوس في البيت؟.
إنديرا: بالضبط.
كومار: انصحكي بان تمارسي هواياتكي او تذهبي الى الاندية النسائية او تمارسي الرياضة.
إنديرا: حسنا.
دخل جيتندر ووضع لهما العصير على الطاولة " أود ان أقول... ان تصرفات إنديرا غير لائقة
هكذا لن يتعاملوا معنا وسوف نخسر زبائننا ".
ضحك كومار " شكرا لك... اذهب الان ".
نظرت إنديرا الى جيتندر وهو يخرج من المكتب " لقد مرت لنا سنة على وجودنا في كندا
كيف حال العمل هل نحن في ربح أو خسارة ".
نظر اليها كومار مهموما " يجب ان نصبر الى أن يزداد عدد الزبائن... هناك الكثير من المتاجر
المنافسة ".
إنديرا: ولماذا الصبر... هل المشكلة في الأسعار... يمكن ان نخفض أسعارنا.
كومار: هكذا يعني بضاعة أقل جودة... ان الحياة في كندا عالية وغنية.. والمواطنون يهتمون بالجودة.
إنديرا: يجب أن نكتسح السوق، ان هناك ملايين الاطنان في أسواق الجملة الهندية.
صار كومار يفكر " سوف أستخدم موظف تسويق اضافي ".
مرت ساعة وهما يتحدثان ويمزحان فدخل عليهما السكرتير " سيد كومار إن هناك السيد جون
يريد ان يقابلك وهو صاحب سلسلة متاجر ".
كومار: دعة ينتظر دقيقتان ثم ادخلة.
فنظر الية السكرتير نظرة شوق وأمل وحرص وقلق وهو يهز راسة بالايجاب.
نظر كومار الى زوجتة " سوف آمر احد الموظفين ان يوصلك الى البيت بسيارتي ".
ونظر اليها بحب " سوف أشتري لك سيارة ".
شعرت إنديرا بالسعادة الغامرة " ولكن لا أحمل رخصة سياقة ".
كومار: اطمئني سوف الحقك بمدرسة تعلم السياقة والان اذهبي الى سيارتي وسوف يوصلك.
قامت إنديرا بفرح وقبلت كومار وودعتة فقام كومار وذهب وجلس خلف منضدتة، وسمع دق
على الباب ودخل السكرتير ومن خلفة شاب أشقر طويل، لة جسم رياضي رشيق ممتلئ ويلبس
بدلة سوداء.
" انة السيد جون " فقام كومار من خلف منضدتة وصافحة ورحب بة " اهلا وسهلا بالسيد جون
تفظل ". داعيا لة بلجلوس على الاريكة وجلس مقابلة متوددا " كيف أخدمك ياسيدي العزيز ".
جون: أنا عندي سلسلة متاجر وأود أن أشتري الحبوب الهندية ذات الجودة العالية والباهارات الطازجة.
ابتهج كومار" أستطيع أن البي جميع احتياجاك وبكل الكميات المطلوبة وبسرعة ".
جون: عظيم... سوف ياتي اليك مسؤل المشتريات وسوف يتحدث معك في مواضيع الأنواع والجودة
والأسعار.
كومار: بالنسبة للأسعار... فأنا ممكن أن اعطيك أرخص الأسعار وايضا اقدم بونص وتخفيضات ومهلة
سداد لمدة سنة.
ابتهج جون وهدئ وارتاح في جلستة " سمعت أن لك قريب نائب في الكونجرس الهندي ".
ضحك كومار " آه... نعم انة عمي السيت أجيت ".
جون: هل سمعت خبر ان حجم التجارة بين كندا والهند بلغت اثنتى عشرة مليار دولار.
ابتسم كومار وهو يفكر بسرعة " نعم وانة ممكن أن تصل الى أكثر وأكثر ففي الهند الكثير
من المصانع والمنتجات ذات الجودة العالية ".
جون " أتمنى أن ننجز صفقاتنا باسرع وقت ممكن " فأخرج كارت من جيب سترتة وأعطاها
لكومار " تفظل هذا كارتي... وتستطيع أن تتصل فيني في أي وقت ". ثم قام جون من مكانة.
كومار: بهذه السرعة... كنت قد شربت قهوة أو شاي.
جون: لاوقت لدي شكرا لك.
فقام كومار ورافق جون الى سيارتة وهو مظهرا لة اشد الترحيب والاحترام.
في هذه الاثناء كانت إنديرا في البيت تشاهد التلفزيون.
كانت متشوقة ومتلهفة في مشاهدة البرامج والمسلسلات الكندية والامريكية المختلفة وكان بجوارها
على الطاولة مجموعة كبيرة من الصحف والمجلات المحلية والامريكية في مختلف المواضيع.
قررت أن تعد لنفسها كوب شاي، فقامت ودخلت المطبخ فقد كان بيتها مريحا وجميلا مكون من طابقين
وفيها نوافذ كبيرة ومطبخ كبير وحمامين وغرفة الجلوس وغرفة للراحة وفي الطابق العلوي صالة
وغرفتين نوم، ويحيط بها مساحة خظراء صغيرة، كان كومار قد استاجرها.
جهزت الشاي وقررت أن تجلس على الاريكة بالقرب من النافذة لتسمتع باشعة الشمس الدافئة.
رأت جارتها " مرحبا سيدة جاكلين... كيف يومكي ".
أشارت جاكلين بيدها محية لها وهي ذاهبة الى الى سيارتنها " مرحبا إنديرا، تفظلي زوريني ".
إنديرا: اين سوف تذهبين؟.
جاكلين " سوف أذهب لجلب الصغار من المدرسة... على فكرة هناك عائلة هندية من بنغلادش
تعيش في البيت عند الزواية "، وأشارت بيدها نحوهم.
إنديرا: من بنغلادش... وماذا يفعلون؟
جاكلين: ان زوجها موظف في البنك لقد أتوا للتو من داكا.
كانت جاكلين امراءة طويلة شقراء ذات عيون زرقاء في الاربعين من العمر وتلبس بنطلون جينس
وبلوزة وردية.
إنديرا: اللعنة هؤلاء... لقد لقد أخذوا حصتي ووظيفتي وأرضي، يجب أن يعطوني ايها جميعا.
استغربت جاكلين " قد تكونين غير راضية عن استقلال بنغلادش عن الهند ولكن هذا حصل
في زمن بعيد سنة 1947.
إنديرا: نعم معلوماتك التاريخية صحيحة وكانت تسمى باكستان الشرقية حتى سنة 1971 انفصلت
عنها ولكن تظل هي أراضي هندية وأيضا باكستان وسوف نعيدها يوما ما.
ان الأمر مغيض ان يكون شخص من داكا وليس الهند موظف في بنك في كندا.
جاكلين: اهدئ يا إنديرا... لعلك تمزحين أو أنت ثملة... سوف أذهب لجلب الاطفال.
وركبت سيارتها بقلق وانطلقت.
قامت إنديرا من محلها وذهبت الى المطبخ وشربت كوب ماء بارد، فرن جرس الباب
" هذا أنا كومار افتحي ياحبيبتي ".
فتجهت مسرعة الى الباب وفتحتها، كان كومار حاملا صينية كبيرة مغطى بالقصدير
" لقد احضرت الغداء ".
دخل كومار ووضع الصينية على الطاولة في غرفة المعيشة " انة أرز مع خاروف صغير
مشوي على الفحم ".
ضحكت إنديرا " رائع ".
كومار: ان امور المتجر سوف تتحسن بسبب صفقات محتملة... كبيرة وسوف يكون الربح كبيرا.
هدأت إنديرا وصارت تقطع الخروف بالسكين وتضع قطع منها على صحن كومار.
إنديرا: ما هو اخبار عمك اجيت؟.
كومار وهو ينظر الى صحنة الممتلئ بسعادة " تستطيعين معرفة أخبارة من خلال التلفزيون
الهندي فهم يبثونها مباشرة أيام انعقاد جلسات الكونجرس ".
ضحكت إنديرا وجلست تنظر الى كومار باعجاب وهو يأكل " هل احضر لك كأس الويسكي".
كومار: ليس الان... لقد هددني اليوم أحد الباكستانيون بالقتل.
أصاب إنديرا الخوف " ولماذا؟ ".
كومار: يقول لماذا لاترجع لنا أراضي اقليم كيشمير المحتجزة لديكم.
إنديرا: وماذا قلت لة؟.
ضحك كومار " قلت لة حسنا سوف اعطيك ايها... ثم بلغت الشرطة بعد ان صورتة بكاميرا هاتفي.
هدئت إنديرا " وماذا حصل ؟".
أصاب كومار الحزن " قالت الشرطة انهم سوف يحاسبونة بعد ان أفاد العاملين انة كان يهدد
وفي يدة سكين فقبظوا علية ".
ابتسمت إنديرا " رائع... انهم مجرمون وأصحاب جهاد اسلامي يروعون كل العالم ".
كومار: في النهاية سوف يطردون اصحاب الإرهاب من كل العالم وسيكونون داخل
بلدانهم... فقراء.
إنديرا: كل هؤلاء ينعمون بأرضي، كل هذه السنوات الطويلة. قل لعمك النائب ان يعملوا
حركة عسكرية وأن يعيدوا أرض باكستان وبنغلادش.
كومار: غير ممكن لانهم مسجلين في الامم المتحدة كدول مستقلة ذات سيادة وشرعية
وأي اعتداء سيكون غير قانوني في مجلس الامن مما قد يتدخل الدول معهم ضدنا في مواجة.
صار وقت الليل وكان كومار وإنديرا نائمان... كانت الغرفة مظلمة فكومار يحب النوم في الظلام.
فجأة سمع صوت تكسر الزجاج، فنهض وأيقض إنديرا " انهضي... إنديرا... هناك خطر ".
صحت إنديرا مذعورة " ماذا حصل؟ ".
كومار: سوف اذهب لكي ارى.
فنزل من على السلم ببطئ وهو خائف وأشعل الأضواء فوجد حجرا اخترق النافذة ولكن الفتحة
كانت صغيرة.
نزلت إنديرا " ماذا كان هنا ".
كومار: اذهبي واتصلي في الشرطة وأنا سوف أرى ماذا هناك، هيا اسرعي.
ركضت إنديرا الى الهاتف وخرج كومار من المنزل رأى شخص ملتحي خلف سياج بيتة
فصرخ كومار " من هناك ".
فرد علية رجل " ماذا كانت تقول زوجتك اليوم... لقد كانت تقول ان بنغلادش لها والمواطنون
وانهم سرقوها وهي احق واولى بكل شيئ... أنا عبدالله المجاهد... وسوف أقتلكما ".
وفي هذه الاثناء صار الجيران يشعلون الاضواء وينظرون من النوافذ وخرج بعضهم
وكانت سيارة الشرطة قد وصلت فحاول عبدالله الهروب ولكن رجال الشرطة قبضوا علية.
تقدمت جاكلين نحو كومار " لاباس... لقد قبضوا على المجرم السفاح ".
وتقدم أحد رجال الشرطة نحو كومار وصار يستجوبة.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

فصول العمل

الفصل الاول
اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.