Sottoo3

شارك على مواقع التواصل

سيلفيا ومدن السحاب(تمهيد)



سيلفيا ومدن السحاب
بيتر أشرف

جميع الحقوق محفوظة ويحظر طبع أو تصوير أو تخزين أي جزء من الكتاب بأية وسيلة من وسائل تخزين المعلومات إلا بأذن كتابي صريح من الناشر


سيلفيا ومدن السحاب
(اليوم الموعود)

مقدمة
تساقطت السطور القادمة عليَّ كقطرات مطر عشوائية غزيرة تضربُ الأرض في أماكن مُفرقه دون أدنى اعتبار لأي شيء، هي كلمات مصحوبة بكثير من المشاعر التي أتت كنسمات صيفٍ وسط صحراء خاوية من الهواء، كلمات مصحوبة بحزن، بفرح، لحظات من الحب والغضب، أوقات من الكراهية والأمل.
تلك القصص عمرها أكثر من تسعة أعوام متتالية، كلمات لن تأتي مرة أخرى مثلها؛ هي للبعض مجرد سطور كتبت على أوراق، أما عندي فهي أيامٌ كامله عشتها في عقد كامل من عمري حتى جاء ذلك اليوم، اليوم الذي أعلن فيه طبيبٌ ما أني مصاب باكتئابٍ حاد، وأن عليَّ أن أخوض رحلةً طويله من الأيام في علاج ذلك المرض اللعين، المرض الموصوم بـ(اللاشعور).
أيامٌ طويلة من فقد الإحساس بالأمور مرَّت عليّ، فقدت الكثير من الأمور الحياتية المعتادة؛ العمل، الأصدقاء، الرياضة، وحتى الحب الذي وجدته نجدةً بيوم من الأيام.
اعتدتُ الوحدة كأنها صديقي الذي أعرفه منذ سنوات طويلة، ممرت بأيام أشعر فيها أن منزلتي وصلت لأعلى سماء وأخرى حيثُ شعرت أني اكتشفت ما هو أسوأ من الجحيم، وببعض الأيام نظرت إلى المرآة لأكتشف أني لا أعرفني جيدًا وأنَّ شخصًا جديدًا غيري يولدُ في تلك اللحظات... حتى قررتُ بعد فتراتٍ طويلة من التفكير أن أعود لملاذي الأخير، الكتابة!
ببساطة شديدة، لم أجد حرفًا واحدًا يُعبر عن المعنى الحقيقي لما بداخلي في تلك الفترة، لم أفكر كثيرًا غير أني استرجعتُ ما كتبت من قصص متفرقه على مدار سنوات طويلة، وقررت أن أجمع ما كتبت سابقًا مما يمكنُ أن يعبر و لو بكلمات بسيطه عما مررت به في الآونة الأخيرة.
ستجد في الصفحات القادمة أجوبةً للأسئلة التي مرت بذهنك وأنت تقرأ هذه المقدمة المملة، ربما تجد أيضًا تعبيرًا عن شعور لا وصف ما له، كما ستعرفُ أيضًا أنَّ كل ما تراه في حياتك ليس إلا بوابة، نعم هو بوابةٌ لعالم خفي لا نراه بأعيننا لكنه موجود، واسع، وممتلئ بالأشياء الواضحة والظاهرة كشمس كوننا، وبه أيضًا ما هو خفي وغامض ويستفز الكثير من خلايا عقولنا حتى يتم تفسيره.
هيا يا صديقي، لنبدأ سويًّا تلك الرحلة وأعدك أنك لن تندم أبدًا على وقتك هنا.

0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.