DarMolhem

شارك على مواقع التواصل

بدأت تنظر حولها فهي خائفة ولكنها لا تظهر ذلك بدأت تتفحص المكان فوجدت حديقة واسعة جدًا وبها أطفال في سنها يلعبون ويضحكون وفيها أشخاص يتحدثون مع بعضهم، ومنهم من يقرأ كتابه في هدوء وعزلة عن الجميع، نظرت أمامها وجدت مبنى كبير ضخم، ما رأت من قبل مثل هذا المبني الكبير أبدًا في حياتها، بدأ أمجد في تكملة طريقه وهي ممسكة يده حتى وصل إلى مكتب مديرة المدرسة فطرَق على بابها ردت قائلة ادخل فتح الباب وألقى التحية فردت عليه ونظرت إلى نيرة بوجهٍ مبتسم قائلة لها أهلًا بكِ يا صغيرة واتجهت إليها مدت يدها بالسلام على نيرة فمدت نيرة يدها تسلم عليها فقالت لها تعالي يا عزيزتي وأخذتها لتجلس على أحد كراسي الغرفة وجلست بجوارها وقالت لها أنتِ جميلة جدًا يانيرة وأكثر ما يُميزكِ هو لون عينيكِ العسليتين فردت نيرة قائلة أنا أشبه أمي، أبي دائمًا يقول لي عيوني كالبرق تشبه عيون والدتكِ، فابتسمَتْ لها
قائلة: أنتِ طفلة لطيفة كما قال عمكِ أمجد حقًا وأنا أرحب بكِ معنا أننا هنا جميعًا مثل العائلة لكل بنت متواجدة هنا لا تخافي من شيء أبدًا ولا تتردي في طلب شيء.
فقالت لها أنا لست خائفة من شيء فضحكت قائلة حسنًا يا فتاتي.
ثم نادت على إحدى مدرسات المدرسة وطلبت منها أن تأخذ نيرة وتعرفها على المكان.
قال أمجد: تعالي لأقبِّلك يا صغيرتي وقبّل كفها الصغير وقال لها كل شيء سيكون على مايرام لا تقلقي أبدًا أنا دائمًا بجوارك فابتسمت له وودعته ثم خرجت مع إحدى المدرسات.
أمجد مازال في غرفة المديرة قالت له لاتقلق وثق أنها ستكون في أمان معنا نحن سنساعدها في أن تتخطى كل ما حدث.
قال لها أتمنى منكِ ذلك ثم همّ بالإنصراف وخرج أمجد من المرسة متوجهًا إلى سيارته ثم ركب وقال لسعيد اذهب إلى المستشفى، تحرك سعيد بالسيارة ووصل أمجد إلى المستشفى ودخل إلى غرفة عزيز وألقى عليه التحية ثم اقترب منه وجلس بجواره وأمسك يده وسأله كيف حالك يا صديقي قال له الحمد لله على كل حال
رد أمجد وقال له بإذن الله قريبًا ستتحسن وتعود إلى بيتك وترى ابنتك قال له أننا نعلمُ جيدًا أن هذا لم يحدث أبدًا فنظر أمجد إلى الأرض في صمت.
تحدث عزيز قائلًا كيف حال نيرة هل تقبلت المدرسة؟
قال له نعم لقد أخبرتهم بكل شيء وإنهم من أشهر المدارس الداخلية لا تقلق فقال له أنا مطمئن الحمد لله، مد يدك يا أمجد تحت وسادتي هناك شيئًا أريد إعطاءه لكَ فمد أمجد يده ووجد ظرف. قال عزيز يوجد به خاتم آمال هدية زواجي بها أريدك أن تعطيه لزوجتك لتحتفظ بهذا الخاتم حتى عيد ميلاد نيرة الثامن عشر فتهديه لها وتخبرها أنه خاتم زواج والدتك، طلب أباك أن اعطيه لك في عامك هذا وهو نفس عمر والداتكِ حين تزوجها والدكِ فيه.
قال له حسنًا يا أخي وأكمل كلامه قائلًا وهذه سبحتي فأنت تعرفها جيدًا إنها ذكرى من أبي رحمة الله عليه فأنت تعلم متى تعطي نيرة هذه السبحة.
أمجد يفهم ما ياقصده عزيز ذهب أمجد وهو في حزن شديد على صديقه ورفيق دربه فهو بعد وفاة عائلته أخذه عمه للعيش معه ولكنه كان قاسيًا عليه دائمًا بالرغم من عدم خلفته هو وزوجته إلا أنه كان قلبه لا يعرف الرحمة فكان عمر أمجد عشر سنوات وطلب منه عمه أن يعمل حتى يأكل ويشرب، كان مطيعًا كان يدرك أنه ضيف غير مرغوب به في بيت عمه.
فذهب معه عمه إلى السوق حتى يجد له عملًا وبالفعل وجد له عمل فكان في وكالة أبو عزيز فهو كان تاجر فاكهة وطلب منه أن يهتم بعمله مقابل طعامه، وتركه وذهب فنادى عليه أحد العمال وقال له تعال معي حتى يراك الحاج عصمت فذهب معه إلى مكتب الحاج عصمت فقال العامل يا حاج هذا الصبي سوف يعمل معنا في المخزن طوال اليوم ويذهب في المساء
فنظر إليه عصمت وقال له ما اسمك قال له أمجد.
فسأله لماذا تريد أن تعمل معنا يا أمجد؟
فرد أنا لا أريد أني أول مرة أعمل أنه عمي قال لي أن أعمل مقابل طعامي فنظر له ثم سأله وأين والدكَ فحكى له ما حدث فسكت عصمت بعض الوقت ثم قال للعامل اذهب أنت اهتم بعملكَ.
قال الحاج: اقترب يا بني وسأله هل تريد أن تعيش مع عمك قال له لا أريد ولكن أريد أن أعمل حتى أستطيع أن أشتري بيتًا لنفسي واترك بيت عمي فضحك عصمت وقال له كل شيء بالعمل والجهد يا ولدي فأنا أعرض عليك عرض أن تعمل معي وتعيش معي انا وابني عزيز فهو أصغر منك وأمه توفت وتركته لي حتى يكبر وأعلمه العمل حتى ينجح مثلك تمامًا فأنا متأكد من نجاحك في عملك.
صمت أمجد وقال له ولكن عمي
قال مقاطعًا حديث أمجد أنا سأتصرف هيا تعال معي إلى البيت حتى تتعرف على عزيز ومن غدًا تبدأ العمل بإذن الله أخذ عصمت أمجد إلى بيته وعرفه على ابنه عزيز فكان يبلغ من العمر خمس سنوات.
ذهب الحاج عصمت إلى عم أمجد وتحدث معه وافق عم أمجد أن يتكلف الحاج عصمت بكل شيء يخص أمجد وترك له أمجد
تربّى أمجد وعزيز معًا كبروا مع بعض كأنهم إخوة بمعني الكلمة فعزيز كل ما يملكه أمجد من الحياة هو الأخ والصديق ورفيق الدرب فهو يعلم بفراق عزيز فهو يعود إلى الطفل اليتيم في الماضي
حل المساء ونيرة أول ليلة لها في مكان غريب لا تعرف أحدًا فيه، ظلت صامتة لا تتحدث رافضةً محاولة أي أحدٍ للتعرف عليها واللعب معها جلست على سريرها المقابل للنافذة وظلت تنظر إلى السماء لترى والدتها وتتحدث معها حتى غلبها النوم ونامت
رجع أمجد إلى البيت فاستقبلته فتحية وطلبت من المساعدين تجهيز العشاء فسألها كيف حالك فقالت له أنا لست بخيرٍ أبدًا يا أمجد فأنا غير راضية على خروج بنت أختي من بيتي وتعيش في مدرسة داخلية قال لها هذا طلب والدها يا فتحية مستحيل أن أرفضه وتأكدي أنها سوف تكون بخير دائمًا ونهاية الأسبوع سوف تقضيه معنا
قالت له لقد اشتقت إليها كانت تهوّن على وفاة أختي، اعتاد الجميع على وجودها صمت أمجد فقالت سأنادي الأولاد من أجل العشاء قال لها حسنًا عندما اجتمعوا على العشاء جميعًا سأل كمال والده ما أخبار نيرة يا أبي هل كانت خائفة؟
قال له نعم ولكن لم تبين شيء فهي بنت قوية.
رد كمال وطلب من والده أن يسمح له أن يذهب غدًا مع والدته ويأخذ لنيرة كل ماتحب حتى يطمئنوا عليها وتعلم أنهم معها دائمًا فقال له حسنًا فرحت فتحية لإنها سوف ترى صغيرتها غدًا وقالت لوداد ستذهبين معنا غدًا وسوف اطلب منهم في المطبخ يجهزوا الطعام الذي تحبه نيرة فقالت لها لن أذهب فأنا ا لا أريد ان أراها، غضبت منها فتحية وأمرتها أن تذهب إلى غرفتها
نظر إليها كمال بغضب وصمت واستأذن ودخل إلى غرفته وجهز نفسه للنوم وهو سعيد لأنه سوف يرى نيرة غدًا 
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.