تميال اليخت الأسود صغير من ما؛ جعل بطني يريد اخراج كل ما اكلته .
فاقررت دخول المطبخ، فتحت مبارد، بحثتا بعين عن دواء ،لي دوار البحر ؛إذا اذكر ان امي كانت تضعه هناك. ارتفع الموج من خلفي انا و مبارد ،فا اغلقت باب المبارد بقوة، واهتز اليخت من ضربات الموج ثم سمعت صوت شي صلب صقط على الأرض نضرتو نحو صوت وتتسأل عن ما يوجد داخله فا انا لم الحض وجود هذا دفتر الاصفر مفكرة صفراء توجهت إليها.
لا اعرف لماذا شعرت بفضول نحوها سحبت الكرسي الأول وجلست وضعتاً يدي وفيها المفكرة على طاولة المطباخ الفراغ اسفلها مع اتصلها بخزنات المطباخ فتحتها وبدأت اقراء
المفكرة الصفراء
اشترت هذا اليخت صبحاً وبدأت اشعر ان هناك شخص خالفي دائما عندما ادخل المطباخ.
اليوم الثاني من الاسبوع الثاني
خفت على أطفال منه ، لكنه ليس سبب ما لم يضهر لهم.
الساعة الان ثانية فجرا ذقت ذرعن ما هو ولما لم يضهر لي هذا الأسبوع اما انا من كثرت التفكير؟ ام ام
أو اني جننت او بدات ارء الاشباح .
اشعر بذنب ضلتت قاسية على اطفالي طوال الاسبوع .
اغلقت المذاكره وتذكرت انا واخي شعرنا ان امي اصبحت عصبايه فاجاءة فاالقينا لوم على ابي وعلينا
فلم يخطر ببالي ابداً ان هذا ما حدث معها. اخذت الهاتف واتصلت على رقم اخي وههمت بسؤال
مرحبا "هل تستطيع ان تأتي الي الآن "لان هناك ماتود اخباره به.
الاخ (لا لا أستطيع ،قولي الآن ). بدا كلامه بلامباله ولكنه ترك لي خيار ان اقول او ان اصمط.
سألت في لهفة "هل رئيت شبح في يخت امي من قبل ؟
الاخ : (ماهذا الهراء ،يبدو انكي بدأتي تجنين. انا مشغول الآن ،وداعا).
اغلق الخط قبل ان يسمح لي من تحويل عقلي من رده الاحمق الى محوالت حثه على الإجابة او تذكر فتحت فمي مدشها من صدمه وحلق حجبي كدة ان أطلق سبه لكن ضبط نفسي وتذكرت انها ايضا هي نفسها لم تصدق بعد فمابالك بأخيها.
زادت ضربات القلبي فا أكملت القراءة
رفعت المفكرة الى مستوى استطيع فيه قراء و أكملت.
الأم
تغيبت ابنتي اليوم عن الفصول الأربعة الأخيرة كي تحضر نادي الألعاب الاكترونيه ،أخبرني الشبح الأولً بهذا ثم ابتسم بخبث وقال انها تفعلها من اسبوع تقريبًا اه انا غاضبة حقا كيف لم أعلم، ولكن أكثر ما يئرقني اني اصبحت انتضر نهيات الاسبوع كي أتي لي يخت وتسلي مع شبح.
ان أخبرت احد لم يصدقني وسيعتبروني جننتني لذا قررت استاثر بفكرة جني يخبرني الأشياء التي لا اعرفها واخراجي من دوامت الحياة.
كنت قد نسيت اين وضعت بعض الأشياء، ثم سأل عن ما ذا ابحث فاخبرته ثم احضرها لي مع اني قبل قليل قد قلبت المكان رأس على عقب لكن بلا جدوه.
اغلغت المفكرة ،و راحت ابحر في افكري؛ هل امي جنت ام ان هناك شبح في مكان ؟
ثم رحت اعبث هنا وهناك ادخل المطبخ وقمرة القيادة و كبينة نوم ومخزن محولتن تركيز على اي صوت او ضل او هواء او حركة.
لا لا شي حسنا يبدو أنها كانت تتوهم .سا اخلد لي نوم باكرا اذا ان هذا الهدوء يجعل ،خيلايل تنام .
الاسبوع الثاني
الجمعة
ركضت بسرعة الى يخت كي اقراء المزيد لان ذالك يشعرني كأنها لازالت هنا جلست في كرسي مطبخ مره آخرى ثم شعرت ان هناك شي خلفي تصلبت لي دقيقة ثم هرعت لي صطح مع مذكرة التقط انفاسي لثوني ثم جلست على كرسي وامامي طولة مستديرة ثم ألقيت نضره خاطفة الى داخل تنفست صعداء ثم تركت المفكرة على طاولة و توجهت الى قمرت القيادة و شغلت محرك ورجعت الى سطح وقراءت
الام "تشجرت اليوم مع زوجي بسبب عزوفه عن قدمو معنا الى يخت بسبب مبرات حمقاء حتى ولو كانت عالمية انها نهايات الاسبوع وهو بكاد يجلس معنا خلا أيام الأسبوع انه وقت العائلة الاود نسو ان لهم والد حتى انهم لم يخبروني ان هناك احتفال بيوم الاب حتى أخبرني شبح بذلك".قطعني اتصل سوسن فا ردت بسرعة لان قد مر اسبوعن ولم يتكلمه كاعدتهم
هينا في غلط في منضور الكاتبة
# مرحبا.
أجابت، اهلآ سوسن.
# كيف حالك اين انتي الآن؟
اجبتها ،انا في يخت
او # كيف حالك ، هل استلمتي اليخت
او هل استطيع دخول يخت ؟
اجبت: نعم انا الآن اكلمك ، على بعد عشرة أمتار من الميناء.
بينما تضحك سوسن ، شعرت بقشعررية تسري في جسدي وخلال ذالك سمعت صوت خطوات خلفي.
توقفت عن الكلام و انهت سوسن ضحكته ،انصط قليل ثم تفققدت المكان بعيني وقلت بحماس هديل : وجدت مفكرة تتكلم عن شبح في مطبخ اليخت وكان خط امي ! صدمت من الفكرة في بداية ثم بدأت أركز اريد ان اعرف ان كانت أمي تهلوس او كان حقيقي.
صوت طيور مع هدير البحر كهدية، اعدني صوت الى أيامي سعيدة .
ردت سوسن: واوا ، هل تقفين الآن في مكان مسكون رائع.
صراخنا من فرحة.
وعادت سوسن تردف: اذا حدث اي شيء رسلني او، او، او، حتى ولو لم يحدث شي ، لان خطرت لي فكرة ساتعجب. ثم ضحكنا بهسترية...
الوقت الآن منتصف الليل، وقفت في ضلام وانا انضر في ضلام على وجهي المنعكس على مراءه، كنت انتضر ان بتربص لي اي حدث ،لكن خاب ضني وعدت افتح الاوضاء و شغلت شاشة عرض و جلست أشاهد.
بعد اسبوعين
الجمعة:
انشغلت كثير في عمل خالل هذي الفتره و عدت اخير الى عزلتي الحبيبها عرفت دامنا اني احب العزلة والان مكاني وسط الماء بلا اي مزعجين ، لحفني نسيم بارد جميل.
اغلاقت المحرك ، ثم انصت بحبور لصوت موج ومحرك وهو ينخفض شيئًا في شيء حتى تلاشه.
استمتعت كثيرا ذلك اليوم حتى حدث ذلك .
دخلت الى مطبخ اخذت علبة عصير من ثلاجه احضرتها معي توً ثم اخت المفكرة شعرت بقليل من موقومة وانا اجر مفكرة ثم هواء عادي مر بقربي و شعرت به حتى ابتعد. شجعني هذا على قراءة ما كتبت امي بسرعة و فعلتها قرأت صافحتني .
كتبت امي فيها انها ترجح انه، كائن اخر مثلنا لكنه لسيه بشبح او حتى بشري وكانت إحدى المحولت ان تملأ المكان بل مرايا كي ترا ان كان لوه صوره فا هو شبح وان لا يضهر اذا هو كاما قالت و لم تظهر صورته لكنه غضب و حزن و اختفاء بقيت اليوم فاعرفت انه لا يحب ان يعلم احد عنه شيء. ثم اخذت امي كل الماريا معها وخرجت صباحً للى بيتنا كا عادة لكنه قررت امضاء يوم الجمعة في ملاهي الاطفال معنا كي تعطي له فصرة لي تفكر وحده .
همت بقلب الصفحة ثم رن الهاتف تركتُ إحدى دفتي مذكرة مددت يدي الى حقيبة خلف الكرسي اخرجت الهاتف نضرت إلى اسم المتصل اذا به مدري يطلب ماجئي كي ادخل مسبقة من شانها ترقيتي فعدت الى ساحل ومن ثمه بيت.
الجمعة التي
تنولت مفكرة في يدي ثم اخت رشفة من قهوتي وقضمة كبية من قطعت كعكة المحلة و فتحت المفكرة الصفراء من حث توقفت اخر مره و قرأت..
الام :
انه يرقبني فقط لا يتكلم اضن انه يشك ان افعل شيء آخر اوراهن انه لا يعرف اني أراه...
الساعة خمسة عصرا دخلت الى كبينة المطبخ أخذت اصنع عصير برتقال من نوع سريع تحضير ثم ضهر اخيرا وقال لدي اخبار رائعة سأخبرك بعد ان تعدنني بعدم محولتك فعلها مجددا واعدك ان اجمع لك اخبار العالم واخبرك بها.
الام : حسنا
ظل :وهذا اول خبر ازفه لك احد اهم أصحاب الاسهم في برصه العالمية سايقوم بعمل خدعة كي تسقط أسهم ثم يفوز بيها و اتجهت كل شركات الى تحويل مصنعها الى خارج البلاد كي تقل الخسائر و اولدك هم من كسروا مرطبان المربه المفضل عندك.
ابتسمت وانا اقراء خالجني شعور جميل بل سعادة وحنين ثم زادت قوت ضربات الأمواج و اهتز اليخت وصارت تزداد شيء فا شيء حتى سقطت مع كرسي ثم سمعت صوتا بعيدًا نهضت من على الأرض بحثة عن مصدر صوت و رايت مشاهد نادر لي ضهور حوت على سطح البحر رأيت فقعات تضهر ثم ضل ثم رئس وذيل وانطلق صوت عميق زقزقة و نبضات وصفير عالي انوه اشبه بصوت بكاء مكتوم معه صفير حزين افزعني حتى موت جلست على كرسي على صطح اليخت وانا اتمال الحوت حتى ابتعد مع الاستمع الى سافونية من طبيعة وتحت موسام النهاية زيرو .
ابتسمت وانا أتذكر اول مرة ذهبت لصيد في تلك الليلة سرقت سمك من سلة في مطبخ و رميتها في بحر كي تعود إلى الحياة وانتظرها كي تشكرني لكنها لم تضهر لي وفي صباح صرخت امي علي لأنها لم تجد سمك في سلة... ام ام لكني لا أتذكر ان رائت شبح او اي شياء غريب اذا .
نزلت الى كبنت المطبخ أخذت حقيبتي ثم صعدتُ الى صطح توقفتُ امام طرف اليخت اخذت الهاتف واتصلت على اخي وقال : نعم ، ماذا ، لم تزعيجنني انا ..
خرج صوتي بارد فاتر بعد ان جاء رده المستفز .
انا :اهلآ اخي ونعم انا بخير ويبدو لي انيك بخير من نبرتك المعتادة ، لكن انا اتصلت كي أسأل ان كت قد رأيت اي شي غيرب وننحا أطفال في يخت امي القديم ؟
الاخ: لا، لم أرى شي لكن هل انتي جاده تتصلين بي من اجل سؤال مثل هذا. واغلق الخط، ضغطت بيدي على هاتف بكل قوه ،ورحت اثقب البحر بنضرتي و جأتني فكرة ان اغوص ثم عثت في الأرض فسادً ،ها ها، وانا ابحث عن بدلت الغطس أتذكر، ام ،ام على ما أعتقد أنه توجد وحده على الأقل .
شعرت بتصلب بارد على ضهري ضغط على ماكن بدي بقوه و ألتفت بهدوء ،اتسعت حدقتا عيني .لمحت ضل اسود ضهر لي وهله واختفى تلاشا حتى ضننت ان خيالي بداء يصور لي اي شيء كي يثبت مايشعر به
وقفت قليل ارقب المكان ثم دخلت كبينة نوم التي كانت تنام بها امي فتحت خازنه ورئتها أمامي بدلت غطس امي السوداء بأطراف ورديه و اخرى بيضاء
زرقاء ارتديت سوداء ثم ذهبة الى سطح و قفزت ثم غطست و توغلت في ماء الى الأعماق مرت أمامي سرب سمك صغير ملون فاتحمست لي أرى المزيد كلما غصت أكثر في الأعماق زد اعداد سمك وانوعه حتى انا قنديل البحر لسعني لاني حولت لمسه اصبح المكان معتم شيء فا شيء ثم بداءت اشعر ان هناك الأشياء تلمسني توقفت واشعلت كاشاف في خوذتي ومضيت قدمن ثم بدأت كل الأجسام تصبح سوداء معتمه كنت اضن وقتها ان موجات كاشافي ضعيفة لذا هي ما تكشف عن ما امامي ثم رائت مجموت حيتان نائمه ثم لحمت عيني حوتان مستيقظان لانهم كانو يسبحون بشكل عرضي قررت الحاق بيهم اطلق أحدهم صوت عميق فا رد الاخر بصوت عميق أكثر و اقوى اجفلت قليل من خوف ثم أكملت و قلت ياليتني اشتريت كميراه كلما اصبح صوت ضربنا لي ماء البحر عالي كلما زاد سواد الماء حتى اكتشفت جبل ضخم امامي لكن فيه خنادق مفتوحها يسبح فيها الحوتان معن بئريحيه كاملة اصبحت ارى نفسي امامها بحجم ذرات مقرناً بحجمها ضخم
توقفت قليلً استريح وضعتا يدي على صخر.. او ماضنتت انه صخره اذا ان اعلاها مخضر و مسود اي انها طحالب لكن صخرة تحراكت دفعتن يدي ببطاء بعدئذ انقبضت عضلات الحوت الاحدب تحت يدي عقب ذلك
بعدئذ تحرّكت عضلات الحوت الأحدب تحت يدي كأن شيئًا هائلًا استيقظ من سباتٍ عميق.
لم يكن مجرد انقباض… بل نبضة كاملة، كثيفة، دافئة، تشبه ارتجافة وحشٍ متحفّز.
انتفضت يدي بعنف، واندفع الخوف داخل صدري مثل موجة سوداء.
كنت أظنها صخرة مغطاة بالطحالب.
صخرة آمنة… ساكنة.
لكنها تحركت. تنفّست. تململت.
والبحر من حولي بدا وكأنه يحبس أنفاسه.
تراجعتُ بسرعة، وضربت المياه بذراعي كي أبتعد. شعرتُ بقلبي يطرق خوذتي من الداخل.
وواصلت الغوص بلا وعي، أهرب من هذا الكيان الضخم الذي لا يعبأ بوجودي أصلًا… حتى بلغت مدخل مغارة غارقة نصفها في الماء.
دخلت، وزحفت إلى بقعة جافة. كان الهواء باردًا، لزجًا.
وما إن لامست رأسي الأرض حتى غفوت، كأن المغارة نفسها ابتلعت وعيي.
وقف الشبح أمامي… ليس بشرًا، وليس ظلًا كاملًا.
مجرد هيئة سوداء، تلمع عيناها كشرارتين في ضباب كثيف.
كنت أحاول الكلام، لكن صوتي ظلّ محبوسًا في صدري، مخنوقًا.
حاولت الحركة… لا فائدة.
اقترب.
وكلما اقترب، شعرت أن شيئًا من داخلي يُسحب مني.
وفجأة… اختفى.
وبقي أثره في الهواء.
استيقظتُ على صوت أنفاسي تتلاحق.
كانت المغارة مظلمة حدّ الاختناق.
لكنني لم أكن وحدي.
هناك… في مكان ما خلفي…
شيءٌ يتنفّس.
رفعت رأسي، لكن الظلام كان متماسكًا كثيفًا، كأنّه مادة يمكن لمسها.
ثم سُمِع صوت: همسٌ ضعيف، بعيد، كأنه صادر من جدار بارد.
ثم ساد الصمت.
استيقظت هذه المرة على صياح البحر من فوقي، لأجد جسدي مبللًا بعرق بارد.
تسللت صورة الشبح في رأسي بلا رحمة.
هربت إلى سطح اليخت، وصنعت شوكولاتة ساخنة، أمسكها بيدي كأنها طوق نجاة.
رائحة البحر امتزجت برائحة الكاكاو… وشيئًا فشيئًا، عاد الهواء يدخل رئتي.
مرت ليلة، وعادت الحياة، أو ما يشبهها.
لكن شيئًا في داخلي لم يعد كما كان.
اتصلت بصديقتي، ورويت لها ما حدث في المغارة… والمفكرة… والشبح.
قالت بصوت مرتجف:
"أنتِ مرهقة فقط… لكن هذا ليس طبيعيًا. يجب أن تري طبيبًا."
ضحكت ضحكة قصيرة باهتة وقلت:
"سأتجاوز الأمر."
الأسبوع التالي كان غريبًا.
الأضواء تومض وتطفئ فجأة،
والموج يرتفع كأنه يصرخ،
واليخت يهتز كأن أحدًا يضرب قاعه من الأسفل.
كنت أعض على أسناني كيلا أرتجف.
كانت الأمواج تضرب اليخت بخفة حين صدر صوت الإشعار في هاتفي.
فتحت بريدي بلا اهتمام… لكن ما إن قرأت اسم المرسل حتى شعرت كأن شيئًا باردًا انزلق من عمودي الفقري.
— "مكتب المحامي التابع لأخيك."
ضغطت على الرسالة، وانكمش صدري.
الكلمات كانت قاسية، جافة، صادمة:
"قدّم أخوك شكوى رسمية بحقك، تتضمن ملاحظات حول عدم قدرتك على التفكير السليم…"
شعرت للحظة أن الأرض تميل تحت قدمي. اليخت بدا وكأنه يتأرجح أكثر مما يجب… أو ربما كان عقلي هو الذي يهتز.
رفعت رأسي نحو البحر.
السماء كانت صافية، لكنني شعرت بضباب يتجمع في داخلي.
لماذا يفعل هذا؟
لماذا الآن؟
ولمصلحة من؟
الحزن عضّ قلبي أولًا، ثم تلته موجة غضب مريرة.
وقفت، ويدي ترتجف حول الهاتف.
كان أشبه بخنجر صغير… كلمة من أخي كانت تكفي لتجرحني أكثر من أي شيء آخر.
عند تلك اللحظة قررت:
لن أطارد الأشباح، لن أبحث عن الظلال. سأركز على عملي… وعلى اليخت.
كأنني كنت أقولها بصوت عالٍ لأقنع نفسي أنني ما زلت أسيطر.
مرّ الوقت ببطء غريب.
أيام طويلة من الذهاب إلى المحكمة، جمع الأوراق، المكالمات، التوتر، الوجوه الجامدة… وليالٍ أطول أقضيها وحيدة وسط البحر، أحاول أن أستعيد نفسي.
كانت جلسات المحكمة سلسلة من الشدّ والجذب.
مرة أكون واثقة… ومرة أشعر أنّ الأرض تتسرب من تحت قدمي.
لكنني في النهاية ربحت.
ربحت رسميًا.
ورغم ذلك… لم أشعر بانتصار حقيقي.
كان هناك ظلّ داخلي يهمس:
"أخوك لن يتوقف هنا…"
وقفت على سطح اليخت تلك الليلة، أنظر إلى الميناء البعيد.
الريح كانت لطيفة، لكن صدري كان ضيقًا.
انتصار دون راحة… كأنه ورقة انتزعتها من يد القدر، لا هدية منه.
في ظهيرة هادئة، زارتني صديقة أمي.
امرأة مسنّة، خطواتها بطيئة، لكن عينيها تلمعان بذكاء حزين.
صعدت اليخت وهي تتكئ على الدرابزين، ثم جلست قبالتي على كرسي أبيض صغير.
كانت الريح تحرّك خصلات شعرها الرمادي، وكل شيء فيها بدا… مألوفًا.
قالت بصوت مبحوح، دافئ:
"يا ابنتي، يا سو… اشتقت إليك. وأردت أن أقول شيئًا قبل أن يسرقني الوقت."
نظرت إليها بصمت.
كانت يداها ترتجفان قليلًا، لكنها ابتسمت.
"أمك… كانت فخورة بك. كانت تقول دائمًا إنك تشبهيها. في قوتها، وعناده، وحتى في غضبها."
ارتبكت.
"أنتِ تجاملينني…"
هزّت رأسها بشدة مفاجئة:
"لا يا سو. أمك لم تجامل أحدًا. كانت تقول… أنها تشكر الله لأنكِ ابنتها، وكانت تدعو أن تشبهيها… لا والدك."
تجمد قلبي.
هذه الجملة بالذات أصابت عمقًا لم أُدرك أنه موجود.
مددت يدي واحتضنتها، وشعرت كأنني أضم جزءًا من أمي نفسها، جزءًا لم أره منذ رحيلها.
مرت الساعات، وغادرت المرأة العجوز، وبقي اليخت هادئًا… أكثر مما يجب.
حلّ الليل.
كان البحر مظلمًا حتى بدا كأنه هاوية تمتد إلى ما لا نهاية.
أطفأت الأضواء، واستلقيت في سريري، أراقب انعكاس القمر على السقف.
ثم… شيئًا ما تغير في الهواء.
برد مفاجئ، خفيف، لكنه حاد كحدّ السكين.
كأن أحدًا فتح بابًا غير مرئي على عالم آخر.
فتحت عيني فجأة.
في زاوية الغرفة…
تحرّك ظل.
لم يكن وهمًا.
لم يكن خداعًا للنظر.
كان ظلًا طويلًا، نحيفًا، كثيف السواد، كأنه تجسيد لشكلٍ من عمق البحر.
تحرك ببطء… ببطء قاتل… كما لو أنه كان يستمتع بكل خطوة يقترب بها.
حاولت النهوض.
لكن جسدي لم يتحرك.
حاولت الصراخ.
لا صوت… فقط نبضات قلبي تتسارع حتى شعرت أنها ستشق صدري.
الظل اقترب أكثر.
مرّ قرب الطاولة، ولم ينعكس عليه الضوء… لأنه ببساطة لم يكن شيئًا يعرفه الضوء.
كان قريبًا مني.
قريبًا جدًا.
وقفت أنفاسي.
عندما صار وجهه — أو ما يشبه الوجه — على مسافة أنملة مني…
توقف.
ثم… في لحظة واحدة،
كأن أحدًا نزع صفحة من كتاب،
اختفى.
لم يترك أثرًا…
سوى إحساس شنيع بأن الظلام صار يعرف اسمي.
وهكذا، بقيت جالسة في سريري، أحدق في العتمة الطويلة…
وأدركت بأعمق يقين:
أن القصة لم تنتهِ.
النهاية.