a888li

شارك على مواقع التواصل

مُرسَل رِسالة الفَتَى
في يوم الْجُمُعَةِ الساعة الحادية عشر ليلاً ، حان موعد مُناوَبة الممرض فيصل مع مجموعة مَنْ زُمَلائه.
فيصل إِنسان سريع الإنفعال ؛ قد يكون بسبب الظروف الَّتي
مَرِّ بها ، فهو كان وحيد وَالِدَيْهِ يعيش في سلام حَتَّى اِنْفَصَلَ والِدهُ عنهم !... بعد حِين توفى الله وَالِدَتَهُ.
لا أطيل عليكم فقد أكتشف فيصل لاحقاً السبب فيما حدث لعائلته هو عملٌ شرير قامت بهِ عمته لتَّفرقتهم.

علي وهو يكتب القِصّة "السابقة" ، سَمِعَ صوت جَدّهُ وهو يُلْقِي التحيّة على الجميع....
أَسْرَعَ علي في إِخْفَاء جهاز الكمبيوتر الذي كان يكتب عليه ، وأمسك بيَدِهِ جهاز الإنذار "الذي ينبه الممرضين عند حدوث مشكلة ما " ، أمسكه كأنه يمسك بعزيز عليه حتى لا يسقط من أَعْلَى الجُرْفِ...
خَطْوات بسيطة وسوف يصل جَدّهُ إليه ... شعَرَ علي بالبرد الشديد الذي يشبه الوميض وكأنه شحنات كهربائية ، يَدَيْهِ ترجفان لا أظن بأنهن أقل من رجفان قلبه!.
خبَّأَ يَدَيْهِ مع جهاز الإنذار تحت اللِّحَاف ، وإذا بجَدّهُ يدخل ببطء ، وتنرسم عليه اِبتِسامة أشد خُبثاً من قبل !...

ينظر الجد لعلي بنظرة ثَاقِبَة تتوغل في ذهن علي وتثقب كل نسيج في جسدة ...
علي "محاولاً التخفيف على قلبه": أهلاً جدي أعتذر لك عن ما......
الجد "مقاطعاً": لا بأس أعلم بأنك تتألم ، ولكن صدقني لن يدوم طويلاً.
علي: الله في كل مكان يحرسني يا جدي هو أقوى من كل شيء ..
الجد يصمت ويستمر بالتبسم!
علي "يخلق من الضعف قوة":
هل فتحت الباب يا جدي حتى يدخل لنا هواءٌ نقي.
الجد "تختفي الابتسامه عن وجهُّ": قلت لك لن يدوم طويلاً.
يقترب الجَدُّ مَنْ سرير علي حتى أَوْجَسَ في قلبه بأن هنالك شيٌء سيحدث ، ضغط على الجهاز بسرعة...

فتدخل الممرضة مريم وهي تقول : هل تحتاج شيءً يا علي ؟
يرد الجد بسرعة : لا يا ابْنَتِي لقد ضغطته أنا بالخطأ.
علي فكر هنا قبل أن يتحدث بشكل سريع وقال في نفسه: سوف ينتقم مني أن قلت شيءٍ ما عن جدي ولن يصدقني أحد .
علي "للمرضة بصوت يجلب الشفقه" : نعم لقد حدث ذَلك ولكن بما أنكِ هنا لماذا لا تسمحين لي بالخروج قليلاً أنني أشعر بالملل الذي سوف يزيد من مرضي.
الممرضة: حسناً علي ولكن فقط في ممر الجناح الخاص بك اتفقنا ؟
علي:بالتأكيد، هذا لطفٌ كبير منك.
يسرع علي للخروج من الغرفة حتى قبل خروج الممرضة ويحمل معه جهاز الكمبيوتر المحمول.
الجد ابتسم مجدداً وقال: سوف أنتظر أنا هنا ، ومثل ما وعدتك لن يدوم طويلاً "بضحكة ساخرة".

جلس علي بجوار المكان الذي يجلس فيه الممرضين وبدأ يكمل قصته ...
وبعد مرور خمس دقائق أحدهم وضع يده من الخلف على كتف علي !!
صرخ علي دون وعي منه..

فيصل وهو يضحك: آسف لقد أخفتك ، أجلس أجلس ...ما هذا الذي تكتبه قصة رعب أم رواية ما ؟
علي "خائفاً": من أنت ؟
فيصل: أنا ممرض هنا اسمي هذا كما هو واضح بالبطاقة.
علي: أعلم بأنك هو !!
فيصل "مُبْهَماً" : لم أفهمك من تقصد؟!
علي "يلتفت كأنه يبحث عن مكان للهروب": جدي أنت الذي تقول بأنك جدي أعلم ذَلك..
فيصل : أجلس وأخبرني عن قصتك من أنت ؟ ماذا حدث معك! أقسم لك أنا لستُ ما يدور في عقلك...

بدأ علي يَأنِس من فيصل حتى جلس بتردد...
علي: لِنْ تَصْدُقُنِي ، ولكن أحتاج حقاً لمساعدتك.
فيصل: لاااا... قُلْ لا تقلق أعدك بأنني سوف أساعدك .

علي "بخوف وحزن" : جدي الذي معي لَيسَ بجدي !
فيصل: ماذا تقول أنني لا أفهمك.
علي : أن جد....
مريم "مقاطعة حديثهم": أوه علي أنت هنا هيا يجب أن تكون على سريرك الآن .
فيصل: مريم أتركيه قليلاً سوف أتحدث معه.
مريم "باِستهزاء": منذ متى تتحدث مع أحد أنت !؟
فيصل: سيكون على مسؤوليتي سوف أتحدث إلى الرئيس.

فيصل "متجاهلاً مريم":حسناً علي أكمل حديثك.
علي "وهو ينظر لمريم": لاشيء.
فيصل "ينظر لمريم بغضب ويقف على قدميه": هل أنتِ حقاً غبية أم تدعين ذَلك!؟ ألا تفهمين !
في هذه الأثناء رحلت مريم وهي تقول : أنت سوف تتحمل المسؤولية الكاملة عنه "وبصوت خافت قالت :أيها الأغبر!.

فيصل : حسناً علي الآن لوحدنا .
بدأ علي بسرد القصة بكامل الأحداث...
علي "بيأس": قلت لك لنْ تَصْدُقُنِي .
فيصل "ممسكاً بيد علي" : من اسم جدك ؟
علي : صالح آل...
فيصل "مقاطعاً": آل يوسف؟!
علي "بإستغراب" : نعم ، هل تعرفه؟

صوت من بعيد ينادي : الممرض فيصل ،الممرض فيصل ..
فيصل: نعم أنا هنا ..
شخص"ربما رئيس القسم": لماذا لا تهتم بشؤونك الخاصة!؟
فيصل: ولكن هذا ...
شخص: لقد طفح الكيل منك ، أرحل من هنا .
فيصل: استمع لي قليلاً أرجوك...
شخص: حسناً سوف أتصل في الأمن.

علي ناولَ فيصل جهاز الكمبيوتر الخاص به.... وقد نَهَشَهُ اليأس حتى لم يتبقى لديه سِوى عظمة واحدة من الأمل...

في صباح يوم السبت الساعة الثالثة فجراً أرسل فيصل رسالة لصديقه بنفس القسم فَحْوَها :"هناك شاب في قسمك اسمه علي رقم ملفه 243568 هل طمئنتني عليه رجاءً؟!

جَاءهُ الرد :"للأسف يا فيصل لقد توفى قبل نصف ساعة ، توقف عمل القلب لديه ولم يستقبل الدماغ دم خلال عشرة دقائق.
جَنّ جنون فيصل وبدأت الأفكار تغزوه...
1 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.