شمعة فرح

شارك على مواقع التواصل

في يوم من الأيام، قررت العائلة زراعة شجرة زيتون في وسط القرية، رمزًا للصمود والأمل. كانت الشجرة تمثل القوة والتجذر في الأرض، ومع مرور الوقت، بدأت الشجرة تنمو وتزدهر.
أصبح الأطفال يأتون ليجلسوا تحت ظل الشجرة، ويتحدثون عن أحلامهم. كانت ليلى تخبرهم: "كل ورقة في هذه الشجرة تحمل قصة، قصة نضال، قصة حب، قصة أمل."
مع بداية الصيف، بدأت القرية تشهد تغييرات جديدة. كانت شجرة الزيتون التي زرعتها عائلة الكردي في وسط القرية قد نمت وأصبحت رمزًا للصمود والأمل. كانت الأغصان الخضراء تتمايل بلطف مع نسمات الهواء، وكأنها تحكي قصص الأجداد الذين عانوا من أجل هذه الأرض.

قررت ليلى وياسر أن يقيموا احتفالية خاصة للاحتفال بشجرة الزيتون، حيث ستكون بمثابة تذكير للجميع بأهمية الزراعة والارتباط بالأرض. "دعونا نجعل من هذا اليوم مناسبة لتجديد العهد مع أرضنا،" قالت ليلى بحماس. "سنزرع مزيدًا من الأشجار ونحتفل بتراثنا."

بدأ التحضير للاحتفالية، حيث اجتمع الأطفال والشباب من جميع أنحاء القرية. كان هناك الكثير من الضحك واللعب، وكان الجميع متحمسين للمشاركة في زراعة الأشجار الجديدة. جلب الأهالي شتلات زيتون صغيرة، وبدأوا في زرعها حول الشجرة الكبيرة.

"كل شجرة تمثل جزءًا من أحلامنا،" قالت ليلى أثناء زراعة الشتلات. "هذه الأشجار ستنمو مع مرور الوقت، تمامًا مثل أحلامنا."

بينما كانوا يزرعون، بدأت القصص تتدفق. كان الكبار يحكون عن تجاربهم في قطف الزيتون، وكيف كانت العائلات تجتمع معًا في هذا الوقت من السنة. كانت الذكريات تعيد الجميع إلى زمن بعيد، حيث كانت الحياة بسيطة، لكن القلوب كانت مليئة بالحب والأمل.

ومع اقتراب نهاية اليوم، تجمع الجميع حول الشجرة الكبيرة. كانت الأضواء تتلألأ، وبدأت ليلى في قراءة قصيدة كتبتها احتفالًا بهذه المناسبة. كانت الكلمات تعبر عن حبهم للأرض، وإصرارهم على البقاء فيها. "يا شجرة الزيتون، يا رمز العطاء، سنظل نرعاك، سنظل نحبك."

بعد قراءة القصيدة، جاء دور ياسر ليقوم بإلقاء كلمة. "هذه الشجرة تمثل هويتنا، وتاريخنا. نحن هنا لنثبت للعالم أننا لن نتخلى عن أرضنا، وأن الأمل هو ما يجمعنا."

ومع تصاعد الحماس، بدأت الاحتفالية بألعاب شعبية وموسيقى، حيث عادت الأجواء من جديد إلى الفرح والسرور. كانت الأطفال يركضون حول الشجرة، والضحكات تملأ المكان.

لكن وسط كل هذه الفرح، كانت هناك لحظات من التفكير. تذكرت ليلى أن الشجرة ليست مجرد رمز للأمل، بل هي أيضًا تذكير بالتحديات التي ما زالوا يواجهونها. كانت تعرف أن هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به، وأن النضال من أجل الحرية لم ينته بعد.

في إحدى الليالي، بينما كانت تنظر إلى الشجرة من نافذة غرفتها، شعرت بشعور عميق بالامتنان. كانت تدرك أن كل شجرة تمثل قصة، قصة نضال، قصة حب، وقصة أمل. كانت تعرف أن الأجيال القادمة ستستمر في زراعة هذه الشجرة، وستحافظ على الذاكرة حية.

ومع مرور الأيام، بدأت حركتهم تكتسب زخمًا أكبر. كانت الفعاليات تتزايد، وأصبح هناك دعم من منظمات دولية، مما أعطى ليلى وزملاءها شعورًا أكبر بالأمل.

وفي أحد الأيام، وصلتهم دعوة من منظمة دولية لحضور مؤتمر حول حقوق الإنسان في العاصمة. كانت هذه فرصة لا تعوض لعرض قضيتهم أمام العالم. "يجب أن نذهب!" صرخ ياسر بحماس. "هذه فرصتنا لنشر صوتنا."

توجه الجميع إلى العاصمة، وكانت الأجواء مليئة بالتوتر والحماس. عندما وصلوا إلى المؤتمر، شعروا بأنهم جزء من حركة أكبر، وأن صوتهم يمكن أن يحدث فرقًا.

عندما صعدت ليلى إلى المنصة، كان قلبها ينبض بسرعة. نظرت إلى الجمهور، ورأت العديد من الوجوه التي تعكس اهتمامًا حقيقيًا بقضيتهم. "نحن هنا اليوم لنروي قصتنا، لنظهر للعالم أننا لن نستسلم، وأن الأمل هو ما يجمعنا."

بدأت تتحدث عن شجرة الزيتون، وكيف أنها تمثل صمود الشعب الفلسطيني. كانت الكلمات تتدفق من قلبها، تعبر عن مشاعر الفخر والألم، لكنها أيضًا تعكس الأمل في غدٍ أفضل.

ومع انتهاء المؤتمر، شعرت ليلى وزملاؤها بأنهم قد حققوا خطوة كبيرة. كانت تلك اللحظة تمثل بداية جديدة، بداية لحركة أكبر من أي وقت مضى.

وعندما عادوا إلى قريتهم، اجتمعت العائلة حول شجرة الزيتون، وبدأوا يحتفلون بنجاحهم. كانت الأضواء تتلألأ، والأصوات تتعالى بالضحك والفرح. أدركوا أن الأمل لا يزال حيًا، وأنهم لن يتوقفوا أبدًا عن النضال من أجل حقهم في الحياة.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.