tamaeozpublishing

شارك على مواقع التواصل

تقديم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد...
ها هنا: اليوم نقدم لكتاب "فيض الأقلام فيما عليه علامة استفهام" وهذا الكتاب عبارة عن: مقدمة وإهداء وتسعة وستين عنوانا يليهم :خاتمة وفهرست للموضوعات، وقد تنوعت هذه العناوين ما بين: تراجم مثل" ابن تيمية"، وتصحيح مفاهيم مغلوطة مثل: حرمة الأكل على جنابة، والقول بأن فلانا نجس، وعرج بنا المؤلف إلى مناقشة قضايا اجتماعية مهمة مثل: التعنت في الزواج وعلاقة البيئة بالانحراف، والعقول الهدامة، وظاهرة الإدمان، والاهتمام بالمظاهر، والحسد...
هذا إلى جانب موضوعات وخواطر متنوعة تناولها من منظور ديني، وتمس حياة مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وهدفه من مناقشتها الإصلاح للمعوج.
وإن كان الكتاب يفتقر إلى قائمة المصادر والمراجع التي اعتمد عليها في إخراجه، إلا أنه يغطي جانبا مهما من حياتنا الاجتماعية والدينية، ويستحق القراءة ؛لكونه استقى مادته من مواقف حياتية نعيشها جميعا وتمس سلوكياتنا وعقيدتنا.
والله الموفق إلى سواء السبيل .

أ.د البيومي إسماعيل الشربيني
أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية ورئيس قسم التاريخ.
كلية الآداب – جامعة دمياط.

المقدمة


إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1] ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70: 71].
فقد مرت الأمة الإسلامية طوال القرون المنصرمة بكثيرٍ من الصعوبات، والعقبات والمشكلات، ومع ذلك؛ فقد ظلت وستظلُ صامدة شامخة في وجه كل من يحاول أن يعتدي عليها أو على أفرادها أو على أي حق من حقوقها، وهذا ما ميزها عن غيرها من الأمم؛ فقد سبقتها وعاصرتها أممٌ تعرضت للتغييرات، والتحريفات، والذل والانحطاط، والعزة، والهوان، والهزائم والانتصارات... منها ما صمد ومنها ما انتهى وعفا عليها الزمن، أما الأمة الإسلامية فمن فضل الله عليها أنها صامدة وشامخة في وجه كل معتدي ومغرض.
أما في عصرنا الحاضر؛ فإن واقع الأمة الإسلامية يمر بمنحنيات صعبة جدا، من شأنها أن تُضعف شوكتها وكيانها بين الأمم..
ومن هذه المنحنيات الخطيرة، قضية استيلاء المفاهيم المغلوطة على العقول الإسلامية، ووقوع المسلمين تحت طائلة التخريفات والتحريفات ممن هم في كره دائم لتقدم الأمة الإسلامية.
وإن المتأمل في واقعنا الآن – مع الأسف الشديد – يرى: أن الناس صدقت هؤلاء التجار بالدين، صدقوهم ورفعوا من شأنهم، وبنوا الحل والحرمة على أقوالهم وأفعالهم، وكأن الله عَهِدَ بالتشريع إليهم حاشاه سبحانه.
فكان لابد من وقفة حاسمة وحازمة وجازمة في وجه هؤلاء، فما أخطر على الإسلام من تزييف مراد الله الذي ارتضاه إلى خلق الله! وما أخطر من بث الشكوك والسموم التي تتجسد في المفاهيم الخاطئة في العقول والقلوب! بحيث تجعلها تنئ عن مراد الله، وكل هذا التحريف والتزييف لم تسلم منه أي بقعة في الديار المسلمة، إلا أن الله قيض للأمة الإسلامية علماء ربانيين قاموا في وجه هؤلاء مدافعين عن الإسلام ومفاهيمه وأحكامه، وحرسوا الثغور التي قد يدخل منها هؤلاء المخربون إلى العقول والقلوب لدى أمة الإسلام.
ولأجل أن نحاول إدراك ما نحن فيه من خطر؛ يجب علينا النظر في واقع المسلمين وفي أحوالهم؛ فستجد أن أحوالهم الدينية في حال لا يسر أحدا، وستجد أن حالهم الاقتصادي كذلك لا يسر أحدا، وهكذا أوضاعهم الاجتماعية، والتعليمية، والثقافية، والعلمية... وكل هذا لأجل أنهم بنوا ثقافتهم على هذه المفاهيم التي أشربوها من أعداء الإسلام من الملحدين والعلمانيين وكل من يحاول المساس بهذا الدين.
ومما يكسر شوكة هؤلاء ويضعفهم: أن تعود الأمة الإسلامية لسابق عهدها ومجدها وتقدمها في كل المجالات الحضارية التي تقود الأمم نحو القمة والرفعة والمجد؛ لذلك ارتأيت كتابة هذه المقالات الإسلامية التي من شأنها أن تصحح بعض ما وقفت عليه من مفاهيم خاطئة تحتاج إلى توجيه وتصحيح وإرشاد.
وانتهى بي المطاف إلى هذه المقالات الإسلامية- التي أعتقد أنها غاية في الأهمية- فلا غنى لأي مسلم عن تلك المواضيع المشهورة المنتشرة بكثرة في جميع المجتمعات.
والله أسأل أن يجعلها خالصة لوجهه تعالى، وأن ينفع بها الأمة الإسلامية، وأن ينفعنا بما علمنا ويعلمنا ما ينفعنا - إنه ولي ذلك والقادر عليه - وهو بالإجابة جدير، والحمد لله رب العالمين.
"فيض الأقلام فيما عليه علامة استفهام"

أحمد فتح الله الشيخ
ليسانس أصول الدين قسم الدعوة والثقافة الإسلامية
من جامعة الأزهر.




نعمة جليلة
من أجل نعم الله على عبد من عباده: أن يقبضه إليه وهو محمود السيرة والأخلاق بين خلق الله.
فلا أحد يتمنى فضلا ومنة أعظم من ذلك، ومعنى أن تذهب إلى الله وأنت محمود السيرة- أي أنك ستحظى بالمزيد والمزيد من الدعوات الجميلة- وسيخلف الله وراءك من يدعون لك، ويحافظون على هذه السيرة الطيبة التي أنعم الله بها عليك في حياتك وحتى بعد وفاتك.
فالإحسان إلى خَلق الله هو سوقك الذي لا تنفد بضاعته؛ فمن يحسن إلى الناس ،لابد أن يحسن الله إليه، أو على الأقل سيسخر له من يرد له هذا الإحسان.
وكما يفعل الله ذلك مع المحسنين، كذلك يفعل الضد مع المسيئين، فالذي يتلذذ ويجد حلاوة حياته في إيذاء خلق الله؛ لابد وأن يذيقه الله من مرارة هذا الكأس عاجلا أو آجلا، فالمؤذي الذي يفهم ذلك ويعود عن طريق الأذى لهو محظوظ، أما الذي أغراه ثوب الكبر والقهر والتعالي على خلق الله فهو واقع تحت طائلة حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي دعا فيه على من يشق على أمته من بعده "قال رسول الله - ﷺ - : « اللهم مَنْ وَلي مِنْ أمر أمتي شَيئًا فَشَقَّ عَليهم فَاشْقُق عَليه، ومَنْ ولي مِنْ أمر أمتي شَيئًا فَرَفَق بِهم فَارفق بِه»
ويكفيه عذابا أن الداعي هو رسول الله - الذي لا ترد له دعوة -.


يقولون أن النبي صلى الله عليه وسلم
هزم في يوم أحد
فلست أدري بأي حق كتبت أصابعهم هذه الخرافات، وبأي حق نطقت بها ألسنتهم؟!
من قال لك أن المسلمين هزموا يوم أحد؟!
قال الله - جل شأنه -: "وكان حقا علينا نصر المؤمنين".
فهل هم ليسوا مؤمنين؟! مع أن النبي معهم!
واعلم أن:
الهزيمة لا تتحقق إلا بأحد ثلاثة أمور:
1-القضاء على الجيش.
2-تغيير عقيدة الجيش.
3-الاستيلاء على الأرض.
فهل تم القضاء على جيش المسلمين في تلك الغزوة؟!
كل من استُشهِد في أحد خمسة وستون شهيدا من المسلمين، ولم يكن عدد القتلى هو الفارق في تحديد الهزيمة، وإلا فهتلر - مثلا - قتل أكثر من خمسة وخمسين مليون إنسان، ومع ذلك هُزِم شر هزيمة!
هل تم تغيير عقيدة الجيش؟!
قطعا: لا، بل دخلوا المعركة مسلمين موحدين بالله وخرجوا منها كذلك بل وازدادوا ثقة في الله ورسوله.
هل تم الاستيلاء على الأرض؟!
قطعا: لا !
إذا: النبي وأصحابه لم يهزموا يوم أحد.
بل كل الذي حدث أن ميزان المعركة اختل قليلا، وكاد أن يكون في كفة المشركين؛ لكن بثبات النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه وثقتهم في نصر الله.. تم لهم النصر.
وهذا ليس من الأدب مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تعتقد أنه هزم يوم أحد!
فالله تعالى يقول: "وإن جندنا لهم الغالبون" فمن يكون جنده إن لم يكن منهم رسول الله؟!
والحمد لله رب العالمين.

0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.