عودة سالازار
عمرو جادو
لا تظن ولو للحظة أنه يوجد رابط بين منزل سليذرين والشر، ما يحدث ما هي إلا مصادفات لا تنم عن صفة منزل بأكمله، لقد أثبت سليذرين أنه منزل الوفاء حتى الموت كما رأينا في قصة ليلي وسنايب... ذلك الحب الصادق الصامد، رغم رياح الوقت عاصفة الحياة لم ينهار الحب.
سليذرين هو منزل الساعين إلى الأفضل محطمين كل ما يقابلهم من صعوبات... راغبين في الوصول إلى حلمهم غير آبهين بمن حولهم، قادمين نحو الأفضل، وسيصلون.
حذاري أن تستهزء بقوى سليذرين، لطالما كان بداخلنا قوى عظيمة ظهرت في بيلاتريكس، مارلين، أندروميدا، سنايب... وغيرهم الكثير.
هل تعلم ماذا يعني صديق من سليذرين؟
أن يكون بجوارك شخص يحفزك على إتمام كل شيء.. شخص مخلص ووفي لك في كل مرة تسقط.. لن ييأس منك ولن يمل.. ستبقون سويًا على العهد ولن يفرقكما سوا الموت.
إهداء
إلى الفريق الذي ما زال على قلب رجل واحد، إليكم أكتب الإهداء بحروف من ذهب.
إلى (عبداللطيف سالم، حلمي مطر، ندى الشناوي، منار الصفتي، سهام عمار، نجلاء محمد، خيرة بن سعيد، نورين محمد، عبدالله محمد).
والى إخوتي في "هوجورتس بالعربي" وكل "بوتر هيد" في العالم السحري، وبالأخص (سليذرين هاوس) لقد تعلمت الكثير والكثير عن العالم السحري بفضلكم، وهذا ما دفعني إلى سرد أحداث تلك الرواية المتواضعة.
أتمنى أن تنال استحسانكم.
عمرو جادو
المقدمة
هناك خلف الغابة المحرمة، حيث الوحوش الضارية والمخلوقات السحرية الشرسة، وفوق المرتفعات في مكان نائي عن الجميع وقع اختيار السحرة الأربعة على مكان مدرستهم الجديدة ومنارتهم للعلوم، حلمهم الذي لطالما حلموا بتحقيقه ها هو في أولى أطواره (مدرسة هوجورتس لتعليم السحر) ذلك كان الاسم الذي اتفقوا عليه جميعهم؛ ليكون اسمًا لواحدة من أكبر مدارس السحر في العالم أجمع.
وقف كلًا من (جودريك جريفندور، روينا رافنكلو، هيلجا هافلباف، وسالازار سليذرين) ينظرون لحلمهم وهو يتحقق، الحجر يلتصق بالحجر فيأبى أن يفارقه ليشيدوا معًا صرح عظيم مهيب المنظر، ينظرون بفخر وزهو لذلك المبنى المهيب بتصميمه الفريد، الابتسامة تعلو أكثر وأكثر على وجوههم مع كل قطعة تزداد في تلك المدرسة فترسم طريق جديد لساحر من السحرة المستقبلين.
تم تصميم المدرسة لتكون تحفة فنية ينبهر بها كل من تقع عينه عليها، وقُسمت إلى أربع منازل كل منزل يحمل اسم واحد من السحرة الأربعة، وكل واحد منهم وضع سمات مميزة لطلبة منزله ويُقدر قيم معينة، فاتخذ جريفندور من قيم الشجاعة، الشهامة، الجرأة والمروءة مقياسًا لاختيار طلابه، بينما اتخذ صديقه المقرب سالازار قيم الطموح، الدهاء، القيادة، وسعة الحيلة مقياسًا له، واختارت رافنكلو قيم الذكاء، الحكمة، الإبداع، والتعلم، أما العمل الجاد، الإخلاص، الوفاء والعدل لمنزل هافلباف..
وعليها بدأت مرحلة جديدة في عمر ذلك الحلم القديم، وأيضًا مرحلة جديدة في حياة السحرة الملتحقين بتلك المدرسة، بل وأيضًا مرحلة جديدة في حياة الأصدقاء الأربعة.
"ارسم مجدك بالدماء..
الفناء من خلفك، والأبدية أمام ناظريك
ضع مكانتك بجواري بأجساد ضحايانا...
المجد والخلود لك يا عبدي
اسفك الدماء لأجلي"
كلمات كتبها على جدران الغرفة القابع بها.
يقف سالازار في وسط دائرة صنعها من أطراف ضحيته في قلب نجمة رسمها بالدماء وهو يردد تعاويذ بلغة غير مفهومة في غرفة حالكة الظلام إلا من شعاع ضوء يأتي من المجهول مسلط على الدائرة التي يقف فيها.
في الآونة الأخيرة ازدادت النزاعات بين الأصدقاء الأربعة ودب بينهم الخلاف، سالازار يريد المدرسة أن تكون لأنقياء الدم فقط... الهجناء ليس لهم مكان فيها، وهو ما اعترض عليه بقية المؤسسين، رأوا أن السحر ليس حكرًا على فئة دون غيرها.
ومن هنا بدأ الصراع، وبدأت نقطة التحول لحياة سالازار الذي ازداد غضبًا وصار أكثر مكرًا ودهاءً، غامض بدرجة مخيفة، تحول سالازار فجأة من ذلك الصديق الودود إلى وحش متعطش للدماء لا يرى سوى السواد.
كان يتوقع دائمًا الأسوء؛ لذلك قام ببناء تلك الغرفة السرية التي يقف فيها الآن بعيدًا عن أعين الجميع، بناها لتحوي كل أسراره التي توصل إليها، بناها لتضم من الأسرار ما عجز الجميع عن كشفها، تحول سالازار كليًا وزاد عطشه للدماء، وتتوق نفسه أكثر للسيطرة على القلعة بالكامل.
كل ليلة يقل عدد الطلاب فردًا، وتزداد شكوك المؤسسين أكثر حول سالازار الذي تحول فجأة إلى شخص غير ذلك الذي عرفه الجميع؛ فقد ازداد علمه بشكل غزير وازداد غموضه، كما ازداد اختفائه من القلعة، وارتبط اختفائه باختفاء أحد الطلبة.
في الليل الحالك وبينما خيوط من ضوء القمر تتسرب من نوافذ القلعة، (شارلي) طالبة من منزل جريفندور، صغيرة بريئة، لها شعر كخيوط من ذهب وعيون زرقاء كالبحار، وضعها حظها العاثر في طريق سالازار الذي دق موعد قربانه فوقع اختياره عليها، إلا أنها و قبل أن تصعد روحها لعالم الأموات أطلقت صرخة قوية عنيفة رددت صداها جنبات القلعة، والتي جذبت (جودريك جريفندور) الذي كان بالجوار، فهرول ليرى مصدر الصوت ليجد سالازار يسحب جثة شارلي باتجاه إحدى المراحيض.
عندما رءاه سالازار أخرج عصاته السحرية ووجهها نحوه وابتسم بخبث، الآن أصبح الصديقين المقربين ألد الأعداء، مبارزة سحرية على وشك أن تبدأ بينهم، لا وقت للدهشة أو الاستيعاب، المصير أصبح محتوم، نصر أحدهما مرتبط بهزيمة الآخر، لابد أن يُقتل أحدهم الليلة، بل على جريفندور أن يقتل مشاعر الصداقة بداخله؛ ليُنقذ مدرسته، وعلى سالازار أن يقتل جريفندور قبل أن يفتضح أمره.
وقبل أن يطلق جريفندور تعويذته الأولى هرب سالازار إلى دورة المياه، ومنها اختفى تمامًا كما يختفي الملح في الماء، كان الأمر فوق احتمال جريفندور الذي نادى على الجميع أن يبحثوا عن سالازا