Mohammadgarrah

شارك على مواقع التواصل

أولاً : الآلهة التي ارتبطت مباشرة بالحروب والمعارك

حفظت لنا النقوش والوثائق وغيرها من المصادر الخاصة بالتاريخ المصري أسماء وصفات بعض الآلهة والأرباب التي ارتبطت بالقوة والبطش والحرب في مصر الفرعونية، و من المعروف أن هذه الآلهة لازمت الملوك في غزواتهم ومعاركهم، ولم تخل حملة من تماثيل هذه الأرباب التي كان الملوك والقادة، بل وحتى الجنود يلتمسون معونتها ويصلون من أجل رضائها بأن تكون إلى جانبهم في حروبهم المختلفة، وليس أدل على ذلك من النص الذي سطره الملك رمسيس الثاني في الملحمة التي خلدت انتصاره على الحيثيين، فقد تعرضت أسطر من الملحمة لامتنانه لأبيه آمون الذي كان إلى جانبه وجاء له بالنصر، ولم يكن المصريون مخالفين لغيرهم من الشعوب الأخرى في ذلك الأمر أو السلوك، فقد كانت لكل الشعوب أربابها وآلهة حروبها، ومثلما فعل المصريون فعل غيرهم، وكان من أشهر هذه الأرباب المتعلقة بالحروب في مصر القديمة:
1- الإله مونتو
يعد الإله " مونتو " أشهر آلهة الحرب في مصر القديمة، وقد وصف بأنه الإله ذو القوتين، وبلغ من أهميته وعظيم تأثيره أن تم توحيده مع الإله" رع " رب هليوبوليس وإله الشمس الشهير جرياً على العادة المصرية في استرضاء كهنة كل الآلهة وضمان ولائهم ومعونتهم، فأصبح هذا الإله يدعى باسم جديد هو " مونتو رع " تماماً كما تم توحيد رع مع آمون فصار " آمون رع "، وقد انتشرت عبادته في أماكن كثيرة من أرجاء مصر منها على سبيل المثال العاصمة العظيمة " طيبة " وكذلك مدينة " المدامود " الشهيرة في الجنوب.
لقد عرف هذا الإله منذ أقدم العصور، و صار شهيراً في عصر الدولة القديمة، ثم استمرت شهرته في التزايد، وتأكدت أهميته يوماً بعد آخر لاسيما في عصر الأسرة السادسة.
وجرياً على العادة المصرية القديمة فقد اتخذ الإله" مونتو " أشكالاً متعددة عند تشكيله في هيئة معينة، لعل من أشهر ذلك المنظر الذي ظهر فيه مجسداً على هيئة رجل ذي رأس على هيئة رأس طائر" الباشق " وكان يبدو في تلك الهيئة ممسكاً في يده اليمنى بسلاح حربي ربما للدلالة على صفته الحربية، كما مثل في صورة ثانية في وضع حربي وهو يحمل في يده "حربة" طويلة تم صنع حدها من البرونز وقد تجلى في هذه الهيئة وهو يطعن بالحربة عدواً مقيداً، وعندما عبد هذا الإله في مدينة " زرت " وهي مدينة " الطود الحالية " والتي تقع جنوب مدينة " الأقصر" بحوالي عشرين(1) كيلومتراً اتخذ شكلاً جديداً دون أن تتغيرصفاته أو طبيعته الحربية، فقد ظل إلهاً للحرب، لكنه ظهر في صورة رجل يعلو جسمه رأس ثور وقد أمسك في يده مجموعة مختلفة من الأسلحة.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، فقد ارتبط الإله " مونتو " بأسماء بعض الملوك وخصوصاً في عصر الدولة الوسطى، فقد تسمى بعض الملوك باسم "منتوحتب " مثلما تسموا باسم " انتف " وقد أطلق الاسم على فراعنة الأسرة الحادية عشرة من ناحية، وكذلك على فراعنة عصر الدولة الوسطى وعصر الانتقال الثاني من ناحية أخرى(2).
وقد نقش جندي في الصخر عند منطقة " أبيسكو " في الجنوب على مسافة قصيرة وراء الجندل أو الشلال الأول معلومات تشير إلى أنه صحب مولاه الملك في حملة ربما وصلت حتى " وادي حلفا "، وقد استطاع هذا الجندي بفعلته هذه أن يخلد وجوده في" ابيسكو " من ناحية، كما أنه أمدنا بمعلومات أكثر عن الملك " نب حبت رع " أي " منتوحتب الأول " حيث يقول النص (استولى على الأرض كلها وأقدم على ذبح أسيويي دجاتي )، وهناك لوحة في تورين تحدثنا بأن ( تقدماً طيباً تم بسبب منح الإله " مونتو " الأرضين للملك" نب حبت رع ) "(3).
كما كان " إنتف الثاني " من الحكام الأقوياء، وقد أحسن إدارة الأقاليم الستة، وبدأ تشييد بعض المعابد وبخاصة للإله " مونتو " (4).
ومن خلال ذلك يتضح لنا مدى الأهمية والمنزلة المبجلة التي بلغها الإله " مونتو " في عصر ملوك الدولة الوسطى، مثلما كانت له أهمية في عصر الدولة القديمة كانت قد تجلت بصورة واضحة في أيام حكم الأسرة السادسة، وفي عصر الدولة الحديثة وتحديدا أيام حكم الملك رمسيس الثاني جاء ذكر لهذا الإله من جديد ففي وصف طويل لمعركة " قادش " ورد فيه أن:
(الملك رمسيس الثاني أشرق كما يشرق الإله رع، وأخذ أسلحة الأب" مونتو " سيد طيبة، وقد استل أسلحة في يده واعتلى مركبته الحربية ووجهها إلى قلب المعركة ففر الأعداء، وكتب له النصر عليهم).
ومن الجدير بالذكر أنه قد أقيم لهذا الإله معبده الرئيسي منذ عهد الدولة الوسطى في مدينة " مدامود "، ومن المحتمل أن الملك " سنوسرت الثاني " قد بدأ في تشييد هذا المعبد في عهده، هذا وقد صورت على جدران المعبد المذكور عدة رسوم تمثل الإله " مونتو" بالشكلين اللذين عرف بهما أي على هيئة رجل مرة برأس" الباشق "، والأخرى برأس الثور.
وقد ترك لنا العديد من ملوك الدولة الحديثة ما يدل على أنهم لم يهملوا رب الحرب " مونتو "، وعدم تعارض العناية به مع مذهب " آمون " إله الدولة الرئيسي، وكانت مدينة
" مدامود " محط العناية والاهتمام زمن هذه الدولة التي صارت فيها مصر إمبراطورية مترامية
الأطراف، وقد تجلت هذه العناية من جانب الملوك المحاربين ومنهم الملك " تحوتمس الثالث " الذي قام بإعادة بناء وتوسيع معبد " مونتو " في المدامود، ومن بعده سلك حذوه أيضاً الملك
" إمنحوتب الثاني" ، ثم " تحوتمس الرابع "، و "سيتي الأول "، و "رمسيس الثاني " الذي بنى معبداً جديداً لهذا الرب الحربي العتيد .
ويعتقد البعض أن الأعياد كانت تقام لمونتو في معبده، أو في قصر الملك الحاكم على حد سواء، وفيها كانوا يخرجون بعد انتهاء الاحتفال الديني في المعبد في هيئة جماعات وقد ارتدوا ملابس العيد وهم يهللون ويشربون ويمزحون حتى ساعات الليل المتأخرة.
وقد استمر هذا الاحتفال كتقليد راسخ وكعرفان بفضل هذا الإله على الملك والرعية. وعلى العموم فإن " مونتو " صور أكثر ما صور برأس الصقر، وأنه كان إلهاً للحرب، وأن الملوك اتخذوه رمزاً للانتصار على الأعداء في الحروب المختلفة ..
وكان " مونتو " إلهاً في أربع مدن الأولى هي " أرمنت " واسمها القديم " هرمونثيس " وتقع على بعد خمسة عشر كيلومتراً جنوب طيبة على الشاطئ الأيسر للنيل، و" الطود " التي تواجه " أرمنت "، و" طيبة "، و" مدامود "، وكان " مونتو " رباً قديماً لهذه المنطقة وكان " الصقر " هو حيوانه المقدس، وقد صور في أغلب المناظر برأس هذا الطائر الكاسر وبجسد آدمي، ولم يحدث أن اتخذ الثور كرمز له إلا قليلاً وفي زمن متأخر، وهذا الثور هو الذي عرف في العصر الإغريقة باسم " بوخيس ".
ويبدو أن " مونتو " لم تكن له أكثر من غيره من آلهة المدن من ميزات تميزه، ويعتقد أن أهميته تزايدت بعد أن حمل ملوك الدولة الوسطى اسمه واستطاعوا أن يوحدوا المملكة من جديد، ومن هنا فقد غدا الإله " مونتو " إلهاً محارباً يأتي بالنصر ويحالفه الظفر، ولما كانت له موهبة الحرب فإنه هو الذي كان يخضع البلاد الأجنبية للملك، وهو الإله الذي سارع إلى نجدة "رمسيس الثاني " في لحظات الشدة في معركة " قادش " وقد سمع وهو في " أرمنت " نداء ابنه رمسيس وهو هناك في ساحة الوغى.
وقد عقدت صلة من نوع ما بين الإله " مونتو"، والإله الأسيوي " بعل " أثناء توسع حدود مصر ابتداء ربما من عصر الإمبراطورية، ومن هنا فقد تم تشبيه " مونتو " بالإله المحارب " بعل "، وبعد انتهاء الغزو الأشوري لمصر والذي تم في الفترة المتأخرة من التاريخ المصري القديم تم إقامة نصب لمونتو في " مدامود " في أربع نسخ برأس الثور، وقد أوكلت إلى هذه النصب مهمة السهر و الدفاع عن الجهات الأربعة لمدينة " طيبة " للحيلولة دون انتهاكها مرة أخرى من جانب أي أعداء، وقد اتخذه الملوك رمزاً للانتصار في الحروب(5).

2- الإلهة سخمت
كانت الإلهة " سخمت " من بين الربات اللائي ارتبطت أسمائهن بالقوة والبطش، ولأنها كانت تمثل في الأساس حرارة الشمس المحرقة فقد سهل ذلك على البعض أن يعطيها صفة ربة الحرب والبطش.
وقد عبدت هذه الإلهة في مدينة " منف " وتم تمثيلها على هيئة لبؤة، ومن هنا احنفظت يشخصيتها المخيفة، وتم اعتبارها إلهة المعارك الحربية، وقد وردت نقوش مصرية مثلت فيها الإلهة " سخمت " في هيئة " الصل الملكي " أي ثعبان الكوبرا الذي يبصق النار على الأعداء ومن الغريب أن " سخمت " كانت تختلط في أحيان مع الإلهة " باستت "، ويعتقد " إرمان " أن ذلك ربما يعود إلى أن الفنان المصري القديم لم يكن يميز بوضوح بين رأس القطة ورأس الأسد، وهذا رأي تعوزه الأدلة، فالفنان المصري عبر عن " سخمت " وربط بينها وبين القوة والبطش، وعبر عن باستت وأعطاها من الصفات ما تختلف به عن " سخمت "، وقد ميز المصريون الاختلاف بين الإلهتين، فتحدثوا عن " سخمت " كأنها شخصية مخيفة، وتحدثوا عن "باستت " كأنها شخصية ودودة واعتبرت إلهة للمرح والموسيقى والرقص وصورت على هيئة آدمية برأس القطة.
وقد ورد في نص ينسب لرمسيس الثاني عبارة " ممسكاً بيده القوس كباستت " وهذا يدل كما يعتقد ويؤكد الكثير من العلماء أن " باستت " ظهرت في مرات قليلة كإلهة محاربة، وربما دل ذلك على معنى الربط الذي ربط بينها وبين " سخمت ".(6)






ثانياً : آلهة لها صفات حربية لكنها غير محاربة

1- الإله ريشيف
يؤكد البعض أن الإله " ريشيف " كان رباً أجنبياً، ولم يك أبداً إلهاً مصرياً خالصاً، بل يرجع أصله إلى بلاد " كنعان " بالشام، وقد اختلط بالإله سوتخ في الدلتا الشرقية، وهو صاحب القوة بين التاسوع، وهو إله محارب مسلح بحربة ودرع، وجدت له بمصر عدة نقوش من أهمها لوحة صغيرة تم تمثيله عليها في هيئة رجل قدمه اليمنى متقدمة عن اليسرى، وبيده اليمنى خنجر، وفي اليسرى ترس، وعلى رأسه غطاء يشبه تاج الوجه القبلي الأبيض، وأمامه مذبح صغير، ويعتقد أن هذه اللوحة كانت في الأصل موجودة في معبد دير المدينة.
وفي متحف " برلين " لوحة أخرى ارتدى فيها الإله تاج الوجه القبلي، بينما يمناه تقبض على دبوس قتال، ومن أعلى اللوحة جملة تشير إليه تقول " الإله العظيم " ريشيف " الذي يقبل الدعوات، وهناك لوحة أخرى بالمتحف المصري يظهر فيها هذا الإله وبيمناه الدبوس، وعلى رأسه تاج الجنوب، وعلى جبهته رأس غزال، وبيسراه ترس مستطيل يميل نحو وجه الإله وكتبت على اللوحة عبارة " ريشيف " الإله الأعظم ، والدبوس الذي في يد " ريشيف" يبدو غريباً عن مثيله في مصر، ويرجح البعض أن ظهوره ربما يعود إلى أيام الدولتين الوسطى والحديثة، كما يدل لباسه على أصله الأجنبي، فمثلاً كان يتدلى من تاجه شريط طويل ينتهي بما يشبه زهرة اللوتس ، كما كانت على نقبته شرائط من القماش ، ويزين تاجه من جهة الأمام قرنان ، وأحياناً رأس غزال،وقد جاء ذكر له من جانب ضباط رمسيس الثاني عندما قالوا إنهم أقوياء مثل ريشيف.

2- الإله حمن
عبد هذا الإله في مدينة تسمى " حفات " قريبة من أصفون " مسكن سنفرو " واتخذ أشكالاً متعددة من أشهرها الشكل الآدمي، والأخرى ظهر فيها محنطاً مثل " حورس هيراكونبوليس"، وكان له مظهر المحارب، وكانت تقام له أعياد بحرية تنتهي بقتل حيوان فرس النهر الذي يرمز في هذه الحالة للشر والعدو، وكانت له صلة أيضاً مع كل من " إيزيس " و " نفتيس ".

3- الإله أنورس
مثل هذا الإله على هيئة آدمية كان يبدو فيها أميراً يركب عجلة حربية ويقوم بقتل الحيوانات البرية، ويضع على رأسه ريشاً ويحمل الرمح وقد ألحقه المصريون القدماء بأسطورة " عين حورس " والتي كانت قد انتزعت من صاحبها في صراعه مع الشر مما استدعى ضرورة البحث عنها، كما أنهم شبهوه في مرة أخرى تشبيهاً ارتفع به إلى مرتبة الآلهة التي اشتركت في البحث عن " عين رع "وهي الإلهة " حاتحور تفنوت "، وكان " أنورس " حينذاك أحد أشكال الإله " شو "، ورغم أن هذا تم في عصور متأخرة إلا أن ذلك لا ينفي قدر هذا الإله في كل من الدولتين القديمة والوسطى، و قد حمل الناس في تلك الأزمنة اسمه، فقد كان محارباً وقام بحماية " رع "من دسائس التنين " أبوفيس "، كما أنه كان في صف " حورس " في صراعه مع " ست "، وقد أصبح هذا الإله إلهاً عالمياً في عصر الأسرة الثامنة عشرة واتخذ شريكة له هي الإلهة " محيت " التي نجدها مجسدة في هيئة " لبؤة " مما دعا إلى تمثيلها بـ " تفنوت "(7)، وكان بصفة عامة يسمى بالمنقذ وهو يرد التحية على أولئك الذين يحملون صورته كتميمة تحميهم من الحيوانات والأعداء.

4- الإله آمون رع
كان " رع " أحد أكبر الأرباب والآلهة على مدار التاريخ المصري، وقد ارتبطت بعبادته منطقة " عين شمس " حيث معبده وكهنته وتاسوعه الشهير، وبمعنى آخر انطلقت ديانة " رع " من ذلك المكان الذي ظل جامعة مصرية هامة في مختلف الحقب والأزمنة التاريخية المصرية وكانت الأسرة الحاكمة التي ابتنت لنفسها الأهرامات الكبرى قد احتوت أسماء معظم ملوكها على اسم رع، بل وكانت الأهرامات مثلما كانت المسلات من الرموز الخاصة بعبادته، وكما سبقت الإشارة فقد عظم شأن "رع "في الأسرة الرابعة حيث احتوت عليه أسماء بعض ملوكها مثل " جدف رع "، و" خعفرع" ، و" منكاورع "، وخلف هذه الأسرة حكام الأسرة الخامسة، وكانوا يعبدون " رع " بطريقة خاصة لأن ملوك تلك الأسرة كانوا ينتمون لأحد كهنة الشمس حتى أن كل واحد منهم ابتنى لنفسه في مقره معبداً لرع على نمط معبد " هليوبوليس " الكبير.
وقد أصبح " رع " هو الإله المفضل لدى الطبقات العليا، وفي المدن الأخرى حرص الناس على تقديم العبادة لهذا الإله العظيم، بل واستطاعوا أن يجعلوا من آلهة أخرى ذات شبه بهذا الإله، وعلى ذلك فقد تحول الكثير من الآلهة إلى آلهة شمس باستثناء الإله " بتاح ".
وفي " طيبة " كان يعبد فيها بصفة خاصة كل من الإله " منتو " والإله " مين "، ولكن كان إلى جانبهما إله آخر هو " آمون " أحد آلهة " شمون " الثمانية القديمة، وكان في " طيبة " يتم تصويره مثل الإله " مين " منتصب القضيب، رافعاً ذراعه ويحمل سوطاً،ً وعلى رأسه قبعة عليها ريشتان، وقد ساعد " آمون " على الارتقاء إلى مرتبة الآلهة العظام ما أولاه له ملوك الدولة الوسطى من عناية إذ أن أسلاف الأسرة الثانية عشرة قد اتخذوه إلهاً عائلياً، لذا نرى أول ملوك الأسرة الثانية عشرة قد اتخذ الاسم المميز " أمن إم حات " أي آمون في المقدمة، ونظراً للدور الذي كان على " آمون " أن يؤديه كإله للآلهة فقد صار عليه أن يتحول إلى إله شمس تحت اسم " آمون رع" والذي وصل إلى قمة مجده بعد طرد الهكسوس، وبعد أن حكمت الأسرة الطيبية أصبح " آمون رع " إلهاً للمملكة كلها ومنذ ذلك الوقت اتخذ لقب ملك الآلهة، ومن جديد تعاظم شأنه في عهود كل من التحامسة والأمنتحبيين في عصر الإمبراطورية لأنه هو الذي قادهم للنصر على أعدائهم أو هو الذي قاد الجيوش للنصر أو هو الذي أهدى النصر إلى ابنه ومحبوبه الفرعون.
4- الإلهة نايت
كان موطن هذه اإلهة الأصلي هو مدينة سايس ( صا الحجر )، وقد لعبت أدواراً مختلفة في الديانة المصرية، وتم اعتبارها من ضمن الإلهات المرتبطات بالقوة والحرب ، وكان رمزها المعروف يتكون من قوسين ودرع ، وكان من ألقابها لقب ( التي تمهد الطريق ) وهذا يعني أنها كانت تتقدم الملوك في المعارك الحربية ، وكانت تزين رأسها بتاج الوجه البحري ، كما سميت بالبقرة التي تلد الشمس.
هوامش

(1)د.عبد الرحمن زكي:الجيش في مصر القديمة .القاهرة 1967م
(2)باسكال فيرنوس وآخر : موسوعة الفراعنة. ت . د محمود ماهر طه ، دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع القاهرة 1991م
(3)سير ألن جاردنر : مصر الفراعنة ت. د نجيب ميخائيل إبراهيم. الهيئة المصرية للكتاب 1973م
(4)د احمد فخري : مصر الفرعونية مكتبة الأنجلو المصرية طبعة 4 القاهرة 1978م
(5) ومن الغريب أن معبد " مونتو" قد تم هدمه في القرن التاسع عشر ليقام على أرضه مصنع للسكر !
(6) هناك رسم لباستت تظهر فيه بالشكل الآدمى برأس القطة وتحمل في يديها السستروم الخاص بالراقصات ، وفي اليد الأخرى صورة رأس الأسد الخاصة بالإلهة سخمت وتتدلى من ذراعها التي تحمل بها السيستروم سلة صغيرة ، وربما من ذلك النقش يمكننا عقد صلة ما بين الإلهتين ، فالمصري القديم كان يقصد دائما ما يعبر عنه لذا فلابد من صلة بين سخمت وباستت وإلا ما كانت باستت قد حملت صورتها ، هذا ولا يعني اسم باستت معنى معيناً ، وهو يدل على أنها إلة مدينة باستت
(7) أدولف إرمان : ديانة مصر القديمة ، ترجمة د. عبدالمنعم أبوبكر ،د. محمد أنور شكري ، مكتبة مدبولي ، القاهرة..
(8) . آلهة مصر : فرانسوا دوماس، ترجمة زكي سوس، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

فصول العمل

مقدمة كلمة لابد منها 1- الحرب بين العقيدة والحياة - الباب الأول 1- الحرب بين العقيدة والحياة - الباب الثاني 1- الحرب بين العقيدة والحياة - الباب الثالث - الألقاب الرسمية للفراعنة 1- الحرب بين العقيدة والحياة - الباب الرابع 1- الحرب بين العقيدة والحياة - الباب الخامس 1- الحرب بين العقيدة والحياة - الباب السادس - حروب عصر الأسرات والدولة القديمة 2- عسكر وجيوش - الباب الأول - الجيش وطبقة العسكر في عصر الدولة القديمة 2- عسكر وجيوش - الباب الثانى - الأسطول في عصر الدولة القديمة 2- عسكر وجيوش - الباب الثالث: قائد جيوش البر والبحر 2- عسكر وجيوش - الباب الرابع: البعثات الفرعونية في عصر الدولة القديمة 2- عسكر وجيوش - الباب الخامس: حال الجيش في أواخر عهد الدولة القديمة 2- عسكر وجيوش - الباب السادس: الجيش في العصر الإهناسي 3- العسكرية فى عصر الدولة الوسطى - الباب الأول: الجيش والعسكر في عصر الدولة الوسطى 3- العسكرية فى عصر الدولة الوسطى - الباب الثانى: التدريب العسكري 3- العسكرية فى عصر الدولة الوسطى - الباب الثالث: الهكسوس 4- مصر الإمبراطورية - الباب الأول: نظرة عامة على أحوال العسكر والعسكرية المصرية زمن الإمبراطورية المصرية الحديثة 4- مصر الإمبراطورية - الباب الثانى: الجيش المصري زمن الأسرة الثامنة عشرة 5- رموز العسكرية المصرية فى عصر الدولة الحديثة - أبطال فوق العادة 5- رموز العسكرية المصرية فى عصر الدولة الحديثة - الملك أحمس الأول 5- رموز العسكرية المصرية في عصر الدولة الحديثة - أمنحوتب الأول 5- رموز العسكرية المصرية في عصر الدولة الحديثة - الملك تحوتمس الأول 5- رموز العسكرية المصرية في عصر الدولة الحديثة - تحوتمس الثاني 5- رموز العسكرية المصرية في عصر الدولة الحديثة - تحوتمس الثالث 5- رموز العسكرية المصرية في عصر الدولة الحديثة - أمنحوتب الثاني 5- رموز العسكرية المصرية في عصر الدولة الحديثة - الملك تحوتمس الرابع 5- رموز العسكرية المصرية في عصر الدولة الحديثة - الملك حور محب 5- رموز العسكرية المصرية في عصر الدولة الحديثة - الملك سيتي الأول 5- رموز العسكرية المصرية في عصر الدولة الحديثة - رمسيس الثاني 5- رموز العسكرية المصرية في عصر الدولة الحديثة - الملك مرنبتاح 5- رموز العسكرية المصرية في عصر الدولة الحديثة - رمسيس الثالث 6- دور الأجانب في الجيش المصري 7- أحوال بلاد الشام في ضوء ما أشارت إليه رسائل تل العمارنة 8- إدارة الجيش في عصر الدولة الحديثة 9- الحصون والقلاع في مصر الفرعونية - الباب الأول: في الفترة المبكرة من عصر الأسرات والدولة القديمة 9- الحصون والقلاع في مصر الفرعونية - الباب الثانى: القلاع والحصون في زمن الدولة الوسطى في الجنوب 9- الحصون والقلاع في مصر الفرعونية - الباب الثالث: طرز الحصون 9- الحصون والقلاع في مصر الفرعونية - الباب الرابع: أعلام الجيش 9- الحصون والقلاع في مصر الفرعونية - الباب الخامس: صناعة الأسلحة في مصر القديمة 9- الحصون والقلاع في مصر الفرعونية - الباب السادس: أسلحة الجيش المصري 9- الحصون والقلاع في مصر الفرعونية - الباب السابع: الموسيقى العسكرية 10- الجيش المصري خلال عصر الانتقال الثالث والعصر المتأخر قائمة بأهم المراجع
اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.