MiskBook

شارك على مواقع التواصل

الساعة الثانية بعد منتصف الليل، من مساء يوم الإثنين، كنت نائمةً بغرفتي الخاصة بي، ومستغرقةً في نومي.

فجأةً، استيقظت فزعةً على صوت صرخات طفلتي الصغيرة جيميانا، والتي يتجاوز عمرها ستة أشهر، كانت طفلتي نائمة بجواري، وعندما سمعت صرخاتها استيقظت فزعةً، فحملتها بين يدي وقبّلتها، وبدأت في مداعبتها، حتى هدأت قليلًا، فحملتها وذهبت بها إلى المطبخ؛ لأحضر لها الرضعة الخاصة بها.
كان الجو شديد البرودة في هذه الليلة، والوقت كان متأخرًا.
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
فجأة، انقطعت الكهرباء عن المنزل، وأثناء انقطاع الكهرباء خفق قلبي كثيرًا، فبحثت في أدراج المطبخ عن بعض الشمع لأشعله لينير لي
وبالفعل، بحثت في أحد الأدراج، فوجدت بعض الشمع، أخذت واحدةً وقمت بإشعالها، وقمت بتحضير الرضعة لطفلتي الصغيرة. فأخذت الرضعة، وأمسكت الشمعة لتنير لي، وطفلتي بين يدي متجهةً إلى غرفتي، ووضعت طفلتي على السرير، وقمت بوضع الشمعة في حامل الشمع، ثم أخذت الرضعة وأطعمت بها طفلتي الصغيرة، وبعد أن شعرت طفلتي بالشبع جلست أداعبها، وأدندن لها ببعض الأغاني الخاصة بالأطفال.

طفلتي ليست لديها عائلة، أنا عائلتها الوحيدة، ونعيش سويًا بمفردنا في هذا المنزل الكبير.

-----------------------------------------------------------------------------------
أثناء مداعبتي لطفلتي غلبها النعاس، وخلدت إلى النوم، فوضعتها بجانبي على السرير، وقمت بتغطيتها جيدًا، وخلدت بجوارها لأكمل نومي، ولكن ما زالت الكهرباء منقطعة ولم تأتِ، فتركت الشمعة مضاءة.

لقد استغرقت في نومي، ولكن بعد وقتٍ ليس بكثيرٍ من نومي، رأيتها أمامي، وتقترب مني، يا إلهي، إنها هي!! نعم، إنها هي، أنا أتذكرها جيدًا، وأعرف ملامحها
التي ما زالت بذاكرتي، ولم تغب عني طوال هذه السنوات.
ولكن يا إلهي، لماذا هي بهذا المنظر البشع؟!
إن ملامح وجهها مخيفة جدًا، ومتغيرة كثيرًا على الرغم من جمالها الجذاب، ولكنها تقترب مني، إنها تقترب أكثر وأكثر. ما الذي تريده مني؟!
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

وما هذا الشيء الذي تمسكه بيدها؟ إنني خائفة كثيرًا. استدرت لأطمئن على طفلتي، ولكني لم أجدها بجواري، كدت أنفجر من داخلي من شدة الخوف والقلق، ولم أستطع التحدث، كنت غير قادرةٍ على إخراج الكلمات من فمي، ضربات قلبي تتسارع من شدة الخوف، المشهد أمامي مرعب حقًا، إنها تقترب .. إنها تقترب .. إنها تقترب .. إنها تمسك بيدها سكينًا وتمد يدها نحوي .. إنها واقفة أمامي مباشرةً .. وعيناها في عيني .. إنها ترفع يدها نحوي .. تحاول ذبحي بالسكين الذي معها
آاااااه ... آاااه ... آاااه ... يا إلهي!
---------------------------------------------------------------------------

فلاش باك:
المنزل رقم 13:
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
فجأة، استيقظت فزعةً من نومي، نظرت حولي يمينًا ويسارًا، وأنا أرتجف من شدة الخوف وضربات قلبي في تسارع.
وضعت يدي على وجهي، وجدته متعرقًا كثيرًا على الرغم من برودة الجو، فنظرت إلى طفلتي وجدتها بجواري مستغرقةً في نومها، فحمدت الله أنها بخير، وحمدت الله أيضًا أن هذا الذي رأيته كان حُلمًا وليس حقيقة.
نهضت من مكاني، ونظرت إلى الشمعة المضاءة، وجدت ضوءها خافتًا قليلًا؛ لأنها قاربت على الانتهاء، ذهبت إلى المطبخ لأحضر شمعة أخرى، وأتناول بعض الماء، ولكن بعد لحظاتٍ، عاد التيار الكهربائي للمنزل، فاطمأن قلبي بعض الشيء، وشعرت بارتياحٍ من داخلي، فعدت إلى غرفتي، وجلست على سريري، وقلت لنفسي: يا إلهي، إنها هي، أنا متأكدة أنها هي، أتذكرها جيدًا، إنها هي الفتاة التي قُتلت في هذا المنزل منذ أكثر من عشرين عامًا، كنت أثناء هذا الوقت طفلة صغيرة جدًا لا يتعدى عمرها عشر سنوات.
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
أنا كريستينا، كنت أعيش مع والدتي بمفردنا فقط بهذا المنزل الكبير، والدتي كانت مشهورة باسم مدام جيليانا صاحبة المنزل رقم 13.
هذا المنزل الذي يقع بعيدًا جدًا، بمنطقةٍ نائيةٍ ومهجورةٍ بعيدًا عن ضوضاء المدينة، يقع هذا المنزل بحي ماي فيرا أحد أحياء لندن.
--------------------------------------------------------------------------

والدتي قد حولت هذا المنزل لفندق؛ نظرًا لكبر حجمه، وكثرة عدد الغرف الموجودة به، وأيضًا لحاجتنا إلى المال لكي تنفقه علينا؛ لأنه بعد وفاة والدي عانينا كثيرًا؛
لأن والدي قبل موته قد خسر كل ما يملك، بسبب لعبه للقمار، وإدمانه لشرب الكحول، وتكاثرت عليه الديون، فاضطر أن يبيع كل ما يملك.

ولكن والدتي كانت قد ورثت هذا المنزل عن والدها، ونظرًا للظروف الصعبة التي مررنا بها، اضطرت والدتي أن تحول هذا المنزل إلى فندق.

وبالفعل، قامت بعمل إعلانٍ في إحدى الجرائد الخاصة عن منزلنا، وأنه سيكون فندقًا، وإذا أراد أحد الأشخاص الإقامة به فليتفضل.
----------------------------------------------------------------------------

وبالفعل، بعد أسبوعين من نشر الإعلان بالجرائد، بدأ يتوافد إلينا بعض الأشخاص للإقامة بالفندق، مقابل مبلغ مالي يوميًا وليس شهريًا، وهذا كان شرط والدتي.

كنت أتعجب كثيرًا من موافقة الأشخاص للإقامة في هذا المنزل البعيد، الذي يقع بهذه المنطقة النائية، ولكني استوعبت وقتها أن هؤلاء الأشخاص يريدون البعد عن
المشاكل، والضوضاء، ومتاعب الحياة، والمشاكل النفسية، أو مشاكل عائلية.

أتى إلى الفندق أشخاصًا كثيرين، وكانت مدة إقامتهم بالمنزل قد تصل إلى أسبوعٍ أو أسبوعين فقط، وبعدها يغادرون المنزل.
------------------------------------------------------------------------------------

استمر هذا الوضع لوقتٍ طويل، منذ أن حولنا المنزل لفندقٍ وتغيرت حياتنا تمامًا للأفضل، وتحسن وضعنا المادي، وأدخلتني والدتي مدرسة خاصة بتعلم اللغة الفرنسية، وجلبت لي بعض الملابس الأنيقة، وكانت تحضر لي كل شيءٍ أتمناه وأطلبه.

في الأيام الأخيرة، ظل بالمنزل خمسة أشخاصٍ فقط، ولم يغادروا المنزل، وظلوا به لمدةٍ طويلة، وصلت إلى ستة أشهر متواصلين.
هؤلاء الأشخاص كانت لديهم بعض العقد والمشاكل النفسية.

كنت طفلةً صغيرة وقتها، ولكني كنت مدركةً لبعض الكلمات التي كانوا يتحدثون بها أمامي.

وفي إحدى الليالي الملعونة، وُجدت فتاة من أحد هؤلاء الأشخاص الخمسة المقيمين بالفندق مقتولة بالحمام الخاص بغرفتها!! وغارقة في دمائها أثناء الاستحمام بالبانيو.

هذه الفتاة هي مَن رأيتها في منامي، والتي أخافتني كثيرًا، وكانت تريد الانتقام مني، ولكن لا أعرف لماذا؟!
------------------------------------------------------------------------
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.