مقدمة عن الكتاب

مرقوم ... ملعون ... درب المجون
ثلاث كلمات تُركت منحوتة على جدار قبر مفتوح لا يستطيع أحد إغلاقه، حتى اشتهر في القرية الصغيرة التي تقع في إحدى قرى الصعيد البعيد بذلك.
وكلما تحمس أحدهم وأغلقه وُجد في اليوم التالي مفتوح كما كان.
لأجيال وأجيال لم يسلم ذلك القبر من الأحاديث والأقاويل والقصص الواهية التي نُسجت بخصوصه.
البعض قال أنه يخص يهودي عاش قديمًا واشتغل بالسحر وتسخير الجان، والبعض يقول أنه قبر امرأة باغية باعت نفسها للشيطان فأبى القبر أن يواريها ويسترها، وآخرون ينسجون قصص هم أبطالها وأجدادهم، يصدق من يصدق ويكذبها من شاء.
الأرض التي فيها القبر تخص عجوز غريب الأطوار يعيش وحده في بيتِ قديم أغلبه من الخشب والطوب الأحمر مكون من طابقين يتواجد بعيدا على أطراف القرية،
لا يعرف العجوز أي شيء في دنياه سوى وصية..
وصية توارثها عن أبيه وأجداده، لا تعبث بالأرض، لا تبني فوقها، مرقوم ملعون درب المجون.
عاش وحيدًا يزرع حول بيته ما يكفيه وينزل القرية للضرورة القصوى، منبوذ من الجميع برغبته في الانعزال والابتعاد، الأخير في أسرته ولم يتزوج وينجب ولم يتبقى أحد في أقاربه وكأن الزمن يتلذذ في فناءهم وموتهم بطرق غريبة وحوادث أغرب، حتى من مات فيهم بدون حادثة أو بشكل مريب مات صغيرًا في السن وقبل أن يتزوج وينجب.

حقوق الملكية

جميع الحقوق محفوظة

لهجة العمل

لهجة عامة