Zajelpublishing

شارك على مواقع التواصل

شاء الله أن تمثل بين يديك حروفٌ هي زخّات مطر، علّها في لحظات ظمئك تكون الرواء. حروف هي رسل عن أصحابها، وما عليها إلا أن تبلّغ رسالات أوحت بها الصدور، فحملتها الأقلام في خفة لم تعهدها، ولها أنصتت أوراقٌ ملّت البياض دونها.
إن من البيان لسحرًا، وإن من البلاغة لمسكرًا، ولا شيء في ذلك أضهى! لا قناعة بشربة من المعين، ولا بنقطة من الجرّة، فالنفس تتوق لسحائب مثقلة، تبصر أرضَنا فتصب علينا أحمالُها صبًّا يطرد جفافَ الروح وفلولَه، ويعقبه رِيٌّ لا يبرح حتى يبلغ منا ما بلغ بُعده عنا!
ولا تزال في نفوس الأدباء أسرار في الظل ترتع، تنتظر إشراقةَ سفير يهمس لها ويغويها، فتخرج لأعين القراء كما شاء لها أصحابها أن تخرج، وما من السفير إلا أن يحمل الأمانة كما هي، ويعرضها في حلتها التي ارتضى لها صاحبها أن تكون. فكانت تلك الرسائل التي بين أيديكم، قَبَسًا من حبر سري لروائيات لهن في الكتابة شهداء، إلا أن رفقتهن جادت بقلم لا زال في الظل، علّ تلك الرفقة تكون بداية لجنّة لم يسمع بها أحد، فنستحل حرمَها، وننعم به كما نعمنا بأقلام الرفقة!
ربيع أيوب
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.