في إحدى ليالي الشتاء القمرية، بعد رحيل الشمس، غشى الظلام الأفق، وبدأت السماء تمطر بغزارة. أصوات الرعد ارتجفت في الأجواء، مخلفة شعورا بالرعب لكل من يسمعها، بينما البرق اللامع يشق السماء، يخطف الأبصار إن حاولت ان تتحداه .
وعلى سطح إحدي المنازل، في هذا المناخ القارس، ينبعث صوت موسيقى هادئ، ليس صاخبا، ولا حزينا، يحاكي وقع المطر وتناغم الطبيعة. هناك، يظهر خيال لامرأة يتحرك بانسجام تام مع الموسيقى، مع ضوء القمر، ووميض النجوم والمطر. فتاة في العشرين من عمرها، في عالم آخر، ترتدي فستانا أبيض صيفيا، كأنها لا تشعر بالبرد القارس ولا ببلل المطر.
شعرها الأسود الناعم يتراقص معها كأنه ينسجم مع كل حركة، متسقا تماما كما لو كان يعرف ما يفعل. تمد يديها نحو القمر، ثم تسحبها ببطء، وكأنها تتمنى الوصول إليه. والقمر، بدوره، يبادلها الشعور ذاته، يسير معها في كل حركة، وكأنهما روحان تتناغمان معا في صمت الليل وعزف المطر استمر المشهد لدقائق؛ الفتاه ترقص بانتظام وعيناها مغمضتان، كأنها تنتمي لتلك الموسيقى أكثر مما تنتمي للأرض. ثم شق الظلام ضوء أبيض خافت، ليس هو بريق البرق، بل ضوء كشاف يتسلل من درج السطح. ظهرت امرأة في الأربعين من عمرها، ترتدي ملابس شتوية ثقيلة وحجابا، تحمل مصباحا صغيرا يبدد شيئا من عتمة الليل.
وما إن بلغت السطح حتى وقعت عيناها على الفتاه التي، ترقص شاردة الذهن تحت المطر. ارتسمت على وجهها ابتسامة صادقة، غير مصطنعة، ابتسامة تحمل كل معاني الأمومة والحب… ابتسامة كفيلة بأن تمنح أي إنسان شعورا بأنه موجود بحق في هذه الحياة.
قطعت لحظة شرود الفتاه قائلة بصوت دافئ:
"هيا يا ندى… تعالي لتتناولي الطعام"
كانت ندى ما تزال تمد يديها نحو القمر ثم تسحبهما ببطء، قبل أن تفتح عينا واحدة ببراءة طفولية وما إن انعكس ضوء المصباح على ملامحها حتى بدا وكأن أجمل أنثى في الوجود تقف أمامك
يوجد جمال وجه، نعم، لكن قبل ذلك جمال روح… قلب نقي لم يتلوث بعد، أبيض كالحليب
تمتمت ندى، وعلى ملامحها الطفولية انزعاج خفيف:
"يا أمي… أنا أشعر بشيء يفوق الجوع… أشعر بأنني أنتمي لهذا الوجود."
ابتسمت الأم ابتسامة أخرى… ابتسامة مختلفة تحمل الحب كله، ثم قالت ممازحة برفق:
"حسنا أيتها الفيلسوفة… تعالي بدلي ملابسك، واستعدي هناك رجل تحدث مع أبيك، يرغب في الزواج منك… وسيأتي بعد أذان العشاء."
كانت ندى تصغي لكلمات أمها دون أن يطرأ على ملامحها أي تغير… كأن هذا الحديث أصبح جزءا مألوفا من حياتها لا يدهشها ولا يستفز في داخلها شعورا جديدا نظرت حولها بهدوء، ثم التقطت هاتفها المحمول وأغلقت الموسيقى، وكأنها تطفئ عالما كانت تسبح فيه منذ لحظات.
تحركت بخطوات رقيقة، خطوات أنثى فائقة الجمال، تحمل سكينة لا تعرف الافتعال تبعت أمها ونزلت معها درجات السلم، المطر ما يزال يقرع السقف من فوقهما،
حين وصلت ندي إلى الطابق الثالث، ظهر باب خشبي بني اللون، جديد في مظهره، يعلوه ضوء أصفر خافت يمنحه دفئا خاصا تقدمت الأم ودخلت، ثم لحقت بها ندى إلى غرفتها، تتحرك وكأنها تؤدي طقسا اعتادت عليه منذ طفولتها… وكأن هذا المكان يعرف تفاصيلها أكثر مما يعرفها أي أحد آخر.
كانت الشقة متواضعة، تتكون من صالة استقبال صغيرة تواجه الباب مباشرة، يكسوها ضوء أصفر خافت يمنح المكان هدوءا دافئا لا يشبه ضوضاء المدن وفي آخر الممر تقع غرفة ندى، وبجوارها غرفة أخرى يفصل بينهما جدار أخضر اللون، لون غير مألوف لكنه بدا وكأنه يناسب روح المكان.
تركت ندى باب غرفتها مفتوحا ومن هذا الباب يمكن أن تراها جالسة إلى مكتب أبيض، تحيط بها أرفف خشبية بيضاء تلتهم الجدار الاخضر خلفها، محملة بأكوام من الكتب كانت غرفتها منظمة بشكل مبالغ في دقته، لكنها تحمل فوضى من نوع آخر… فوضى المعرفة فلو ألقيت تلك الكتب فوق الماء، لصنعت جسرا يعبر عليه البشر. وبين كل هذا، يبقى السؤال هل قرأت ندى كل تلك الكتب؟ لكن الحقيقة أنها لم تكن تقرأ… كانت تكتب
وأثناء الكتابة، كان صوتها ينساب في الغرفة، صوت لا توجد كلمات في معاجم البشر لتصف جماله
قالت ندى:
"أستيقظ كل يوم مليئة بالحيوية، كأن الحياة تعاد بداخلي مع أول نفس لأنني دائما أحلم… وأتذكر أحلامي كما لو كانت أفلاما
أحلامي جميلة، لأنني أفكر دائما في جوهر الجمال، في معناه الحقيقي، لا الجمال الذي يراه الناس بأعينهم، بل الجمال الذي تلمسه الأرواح
أكتب مذكراتي كل يوم… حتى أراها حين أصبح امرأة عجوز، قبل أن أترك هذه الحياة ولست خائفة من الموت، لأنني أعلم أن هناك أشياء لا يمكن أن ترى إلا من خلاله
الله… خالق الجمال، خالق الكون. ثم الملائكة، ثم الأنبياء الذين وصلوا إلى مرحلة لم يبلغها البشر… مرحلة الكمال الروحي والعقلي
حقيقة الوجود، وغاية الإنسان… كل هذه الأسرار أعلم أننا سنعرفها بالموت، لكنني لا أنتظر ذلك
أنا أعيش الحياة التي منحني الله إياها، وأحبها، وأنتمي إليها… ولا أتمرد على عالمي
سكتت لحظة، ثم تابعت بصوت أقل هدوءا:
أعرف أن هناك من يتألم… وأنا أشعر بهم لكن لو توقف البشر لحظة، ونظروا إلى السماء، لاكتشفوا شيئًا بسيطًا وعميقا يحتاج الي القليل من التفكير السطحي
نحن من نصنع الألم والخوف والكراهية والغضب
هذه المشاعر لا تليق بإنسان منحه الله عقلا ووعيا يدرك به أسرار الوجود
الحيوانات تعيش كأنها في حلم… أمّا الإنسان، فهو قادر على تخيل الحلم وصناعته
لكن كثيرا من البشر يطاردون سرابا… سراب الطموح الذي لا أعرف دوافعه، ولا أرغب في معرفتها سراب يجعل المرء وهو في العشرين من عمره يظن أنه سيصل، ثم يكتشف أنه يركض نحو وهم.
ينظر في المرآة، فيجد وجهه أصبح أقرب لملامح الوحوش… ملامح لا تعرف سوى الشهوة والرغبة.
رفعت رأسها قليلًا وهي تقول آخر كلماتها بنبرة راسخة
ومن هذا السراب.... الزواج
أنا أعيش مع رجل واحد فقط رجل في خيالي، أعتبره زوجي، ولا أريد غيره
ومهما رأيت من الرجال… لن أغير موقفي أبدا
وهكذا بدت ندى… روحا نقية تشبه الضوء، تعيش في عالمها الخاص، وترى العالم من نافذة لا يملك أحد غيرها مفتاحها.
توقفت ندي عن الكتابة فجأة عندما انفتح باب غرفتها ببطء، ودخلت أمها بصوت هادئ تخالطه نبرة عتاب دقيقة:
"ندي… مازلت بملابسك المبتلة حتى الآن؟"
ثم خفضت صوتها أكثر، كمن يخشى أن تتسرب الكلمات خلف الجدران:
"الرجل في الخارج ينتظر مع أبيك… يريد أن يراك هيا، قدمي له العصير
رفعت ندي رأسها عن دفترها، وكأنها اعتادت هذا المشهد حتى أصبح تكراره جزءا من يومها، وقالت بلهجة هادئة تخفي وراءها عزيمة لا تهتز
"حسنا يا أمي… سأقدّم له الشراب، ثم أفكر في طريقة لطرده."
تنفست الأم بعمق، نظرة يأس تلوح في عينيها من ابنتها التي تأبى الزواج ثم غادرت الغرفة ببطء.
بعد أن غادرت الأم نحو المطبخ، أغلقت ندى باب غرفتها خلفها، تستعد لتبديل ملابسها لم يمر كثير من الوقت حتى خرجت، تمشي بهدوء نحو المطبخ دون أن تلتفت إلى صالة الاستقبال كانت ترتدي ملابس شتوية منزلية بيضاء، وعلى رأسها حجاب أسود بدا وكأنها اختارته عمدا ليكسر انسجام ألوانها، أو ربما ليعكس شيئا من رفضها الخفي
ناولتها الأم صنية فضية يعلوها ثلاثة أكواب من عصير المانجو بلونه الأصفر اللامع، ثم أشارت لها بالذهاب أخذت ندى نفسا قصيرا ببراءه طفوليه وكأنها تنفذ امرا لا تريده، وخرجت متجهة إلى صالة الاستقبال، تبتسم ابتسامة رقيقة لا تمت للقلب بصلة، ورغم ذلك بقي جمالها طاغيا، كعادته… جمال لا يمكن إخفاؤه مهما حاولت
الغريب في تلك اللحظة لم يكن ابتسامتها، بل الشاب الجالس ينتظرها… كان هادئ الملامح، ثابت النظرات، يرتدي بدلة سوداء رسمية جلسته مستقيمة تشعر من يراه بهيبة لا تخطئها العين لم يكن طويلا ولا قصيرا، طوله متوسط اما شعره القصير ولحيته المتساوية اعطته مظهرا جادا، وفي عينيه ظل من الغموض، كأنه يخفي أكثر مما يظهر
وحين لمح ندى مقبلة نحوه، بدا وكأنه يستعد لإلقاء خطاب، لا ليتحدث إلى خطيبته المحتملة تقدمت هي بخطوات هادئة، وضعت الأكواب على الطاولة برفق شديد، ثم جلست إلى جانب والدها الذي كان يرتدي عباءة عربية بيضاء، جالسا بحضور لا يقل شأنا عن أي شيخ من شيوخ العائلات
ساد الصمت للحظات… صمت ثقيل يشبه وقوف الزمن نفسه كانت ندى شاردة الذهن، تحدق في الأرض، لا ترفع عينيها نحو الشاب الجالس أمامها، بينما كان هو يتأملها بعمق، كأنما يرسم ملامحها في خياله بتركيز فنان يبحث عن الكمال
قطع والد ندى هذا الصمت بقوله:
"قلت لي يا دكتور حسن… كيف عرفت ابنتي ندى؟"
رفع الطبيب حسن نظره بهدوء، فتح شفتيه قليلا دون أن ينطق، كما لو أنه يفكر أولا يزن كلماته بميزان دقيق، ثم قال بصوته الرجولي المفعم بالغموض:
لم أعرف اسمها إلا منك يا سيدي… رأيتها في السوق، وتأملت أمرها، ثم سألت عنها الجيران هم من دلوني عليك.
ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجه والد ندى، ابتسامة احترام لشاب جاء طالبا ابنته لا عابثا بها، ثم قال له:
"حسنا… سأترككما دقائق معدودة لكنك لن تتحرك من مكانك."
ابتسم حسن ابتسامة هادئة وقال:
""بالطبع يا أبي… لن أتحرك
غادر والد ندى، تاركا ابنته في مواجهة هذا الرجل الغريب
ندى بقيت تنظر إلى الأرض بخجل شديد، قبل أن تهمس:
"حسنا… استمع إلي"
قاطعها بنبرة ثابتة:
"لا… أنت من سيستمع الآن."
رفعت رأسها بصعوبة وقالت بسرعة، تقطع حديثه:
"أنا لست مناسبة لك"
رد دون تردد، وكأنه كان يتوقع عبارتها:
"أعلم ذلك… ولكن لا تتخذي القرار الآن"
مد يده إلى جيبه، وأخرج ظرفا أبيض اللون، وضعه أمامها برفق وقال:
"اقرئي ما كتبته لك… ثم خذي القرار."
قاطعت حديثه مرة أخرى بنبرة متوترة:
"قراري واضح… لماذا لا تفهم؟"
قبل أن يجيب، ظهر والد ندى وعلامات الجدية على وجهه:
"انتهى الوقت"
وقف حسن استعدادا للرحيل، بينما قال والد ندى بنبرة تحمل شيئا من الحكمة
"ندى… أنتِ من يملك قرار الرفض أو القبول."
لأول مرة، شعرت ندى بتردد مختلف… لم يكن كالمرات السابقة، بل كان نابعا من رغبة حقيقية في معرفة ما يحمله ذلك الظرف الأبيض
بقيت صامتة، تفكر، لا تقوى على الكلام
قطع الطبيب حسن هذا الصمت بصوته الهادئ:
"سأعود غدا"
ثم غادر…
وبمجرد أن اختفى خلف الباب، ركضت ندى نحو غرفتها، تحمل بين أصابعها الظرف الابيض.
اقتربت والدة ندى من زوجها، نظراتها تحمل مزيجا من القلق والفضول، وقالت بهمس:
"هل رفضته أيضا؟"
ارتسم الاستغراب على وجه والد ندى، وعيناه تتسعان قليلا قبل أن يجيب بصوت هادئ:
"ندى لم تتخذ القرار بعد…"
أطفأ والد ندى الضوء الأصفر الخافت قبل ان يتجه هو وزجته الي الغرفه بجانب غرفة ندي، فغمر الظلام أركان المنزل، تاركا غرفة ندى مضاءة بأنوارها الخاصة فقط على المكتب الأبيض، جلست ندى بفستانها الأبيض، الظرف أمامها،
غارقة في التفكير العميق. ارتسم سؤال على وجهها ؟
لماذا لم ارفض هذا الشاب كما رفضت غيره ؟؟؟
مدت يديها لتفتح الظرف، فوجدت ورقة طويلة بيضاء، مطوية بعناية فائقة فتحتها ببطء، لتكشف الكلمات المكتوبة بالحبر الأزرق، وكأنها خطت منذ دقائق قليلة وما أن توقفت عينها على الكلمات الأولى، ارتسمت على وجهها ابتسامة تليق بأجمل امرأة في الوجود
استلقت ندى على الفراش، وعيناها تلمعان بالدهشة والفضول، فقد أثارت الورقة إعجابها وفضولها بطريقة جعلت ملامح وجهها الطفولية البريئة تتألق بسحر خاص، كأنها اكتشفت عالما جديدا في تلك اللحظة.
بدأت ندى تقرأ بصوت خافت، تغمره الدهشة والفضول، لتنساب الكلمات من الورقة كأنها اعتراف طويل مكبوت منذ زمن:
"أنا أعتذر إليك… وبالعامية أنا آسف.
أقولها لأنني أشعر أنني اقتحمت عالمك الخاص بلا استئذان فأنا مؤمن بأن لكل إنسان عالمه السري، المليء بالتفاصيل والأسرار، ومنهم من يصقله حتى يصبح متاهة ذات مداخل ومخارج لا تنتهي حتى أصحاب العقول البسيطة يحملون ما يكفي من أعباء الحياة ليبقوا شاردي الذهن طوال الوقت.
منذ أن رأيتكِ في السوق… حين علت على وجهك تلك الابتسامة فائقة الجمال، تفتت قلبي في لحظة، وتحول إلى شظايا صغيرة لا يصلح جمعها إلا بيديك أنت وحدك من تحملين الدواء.
أدرك أن حديثي يبدو كأنه قادم منذ زمن بعيد، وربما لأنني في الحقيقة لا أنتمي إلى هذا العالم أقضي أيامي منعزلا في غرفتي، أخشى أن تؤثر في عقول الناس السطحية، فأفقد عمقي الذي أحيا به واخشي ان أبدو تافها… بلا قيمة لذلك، وبما أنني غريب عن هذا العالم، أصبحت أبحث عن شخص ينتمي إليه، وقد شعرت للمرة الأولى أنني وجدته… وجدتك أنت.
أبحث عن روحٍ أحدثها بما أشاء، وأثرثر معها بلا نهاية، حتى وإن كانت شاردة الذهن، تصطنع الإصغاء فقط حتى لا تجرح مشاعري أشعر بالتأكيد أن هذا الشخص هو أنت
أعلم تماما أنك لم تقصدي أن تبتسمي لي يومها في السوق، لكن تلك اللحظة أربكت كياني، وجعلتني كطائر تائه يبحث عن شجرة يأوي إليها حتى الصباح.
أريد أن أقول كلمتين فقط
أنا أحبك
لكن عليك أن تعرفي… إنهما لم يخرجا من لساني مرتا على قلبي أولا، ثم صدقهما العقل، فخرجتا محملتين بكل ما في داخلي من صدق فإن خرجت الكلمات من اللسان وحده فهي بلا قيمة، بلا معنى.
أنا أحبك… وأتمنى أن تكوني زوجتي الأبدية"
أغلقت ندى الورقة ببطء، والابتسامة نفسها ما تزال مزهرة على شفتيها، تلك الابتسامة التي لم تكن تشبه أي ابتسامة أظهرتها من قبل بقيت لحظات تتأمل الحائط المقابل، كأن الكلمات التي قرأتها ما تزال تنعكس عليه كبقايا ضوء لا ينطفئ.
ثم وضعت رأسها على الوسادة، وهي تحتضن الورقة بين يديها كما لو كانت أثمن ما وصل إليها في هذه الحياة أغمضت عينيها في هدوء، فانساب دفء غريب في قلبها لم تعرفه سابقا، لتستقبل أحلامها الجميلة في نوم عميق… بينما الرسالة ماتزال في يديها كأنها سر تحمله معها إلى عالم آخر.