tafrabooks

شارك على مواقع التواصل

تجد في هذا الكتاب أسماء لبعض المعارك التي خاضها المسلمون دفاعًا عن دينهم وعقيدتهم، تلك العقيدة التي بذلوا المُهَجَ والأرواح من أجل تبليغها.
وستعرف أن بعضًا من هذه المعارك قد تمَّ في حياة "النبي محمد" –صلى الله عليه وسلم، وبعضها تمّ في ولاية "الخلفاء الراشدين".
أما بقية المعارك، فقد مثلت ملاحم قام بها المسلمون، وعلّموا من خلالها العالم أسس الحرب، وأخلاقها، كما علموا الناس في الأرض أصول المعاهدات، والحفاظ على الوعود..
هذا، وقد استقت اتفاقيات جنيف في معاملة الأسرى كثيرًا من بنودها من المسلمين.. وكانت الكلمات النورانية للنبي محمدٍ خيرِ البريّة التي كرر فيها الوصاية للصحابة بأن يحفظوا آداب الحرب وأخلاقها:
- فعن نافع عن ابن عمر قال: وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان.
- ومنه: عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية، أو جيشًا قال: لا تقتلوا وليدًا.
- ومنه: عن أبي الزناد عن المرقع بن عبد الله بن صيفي عن حنظلة الكاتب قال: غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فمررنا بامرأة مقتولة، وقد اجتمع عليها الناس، قال فأفرجوا له فقال : ما كانت هذه تقاتل فيمن يقاتل ، ثم قال لرجل : انطلق إلى خالد بن الوليد فقل له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك يقول: لا تقتلنَّ ذرية، ولا عسيفا( ).
* وانظر - رعاك الله- لهذه الوصية:
- عن خالد بن الفرز قال: حدثني أنس بن مالك قال: كنت سفرة أصحابي، وكنا إذا استفرنا نزلنا بظهر المدينة حتى يخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول: انطلقوا بسم الله، وفي سبيل الله تقاتلون أعداء الله في سبيل الله، لا تقتلوا شيخًا فانيًا، ولا طفلًا صغيرًا، ولا امرأة، ولا تغلوا .
- بينما تجد "أبا بكر الصديق الخليفة الأول رضي الله عنه"، يشدّد على تنفيذ أمره بشأن أحكام الحرم، وأخلاقها التي زرعها الإسلام، فعن يحيى بن سعيد قال: حُدّثتُ أن أبا بكر بعث جيوشًا إلى الشام، فخرج يتبع يزيد بن أبي سفيان، فقال: إنّي أوصيك بعشر: لا تقتلنّ صبيًّا، ولا امرأة، ولا كبيرًا هَرِمًا، ولا تقطعنّ شجرًا مثمرًا، ولا تخربَنّ عامرًا، ولا تعقرنّ شاة، ولا بعيرًا إلّا لمأكلةٍ، ولا تغرقنّ نخلًا، ولا تحرقَنّه، ولا تغلل، ولا تجبُن .
- أما في عهد "عمر الفاروق رضي الله عنه"، فقد رُوِيَ عن نافع عن ابن عمر قال: كتب عمر إلى أمراء الأجناد أن لا تقتلوا امرأة، ولا صبيًّا، وأن تقتلوا منْ جرت عليه المواسي.
وعن يزيد بن أبي زياد عن زيد بن وهب قال: أتانا كتاب عمر:
"لا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تقتلوا وليدًا، واتقوا الله في الفلاحين"..
تلك هي الأصول التي تفرَّعت عنها أخلاقيات المسلمين في الحروب..
وقد أبَنْتُ – من خلال هذا الكتاب بطولاتِ المسلمين التي سُطّرتْ بأحرف من نور؛ بل أجبرت أعظم القادة العسكريين على الوقوف أمامها بالتأمل والدهشة والإعجاب، فكيف لأناس من الصحراء أن تتفتَّق أذهانُهم عن حِيَلٍ أعيتْ أعداءهم، وحَيّرتْ أصدقاءهم على حدٍّ سواء!
كما عرَّجْتُ على بعض الخطط الحربية التي ابتدعها المسلمون، ووجدناها محفورة في كتب الاستراتيجيات العسكرية، وقامت المعاهد العسكرية بتدريسها حتى عهد قريب..
- وحسبي أني قد كتبت عن بعض تلك المعارك؛ كي تكون دروسًا يأخذ منها الشباب العربي قبسًا يضيء لهم عتمة حياتهم. كما أنها ستكون نبراسًا يتلمّسونه، ويحذون حذوه في سبيل تحقيق ما يصبون إليه.
والله من وراء القصد،
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.