في منطقة الظل story
في منطقة الظل أكوان للنشر والترجمة والتوزيع في منطقة الظل ... في منطقةٍ رماديةٍ محايدةٍ بين الأبيض والأسود ... في منطقةٍ تنطمس بها الملامح جميعًا ... في منطقةٍ لا تدرك بها وجهتك الحقيقية ... ولا تعرف أين المفر ... حتى تغدو بلا وجهةٍ في الأساس وتظل هائمًا على وجهك ليالٍ طوالٍ ... في منطقةٍ تستهلك بها مشاعرك كلها ... حتى يغدو كل ما تشعر به هو ضربٌ من السراب ... في منطقةٍ تختلط بها جميع المشاعر والأشياء ... حتى تصبح الأشياء جميعها بلا معنى ... في منطقةٍ تتشابه بها جميع المؤثرات الخارجية ... حتى الألم لم يعُد مُوجِعًا ... حتى الوحدة لم تعُد مُوحِشةً ... حتى الليل لم يعُد طويلًا ومظلمًا ... حتى الفراق أصبح مُرحَّبًا به ... في منطقةٍ تفقد فيها السيطرة على مشاعرك ... فتصبح كل الأمور واحدةً متشابهةً ... في منطقةٍ كل ما تشعر به هو الفراغ ... خاوٍ أنت من الداخل ومن الخارج ... كبيتٍ مهجورٍ ... لا أحدٌ يعرف إليه طريقًا منذ سنواتٍ لا تُعَد ... لا شيءٌ قادرٌ على إصلاح ما أفسدته الحياة ... لا شيءٌ قادرٌ على إعادة ملامح الحياة إلى روحك الباهتة ... لا شيءٌ قادرٌ علي إحياء الشغف داخلك ... ثم لا تلبث أن تعود ممسكًا بزمام الأمور دون سابق إنذارٍ ... وتصبح أنت المتحكم الأول والأخير في مسار حياتك ... في منطقةٍ تنقلب بها الموازين رأسًا على عقبٍ ... هنا فقط تكمُن كل مخاوفنا .. كل صراعاتنا ... كل آلامنا ... كل أحلامنا ... هنا تُبنَى الأحلام وتصل إلى أوج ازدهارها ... ثم تتهاوى مسرعةً إلى القاع ... هنا تُنسَج خيوط الأمل من جديدٍ ... لتغدو سرابًا بلمح البصر ... هنا نتحرر ونقع أسرى للهوى ... هنا نبغض الماضي ونحِّن للمستقبل في آنٍ واحدٍ ... هنا نتعثر ... وننهض مرةً أخرى ... هنا تُقاوم أرواحنا بشدةٍ وهي منهكةٌ ... كجسدٍ بالٍ من كثرة الجراح الدامية ... هنا تشارف أرواحنا على الموت ... لا شيءٌ قادرٌ على إيلام جسدٍ ميتٍ ... هنا يصبح الألم طفيفًا عابرًا ... هنا تتوقف الحياة عن الضجيج ... كأن العالم شارف على الانتهاء ... هنا تصبح الأشياء كلها واضحةً كوضوح الشمس ... هنا نرى الحقيقة كما هي بلا تزييفٍ أو خداعٍ ... هنا تَشقى الروح وتُشفَى من جديدٍ ... على شفا جرفٍ هارٍ ... هنا نتأرجح على حافة الهاوية بين أملٍ ويأسٍ ... بين غدٍ وأمسٍ ... هنا نحيا داخل الظل .. هنا ... ومن هنا ... وإلى هنا ... هنا فقط تبدأ الأشياء والحكايات كلها وتنتهي ... إلى
0.00 - 0 تقييمات - 0 مراجعات
  542    1    30 
 فيسبوك
 تويتر
 بنترست
 واتساب
 لينكدان

اكتب مراجعة

المراجعات (0)

لم يتم إضافة مراجعات بعد.

أضف مراجعتك لتكون الأول

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.