اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
(سورة النور: ٣٥)
وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۚ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ۖ وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ
(سورة الأنعام: ١٤١)
هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ۖ لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
(سورة النحل: ١٠-١١)
وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ
(سورة التين: ١–٣)
فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا
(سورة عبس: ٢٤–٣٠)
هذه هي الشجرة المباركة في التنزيل: شجرة الزيتون، شجرة البحر الخالد، شجرة الحوض الذي نبتت عليه حضارة الإنسان ودارت حوله، ولا تزال تدور، عالية تعلو خمس قامات وتزداد، باقية تبقى خمسة قرون ثم لا تصير إلى نفاد، كريمة تؤتي من ثمراتها ما تشتهيه الأنفس وتشتهي به طيب الطعام، سعيدة تُؤتي من عصيرها النور والطب ومسوح الإهاب وجبائر العظام، ومن خشبها صور المحاريب وأعواد المنابر، ومن ورقها أكاليل الأبطال وتحيات البشائر، وتتشابه بركتها على الأبطال الأقدمين فيتمسحون بطيبها طلبًا لقوة النفس وقوة الجسد وهم يُقبلون على الصراع ويتناضلون، وتتشابه بركتها عليهم كرة أخرى فهم يعلنون السلم، ويرفعون غصن الزيتون!
بُوركت في وحي المعابد والضمائر، وبُوركت في رموز القرائح والخواطر، فلم يعرف النَّاس أُمنية لا يرمزون لها بسماتها وأسمائها، ولم يذكروا نعمة لا يذكرونها بنعمائها: رمزوا بها إلى الضياء، ورمزوا بها إلى السلام، ورمزوا بها إلى الخير والرخاء، وتزودوا منها في البادية والحاضرة، وادخروها للدنيا والآخرة، واتخذوها للمصابيح في محاريب الصلاة والتسبيح، ورجعوا إليها باسمٍ مِن أقدس الأسماء، وهو اسم «السيد المسيح».
لِأمرٍ ما نبتت في فلسطين، وانتشرت منها في منابت العالمين، وعلى نحو من هذا وهبت مسحتها للرسول الأمين، فطافت رسالته حيث طافت، من عليين إلى غايتها من البلاغ المبين.
ولو لم تكن «للزيتونة» إلا أنَّ هذا الاسم المبارك مردود إلى مسحتها وبركتها، لاستحقت به الخلد المصون، خضراء على مدى السنين والقرون.