tafrabooks

شارك على مواقع التواصل


الانتظار من اصعب الامور لبعض الاشخاص وخصوصا عندما تجهل ما انت مقبل عليه بعد ذلك الا نتظار ..
يقف حسام فى محطه القطار ينتظر منذ اكثر من نصف ساعه القطار الذى سوف يصحبه الى مكان عمله باحد محافظات الصعيد بقرية نائيه فحسام طبيب ومنذ تخرجه كان يتمنى ان يمارس كل ما تعلمه بالجامعه فهو كان من اوائل الدفعه وكل من تعامل معه قد شهد له بالسلوك الحسن والمهارة فى تادية عمله ، وكان يوم وصول خطاب تعيينه من افضل اللحظات السعيدة بالنسبه له الى ان عرف انهم قد وضعوه بالمنفى فى مكان لا زرع فيه ولا ماء قريه فقيرة بالصعيد وسيكون هو الطبيب المسئول عن الوحدة الصحيه هناك وانه يجب عليه تسلم الوظيفه خلال ثلاثه ايام ، جمع اغراضه واستعد للرحيل بعد ان ودع والدته واخته الصغرى فحسام هو رب الاسرة بعد وفاة والده وكان يعمل كمساعد فى عيادات احد الاطباء الى جانب الدراسه، حمل حقيبته واتجه الى محطه القطار ولا يعرف عن البلدة الذاهب اليها سوى انه اسمها ابو مندور ..
ولكن كعادة القطارات فى مصر قد تاخر عن ميعاد وصوله تاركا حسام يلعن الانتظار........

بعد معاناه الانتظار صعد حسام القطار بحث عن مقعده بدا القطار بالتحرك ومعها احلام طبيب يتمنى ان تسير الامور على خير ومع كل محطه يتوقف القطار ويصعد ركاب حتى ازدحم القطار ولم تعد هناك مقاعد شاغرة من وسط جميع الواقفين يقف رجل عجوز قد تخطى عمره الستون وفى عيونه هموم كالجبال لفت ذلك نظر حسام فقرر ان يدعوه للجلوس بمقعده ليرحمه عناء السفر وخصوصا انهم امامهم ساعات حتى يصلوا وعندها حاول ان يلوح بيديه للعجوز لكن لم يلفت ذلك انتباهه حاول ان يطلب من الواقفين ان يخبروا ذلك العجوز لياتى لكن لم يساعد حسام احد وسط نظرات تعجب من الجميع فقرر ان ينهض ليحضر هو العجوز وترك حقيبته فوق المقعد وفى اثناء تحركه خرج العجوز من الباب الفاصل بين عربتى القطار لحق حسام به للخارج وجد العجوز يقف مبتسما كانه قد شعر ان هناك من يحاول الوصول اليه .
حسام : يا سيدى يمكن ان تاتى وتجلس بمقعدى فالمسافه مازالت كبيرة
العجوز: اشكرك لحسن ذوقك لكنى قد تعودت ان اقف دائما وانا مسافر لانى اصبحت لا اشعر بمشقه السفر
حسام : أانت من سكان الصعيد ام تعمل هناك مثلى فانا ذاهب لاستلام عملى هناك
العجوز : كنت اعمل اما الان فلا اصبحت لا اقدر على حمل الاشياء الماديه
تعجب حسام من كلام العجوز الغير مفهوم وليس له معنى ثم اكمل وماذا كنت تعمل ؟
العجوز : طبيب فى قريه صغيرة اسمها النمرود لن ترى مثلها وانصحك بعدم الذهاب هناك فما ستراه هناك قد يجعلك لاترى الدنيا مرة اخرى كما كانت وان تصبح مثلى .
بدا قلب حسام يشعر برهبة من كلام ذلك العجوز وقال بما انك قد سافرت كثيرا فكم تبقى من الوقت حتى نصل ؟
رد العجوز : ليس المهم ان تصل الاهم ان تعود من هناك ثم اشار بيديه خلف حسام ؛جعلت حسام يستدير خلفه وعندما عاد بنظره مرة اخرى كان العجوز قد اختفى كانه لم يصبح له وجود فظن انه قد انتقل للعربه الاخرى ولكن كيف بتلك السرعه؟ سؤال لم يجد له اجابة فقرر ان يعود الى عربته ليجد ان هناك من جلس بمقعده ويقول له طوال تلك المدة لم تتعب قدميك سوى عندما اقتربنا من الوصول كيف استطعت تظل واقفا كل تلك الساعات و طوال الطريق وانت تحدث نفسك تعجب حسام من ذلك الكلام فهو لم يقف سوى دقائق مع ذلك العجوز
حسام : لكنى لم اكن احدث نفسى فكنت اقف مع ذلك العجوز الم تراه
المسافر : لم يكن معك احد طوال الطريق وانا لم ارى شخص غيرك قالها احد الواقفين
كل ذلك الكلام جعل عقل حسام يتوقف فماذا يحدث معه ومن ذلك العجوز الخفى والذى ولسوء حظه قد اختاره هو ليظهر له وصل القطار الى المحطه نزل حسام وذهنه مشغول بما حدث معه ولم يجد تفسيرا منطقيا لذلك .................

لم يتجاوز عقل حسام ما مر به ولا كيف حدث ؟ ظل واقفا على رصيف المحطه لفترة قبل ان يرجع ما حدث لمجرد هلاوس نتيجه الضغط العصبى الناتج عن تغيير ظروف جديدة بحياته حمل حقيبته وذهب الى موقف السيارات يسال عن سيارة متوجهه الى قريه ابو مندور لكن تعجب من تصرف البعض معه فهناك من اخبره انه لم يسمع عن قريه بهذا الاسم ومن يقول انها ليست هنا كل تلك الامور جعلت عقله يشتعل اخرج ورقه التكليف بالعمل ليتاكد من اسم القريه والمكان ليريها للسائقين فاخبره احدهم ان ينتظر عم دسوقى وهو من القدامى فى ذلك الموقف وقد يعرف طريق تلك القريه اخذ الوقت ينهش فى عقل حسام فى انتظار ذلك العجوز كمن ينتظر تنفيذ حكم الاعدام يخاف ان يقول دسوقى انه لا يعلم شئ عن تلك القرية مر بضع ساعات قبل ان يظهر عم دسوقى ويقف امام حسام ويقول : هناك من اخبرنى انك تنتظرنى منذ مدة !!
رفع حسام عينيه ليجد رجل قد اخذ العمر فى جسده ماخذ رغم ان ملامحه والبنية الجسديه تقول انه كان يمتلك جسد قوى .
حسام : نعم فهم قد قالوا لى انك ستعرف اين تقع تلك القرية التى سوف تكون محل عملى الجديد واعطى الورقه لدسوقى .
نظر دسوقى للورقه ثم رفع عيناه فى اتجاه حسام وعاد مرة اخرى للورقه ظل صامتا لثوانى مرت على حسام كالدهر قبل ان يتكلم نعم اعرفها جيدا لكنى اظن انك لا تعرف ما انت ذاهب اليه !
حسام : نعم اخبرتك انها اول يوم لى هنا لاستلم عملى
دسوقى : ليس هذا ما قصدته عموما الليل قد حل سننتظر حتى الصباح وسوف اقوم بايصالك الى هناك رغم انى لم اعد اقود منذ زمن .
حسام : ولماذا ليس الان فاين سوف انتظر حتى الصباح؟
دسوقى : اسمعنى يابنى القاعدة الاولى لتلك القرية لا ضيوف اثناء الليل وانا شخصيا لا املك القدرة على الاقتراب منها ليلا بسبب ما يحدث بها ورغم معرفه اهل القرية لى .
حسام : قاعدة ولماذا لا يدخلها احدا ليلا؟
دسوقى : لان لا يجرؤا احد على الخروج من منزله ، اسمع يابنى انت اخترت تذهب الى هناك فيجب عليك ان تحفظ القواعد لتحافظ على سلامتك والان تعالى معى الى منزلى لتريح جسدك من عناء السفر فامامك الكثير فى الصباح .......

منزل متواضع للغايه الاثاث غير منظم دليل على ان هذا المنزل لا يوجد من يعتنى به تكلم دسوقى كمن يسمع الافكار فى راس حسام : اعيش فى المنزل وحيدا لا تقلق فلم يرزقنى الله بابناء وزوجتى قد توفاه الله منذ سنوات ، هز حسام راسه كاشارة بحزنه على ما سمع
حسام : لكن عندى لك سوال لما لم يعرف باقى السائقين بموقف السيارات تلك القريه ؟
دسوقى : لان ذلك الاسم جديد ولا يعرفه الا من دخل القرية فهى معروفه بين اهل المدينه باسم اخر
حسام : وما ذلك الاسم ؟
دسوقى : النمرود !!!!
منذ سماع ذلك الاسم تذكر حسام العجوز الذى قال انه قد عمل طبيبا بتلك القرية بدا يمسك راسه من الم التفكير لاحظ دسوقى ذلك وساله ما بك أانت مريض؟
حسام : لا لكن ذلك الاسم قابلت احد الاشخاص بالقطار وانا فى طريقى الى هنا واخبرنى انه قد عمل طبيبا فى احدى القرى واسمها النمرود وحذرنى من الذهاب اليها لكى لايحدث لي مثلما حدث معه .
دسوقى : وماذا حدث له ؟
حسام : لا اعلم لكنه اختفى فجاه
تعجب دسوقى من ذلك الكلام وقال لا عليك يابنى فقد يكون ذلك فقط من اثر عناء السفر ولكن ما اعلمه ان القريه لم ياتى لها طبيب منذ سنين طويله جدا حين اختفى اخرهم بصورة مفاجاة.
حسام : اكنت تعرف ذلك الطبيب ؟
دسوقى : نعم كنت فى الحاديه عشر من عمرى عندما اختفى الدكتور نبيل ليلة الحريق ولم يعلم احد عنه شئ حتى الان
حسام : حريق! اريد منك ان اعرف تفاصيل اكثر عن تلك القريه الغريبه فما سمعته عنها حتى الان يشعر قلبى بالقلق ويجعلنى افكر فى العودة
دسوقى : اسمع يابنى ذلك هو نصيبك وقد يكون وضعك الله فى طريق تلك القريه لاصلاحها انا لا اعلم ما يحدث هناك بالتفصيل فكل ما سمعته مجرد كلام عن اشياء غريبه تحدث واشخاص تختفى حتى الشرطه اخرجت تلك القريه من حسابتها ولم تعد تهتم بما يحدث بها وخصوصا انها تقع بداخل وادى وسط الجبال ومن لا يعلم الطريق اليها قد يضيع للابد، ومايثير دهشتى انهم ارسلوا طبيب للوحده الصحيه بتلك القرية
حسام بابتسامه : ومن حظى ان اكون انا ذلك الطبيب ذو الحظ السعيد
دسوقى : لا تشغل بالك يابنى ارح جسدك وامامك حتى الصباح اما ان تعود او تختار ان تكمل القرار لك .
اشار لاحد الغرف واخبره ان يدخل وينام بها حتى الصباح وتركه وسط جبال من الافكار والمفاجات ......

وضع حسام جسده فوق السرير اراد ان يريح عقله من معاناه التفكير فيما هو مقبل عليه وظل يفكر ايعود ويترك مستقبله ام يكمل الطريق وقد يكون ما يحدث وسمعه مجرد تخاريف صنعت لمكان من اجل غرض ما ظل يفكر حتى غاب عقله عن الوعى لينام لوقت قصير .........
شعر حسام بحركه بسيطه جعلته يفتح عينيه وينظر حوله ليجده جالس امامه فى احد جوانب الغرفه العجوز الذى قابله من قبل بالقطار يجلس مبتسما حاول ان يخرج حسام اى كلمات لكن شعر انها تخرج لكن بلا صوت يسمعها هو فقط
اقترب العجوز منه وهمس فى اذنه احذر فيما هو قادم واستعد قد تكون انت الخلاص ثم فجاه سمع صوت دسوقى يوقظه من النوم لينتفض جسده بقوة ويتصبب عرق مما جعل دسوقى يساله عما به ليجيب حسام لا اعلم ولكن يبدو ان القادم سيكون اسوا ما بحياتى ....
لم يخبر حسام دسوقى عن ذلك الحلم او ان نفس الرجل الذى قابله بالقطار بدا يطارده ايضا باحلامه ، استقل الاثنين سيارة وطوال الطريق لم يتكلم دسوقى فكان تركيزه منصب فى تحديد اتجاهات السيارة وتجنب الحوادث فالطريق للقريه وعر للغايه وحسام شارد الذهن حتى لفت انتباه لوحه معلقه مكتوب عليها قريه النمرود وبعدها ببعض امتار توقف دسوقى وقال : الى هنا لا استطيع ان اكمل وعليك ان تسير على قدميك حتى تدخل القرية .
حسام : ولماذا لا تدخل معى فانت اخبرتنى انهم يعرفوك بالداخل جيدا
دسوقى : كان ذلك منذ سنوات واعتقد ان كل من اعرفهم قد رحلوا وانا لم اعد قادرا على مواجه المتاعب مرة اخرى
حسام : متاعب انا لا افهمك حسنا هل يمكن اخذ رقم هاتفك اذا احتجت اليك
دسوقى : لن ينفعك رقمى هنا فالقاعدة الثانيه هنا لا هواتف والهواتف النقاله لا تعمل بداخل القريه فاذا احتجت الى العودة اخرج على قدميك الى ذلك المكان وانتظر اى سيارة قد تعبر امامك من ذلك الطريق هناك
واشار بيديه باتجاه طريق موازى اخر لطريق القريه ؛ استودعك الله واتمنى لك حظ سعيد وان اراك قريبا على خير قالها دسوقى قبل ان يدير محرك سيارته وينصرف تاركا حسام وسط افكار كثيرة مشتعله بداخل راسه ........
بعد ان حاول السيطره على اعصابه امسك بحقيبته وتقدم وهو يتمنى ان يكون ما حدث مجرد هلاوس وان كل ما سمعه غير حقيقى ، بدات ملامح القريه تظهر عن بعد تتكون من بعض المنازل التى يمكن حصرها بالنظر فقط ومع كل خطوة يزداد القلق فى قلب حسام ونظرات اهل القريه تشير الى انها لم ترى انسان قط من خارج القريه منذ مده ، توقف امام اثنان يجلسان على احد جانبى الطريق امام منزل احدهم وسالهم اين طريق الوحده الصحيه ؟ اشار احد الرجلين بيديه فى اتجاه احد المنازل دون ان يتكلم ، توجه حسام الى ذلك المنزل وطرق بيديه على بابه ليفتح شاب فى العشرينات من عمره بعيون ناعسه فيبدو ان قد استيقظ الان ليساله حسام اهذه هى الوحده الصحيه ؟
رد الشاب: نعم ولكن لا يوجد طبيب لدينا هنا منذ سنوات فيمكنك العودة مرة اخرى للطريق خارج القريه والبحث عن مكان اخر .
حسام : اعلم انه لا يوجد طبيب هنا وهذا الوضع كان قبل مجئ الى هنا وابعد الشاب بيديه ليدخل ويضع حقيبته على الطاوله المقابله له
الشاب : انتظر هنا ماذا تقصد ولا يجوز لك اقتحام المكان هكذا سابلغ الحاج مندور
لم يتكلم حسام ولكن اخرج ورقه التعيين من جيبه وقدمها للشاب الذى قراها قبل ان يخرج بلا اى كلمه ويغلق الباب خلفه .
تنهد حسام وقال كان ينقصنى غريب الاطوار هذا ؛ وقف ينظر حوله وجد منزل بسيط لا توجد اداوار عليا مكون من غرفتين واحده على اليمين والاخرى على اليسار ، اقترب من باب الغرفه التى على اليمين وادار المقبض ودفع الباب وجد غرفه بها سرير للمرضى ومكتب متهالك ييدو انهم لم يستخدموا منذ زمن عاد للغرفه الاخرى وجدها مغلقه قرر يجلس على امل ان يعود ذلك الشاب سريعا وابتسم ابتسامه صغيرة وقال داخل نفسه يبدو ان الايام القادمه ستكون مليئه بالتفاؤل ..........
!!!!!!!!!
مرت دقائق من الانتظار كالدهر على حسام حتى سمع اصوات اقدام وأحد الاشخاص دفع باب المنزل بنظرات قويه وصوت اجش قال انت الضيف الجديد
حسام : انا الطبيب الجديد لتلك القريه وهنا من المفترض ان يكون محل عملى فانت هنا الضيف شعر حسام انه تسرع عندما نطق تلك الكلمات فهو لاينقصه كسب اعداء هكذا من البدايه تكلم احد الواقفين كيف تتحدث هكذا مع الحاج مندور كبير القريه
ابتسم مندور : يبدو ان الحكومه قد تذكرتنا بعد تلك السنوات وارسلوا طبيبا واتمنى ان يبقى معنا واستدار هو ومن معه ولم يبقى سوى ذلك الشاب الذى استقبل حسام وهو مصدوم مما حدث وعلامات الخوف واضحه على ملامحه فقطع حسام ذلك الصمت وقال : ساتنتظر عندك مدى الحياه ما اسمك ؟ رد الشاب بصوت غير واضح سعيد
حسام : حسنا يا سعيد انا اعرف ان تلك هى الوحده الطبيه وانا الطبيب الخاص بذلك المكان اسمى حسام لكن انت ماذا تفعل هنا ؟
سعيد : انا مساعد الطبيب كما طلب منى الحاج مندور
حسام : اكان هناك طبيب قبلى هنا تساعده ؟
سعيد : لا
حسام : يابنى لقد نفذ صبرى كيف لا يوجد واعتبرت نفسك مساعد للطبيب
سعيد : منذ الصغر وانا اتمنى ان اصبح طبيبا لكنى لم اكمل تعليمى فمن اجل تحقيق حلمى عملت قليلا مع الطبيب البيطرى الذى كان يعمل عند الحاج مندور قبل ان يرحل او يختفى فعندها اصبحت بلا عمل ولم يثق فى لكى اكمل العمل بدلا من الطبيب فقرر ان يجعلنى انام واعيش بتلك الوحده حتى ياتى طبيبا واصبح مساعدا له
حسام : كفاك ثرثرة اريد ان افهم ماذا تقصد ان الطبيب اختفى ؟
سعيد : اى طبيب !
حسام بنفاذ صبر اقسم لك انى سوف اجعلك تختفى ايضا ولن يعرف عنك احد شئ.
سعيد : نعم فهمتك تلك قصه طويله وانا الان عندى موعد ويجب ان انصرف ، وانطلق مسرعا تاركا حسام يتمتم ببعض الكلمات التى قد لا تخلو من بعض السباب .........
قضى حسام اول يوم له دون ان يغادر مكانه حاول تنظيف المكان ببعض الادوات التى وجدها قدر المستطاع وعندما حل الليل كان قد انهك جسده وقرر ان يلقى بجسده على السرير وقبل ان تغفو عيناه انتفض جسده بشده اثر صوت صافرة قويه صادرة من الخارج ليركض سريعا ناحيه باب الوحدة ليفاجئ بمندور يقف امامه مرة اخرى مبتسما تلك الابتسامه المخيفه التى لا تبدو انها تفارق وجه ابدا وقال : كنت اعلم انك ستفتح الباب وتخرج لانك لا تعرف التعليمات فى المرة القادمه عندما تسمع تلك الصافرة لا تخرج من منزلك ابدا فلا نريد ان يقع لك مكروه
حسام : اى مكروه وماذا تقصد لا افهم ؟
تقدم مندور للامام ليجعل حسام يعود للخلف ثم امسك بالباب واغلقه وقال بصوت قوى من وراء الباب : فى الصباح ستعرف لماذا اما الان عليك ان تعود الى فراشك وتنام ، ثم سمع حسام مندور وهو يامر رجاله ان يبقوا متيقظين خشيه ان يخرج مرة اخرى
تردد حسام هل يفتح الباب ويخرج ولا يبالى للشروط لكن كان الخوف يتسرب الى قلبه كلما راى مندور ولا يريد ان يكون اول عداوه تحدث له فى القريه مع كبيرها فسلم امره لله وينتظر حتى الصباح حاول ان يعود للفراش وينام لكن لم يغفو للحظه فقرر ان يعود ويجلس بالخارج وفى يده احد الكتب الطبيه ومع مرور بعض الوقت غفى حسام فى نوم عميق ........
!!!!!!!!!!!
استيقظ حسام على ضوء اشعه الشمس الذى يضرب عينيه من النافذة وصوت يتمتم ببعض الكلمات
بعد ثوانى اتضحت ملامح الصورة امامه فوجد سعيد يقف امام الطاوله وقد وضع عليها بعض اطباق الطعام ويبتسم ابتسامه بلهاء ويقول : صباح الخير يا دكتور حسام طلبت من والدتى ان تعد لنا الافطار
حسام : ليس هناك وقت للتحيه اين ذهبت بالامس وتركتنى ولم تعود بعدها ؟
سعيد : اعذرنى يا دكتور ولكن كان يجب ان ابلغ رجال مندور وبعدها كان على ان اذهب لوالدتى لاطلب منها تحضير بعض الاحتياجات من اجل العيش هنا معك لكن من واضح انك قضيت اليوم فى تنظيف المكان وماذا فعل معك مندور ؟
ظل حسام صامت ينتظر ان تنتهى ثرثرة سعيد الذى ييدو انه لم يتكلم منذ زمن ثم قال : انتهيت من كلامك اريد ان اعرف كل ما يحدث هنا ومن مندور الذى يهابه اهل القريه؟
سعيد : ساقص لك كل ما اعرفه على شرط ان تعلمنى كيف اصبح طبيب لاعمل بدلا منك بعد ان ترحل
حسام : ولماذا ارحل؟ عموما ساحاول لانى واثق ان ليس هناك مجنون سيوافق ان ياتى اليك اتفقنا
جلسا سويا على الطاوله ليبدا بتناول طعام الافطار بعد ان اعد سعيد كوب شاى ساخن وظل يردد ان ما من احد فى القريه يستطيع ان يصنع مثله ، وبدا يقص على سمع حسام ما يعرفه ( بدات القصه هنا عندما كان يعيش اكبر المشعوذين والسحرة فى تلك الفتره منذ اكثر من خمسون عاما كان يقصده الكثير من الناس من انحاء متفرقه من البلدان المجاورة لنا وكان يدعى النمرود كان عنده قدرات غريبه لايمكن ان تكون من صنع البشر جعل من قريتنا اسطورة يخاف ان يقترب منها احد دون اذنه ومن يخالف يكون عقابه رادع مرت ايام كثيرة على القريه وهم يعيشون مع النمرود واتباعه فى سلام حتى ذلك اليوم الذى تغير به كل شئ فجاه اشتعلت النيران باكثر من منزل بالقريه ولم ينجو حتى منزل النمرود من ذلك وكان الضحايا من اهل القريه كثيرين ولم يستطع احد السيطرة على الحريق لعدة ايام بدات تخمد النيران فى كل المنازل المشتعله عدا بيت النمرود ظل مشتعل لاكثر من شهر وكلما انطفت النيران تعاود الاشتعال مرة اخرى
وبعد ان خمدت قرر اهل القريه ان يتفقدوا المنزل وجدوا ان المنزل بالكامل قد اشتعل عدا الغرفه التى كان يجلس بها النمرود لكن كان هناك جثه متفحمه فاعتقدوا انها جثته وانه كان يجب ان تكون تلك نهايته فقاموا بدفنه داخل حديقه منزله واغلقوه للابد ولم يدخله احد منذ تلك الحادثه )
حسام : لكن ما علاقه ما يحدث بالقريه بقصه النمرود ؟ شخص كان يتعامل مع الجن فكان يجب ان تكون نهايته هكذا .
سعيد : كان ذلك ممكنا لو ان النمرود ساحر عادى بعد تلك الحادثه بشهور بدا اهل القريه يروا النمرود يقف امام قبره يبتسم وفى كل مرة كان يظهر لابد ان يختفى احد من اهل القريه ليلا ظل ذلك الامر يحدث وما من تفسير لدرجه ان الشرطه بدات ان تنسى القريه وما يحدث بها ولا تهتم لحوادث الاختفاء والتى تحدث دون ان يظهر اثر للفاعل وفى يوم وليله تحولت القريه للعنه تطارد كل من يدخلها او يعيش بها......

حسام : لذلك لا يخرج اهل القريه ليلا ؟ ومندور ماذا تعرف عنه ؟
سعيد : هو كبير القريه ولا تخفى عنه صغيرة او كبيرة بالمكان انا كل ما اعرفه ان والده كان من المقربين للنمرود وبسبب ان القريه اسمها اصبح لعنه عليها غير مندور اسم القريه لكن كل المحيطين بنا يعرفون اسمها القديم الذى مازال متداول حتى الان ويقوم هو ورجاله بحمايه القريه من تلك اللعنه التى القى بها النمرود قبل موته محاولا منع ان يحدث حالات اختفاء جديده وانصحك بالا تكسب عداوته فلن يحميك من بطشه احد نفذ تعليماته او ارحل فى هدوء فالغريب هنا بالقريه عدو .........

بعد ان انتهيا من طعام الافطار قام سعيد باوامر من الدكتور حسام باعادة تنظيم الغرفه لاستقبال اى مريض وقام حسام باخراج بعض الادويه التى احضرها معه وبدا يشرح لسعيد تاثير ومفعول كلا منها الغريب انه كان يحفظ جيدا مما جعل حسام يثنى عليه ويخبره انه من الممكن ان يكون مساعدا ماهرا فى المستقبل ثم سمع طرق على باب المنزل ليجدا سيدة عجوز ومعها فتاه فى العشرينات من عمرها تمتلك ملامح جميله بخجل قالت اريد ان يرى الطبيب والدتى فهى مريضه للغايه فاشار لها حسام ان تدخل وبعد الفحص اخبرها انها تعانى من التهابات بالعظام تجعلها غير قادرة على الحركه لكن مع العلاج والمتابعه ستتحسن حالتها وطلب من الفتاه ان يعرف مكان منزلها ليوفر عن امها مشقه القدوم الى الوحده الصحيه واعطاها من بعض الادويه التى احضرها معه ثم اخبرها انه سوف يمر عليهم غدا ليرى والدتها شكرت الفتاه الطبيب وانصرفت بعد ان وصفت له الطريق للمنزل ظل الطبيب يتابعهم من النافذة وهى تمسك بوالدتها حتى اختفت من الرؤيه استدار ليجد سعيد مازال يقف الى جانبه ويقول لا انصحك ياطبيب بالذهاب الى منزل شمس فهو بالقرب من منزل النمرود الملعون ولا يذهب اليهم احد ابدا خوفا من ان يختفى هو الاخر
قاطعه حسام قائلا : انتظر تعنى ان الفتاه اسمها شمس
سعيد : نعم وابتسم ابتسامه بسيطه وقال لما انت مهتم بها هكذا يا طبيب ؟
حسام : ارى ان تصمت والا سوف اقوم باستبدالك
تمتم سعيد ببعض الكلمات غير المفهومه قبل ان يخرج وهو لا يعلم انه اصبح طوق النجاه بالنسبه لحسام .......
!!!!!!
اتى الليل سريعا وسعيد يحضر الطعام للطبيب واثناء تناولهم الطعام سمعوا صوت الصافرة التى تعلن عن حظر تجوال اهل القريه ليلا وجه حسام سوالا لسعيد : من المسئول عن تنفيذ تلك التعليمات بالقريه ويطلق ذلك الانذار ؟
سعيد : اكيد الحاج مندور هو ورجاله فقط من لهم الحق ان يبقوا بالخارج ليلا ومن يظهر غيرهم من اهل القريه يعاقب بان تاخذ منه ارضه او ماشيته والكل موافق على ذلك القانون
حسام : لكن لما مندور هذا ورجاله لا يهتموا بقصه النمرود ويبقوا حتى الصباح بالخارج لابد ان هناك امر اخر يحدث اكبر من لعنه قديمه تسكن القريه ثم ساد الصمت بين الطرفين .........

استيقظ حسام فى اليوم التالى على صوت سعيد الذى اعتاد عليه واستعدا لاستقبال اى مرضى بعد ان انتهيا من الافطار لكن ظل جالسين ولم يمر عليهم احد حتى كسر الصمت حسام : قد يكون بعض اهالى القريه لا تعرف ان هناك طبيب قد حضر وطلب من سعيد ان يمر على جميع بيوت القريه ويخبرهم ان الطبيب سيقوم بفحصهم مجانا واخبره انه سوف يذهب الى منزل شمس ليتفقد والدتها كرر سعيد تحذيره للطبيب بعدم الذهاب لكن حسام اخبره ان تلك الامور تخاريف وانصرف ، لم يسلم من نظرات اهل القريه فملابسه تدل على انه غريب ظل يتفادى النظر فى عيون الناس ثم سال احد المارة على منزل شمس واخبره انه طبيب وذاهب اليها لان والدتها تعانى من المرض ودون ان يتكلم الرجل اشار الى مكان لا يوجد به سوى منزلين فقط وعند اقتراب حسام شعر برجفه بسيطه فاحدهم يبدو انه اشتعلت به النيران منذ زمن والاخر اقرب لكوخ وليس بيت كباقى بيوت القرية مر حسام امام المنزل المحترق وبالفعل يوجد بالداخل شاهد لقبر اقترب اكثر ليرى لافته تحمل بعض الكلمات الغريبه على الباب الخارجى للمنزل لم يفهم حسام معناها تنهد قليلا ثم قرر ان يسير فى اتجاه البيت الاخر وطرق بيديه على الباب ليجد استجابه سريعه وشمس تقف امامه بابتسامه خجوله ووجهها المضئ لم يتخيل حسام ان هناك من يخطف عيونه هكذا فابتسم وقال ما اخبار والدتك اليوم؟
شمس: الحمد الله اليوم تشعر انها فى تحسن بعد ان اعطتها من تلك الادويه ....
ابتسم حسام وقال ليس بتلك السرعه ولكن باذن الله ستشفى سريعا اذا استمرت عليها.......
صمت قليلا ثم اكمل وقال : اعذرى تطفلى لكن لما انتم منعزلين عن باقى القريه هكذا وبالقرب من منزل النمرود الذى منذ اتيت الى هنا وانا اسمع عنه الكثير من الاشياء المرعبه
شمس : انها قصه طويله لكن يمكن ان تقول ان والدى كان من المقربين للنمرود كان يعمل معه .
حسام : واين هو الان ؟
شمس : ابى ظل يحلم ان يكون مثل النمرود لا اعلم مايعرفه عنه ليتمنى ان يصبح مثله بعد وفاه النمرود ظل ابى سنوات يبحث عن طريقه لاعادته حيا فهو كان مهووس بالسحر وكان يحلم ان يصبح اهم من النمرود يوما ما لكن لم يفلح فى اى محاوله واتيت انا للدنيا منذ ٢٥ عاما وهو اختفى بعد ولادتى بيوم ولم يظهر له اثر الى الان ، ظل حسام صامت لايجد ما يقوله ثم اكملت شمس قائله : اعلم انه موقف محزن لكل من يسمع قصتى طفله صغيرة ولدت وجدت والدها اختفى غير انه كان يعمل مع قوى شريرة فى السحر والشعوذة ماذا تنتظر من اهل القريه سوى انهم يجعلونا نبقى بعدين عنهم بعد تؤسلات امى لهم اننا مثلهم مجنى علينا ولا نعلم عما كان يفعل مع النمرود حتى حن قلوب بعض سكان القريه ومن حين لاخر يساعدوننا ببعض المال او الطعام لان ليس هناك احد يقبل ان نعمل عنده .
حسام : انا اسف لانى جعلتك تتذكرين تلك الاشياء السيئة
شمس : اتذكر انا لم انساها فهى حقيقتى ولا يهرب احد من اصله او ماضيه مهما طال الزمن .......
انصرف حسام بعد ان ودع شمس ووالدتها واخبرها انه سوف يمر مرة اخرى عليهم وفى طريق عودته ظلت كلمات شمس داخل راسه حتى لفت انتباهه شئ يقف فى المنزل الملعون ( منزل النمرود)
لم يتبين ملامح الشخص الذى يقف ثم سمع صوت خلفه فاستدار سريعا وجده كلب صغير وعندما عاد بنظره الى قبر النمرود كان ذلك الشخص قد اختفى فاكمل طريقه عائدا للوحده الصحيه ولا يعلم ما راه حقيقه ام خيال وجد سعيد بانتظارة قبل ان يخبره انه سيرحل ويعود صباحا فعليه ان يقوم ببعض الاعمال بمنزله لوالدته ، كانت اشعة الشمس قد قاربت على الرحيل شعر حسام ببعض الملل فاخرج احد الكتب يقرا فيها مر وقت ليس بالكتير حتى سمع صوت الصافرة التى تعنى حظر التجوال بالقريه حتى غلبه النعاس ، لايعرف كم مر من الوقت وهو نائم لكن بدا يشعر ان حرارة المكان بدات ترتفع رغم انهم مازالوا فى فصل الشتاء حاول ان يقاوم ويكمل نوم لكن لم يستطيع ففتح عينيه ليفزع مما راى فهو فى مكان غريب تشتعل فيه النيران من كل اتجاه وهو فى المنتصف فوق السرير جسمه متصلب غير قادر سوى على تحريك عينيه ثم شعر بحركه حوله ووجده يقف الى جانبه سمع صوت كفحيح الافاعى فى اذنه قبل ان يتكلم ذلك الصوت هامسا فى اذن حسام صدقنى لا اريدك ان ترى عقابى فقط سوف احذرك تلك المرة الفضول هو ابشع صفات الانسان بفضوله قد ينهى حياته للابد لا تسال فيما ليس يعنيك ذلك هو تحذيرى الاول وصدقنى سيكون الاخير ........
استيقظ حسام من ذلك الحلم المرعب وجسده يتصبب عرق غير مدرك بما حوله او حتى قادر على تحريك يده او جسده ظل هكذا بعض من الوقت قبل ان يتمالك اعصابه ويذهب الى الحمام ليتوضا ويصلى وينفض تلك الافكار السيئه عن ذهنه التى راى انها كانت السبب وراء ذلك الحلم ، لم يستطع العودة للنوم مرةاخرى فقرر ان يبقى ما تبقى حتى الصباح داخل العيادة جلس على المكتب الصغير لا يدرى ما يفعل فتح احد ادراجه ليجد بعض الملفات بدا بتقليب تلك الاوراق والتى تعود الى تواريخ قديمه حتى لفت نظره تلك الاوراق الشخصيه لطبيب من شهادة ميلاد وصورة بطاقه شخصيه قديمه للغايه باسم نبيل عبد التواب تذكر ذلك الاسم فقد سمعه من دسوقى اذا فذلك الطبيب الذى اختفى ولكن الصدمه الكبرى له هى صورة نبيل فقد راه من قبل فى القطار .......

ظل حسام غير قادر على فهم ما يحدث معه ثم سمع اصوات قادمه من خارج الغرفه كان يعلم بالطبع انه سعيد اعاد الاوراق مرة اخرى مكانها وخرج لكن فى النفس الوقت لم يتسطيع ان يزيل ملامح القلق او ان ينزع الخوف من داخل قلبه ، لاحظ سعيد توتر حسام فساله : ماذا بك ؟ هل حدث شئ؟
حسام : اعلم ان ما اقوله قد يبدو جنون ولكن هل من قبل تقابلت مع شخص من المفترض ان يكون قد اختفى منذ سنين والجميع اعتبره فى حكم الاموات ؟
سعيد : لا اعتقد بالنسبه لى لكن من الواضح انك انت من رايت شبحا احكى لى ما حدث فى تلك الفترة التى تركتك وحدك فيها .
قص حسام ذلك الحلم الذى راى فيه النمرود وكيف حذره من ان يسال عنه واخبره ان الطبيب الذى كان يعمل هنا منذ سنين قد راه فى القطار وهو قادم الى القريه وفعل نفس الامر قد حذره من ان يدخلها ثم تبخر اختفى كانه لم يكن ..
ظل سعيد صامت لفتره قبل ان يتكلم : يا دكتور اذا كان ما رايته حقيقى فانت فى خطر واذا كنت تتوهم كل ذلك فانت ايضا بمشكله قد يكون كل ما تراه وهم نتيجه ما سمعته منذ ان حضرت الى هنا ...
حسام : لا اعلم ما يحدث معى لكن اعلم ان كل ذلك تفسيره عند مندور واندفع خارجا تارك سعيد وسط حيرته ............

لايعلم اين يذهب ولا سبب تلك الرؤى الغريبه فجاة وجد قدماه قد قادته باتجاه منزل النمرود وقف امام تلك اللعنه المحترقه اقترب كثيرا من البوابة ثم سمع صوتها ياتى من خلفه تساله عن سبب وجوده هنا استدار ليجد شمس بابتسامه صافيه لاتعرف الكدب او النفاق
ابتسم حسام ثم قال : لا اعلم ما يحدث لى ولا كيف ينتهى ؟ كل ما اعلمه ان الامر ليس طبيعى رغم انى لا اصدق فى امور السحر او الاعمال الخفيه .
شمس : ليتنى استطيع مساعدتك لكن ما استطيع فعله معك ان انصحك ارحل ولا تنتظر تفسير ما حدث ولا تنظر خلفك
حسام : وانتى؟ لا يعلم لماذا قالها وهو لم يعرفها سوى من يومان فقط
شمس : هذا مصيرى ان ابقى هنا حتى النهاية منبوذة من الجميع وحامله لعار ليس لى يد فيه ومجبره ان اكمل الطريق وحدى
صمت حسام فلم يجد ما يقوله فابتسمت شمس وهى تشير بيديها الى احد القادمين وتقول : يبدو ان هناك الكثير من الاشياء ستحدث فى الايام القادمة .
لم يكن من الصعب على حسام ان يعرف ان ذلك الشخص هو احد رجال مندور كبير القرية وقد اخبره ان مندور يريد مقابلته القى حسام بنظرة وداع لشمس قبل ان يذهب طوال الطريق عقله يحاول ان يخلق اسباب لتلك المقابله لكن لم يشفى احدهم عقله من التوتر الذى اصابه اخرجه من تلك الحاله صوت ذلك الحارس وهو يامر احد الرجال بفتح البوابه الخارجيه لمنزل مندور فهو كبير القريه يسكن باكبر منازل القريه بكل تاكيد ويقف الكثير من الرجال امام الابواب رافق حسام احد الرجال الاخرين للداخل واخبره ان ينتظر فى بهو المنزل ، ظل حسام يدور بعينيه فى انحاء المنزل الملئ بالتماثيل الغريبه لحيوانات وكائنات لم يراها من قبل حتى سمع صوت ياتى من خلفه يقول كل من يدخل المنزل اول مرة تثير التماثيل اندهاشه اعرف انها غريبه لكن جميله؛ استدار حسام وقبل ان ينطق اشار له مندور ان يتبعه الى غرفه يوجد بها مكتب جلس مندور والابتسامه لا تفارق وجه اذن لحسام بالجلوس ولم يتكلم بدا القلق يتسرب داخل قلب حسام ثم بدا هو بالكلام : اخبرنى احد رجالك انك تريدنى ؟
مندور : نعم فانى احتاج لطبيب بشدة وانت المسئول هنا ام ستظل بلا اى عمل وستكتفى بتلك العجوز تذهب اليها يوميا هى وابنتها ام تذهب لسبب اخر ؟
فهم حسام ما يرمى له مندور وحاول الحفاظ على اعصابه ورد بمنتهى الهدوء : انا اقوم بعملى وهى مساعدة المحتاجين والمرضى
مندور : اتعلم احيانا قد يختار القدر الشخص الخطا فى المكان الخطا
حسام : لا افهم !!!
مندور : اتئ اليك ليحذرك اليس كذلك ؟
حسام : تقصد من؟
مندور بابتسامة كبيرة وصوت هادئ النمروود
نزل ذلك الكلام على سمع حسام كالصاعقه فحتى ذلك الوقت كان يظن كل ذلك مجرد كوابيس وان كل ما يسمعه ليس حقيقى لم يستوعب عقله ما يحدث امامه وبصوت ضعيف سال كيف عرفت ؟
مندور بهدوء اعصاب لانه يقف خلفك الان كانت تلك اخر الكلمات التى سمعها حسام قبل ان يغيب عن الوعى.......

استيقظ حسام وجد الى جانبه سعيد وعظام جسده تئن من الالم ولا يعرف سبب لذلك حاول النهوض لكن لم يستطيع حاول ان يخرج الكلمات بوهن شديد قال : ماذا حدث ؟
سعيد : ارجوك ياطبيب ارح جسدك الان كل ما اعلمه انهم قد وجدوك ملقى الى جانب قبر النمرود فاقدا للوعى ، لماذا ذهبت لهناك ؟ وكيف عبرت البوابه ؟ لقد وجدوها مغلقه !!!!
حسام : اخر ما اتذكره هى مقابلتى لمندور واخبرنى ان النمرود خلفى ثم فقدت الوعى
ظن سعيد ان تلك مجرد هلاوس فظل صامتا ، بعد ان استعاد حسام قدرته على الحركه طلب من سعيد ان يساعده ثم سال حسام سعيد وقال : من احضرنى الى هنا
رد سعيد : رجال مندور يا طبيب حالتك لا تحتمل الحركه يجب ان تنال قسط من الراحه
حسام : لا بل عليا الرحيل الان فما رايته فى عدة ايام يكفينى فانا امام قوة خفيه ملعونه لا يعلمها الا الله.......

جمع حسام اغراضه وطلب من سعيد ان يذهب ليوصل تلك الادويه الى شمس ووالدتها ويبلغها اعتذاره لان قرر الرحيل لم يحاول سعيد ان يمنع اى من قرارات حسام فقط طلب منه ان ينتظرة حتى يعود ويحمل حقيبته ويقوم بايصاله الى خارج القريه لانه لم يتعافى بعد وانصرف تاركا حسام وسط الكثير من الافكار السيئه ويتمنى الخروج سريعا من ذلك المكان ، كان قد جمع كافه اغراضه ولم يتبقى سوى بعض الاوراق والكتب والمراجع التى احضرها معه وذهب الى غرفه المكتب ليحضرها جلس على المقعد يتخيل كيف كان يتمنى ان يكون طبيبا معروفا لكن كل ما مر به هنا جعل حلمه يتبخر واثناء تلك الخواطر فتح احد الادراج التى لم يستخدمها من قبل وجد دفتر يوميه مكتوب عليه اسم نبيل عبد التواب قلب اوراقه ليجد انها مذكرات تخص الطبيب المختفى لفت نظره جمله بسيطه فى احد الصفحات الاولى كانت تقول ( اذا كنت تقرا تلك الكلمات فاعلم انى قد رحلت عن عالمنا عليك بالصمود فقد تكون انت الامل فى انقاذ تلك القريه) ..............

مذكرات دكتور نبيل منذ خمسون عاما
لم اكن فى يوم اتوقع ان ادون اهم ذكرياتى لكنى اردت ان تكون تلك الكلمات توثيق لما اراه هنا من قمع وذل وخوف ورعب فالقانون هنا هو اتباع النمرود منذ اليوم الاول وانا اسمع عنه الكثير من الخرافات وانه يسخر الجان ويمتلك قوة شيطانيه لم اصدقها يوما لكنى اكتفيت ان اكون طبيبا وقد علمت انه لم ياتى طبيب منذ وقت طويل وقد تسلمت العمل فى تلك القريه بسبب حركه تنقلات قد قامت بها وزاره الصحه لم احزن فانا لم اتزوج واعيش وحيدا ، بدات المشاكل تبدا عندما حذرت اهل القريه من الذهاب للنمرود لطلب الشفاء من الامراض وان يتبعوا الطريق الصحيح ويبتعدوا عن الضلال والشرك حتى ذلك اليوم التى وجدته فيه يقف امامى بنفسه نعم انه النمرود لم اراه من قبل انسان غريب يمتلك حضور قوى يجعل من امامه يهابه لا اكذب عليك اصابتنى رجفه عندما نظرت فى عيناه تشعر انه هناك جمرة مشتعله بداخلها ورغم ذلك كان هادئ معى عندما تكلم وقال : سمعت انك لا تعترف بقدرتى من حقك ذلك فانت لا تعرف ما استطيع فعله صدقنى يمكننى ان امسح ذكرياتك اجعلك ان تتمنى عدم النوم بسبب ما ستراه فى احلامك وايضا يمكن ان تتمنى الموت ليكون لك راحه .
نبيل : صدقنى ان اعرف انك لن تستطيع ايذائى الا باذن الله واذا كان لك جيش من الشياطين يساعدك فانا لى رب يرعانى .....
انصرف دون ان يتكلم وعندها عرفت انى قد كسبت عدو كبير وخصوصا ان ذلك الكلام كان امام المرضى بالوحدة الصحية ، صدقنى انتظرت كثيرا انتقامه لكن لم يحدث شئ حتى ظننت انه قد نسينى ...........

بعد ذلك وجد حسام ان الصفحات اصبحت بيضاء وبعدها صفحات مكتوبه لكن بخط غير منمق او منظم فيبدو انها قد كتبت على عجل ( لا اعلم قد تكون تلك الليله هى اخر كلماتى وقد اودع الحياة ) وانا جالس بالوحدة الصحيه اليوم وكانت الشمس قد قاربت على الغروب سمعت طرق على الباب لاجد شاب عشرينى اعرفه فسكان القريه عددهم محدود يخبرنى ان والده مريض للغايه احضرت حقيبتى وانطلقت معه كان يعيش بالقرب من مقابر القريه كان والده يعانى من ارتفاع فى درجه الحرارة نتيجه حمى شديدة بعد ان قمت ببعض الاسعافات وانتظرت الى جانبه حتى انخفضت الحرارة انصرفت عائدا للوحدة الصحيه وكانت الساعه قد تجاوزت منتصف الليل وانا فى الطريق لاحظت اضواء واصوات غريبه قادمه من داخل المقابر الفضول دافعنى للاقتراب وجدت احدى المقابر مفتوحه ولم اجد احد حولها ولكن الاضواء كانت قويه من الاسفل تشعر ان الشمس قد اشرقت بالداخل نظرت لاسفل وعندها سمعت صرخه قويه لم افكر كثيرا قبل ان اقفز داخل القبر ولكنى وجدت امامى ممر طويل مع كل خطوة كنت اشعر ان قلبى سيخرج من صدرى كلما اقتربت اشعر ان الصوت خارج من عقلى وجدت امامى باب عتيق عليه بعض الرموز والكتابات الغريبه تبدو كالكتابه الفرعونيه وقبل ان اضع يدى عليه فتح من تلقاء نفسه دفعته بقوة لاجد نفسى داخل غرفه صغيرة وامامى جثه لفتاه مذبوحه والدماء تغطى كل شئ تقدمت اكثر واقتربت من الفتاه وجدت الى جانبها باب صغير تحتاج ان تجثو على ركبتيك لتعبره لم الحظ وجوده فى البداية بسبب الضوء البسيط فى تلك المنطقه او قد يكون ذلك بسبب الخوف الذى اعترف انه تملكنى ولكن فضولى كان الاقوى لاكمل حتى النهايه عبرت الباب لاجد نفسى داخل مقبرة فرعونيه تمتلئ بالكنوز ووجدته النمرود عرفته دون ان ارى وجهه لم يشعر بى الغريب انه كان راكع امام شخص اخر لا تظهر ملامحه لان خارج حيز الضوء بدا يتكلم بلغه لم افهمها ثم سمعت صوت قوى تشعر انه قادم من اعماق الجحيم ثم فجاه استدار النمرود وتلاقت اعيننا سويا كانت مشتعله والدماء تنزل منها كالدموع لم اشعر بنفسى غير وانا اركض خارجا من المقابر ، لا ادرى كم تبقى لى من الوقت لكن اعترف انى كنت مخطئا فالنمرود يمتلك قوى شيطانيه تساعده يقدم لها القرابين لتخدمه فى اغراضه كنت اظن انه مجرد دجال يخدع المساكين من اهل القريه لكن تيقنت انه يستخدم السحر وتسخير الشياطين لفتح المقابر وسرقتها على حساب دماء الكثير من البشر الابرياء .......
لم يستطع عقل حسام ان يستوعب ما يقرا حتى كانت الصدمه الاخيرة فى اخر كلمات دكتور نبيل قال ( اشعر بهم الان قد اقتحموا المكان البرودة تسرى فى جسدى اصواتهم مخيفه قلبى ينبض بقوة لا اراهم لكن اشعر بهم انها النهاية )..........

بعد ان انتهى حسام من قراءة اخر ما كتب نبيل الذى اختفى بعدها ترك تلك الذكريات لتكون شاهدة على ما حدث هنا منذ سنين اعاد المذكرات لمكانها لعلها تساعد من ياتى بعده على مواجهه ما يحدث هنا ظل صامتا فترة حتى دخول سعيد المفاجئ وهو يقول : ظننت انك سترحل بسبب تاخيرى دون ان اودعك
حسام : لن ارحل قبل توديعك بالتاكيد لكن لماذا تاخرت ؟
سعيد : عندما ذهبت لايصال الدواء وجدث والدة شمس تبكى واخبرتنى انها لم تعود منذ ان وجدوك عند قبر النمرود ، امها تظن انها قد لعنت واختفت للابد
نزلت تلك الكلمات على قلب حسام تمزقه فكان يرى انها هى الشئ الاجمل الذى خرج به من تلك التجربه
رد حسام وهو يستعد للخروج : لم تلعن بل ستقدم كقربان وارجو الا يكون قد حدث ذلك وانطلق مسرعا باتجاه منزل مندور اندفع من وسط الحراس لم يمنعه احد ووجد مندور ينتظره بابتسامته المخيفه ويقول : يبدو انك لم تتعلم من المرة الماضيه
حسام : اين شمس ؟ فهى اختفت وانا واثق انها عندك وستقدمها قربان لاعمالك الشيطانيه للبحث عن كنوز مدفونه او للسيطرة على اهالى القريه المساكين
كنت تمنع خروجهم بالليل حتى لايروا ما تقوم به فى المقابر وكل من اختفوا بالتاكيد استخدمتهم فى تلك الاعمال
مندور : هل انتهيت ؟ لم اخطا فى اى مرة عرفت انك ستجلب المشاكل منذ اول يوم لك تذكرنى باخر طبيب كان هنا الفضول كان مسيطر عليه اتذكر تلك الليله يوم ان شاهدنى وانا اقوم ببعض الطقوس وكان سببا فى حريق القريه باكملها لانه جعل خدام المقبره من الجن يغضبوا وانزلوا عقابهم بالقريه باكملها وحتى انا
حسام : لا افهم ماذا تقصد ؟
مندور : لم تلاحظ الى الان الشبه بيننا او بين الاسماء ، نعم انا هو النمرود فعلت الكثير لاصبح خالدا يوم ذلك الحريق نقلت روحى لاحد ابناء كبير القريه والذى كان يساعدنى من اجل فتح المزيد من المقابر نعم هو مندور وكان لابد من تقديم القرابين دائما لاحافظ على ذلك الجسد من الفناء وتلك الجثه المتفحمه التى وجدوها وظنوا انها لى كانت تعود للطبيب نبيل كان ذلك عقاب بسيط له
لم تصدق اذن حسام ما تسمع وانه يواجه شيطان رجيم وفجاه انغلق باب المنزل خلف حسام ليصبح هو والنمرود وجها لوجه وحيدين
النمرود: صدقنى اعطيتك فرص كثير لترحل لكنك اخترت البقاء واليوم هو الاخير لك ستلحق بشمس لتتقابل روحكما سويا فى الاخره
فجاه شعر حسام ان درجه حرارة جسده ترتفع شعر انه يحترق من الداخل اصبح غير قادر على الحركه وضحكات النمرود تزداد قوة وكان اخر ما سمعه هو عظامه وهى تتحطم قبل ان تظلم الحياه امام عيناه .............

النهاية
انتفض جسد حسام بقوة واخذت انفاسه تتلاحق بقوة والعرق يتصبب من جسده باكلمه وجد نفسه على سريرة بغرفته فى منزل والده استعاذ بالله من الشيطان الرجيم من ذلك الكابوس المرعب لم يصدق ما حدث لكن كان اسعد انسان عندما سمع صوت والدته توقظه للافطار انزل قدماه على الارض واخذ يجرهما بصعوبه حتى الباب ليخرج ويجد اخته جالسه على الطاوله وعندما راته سالته عن ما به اخبرها انه كابوس سئ فقط وذهب للحمام توضا و بعد ان انتهى من صلاته جلس يتناول طعام الافطار وقد استعاد قوته بعض الشئ لم يقص ذلك الحلم المزعج على اخته رغم الالحاح ، بعد انتهاء الافطار ذهبت اخته الى الجامعه وظل حسام جالس امام التلفاز حتى رن جرس الباب وسمع صوت امه تقول هناك ساعى بريد يريدك توقفت الحياه للحظه امام حسام فكان يرى سعيد امامه لكن ليس بملابسه الصعيديه لكن تلك المرة يرتدى زى العاملين بالبريد سلمه الخطاب وفجاه خرج سوال من حسام : الم نتقابل من قبل ؟
اشار العامل براسه بالنفى ثم ساله على اسمه ليجيب بابتسامه (سعيد) قبل ان ينصرف ، اغلق حسام الباب وفتح الخطاب لتكون الصدمة الكبرى فهو خطاب تعيينه باحدى القرى بصعيد مصر تسمى ( النمرود ).........
تمت
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.