tafrabooks

شارك على مواقع التواصل

"أين أنا؟" قالتْها الفتاة الثلاثينية بيضاء البشرة وهي تفيق من سباتها في ثياب تشبه الثياب الرياضية، سروال أحمر ومن فوقه ما يشبه سترة حمراء، ينسدل فوق كتفيها شعرها البني الداكن الأجعد الطويل الذي وضعتْه تحت قلنسوة السترة. "أولستُ محجبة؟ ماذا يجري؟" قالتْها وهي تتلمس شعرها بتعجبٍ بينما انعكستْ الشمس على عينيها البنيتين الداكنتين مسببةً تأذيًّا للعينين: "ما هذا المكان؟ أشجار وأنهار وهضاب ووديان؟؟" جال بصرها فيما حولها: المشهد يبدو كمشهد من فيلم Jurassic Park أو الحديقة الجوراسية حيث الديناصورات المستنسخة تفر طليقةً بحديقة الحيوانات البرية... أجل! هذا المكان يشبه غابة بها حيوانات برية ضارية.
نظرتْ حولها بتمعن واضطراب: "لم أكن مخطئة!" بدأتْ الركض وخلفها مخلوق كروي الشكل يشبه صخرة عملاقة لها قدمان ضحمتان يتمتم بكلمات غير مفهومة: ماذا يقول ذلك المخلوق المخيف؟ وأي نوع من الحيوانات هذا؟؟!

توقفتْ فور اصطدامها بجسد ضخم صخري آخر أمامها؛ مما حطم أنفها: "آه أنفي... دم؟؟" وضعتْ ظهر إصبعيّ التوحيد والوسطى ليدها اليمنى تحت فتحتيّ أنفها لتُوْقِفَ الدمَ، ثم رفعتْ رأسها للأعلى لترَ بمن أو بما اصطدمتْ، لم تجد شيئاً أمامها: "بمَ اصطدمتُ إذن؟؟ هذا أوقع من أن يكون كابوسًا والأسوأ إن كان... واقعًا ملموسًا!" فور إدراكها أن المخلوق لا يزال يطاردها؛ هَمَّتْ بالركض ثانية إلا أن يدًا امتدتْ ولوتْ ذراعها اليسرى؛ مؤدية لانخلاع الكتف: "آآه! ذراعي..." نظرتْ -للخلف من جهة كتفها اليمنى- لترَ من فعل هذا، ولكن لا شيء أمامها: "كـ كيف؟؟ أشباح ربما؟؟" ظهر الكائن الخفي أخيرًا -حيث كان على جانبها الأيسر لذا لم تنتبه عليه- واتضح أنه مخلوق صخري آخر يصدر أصواتًا غير مفهومة. فور اقتراب المخلوق الصخري الأول من خلفها؛ حاولتْ أن تنهض ثانية، ولكن المخلوق الثاني شد ذراعها بقوة قاطعًا إياه. أخذتْ الفتاة نفسًا عميقًا لتكتم ألمها، هي تعلم جيدًا أن الفزع لن يساعدها؛ لذا ركضتْ ثانيةً بَدَنَها للأسفل من الألم والدم يقطر من طرفها المقطوع الذي أمسك به المخلوق الصخري. على لسانها عضتْ كي تكتم الألم، والأفكار في رأسها لم تتوقف: "كيف أهرب من هذا المكان؟؟ أنا لا أتذكر أي شيء عن حياتي السابقة سوى اسمي... سايا." اختبأت سايا خلف مجموعة من الصخور باحثة عن كهف أو أي مكان تختبئ فيه منهم، وأخيراً عثرت على ضالتها: "كهف! به يمكن أن أسترجع أفكاري وأحاول الاستيقاظ لو كنتُ أحلم.
ولجتْ الكهف لتتأمل فيما جرى معها: باستجماع الأحداث، أذكر أني أرتدي الحجاب، فلمَ شعري مكشوف؟ هذي الثياب الرياضية ليست لي لأني لا أمارس الرياضة أصلًا، فكيف ولمَ أرتديها؟؟ وماذا عن هذي المخلوقات؟؟ درستُ بالعلوم مخلوقات شتى وأعلم أن خلق الله كثير ومتنوع ولكن هذه أول مرة أرى مخلوقات كهذه!! لقد... انتزعت ذراعي بكل بساطة... أية مخلوقات هذه؟؟ كيف أتغلب عليها؟ بل كيف أهرب من هنا أساسًا؟! بعيدًا عن كوني أعرج الآن بسبب عدم وجود ذراعي، ثمة شيء غريب يحدث هنا. أين هذا المكان بالضبط بمصر؟؟ لم أسمع عن وجود مكان كحديقة برية أو غابة تحيا بها حيوانات متوحشة من قبل بمصر!!
تأملتْ بالكهف المظلم إلا من الضوء القادم من الخارج: وحتى لو كنتُ لا أعرف كل الأماكن الغريبة بمصر، فما الذي جلبني لمكان كهذا؟ من المستحيل أن آتي إلى هنا طواعية لأن من المؤكد أن ثمن الرحلة لمكان كهذا باهظ... ربما أكون قد فقدتُ عقلي وقررتُ المجيء إلى هنا للاستمتاع ثم هاجمتْ الحيواناتُ الحافلةَ التي جلبتْ السياح ولم يبقَ منهم سواي مثلًا؟؟ أهذا يعني أن ربما هناك من يبحثون عن ناجين من الشركة السياحية؟؟ ولكن كيف أتأكد من أن نظريتي صحيحة؟ رُ- رُبما اصطدم رأسي بشيء ما بعد الهجوم فَفَقَدْتُ ذاكرتي؟!"
"نظريتُكِ خاطئة." أتاها رد له رجع صدى من مكان ما بداخل الكهف: "تباً! أنا لم أصدر أي صوت، أهناك مخلوق آخر يسمع الأفكار؟؟" فجأة فتحتْ عينان أمامها جفنيهما: "أنا جزء من الكهف وأقرأ أفكار من يدخله. الدم القاطر من ذراعكِ رائحته مشهية!" لعق ذاك المخلوق شفتيه بلسانه ثم فتح فمه ليتقدم منها الفم ويبتلعها؛ حاولت الفرار ولكنه أغلق باب الكهف: "ألم أخبركِ؟ أنا جزء واحد مع الكهف، أتحكم به وأفتح وأغلق الأبواب." أطبق الكهف على جسمها فتألمت: "آه دعني أيها المجنووون!!!" خرجت ذراعان له وأمسكتا بها لترفعاها وتضعاها بداخل فم المخلوق الكهفي الذي عض كل جزء من جسمها بينما هي تنزلق داخل مريئه ثم إلى المعدة. عانت من جروح بالغة بسبب عضاته لها التي انغزرتْ عميقًا بجلدها ولحمها: "تبًّا!!! الألم شديد..." انسكب عليها سائل حارق: "آه ما هذا؟؟ أهو... عصارة المعدة؟؟؟؟ آه!! توقف!!!" من جميع أنحاء جسم المخلوق، انكب فوقها سائل الهضم مسببًا حروقًا بالغة في جميع أنحاء جسدها. سال جلد وجهها على فمها مغطيًّا إياه، وسال جلد جبهتها على عينها اليسرى فغطى عينها وتساقطتْ قطرات من السائل على عينها اليمنى فأعماها. حاولت إبعاد السائل عن عينها اليسرى وعن فمها ولكنها زادت الألم أكثر: "تومقاااف (توقف) أما (أنا) مستُ (لستُ) طعاومًا (طعامًا) مَك (لَك)!" حاولتْ الهرب ولكنها أوقعت نفسها في بحر من سائل الهضم مما جعلها تصرخ ألمًا ولا حيلة بيدها إلا أن نستسلم وتنتظر الموت -الذي هو للأسف بطيء- أن يأتي ويخلصها مما هي فيه من معاناة. سال جلدها الخارجي وعلتْ صرخاتها المكتومة أكثر فأكثر بينما ينزل السائل على لحمها المكشوف بعد أن ذاب الجلد الخارجي، يلسعها بل يحرقها، ومهما حاولت النهوض للهرب؛ وقعت في بحيرة أخرى من سائل الهضم؛ لذا لم ِيكن لديها إلا أن تتوقف عن الحركة وتسكن مكانها ودموعها محبوسة داخل عينيها تبكي فتنزل قطرات دموعها على خديها تحت الجلد الذائب من وجهها فوق عينيها؛ فيزيد ألمها وهي لا تقدر على إيقاف الدموع التي تنهمر لشدة الألم الذي هي فيه: "فليساعدني أحد... يا رب." ذاب جسمها كاملًا وللأسف شعرت بكل شيء معظم الوقت. ولحسن حظها، لم تعش كفاية لتشعر بهيكلها العظمي وهو يدوب؛ فقد ماتت بعد ذوبان أمعائها وأعضائها الداخلية كالمعدة والجهاز التنفسي والقلب.
****
أفاقت سايا مجددًا: "ماذا؟ ألم أمت؟؟ أكان حلمًا فحسب؟؟ لا..." نظرت لما حولها: "المكان من حولي هو ذاته الذي أفقتُ فيه عندما... مِت!" أمعنت النظر في جسمها وتلمست وجهها: "يا إلهي! جسدي كما هو... أو عاد كما كان؟؟ وذراعي التي قُطِعَتْ..." حركت سايا ذراعها: "أصبحتْ متصلة؟! لم أعد أفهم شيئًا. ما يجعلني أشعر أنه ليس حلمًا هو أن المكان هو نفسه، بجانب عدم تذكري لأي شيء عن قدومي لمكان كهذا. أَعُدْتُ للحياة مرة ثانية أم أنني أفقد عقلي؟؟" بينما هي تفكر، أمسك مخلوق عملاق -يشبه البشر ولكن جلده مغطى بالشعر كالقردة- رأسها بيده اليمنى ثم رفع رأسها رافعًا معها جسمها: "ما الذي يجري؟ آه آآه!!" بدأت بالاختناق فوضعها المخلوق على الأرض رأسيًّا ثم أطبق يده اليمنى على وجهها، وبحركة خاطفة اقتلع رأسها من جسدها قبل أن تشعر هي بشيء عدا ضغط يده على أنفها. ارتختْ يداها اللتان قاومتا يده الكبيرة فور خروج روحها من جسدها، وسقطتْ جثتها مقطوعة الرأس على الأرض. حدق في جثتها المخلوق المُشْعِر مع المخلوق الصخري ولعبا برأسها ككرة.
****
"آه ثانية؟؟ بل ثالثةٌ هي المرة التي أفيق فيها بعد مقتلي." عبرتْ سايا عن ضيقها. " عليّ الهروب بأقصى سرعة ممكنة قبل أن تفاجئني مخلوقات أخرى." سارت سايا محاولة استكشاف ما حولها؛ فرأتْ مخلوقات مشعرة وصخرية؛ لذا فرت من فورها إلا أن أحدهم بينما هو يركض خلفها؛ انزلقت قدمه. نظرت سايا خلفها لترَ ماهية صوت الصراخ المخيف الذي سمعته: "ماذا؟؟ لا!!!" سقط المخلوق الصخري الضخم على سايا ساحقًا جسمها؛ فصارت جثتها مسطحة كالإسطوانة.
****
نهضت سايا فزعة: "لاااااا لماذا أموت بهذا الشكل البشع؟؟" انتبهت على شيء مخيف فنظرت للأعلى: "لا!! لمَ أنا محاطة الآن بهذي المخلوقااااات؟؟؟" أمسك كل مخلوق بطرف منها: "آه! ماذا تفعلون؟؟ ابتعدوا!! اتركوني!!!!" بدأ كل مخلوق بشد طرف من أطرافها: "آآه!! ستخلعون بل ستقتلعون ذراعيّ وساقيّ!!!" شد المخلوق الصخري ساقها اليسرى فانتزعها من مكانها: "آآآآآه!!!! أيها المخلوق الحقير!!" قبل أن يخمد ويخف ألمها، انتزع مخلوق مشعر ذراعها اليمنى فصاحت في ألم: "توقفوا توقفواااااا!!! ماذا فعلتُ لكم حتى يحدث لي كل هذا؟ آه..." مخلوق مشعر آخر اقتلع ساقها اليمنى بأسنانه بعد شدها؛ فبكتْ إثر ألمها: "توقفوا بحق الله!! ماذا فعلتُ لكم لتعذبوني هكذا؟؟" مخلوق صخري ثانٍ أمسك بذراعها بيد من يديه وعصر عظام ذراعها جزءًا بعد جزء محطمًا عظامها، زارعًا فيها ألمًا لا يُحْتَمَل ثم انتزع الذراع المتبقية بقوة مدمرًا عظام كتفها: "آآهاااا يا إلهي الرحمة!!!! النجدة!!!!" انضم لجوقتهم مخلوق صخري أصغر حجمًا كما الأطفال ثم أمسك برأسها ولفه بدرجة أكبر مما يمكن لرأس الإنسان أن تلتف في العادة: "لا لا لا لا لـ..." قبل أن تكمل كلمتها، كسر المخلوق عظام رقبتها؛ فماتت. ترك رأسها، وشاهد جمع المخلوقات الضخمة رأسها وهو يميل ويهتز دون اتزان كدليل على كسر عظام رقبتها؛ فوضعوا جثتها أرضًا وحدقوا بها وهزوا جسدها محاولين إيقاظها لتكمل "اللعبة" معهم.
****
في هذي المرة، أفاقت المخلوقاتُ سايا بسكب المياه على وجهها: "هاااه!! هاه هاه... ما هذا؟؟" نظرت للمخلوقات أمامها بذعر وغضب: "لاااااااااا!!!!" دون سابق إنذار، وجدت سايا المقيدة على الأرض بسلاسل نفسها تُسحَب باتجاه مخلوق صخري مزق ثيابها كاشفًا عوراتها، ثم بدأ باغتصابها: "آآآه!!! ماذا تفعل أيها المخلوق المجنون؟؟؟!!! أنا بشرية وأنتَ... لستَ إنسانًا بالمرة، آآه!!" تقطعت أنفاسها بين المخلوق الضخم يخترق جسمها الصغير مقارنة بجسمه العملاق: "آآآه!!!! جسمي يتمزززززق!!!" انفصلت رجلاها من الأعلى وتمزق الحوض وباقي أعضائها السفلية إلى السُرَّة؛ فتأوهت وهي غير قادرة على الصراخ وبالكاد تلتقط أنفاسها: "آه... يا رب..." أمسك مخلوق ثانٍ بقدمها اليمنى بينما أمسك المغتصب باليسرى وشدَّا قدميها بينما هي لا طاقة لديها لتتألم أو حتى تبكي، وقسما جسمها نصفين يربطهما الرأس فحسب ثم ماتت هي بعد كل ما حدث.
****
فركت سايا عينيها وهي تنهض من الأرض المفروشة بالحشائش: "ليس ثانية..." أمسكوا بها مرة أخرى وأخذوها لعرينهم ووسط مقاومتها: "دعوني وشأني! اتركوني!!!" قيدوها رغمًا عنها بآلة غرستْ ما يشبه المسامير بكل عظمة من عظام جسمها وسط صرخاتها. الآلة مصممة بحجم شخص بشري: "توقفواااااا آآآه!!!" ضحكوا بأصواتهم الخشنة المريبة بينما هي تصرخ: "سحقًا لكم أيها الحمقى. مخلوقات حقيرة غبية لا عقل لها!!" نزعوا أظافرها ظفرًا ظفرًا: "آآه!!! يكفيييي!!!" شغلوا الآلة بعد نزع أظفار يديها وقدميها: "مـ ماذا تفعلون؟؟ آآه!!" بدأت الآلة تكسر عظامها عظمة عظمة: "آآه! أيها الأوغاااااد!!! يا رب يا رب... آآهااااا يااااا رب!!!" وسط آهاتها، شاهدوا باستمتاع وضحكوا بينما هم يأكلون ما بدا كلحم بشري. كلما تحطمت عظمة من عظامها، انتزعوها حتى لو كانت لا تزال متصلة بأعصابها ولعقوها كحلوى المصاص وابتلعوها. استمر تحطم عظامها، والصوت وحده كفيل ببث الرعب في نفسها قبل أن تتحطم باقي عظامها: "تبًّا لكم!!! أه أه آآه!!" اضطرب تنفسها لشدة الألم: "أه... أه...." تحطمت كل عظامها وهي لا تزال على قيد الحياة إلى أن انكسرتْ عظام رقبتها وارتاحت أخيرًا بعد أن نالت خلاصها من آلامها.
***
"لا تقولوا لي إنني أحيا من جديد بعد كل المرات والطرق التي مِتُ بها!!" استشاطت غضبًا مما يحدث لها. "لا أفهم إطلاقًا ما يجري!! لا أكاد أعود للحياة -إن جاز التعبير- حتى أُعَذَّبَ حد الموت! ما هذا بحق الجحيم؟ أين أنا؟ بنار جهنم؟؟ عليّ النهوض والهرب أسرع هذي المرة ولكن..." شعرت بتجمد بنان أصابعها: "أصابعي محمرة." فركتْ أطراف أصابعها ببعضها ونفخت بها: "الجو بارد للغاية. حتى العَدْو لا ينفع معي لتدفئة جسمي." ركضت سايا بزيها الأحمر وهي تحك راحتيّ وظهريّ يديها بثوبها: "الجو بارد جدًّا! هل تغير المكان الذي أستيقظ فيه عادةً؟؟" وضعت قلنسوة المعطف على رأسها لتشعر ببعض الدفء: "الجو ليس باردًا بل هو... آه!!" سقطت في بحيرة جليدية بينما هي تجري؛ فبالكاد تمكنتْ من الخروج منها: "يا الله! سـ سأموت من شدة البرد القارس!! أهذي هي الطريقة التي سأموت بها هذي المرة؟ ماذا أقول؟ على الأقل لن أموت مقطعة الأوصال كما حدث من قبل... هاهاهاه..." ازداد تجمد أطراف جسمها طرديًّا مع ازدياد قوة وسرعة الرياح: "تبًّا!! تسرب الجليد لساقيّ. آه... " دفعت بساقيها لتتقدما وتسيرا رغمًا عنهما: "أه، آه، هياااا. تحركااااا!!" تجمدتْ بمكانها واصطكتْ أسنانها ببعضها: "يا رب!!! أه آآه!!! يـ يا إلـ ـهي... سـ سـ سأمـ ـمووت..." اضطربت أنفاسها بينما يتسلل الجليد داخل جهازها التنفسي: "أَه هـا هــاه..." عانت وهي تحاول التقاط أنفاسها إلى أن توقفت عن التنفس بعد تجمدت بالكامل وهي واقفة بمكانها.
****
استيقظت من جديد: "سأفقد عقلي!!!" قررت الوقوف والركض لا تعرف إلى أين، ولكنها قررت أن حركتها أفضل من انتظارها للمخلوقات العملاقة الخطيرة. الجو بارد؛ لذا ارتدتْ القلنسوة ووضعتْ يديها بجيبيها وأخفت أنفها بشعرها ثم تنفست بعمق: "عليّ أن أتجنب الأراضي المتجمدة لأنها قد تكون بحيرات متجمدة." عثرتْ على بحيرة بالقرب منها: "ذكرتُ الهرَّ بمرة؛ فأتاني يقفز أمامي. عليّ الحذر لئلا أسقط بها." قبل أن تتابع كلامها، لاحظت اقتراب المخلوقات المخيفة: "ثانيةً؟؟ أليس لديكم شخص آخر سواي لتطاردوه؟؟" تنفست عميقًا بضيق: "لقد ضجرتُ من موتي المتكرر ممزقة!! لذا؛ حاولوا الإمساك بي أيها الحمقى!" نظرت للبحيرة المتجمدة ثم لهم وهم يركضون كالحمقى بسبب كبر حجمهم: "جربتُ الموت على يديكم، والموت متجمدة." ارتعشت بعدما مرت رياح قوية جمدت جسمها: "رعب... أمر مرعب، ولكن..." قفزت في البحيرة باستجماع ما بقي من شجاعتها: "بكل مرة كنتُ أُقْتَل أو أموت رغمًا عني، بالرغم من أنني أتجمد الآن، إلا أنني اخترتُ موتي بنفسي أخيرًا!!" لوحت لهم بيدها ساخرة وسط مراقبة المخلوقات الواقفة: "إلى غير لقاء أيها الحمقى الأغبياء!" ثم أغلقت عينيها وتركت نفسها تغطس بالمياه حتى غمرت جسمها. غاصت بعمق الماء لترى الحياة في أسفل البحيرة وألقت نظرة أخيرة على الأسماك قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة تحت المياه: "هذي المرة اخترت موتي بنفسي." ماتت سايا ليُعاد إحياؤها مرة أخرى، وبالمكان ذاته، هناك أشخاص آخرون يُعذَّبون مثلها إلا أنها لم تلتقِ بهم بعد.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.