Horof

شارك على مواقع التواصل

كلمة العدد
مروان محمد




أعتقد أنَّ هذا السؤال سيكون مفتتح كلمة العدد الأول من سلسلة (كولاج)، بدأت الفكرة منذ عامين تقريبًا ولكن لم تدخل حيز التنفيذ إلا الآن فقط، كانت منذ عامين مجرَّد فكرةٍ أخذت تتبلور على مدار هذين العامين بالمشاركة مع الكاتبة المتألقة (صفاء حسين العجماوي)؛ حيث دار بيننا أول حديثٍ عن سلاسل كتبٍ للجيب تصدر عن دار (حروف منثورة) لتكون إحياءً لمشروع روايات مصرية للجيب التي صدرت لسنواتٍ طوال عن (المؤسسة العربية الحديثة).
كنت أرى أنه من الضروري أن تحظى الأجيال الجديدة بهذه الفرصة العظيمة التي توفرت لنا ونحن في مرحلة الصبا ثم أولى الخطى نحو مرحلة الشباب، لكم استفدنا عظيم الاستفادة بهذه السلاسل الرائعة من روايات مصرية للجيب!.
لأنها دفعتنا أولاً لحب القراءة؛ ثم زرعت في نفوسنا حبَّ الوطن والكثير من القيم الأخلاقية؛ فكان لزامًا علينا أن نضطلع بدورنا لإحياء هذا المشروع الثقافي الكبير للشباب الصغير مرة أخرى لتكون متاحةً أمامه نفس الفرصة التي أُتيحت لنا منذ عقدين من الزمن.
محاولة جادة لمقاومة ذلك التيار الضخم من التكنولوجيا التي -للأسف- يُساء استخدامها على يد بعض شبابنا الصغير، ونعتقد وكلُّنا أملٌ في الله سبحانه وتعالى أن يعيد هذا المشروع الطموح الأمل لنا كآباء في أن يُؤسس شبابنا الصغير على الأسس الفاضلة القيّمة التي تربينا عليها على يد سلاسل روايات مصرية للجيب.
نحاول أن نُحيي هذا المشروع مرةً أخرى بفكرٍ جديد وبدماءٍ جديدة تناسب وتواكب الجيل الحالي، من حيث الإخراج الفني والتصميم والموضوع؛ وهو النقطة الأهم في ذلك المشروع الكبير، موضوعات تلائم وتوائم هذا العصر بكل معطياته وتحفِّز شبابنا الصغير لأن يمسك الكتاب ويكون محور اهتمامه بدلًا من الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية التي أخذت كل وقت شبابنا الصغير؛ بل جعلته يعيش في عالمٍ موازٍ لا علاقة له بالعالم الواقعي، وانفصل شبابنا الصغير عن واقعنا تمامًا.
كلنا أمل في أن يجعل هذا المشروع الطموح الأمر مختلفًا تمامًا، وأن يدفع شبابنا للقراءة والبحث والتفكير والتساؤل والإلحاح في السؤال والبحث عن جواب، فلذلك نراعي في تلك السلاسل المتنوعة أن يكون الموضوع دافعًا قويًا لأن يتجه شبابنا للقراءة والبحث والتساؤل والتأمُّل، وأن يكون دافعًا أكبر للتفكير، لأنَّ الأمة لا تقوم لها قائمةٌ إلا بالقراءة الواعية المفيدة وهذا ما نعمل على تحقيقه في موضوعات سلاسل حروف منثورة للجيب المختلفة.
وفي هذا المقام نثمِّن بشدة ونثني على جهود الكاتبة المميزة (صفاء حسين العجماوي)، حيث إنها تبنت هذا المشروع بكل حماسٍ وتعمل عليه بكل جدٍّ وإخلاص وتخصص له من وقتها بدون مقابل؛ وذلك لإيمانها بنفس الأفكار نحو تخصيص جهودنا من أجل خدمة المعرفة والثقافة وحبِّ القراءة الذي نحاول زرعه في شبابنا الصغير، والحقيقة -وبدون مبالغة- حينما أقول أنها تصنع المعجزات بشأن إخراج هذا المشروع للنور فهي بالفعل تصنع المعجزات، وأعتقد أنَّ الشباب الصغير الذي سيكبر يومًا ويكون في موضع مسئولية سيكون مدينًا بالفضل لهذه السيدة الفاضلة في تثقيفه وتوعيته وإنضاج شخصيته على نحوٍ أفضل.
سيتذكر الكثير من شبابنا الصغير اسم الأستاذة (صفاء حسين العجماوي) لسنواتٍ طويلة ولربما لآخر أعمارهم لمَا تقدمه من خدمةٍ جليلة في سبيل إحياء هذا المشروع الطموح بالتعاون مع دار (حروف منثورة للنشر والتوزيع) والتي تبذل في المقابل جهودًا مضاعفةً من أجل إخراج هذا المشروع بكافة سلاسله إلى النور في أسرع وقتٍ ممكن.
ليس الهدف من هذه السلاسل مجرد الإمتاع والتسلية فقط؛ ولكن الهدف الأساسي منها هو التثقيف في صورةٍ مبهرةٍ شيقة وبسيطة في نفس الوقت،؛لأنَّ المعرفة في كافة فروعها هي السبيل لارتقاء النفس وتكوين الشخصية القوية الفاعلة، هي التي ستدفع شبابنا الصغير إلى التفكير والتحليل والابتكار ، فليس هناك أفضل من الأدب لأن يؤدي هذا الدور العظيم لشبابنا الصغير، وتقع علينا جميعًا كمثقفين ومبدعين وكتّاب مسئوليةٌ كبيرة نحو إنماء روح التفكير والبحث والتحليل في عقول أبنائنا، وأيضًا ليطمئن الآباء والأمهات لأنَّ أبنائهم يقرأون ما يصلحهم ويرقيهم ولا يقرأوا ما يفسد عقولهم ويعطب أرواحهم النقية، ونتمنى أن يحوز العدد الأول من سلسلة (كولاج) على إعجاب قرائنا.. ذلك الشباب الصغير ... صنَّاع المستقبل.

0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.