الحمد لله الذي استهل كتابه بالحمد فقالَ : "الحمدُ لله رب العالمين" . الحمد لله الذي افتتح كتابه بـ " اقرأ " ، فقال : " اقرأْ باسم ربك الذي خَلق " . و أُصلِّي وأُسَلِّم على سيدنا محمد صلاةً تملأُ خزائنَ اللهِ نُوراً ، و تكونُ لنا وللمؤمنينَ فَرجَاً وفَرحَاً وَبهجَةً و سُروراً .
أَما بَعدُ
فهذا كتاب كنز العلوم والحكمة أَضعُه بين أَيدي كلِّ محبٍّ للثقافة والمعرفة بعدَ أَن بُذِلَ فيه من الجُهد ما يليق بالقارئ الكريم , وأَتمنى أَنْ يتقبلَهُ القارئُ بقبولٍ حَسَنْ .
والكتابُ لا يُغادِرُ فَرعاً من فروعِ العلمِ والمعرفةِ إِلا وقد أَحاطَ بأَنفعَ ما فيه وأَطرفِه . و قد حرَصْتُ الحرصَ كله على تقديم المعلومة المفيدة والنافعة والتي يشعر القارئ بعد قراءتها بأَنه – فعلاً- في أَشدِّ الحاجةِ إِليها ، أَو أَنَّه على الأَقلِّ ما كان ينبغي له أَنْ يكونَ جَاهلاً بها .
و الكتابُ على كلِّ حالٍ مناسبٌ لجميعِ الأَعمارِ و مُختَلَفِ المُستوياتِ ؛ فهو يخدم – و بصفةٍ خاصةٍ - الطالبَ في دراستِهِ ، و في جميع مراحِلها من الابتدائية وحتى المرحلة الجامعية , وما بعدَها . كما أَنَّهُ مُعينٌ للمدرسِ في فصلِهِ ؛ ليكونَ عَوناً له في إِثراءِ ما يُقدمُهُ لطلابِهِ , و في تبسيطِ كلِّ غامضٍ و مُبهم .
وهو وإِنْ كانَ نافعاً لمن هم بمراحل التعليم المختلفة , فهو أَنفعُ وأَجدى لمن هم ليسوا بها حيثُ يَمدُّهم بمدَدٍ من العلمِ والثقافةِ تجعلهم يقفونَ على أَرضٍ ثقافيةٍ صُلبةٍ تُمَكِّنُهم مِنْ مُجاراةِ ومُسايَرَةِ مَنْ هم أَكثرَ منهم علماً .
وقد راعيتُ الترتيبَ الأَبجديَّ لكلِّ فرعٍ من فروعِ الكتابِ ؛ حتى يتسنى للقارئِ الحصولُ على المعلومةِ بكلِّ سُهولةٍ وَيُسرٍ . و أوَدُّ أَنْ أَلفتُ نظرَ القارئِ من ناحيةٍ إِلى أَنَّ التاريخَ المعتمدَ في الكتاب هو التاريخُ الميلادي كما أَنَّ أَيَّ تاريخٍ بجوارِ أَيِّ شخصيةٍ يُمّثلُ تاريخَ ميلادِ تلكَ الشخصيةِ , وتاريخَ وفاتِها .
و الكتابُ فوقَ اشتماله على كَمٍّ غزيرٍ من المعلوماتِ العامةِ والدينيةِ والجغرافيةِ و التاريخيةِ و الأَدبيةِ واللُّغَويةِ والطِّبيَّةِ ، فقد حَرَصْتُ على تزويده بكَمٍّ غزيرٍ من الحِكَمِ والأمثال إِيماناً مِنَّا بجدواها و فائدتها ؛ فهي خبراتٌ وتجاربُ لأُمَمٍ وشعوبٍ عَبْرَ مئاتٍ بل آلافِ السنينَ . و كفى بالحكمةِ أَنَّ الجهلَ نقيضُها ، وكفى بها أَنَّ مَنْ آتاها فقد أُوتِيَ خَيراً كَثيراً .
كما أَثريتُهُ بأَقوالٍ كثيرةٍ في المرأَةِ باعتبارها الشغلَ الشاغلَ للرَّجُلِ . وهذه الأَقوالُ وإِنْ كانت تُمَثِّلُ آراءً شخصيةً لقائليها , إِلا أَنَّها تحاولُ الكشفَ عن حقيقةِ المرأَةِ أَمامَ نفسِها , وأَمامَ الرَّجُلِ .
كما راعيتُ مُخاطبةَ كُلِّ فَطِنٍ لبيب وذكِيٍّ أَريب , وكلِّ مُحِبِّي التفكيرِ العميقِ بأَلغازَ ومسائلَ ذكاءٍ يُرَوِّحونَ بها عن أَنفسِهم في أَوقاتِ فراغِهم . وأَسأَلُ اللهَ أَنْ ينفعنا بما عَلَّمَنا وأَنْ يجعلَنا من الذين يسمعونَ فيعملونَ , ويعملونَ فيُخلصون ويُخلصونَ فيُقْبَلونَ .
المؤلف :
أُستاذ : حسين نصر حسين محمود .
ليسانس حقوق جامعة الإسكندرية 1989
ليسانس آداب قسم اللغة العربية 1995