GanaHamada

شارك على مواقع التواصل

قصة: فن اللامبالاة

في بلدة صغيرة تدعى "هادئة"، عاش شاب يُدعى سامي. كان سامي معروفًا بين أصدقائه بقدرته على تجاهل الضغوط اليومية والمشاكل التي تواجهه. كانت حياته بسيطة، حيث كان يعمل كموظف في متجر صغير، لكنه كان يعيش حياة مليئة بالراحة النفسية.

كانت البلدة تعج بالناس الذين كانوا دائمًا مشغولين بالتفكير في المستقبل أو القلق بشأن الماضي. كان الجميع يتنافسون على تحقيق الأهداف السريعة والنجاح، لكن سامي كان يملك سرًا لا يعرفه الآخرون: فن اللامبالاة. لم يكن يعني أنه لا cares about anything، بل كان يختار بحكمة ما يستحق اهتمامه.

ذات يوم، جاء إلى المتجر رجل مسن يُدعى أبو علي، كان يعاني من مشاكل صحية وكان يعبر عن قلقه حول الأمور التي لا يستطيع السيطرة عليها. جلس سامي مع أبو علي وأصغى له باهتمام. بعد أن انتهى أبو علي من حديثه، قال سامي بابتسامة: "لماذا تهدر طاقتك في القلق بشأن ما لا يمكنك تغييره؟"

أجاب أبو علي بدهشة: "كيف يمكنك أن تتحدث بهذه السهولة؟"

أجابه سامي: "لأنني أدركت أن الحياة قصيرة، وأن القلق لن يغير ما حدث أو ما سيحدث. أركز فقط على ما أستطيع فعله اليوم."

اندهش أبو علي من تفكير سامي. من تلك اللحظة، بدأ يتعلم من فلسفة الشاب. كان يمضي وقته في الأشياء التي تجلب له السعادة، مثل الجلوس في الحديقة مع أصدقائه أو مشاهدة غروب الشمس. وعندما تذكر همومه، كان يتنفس بعمق ويخبر نفسه أنه لا يزال بإمكانه الاستمتاع باللحظة.

مرت الأيام، وأصبح سامي مثالًا يحتذى به في البلدة. بدأ الآخرون يتوافدون إلى المتجر، يسألون عن سر هدوءه وسعادته. كان سامي يبتسم دائمًا ويقول: "إنها بسيطة، تعلمت فن اللامبالاة. اهتم بما يمكن تغييره، واترك الباقي."

بمرور الوقت، بدأ سكان البلدة في تغيير طريقة تفكيرهم. كانوا يتعلمون كيف يتركون همومهم ويعيشون في اللحظة الحالية. كانت هناك ضحكات أكثر وسعادة في كل مكان، وأصبحت بلدة "هادئة" أكثر هدوءًا وسعادة.

وفي النهاية، أدرك الجميع أن فن اللامبالاة ليس عن تجاهل الحياة، بل عن اختيار ما يستحق الاهتمام حقًا. كانت تلك هي الهدية التي قدمها سامي للبلدة، والتي غيرت حياة الكثيرين إلى الأبد.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

فصول العمل

فن اللامبالاة
اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.