tafrabooks

شارك على مواقع التواصل

إلى بطل الرواية، آدم، تلك الشخصية الغير واقعية، التي ابتدعتها مخيلتي، ولكنها موجودة بكثرة في الواقع، في كل مكان وزمان، والتي ذاقت ما لا يشعر به سوى من جربه. إلى أي إنسان مظلوم للا شيء. إلى روحي التي احتوت أرواحهم وأنا أكتب عنهم، وأرواحكم. إلى دموعي التي سالت لتعلمني الوقوف من جديد، وجعلت مني حكيماً رزيناً رغم الصغر. إلى من قتلوه لأنه كان حياً ويحمل صفة ما! إلى من نال عقاباً على شيء لا عقاب له! إلى من انتظر آملاً، فمات قبل شروق شمس الفرج. إلى السلام والتسامح والإنسانية. إلى من أعطاه الإله قوة فلم يظلم. إلى من وقف معي، أو من وقف مع أي أحد وقفة إنسان لإنسان. إلى جدتي التي وفاتها علمتني الكثير، فكان ذلك أقسى درس لي في حياتي إلى الآن، ذلك الدرس الذي تعلمت منه الكثير، كما كانت تعلمني في حياتها، التي علمتني بنظراتها وكلماتها وبسماتها، رحمها الله. إلى الوطن الأسمى، الذي جرح، ولكن سيشفى جرحه قريباً بفضل جهود شبابه وإرث شيابه، ذلك الوطن الذي نشأت فيه، فأخذت قطعة منه، وأخذ قطعة مني، ذلك المكان الذي لا أستطيع إيفاء حقه في وصفه، فهو الماضي المجيد، وبإذن الله المستقبل المتألق، إلى سوريتي. إلى دولة الإمارات، التي عشت على أرضها الطيبة، وشربت من عذب العلم والكتب وأنا فيها، بفضل ما قدمته وما تقدمه وتوفره من مبادرات وتشجيعات للجيل على القراءة والمعرفة. إلى مصر، المكان الذي ستنطلق منه بواخر حروفي إلى العالم، وإلى مؤسسة طفرة ، التي وثقت وآمنت بموهبتي ودعمتني بنشر أول إصدار أدبي لي. إلى أمي ووالدي، الشعلة التي وفرت لي كل مقومات النجاح، -عل الله يديمهم-، وأخوتي، الذين وفروا لي الأجواء المناسبة للكتابة، والتفكير، والصياغة بالأسلوب الأفضل، لرسم الإحساس كما رسم ليوناردو دافينشي الموناليزا، ذلك الجو الذي كنت فيه أتقمس الشخصيات، وأعيشها، وأشعر بها، حتى أني كدت أراها تتجول في منزلي، منهم من قد أضمه شفقةً إن رأيته، ومنهم من سأقتله -إن تجرأت على القتل- لشره وتجرده من الروح البشرية الأصيلة. إلى عائلتي الثانية، عائلة العم أبو أنس، التي رعتني صغيراً، وتركوا ندبة جميلة في حياتي، خاصةً "ماما" أم أنس. إلى الفنانين الذين كنت أسمع أصواتهم وأستلهم منه، ويساعدني للوصول للمرحلة التي أصبح فيها أشعر وكأن جبيني شاشة أرى منها أحداث الرواية، وأسمع صوتها من أصابعي التي تتجول على أحرف لوحة المفاتيح، وزري (الإنتر) و (الشيفت)، ممن راق لي احساسهم الراقي، والذين أثروا في روحي، وسكنوا في جراحي، وأعادوا إلي ذكريات، الذين للأسف لم يلق عليهم الضوء الكافي، كما ألقي على "الفن الهابط". إلى من جرحته عمداً أو بلا عمد. إلى أصدقائي الحقيقيون. إلى عبدالوهاب شعار، الداعم الملازم، والموهبة العطرة في الكتابة. إلى عبدالرزاق سرحان. إلى المدينة المعشوقة، دمشق، ذات الورد الناعم، الذي لا يجرح إلا إن قُطف، وذات الياسمين المتدلي، والتاريخ المجيد، وبوابة عز الشرق، تلك التي لا زلنا نتغنى بها رغم كل ما أصابها، وسنظل. إلى الأستاذة ريم سليمان، القارئة الأولى للكتاب، والتي ساعدتني عن طريق الإدلاء بآرائها قبل النشر. إلى معلمتي الأولى، أ.تهاني طعمة. إلى معلمي اللغة العربية، الذين لطالما كنت أظن وجود مادتهم كعدمه، ولكنني اكتشفت أنني أجرمت في حقهم، فهم يعلمونا لغة سامية، فعلا سموها حتى أني أصبحت أعشقها، وأحب أن أكتب بها، وأقرأ بها، وعلى رأسهم المعلم الفاضل محمد عثمان، المعلم الفاضل محمد الصريدي، والمعلمة شكرية عليوي، وكانت ليست فقط معلمة، بل ومربية. إلى كل من علمني وكان مخلصاً لمهنته، صاحب ضمير وذمة، ولم يسيء إلى مهنة التعليم النبيلة. إلى مدير مدرستي في الثانوية الأستاذ عبدالله الهنجري، الرجل المناسب في المكان المناسب. إلى من رسمت صورة الغلاف الآنسة دعاء البسطاطي، ذات الموهبة الجبارة في الفن التشكيلي. إلى الشاعر ورد هلال، الذي منحني الإذن في الاقتباس مما كتب، فوضع بذلك لمسات أنيقة في العمل الروائي. إلى إياد الريماوي، وألحان إياد الريماوي، الهائمة كالروح المسقية بماء الزهر، والملهمة. إلى نزار قباني، الذي وضع لي أول خطوة في الأدب العربي، الذي ألهمني كثيراً، وحمل اسم وطنه عالياً، سفيراً وأديباً.
دمتم بخير
باسل محمدبسام أبوعلو
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.