Naoot

شارك على مواقع التواصل

الخُلاسيةُ

هي أنا
الخلاسيةُ
التي تركتَها سنواتٍ تُربّي شَعرَها
في ضواحي إشبيليّة
وتغزلُ مع الغجريات
فساتينَ واسعةً
بكرانيشَ زرقاءَ
تناسبُ أحزانَ الفلامنكو.

بشرتُها
لوّحتها الشمسُ،
والنجومُ سقطتْ
لتُرصِّعَ جدائلَ
جاوزتِ الخِصرَ
تتماوجُ في الهواء
مع قدمين
تدقّان الأرضَ
على إيقاع الكاستينيت.

هي أنا الخلاسيةُ
ترقصُ في دوائرَ منذ دهور
فمتى يعودُ إليها الفرحُ
كي تُحرّرَ الضفائرَ
من شرائطها؟

القاهرة / 16 يونيو 2011



يومُ الساعاتِ العشر

هذه البسمةُ
لي
والأنفُ العالي
والعينان اللتان
تعكسان لونَ البنِّ
تحت شعاع الشمس.

هذا الذقنُ
لي
ذاك الذي سرقَ رائحةَ أبي
وخبّأها من أجل أنفي
وتلك الشفاهُ التي أخبرتني أني امرأة
فطارت جدائلي.

هذا الشاربُ
لي
وتلك الكفُّ التي تهصرُ.
والصوتُ
الذي ربَّى صبايَ القديم.

الإيماءةُ الصموتْ
تحكي ألوفَ الحكايا
التي أنسانيها الزمنُ،
القِرطُ الذي شبكتَه بأُذني
الشموعْ
والساعاتُ العشرُ التي ركضناها في رحاب الأرض
بعيدًا عن عيون أمي.

كلُّ ما فيكَ
لي
....
....
ماذا تبقّى منكَ إذن
للأخريات؟

القاهرة / 9 مارس 2011


في بيتكم القديم

الزهراتُ اليانعاتُ
اللواتي تركتُهنّ في بيتكم القديم
يُشرقن
خلف وهج الشموع
مثل مريم البتول،
متى غدون جَدّاتٍ
يتقافزُ حولهنّ الحَفَدَةُ
والسنوات؟
وكيف؟

البيتُ الذي بناه البلجيكُ في بداية القرن
المفتاحُ الضخمُ
الذي كمفاتيح القلاع
وشوَشنا إليه أسرارَنا
النوافذُ العالية
تُدخِل الضوءَ
بقَدر ما تحتملُ دفاترُ الجامعة.

تحت يديك
دوائرُ الكهربية وقانون إديسون،
وتحت يدي
كنيسةُ نوتردام
وصندوقُ الفرعون في جوف الهرم،
عمارةُ الفراعين تبتلعُ القوطيين
وقوانينَ الاتزان
ولا شيءَ يعلقُ في عقول طلاب الهندسة
إلا قانونُ:
الحبّ الأول.

ينفتحُ البابُ العالي
تدخلُ صينيةُ الشاي
تحملها صبيةٌ صبوحٌ،
وشمعةٌ
تتقدّم طابورًا من الصبايا
مثل البجعات البيض
يتحلّقن حول الشقيق الأمير
الذي وقع في هوى الخُلاسية.

الخُلاسيةُ ضاعتْ في الزحام
والصبيُّ يجوب الطرقات
يسألُ المارّة:
هل رأيتم حبيبتي؟
تقول السابلةُ:
لا،
لم نرها!

كان لابد أن تنتفضَ الثوراتُ
ويسقطُ الطواغيتُ
كي تصعدَ الخلاسيةُ فوق تمثال الشهيد
رافعةً علمَ طِيبة
الذي بعدُ
لم يحمل عينَ حورس!

يراها الفتى من آخر الميدان ويهتف:
ها أنا ذا
حبيبُكِ القديم!
عودي إليّ!

القاهرة / 16 يونيو 2011

1 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.