Rafik

Share to Social Media

تحركت بسيارتي الي طريقي وكان الجو رمادي اللون كئيب وبجواري غابة كثيفة الأشجاروالاوراق المتساقطة علي الطريق وهو مغطي بالثلج وقمم الأشجار مغطاة بالثلج الأبيض ودخان سيارتي من الخلف أراه كأنه مدخنة قطار فحم وصلت الي وجهتي بعد ساعتين من السواقة ورأيت أطراف القرية بالبيوت التي تعكس عبق المكان والزمان ان قرية قديمة والنَّاس يراقبونني من خلف ستائر منازلهم وكانت شوارع القرية خاوية من المارة من برودة الجو وفجأة ظهر رجل ريفي عجوز يعبر الشارع فتوقفت وسألته
- صباح الخير سيدي أتعرف منزل السيد فلادمير
فأجاب
- أأنت قريبة لكن اعتقد انه ليس له أقارب من تكون
- نعم يا سيدي قريبه انه عمي
- اهلا بك تعزياتي انه في اخر القرية وهي اخر هذا الشارع انه القصر الفاخر والأرض التي حوله ملك عمك ايضا
شكرته ثم تحركت الي وجهتي اخر الشارع لقد وصلت اخيراً ، وإذا يظهر امامي قصر فاخر لونه رمادي من العصور الوسطي ومحاط بسور من الحديد المزخرف كأني ذاهب الي ملك في زمن سحيق ، وقفت امام البوابة لأري من سيفتح لي البوابة وإذ افأجا برجل ضخم البنية ببطن كبيرة يخرج من كشك الأمن ويقول بصوت عالي ماذا تريد
فأجابته اهذا منزل السيد فلاديمر
فأجاب نعم ماذا تريد ثانية
- انه عمي انا برانكو بجاريتش قادم من موسكو لأري المحامي السيد بيتر
وبدون رد اي فعل قال لي اذهب الي مكتبه انه ليس هنا وممنوع دخول احد الا باْذن منه
فسألته أين مكتبه فقال في انه قادم الي القرية الساعة الخامسة ومكتبه بجوارنا انه هنا وشاور علي مكتب صغير بجوار بوابة القصر
فقلت له حسنا سأتي اليه علي الخامسة ، ايوجد اي مطعم هنا
فنظر باستغراب وقال لي لا يوجد مطاعم في القرية يوجد فقط فندق وحيد ويوجد به مطعم وشرح لي أين المكان
فذهبت الي هناك حيث قربت ان تتجمد أطرافي من البرد ودخلت فندق من دورين الأرضي عباره عن غرفة استقبال صغيرة للنزلاء واعتقد الدور العلوي هي غرف النزلاء ولايزيد عن ثلاث غرف
دخلت الي الفندق وعلي اليمين ترابيزات المطعم فجلست وكانت المدفأة تعطي دفء غريب بعد جرعة من الرياح في هذا الجو شديد البرودة وإذ أري شابة جميلة في نهاية العقد الثاني من عمرها تلبس اللبس الريفي فستان لونه روز فاتح مقلم بلون سماوي ونظرت لي بابتسامه جميلة فهي ايضا لون بشرتها وري وعيناها خضراء مثل الزرع وشعرها لون الذهب ومسدول علي أكتافها فابتسمت فقالت لي :
- صباح الخير سيد برانكو وضحكت
- فقلت هل تعريفنني باستغراب
- ضحكت ثانية وقالت الرجل الذي سألته أين القصر اخبر القرية كلها بقدومك نحن أشبه بعائلة سكان القريةلا يتعدون ٥٠٠شخص
- فابتسمت وقلت لها غريبة عندنا بالعاصمة لا اعرف جاري الذي يسكن بجانبي في الشقة الملاصقة لي انا معجب بهذا المجتمع المغلق علي نفسه
- فقالت انتظر انت لا تعرف شيئا لكل شي عيوبه ايضا ، اتريد ان تاكل اعتقد انك ستنتظر السيد بيتر المحامي وهو سيصل الخامسة مساء
- حسنا سأنتظر ولكن لا اريد ان اكل اريد اي شئ دافيء ونظرت الي عينيها التي تضحك بإعجاب وكأني اغازلها بدون كلام فهي كانت جميلة ذو بشرة ناعمة وقوام ممشوق نعم أعجبت بها من اول نظرة واعتقد هي احست بهذا وأخيرافقت من سرح خيالي وسألتها ايوجد لديكم كاكاو ساخن بالحليب
- طبعا سيد برانكو حالا سيكون أمامك خلال دقيقة
فعلا بعد دقيقة احضرت الكاكاو في كوب من الخزف الملون ومعه بعض الكيك المحلي بالتوت البري ووضعته امامي فسألتها
- ما اسمك
- اسمي ايرينا وانا وامي نمتلك ذلك الفندق الوحيد بالبلدة ونعيش هنا ايضا
- ماذا تعرفين عن عمي يلستن
- عمك كان غريب الأطوار فكان يحب الناس ويكره بعضهم وكان كريما وطيبا مع ناس اخري وكان قاسي وظالم مع بعض الناس اعتقد لا يوجد احد بالقرية يفهم ماذا كان يدور في رأس عمك انه ذكي وغبي طيب وشرير في نفس الوقت لا تعرف رد فعله وماذا يريد ، استأذنك سأذهب لأعد الغذاء نطبخ اليوم لحم ضأن مع شوربة الكرنب انا من احسن الناس تجيد طبخ هذا الوجبة بالقرية كلها ( كانت تقولها وكلها ثقة بنفسها )
فابتسمت وهزت رأسي بالسماح لها بالمغادرة ورأسي ما زالت تتذكر عينها وهي تضحك اعتقد انه قلبي وليس عقلي بل عقلي كان يفكر ماذا فعل عمي مع الناس وماذا سيفعل معي ايضا في الوصية
1 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.