شمعة فرح

شارك على مواقع التواصل

كانت هناك فتاة صغيرة تدعى عهد تحب الرقص والغناء، وفي يوم كانت تتنزه في مرج جميل قريب من منزلها وهي ترقص وتغني فجأة تعثرة بحجر صغير ووقعت أرضاً، ذاك الحجر غير حياتها إلى الأبد، جعل من هذه الفتاة ذات العشرة أعوام بطلة خارقة مثل أبطال القصص المصورة، فنظرت حولها تريد أن تعرف ما الذي تعثرة به، فوجدته حجر صغير يشع؛ أمسكته وفجأة طارت الى السماء كأنها طائراً مهاجر؛ يصارع الرياح العاتية محاولاً الوصول لسربه البعيد، لكنها تراجعت خوفاً من ما يحدث، ولكن لم يستمر ذلك الخوف طويلاً عندما رأت منظر غروب الشمس المهيب. سمعت صوت من بعيد ينادي عليها، أين أنتِ ياعهد؟ وقد كان هذا صوت أبويها قالت: كيف أنزل الآن وأنا محلقة في السماء وقبل أن تنهي جملتها وجدت نفسها تنخفض شيء فشيئاً حتى وصلت الأرض سالمة، ركضت نحو منزلها بكل سرعتها
ووقفت بجانب أمها فسألتها أين كنتِ؟ لم تستطع أن تخبرها بأمر الحجر أكتفت فقط بقول أنها كانت تلعب في المرج المقابل لنهاية القرية
وبختها أمها كثيراً وقالت: تلك المنطقة خطيرة جداً وممنوع الإقتراب منها، نظرت بخوف لأمها وقالت: لماذا أمي؟
- يقولون أنها مسكونة وهناك أصوات تخرج منها وكل شخص يدخلها يختفي ويجدونه بعد أيام فاقداً للإدراك.
- بخوف شديد أين أبي؟
- ذهب للبحث عنكِ.
غادرت مسرعة للبحث عنه أدركت أن هذا الحجر الذي عثرت به، قد يكون مسحور فأمسكته وقالت: أين أبي أعرف أنكَ تستطيع سماعي وفهمي ؟ وتعلم أي مكانه؟
فصدر منه صوت كطنين اصابها بطرش مؤقت.
سقطت على الأرض وهي تتلوى تدفقت قوته لجسدها وتحولت إلى إمرأة ناضجة في غمضة عين.
ذلك الصوت أخبرها أنها لن تعود كما كانت وأن حياتها ستتغير كلياً دون عودة.
لن تكون هناك عهد بل طيفها فقط، دون هوية لا تنتمي لأي مكان ولا أيّ أحد.
كانت هناك قرية ملعونة حكم عليها مرج شرير ببأس وشقاء.
عاقبها على أفعالهم نكراء التى تشمئز منها العقول.
لقد أتهموا صفلة صغيرة وبريئة بسحر وأحرقوها حية،غضب المرج وعاقبهم بضياع.
ولن يفك السحر إلا بتضحية بشرية ليرفع عنهم لعنته.
فلم يجدون غير عهد لك يضحون بها .
لماذا عهد دون بنات القرية كلها !
من تكون عهد لك يضحون بها!
عهد فتاة محبة للحياة والخير تعيش في كوخ متهالك مع اسرتها في أظراف القرية.
فلحقت بها أمها فقابلت إمرأة واقفة في طريق المؤدي لذاك المرج العجيب.
فسألتها من أنتِ؟ هل رأيتِ فتاة صغيرة مرت من هنا؟ لماذا أنتِ واقفة هنا ومن أين جئتي!
نظرت لها وقالت: عهد لن تعود ابداً.
- ماذا قلتِ؟
- قلت لقد ذهبت عهد ماتت لم يعد لها وجود.
فتركتها وغادرت بحثاً عن أبيها بقيت الأم متسمرة في مكانها تراقب إبنتها الوحيدة وهي تطير مبتعدة عنها، أحست في تلك لحطة انها فقدتها إلى الأبد وأن إبنتها ماتت.
رجعت لبيتها وكأن شيء لم يكن، وفي المساء أتت عهد مصتحبةً أباها، عندما رأتهما أمها أخذت بيد زوجها وأدخلته وأغلقت الباب في وجه عهد.
كأنها إمرأة غريبة عنها ولا تمت لها بصلة.
نظرت عهد نحو الأسفل ودموعها تملأ مقلتاها فهمت في تلك اللحظة أنها أصبحت يتيمة؛ رغم أن والداها على قيد الحياة. أنقطع في ذاك المساء الموحش البائس أخر رباط له بالإنسانية أصبحت مجرد ذكرى فتاة كانت تحب الغناء والرقص وتملئ الدنيا فرحاً وسعادة قالوا: أن طيفها يتراقص في ذاك المرج المشؤوم كل مساء .
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

فصول العمل

حكاية عهد
اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.