elsayed elrayess

Share to Social Media


و ظهر ذلك القصر من العدم، بمنتصف المحيط الأطلسى، محاط بقبة غامضة ذات لون اخضر فيروزى، لهذا اطلق عليه العامة و البحارة اسم قصر الفيروز، لم يستطع احد اختراقه او حتى الاقتراب منه خلال عامان كاملان، فعلى بعد عشر كيلومترات منه من جميع الأتجاهات تتوقف كل الأجهزة و الألات عن العمل تماما، حتى المغامرين الذين اعلنوا انهم بصدد اختراقه، اختفوا بعدها للأبد، ليتحول قصر الفيروز للغز جديد للبشرية و منطقة محظورة عنها تماما، لكن ما لم يعلمه احد أننى الوحيد الذى اعلم ما بداخل هذا القصر، لأننى عشت بداخله يوما ما، لكن لهذا حديث أخر.
#####

#كوابيس_الظلام
(قصر الفيروز الحلقة الثانية)
اعلم جيدا انهم قادمون من اجلى، يبحثون عنى منذ مغادرتى لقصر الفيروز بدون اذن و هو ما لم يحدث بتاريخنا من قبل، أنا آصف بن كثير بن ميمون بن ابانوخ الاطلنطى، ولى العهد و حامل الختم، لن يتركنى ابناء قبيلتى بهذه السهولة دون محاكمتى، نحن الاطلنطيون الباقون من حضارة اطلانطس الغارقة المفقودة، نمتلك تكنولوجيا متقدمة لن يصل لها البشر الا بعد ملايين السنوات و قد لا يصلون لها قط، يقال ان جذورنا لا تعود للأرض و ان جدودنا الاوائل كانوا قادمون من وراء النجوم لاستكشاف الارض بتلك الرحلة المشئومة، عندما اصاب سفينتهم الفضائية عطب و لم يتمكنوا من مغادرة الأرض مجددا، و عندما اصابهم اليأس من الرحيل، قرروا بناء جزء من حضارتهم هنا على الأرض، و هكذا على مر سنوات و سنوات استغل اجدادانا كل ما كانوا يحملونه معهم من تكنولوجيا و كل ما تعلموه من علوم لينشأوا تلك الحضارة المذهلة التى عرفت عبر التاريخ الأرضى بأسم حضارة الاطلانطس، لكن كعادة كل الممالك نشأ ذلك الصراع المجنون على كرسى العرش بين الأخوة و الأبناء، كلا منهم اراد ان يحظى بالحكم لتبدء سلسلة الدماء و المؤامرات، ليقتل من يقتل و يسجن من يسجن حتى أتى ذلك اليوم ليقرر احد جدودى ان يستخدم اقوى اسلحتنا و احدث ما توصلت له علومنا و يقضى على الجميع و بالفعل استخدم تلك القنبلة الانشطارية العملاقة التى تعادل بقوتها ألف قنبلة نووية ليدمر حضارتنا بالكامل حتى ان القارة العملاقة التى بنينا عليها كل شئ اهتزت تحت اقدامنا لتغرق بالكامل بأعماق المحيط بكل من عليها و ما عليها، و لكن على الرغم من كل هذا كان هناك ناجون، هؤلاء الذين كانوا يعملون على انتاج اول سفينة فضائية عملاقة على هيئة قصر ضخم تمهيدا لعودتنا مجددا لكوكبنا و حضارتنا، لكن عندما حدث الانفجار تمكنوا من النجاة ليتبق لنا فقط قصر الفيروز تلك السفينة الفضائية بما تحمله من تكنولوجيا متطورة، لكننا فقدنا يومها الوقود الذى كنا بحاجة له للاقلاع بها، لهذا لم يكن امامنا سوى الهبوط بها لأعماق المحيط حيث استقرينا هناك، لم يزد عددنا عن مائة شخص، توارينا عن الانظار بقدر الامكان مستغلين عدم قدرة البشر على الغوص اتلك الاعماق السحيقة، مرت سنوات و سنوات و نحن نتزاوج ما بيننا و نتكاثر و نتطور و نكتسب صفات جسمانية و وراثية مختلفة تمكنا من التعامل مع محيطنا الجديد، فأصبح نظرنا أكثر حدة ليتمكن من الرؤية بالظلام و اصبحت اجسادنا اكثر قوة لتحمل الضغط المرتفع بالأعماق، اصبح قصر الفيروز كمملكة صغيرة متكاملة، حتى اصبحت انا ولى العهد و حامل الختم( مفتاح اطلاق السفينة)، قانوننا يحظر علينا الخروج من قصر الفيروز او التزاوج من بنى البشر، لكننى تمردت على حياتى و فعلت الاثنين حتى اننى انجبت كذلك، اعلم انهم يبحثون عنى الأن و سيظلون يبحثون عنى أنا و أسرتى حتى يجدونا، و حينها سيكون مصيرنا جميعا هو الأعدام و بأبشع وسيلة ممكنة.
#####

#كوابيس_الظلام
(قصر الفيروز الحلقة الثالثة و الأخيرة)
اقف وسط القاعة الملكية بقصر الفيروز امام والدى امبراطور اطلانطس الأخير، مقيد بالأغلال منكس الرأس، رفعت رأسى قليلا لأتمكن من النظر إليه لتصدمنى نظرته المليئة بالغل و الكراهية و أسمع صوته يقول لى بصرامة:
- سنصل لأسرتك كما وصلنا إليك، لا تظن أنك نجحت فى اخفائهم عنا، سيكون مصيرهم القتل مثلك تماما.
اذدردت لعابى الجاف و أنا أقول بضعف و تهالك:
- لكنهم احفادك.
سمعت صوته الجهورى المخيف و هو ينهض من عرشه و يصرخ بوجهى قائلا:
- ابناء تلك البشرية لن يكونوا ابدا احفادى.
صمت لبضعة ثوان ليستطرد بعدها قائلا:
- لقد خرقت كل قوانينا من أجلها و من أجل حبك لها، خنت شعبك و عهدك، و سرقت الختم الذى نحمله جيلا بعد أخر حتى نتمكن من مغادرة هذا الكوكب اللعين.
نظرت له بتمعن و أنا اجيب بقوة و تحدى:
- لن استمر بهذه الخدعة اكثر من هذا، منذ عشرات السنوات و انت تعلم و من قبلك جدى إن لا وجود لكوكبنا، لقد تدمر منذ مئات السنوات، لكنكم تخدعونا جميعا، توهمونا ان السطح ممتلئ بالأشرار و لا يمكننا الصعود له، تحتجزنا هنا و نعيش على الكفاف نفتقد لأدنى حقوقنا، نعمل و نعمل و نعمل من اجل انتاج ذلك الوقود الخارق الذى سيحملنا بعيدا لنعود لكوكبنا الأم الذى انتهى منذ ملايين السنين و نعيش جميعا بوهم .....
لطمنى والدى بكل قوته على وجهى لأسقط أرضا و هو يصرخ بصوته الهادر:
- اخرس أيها اللعين، أنك أحمق و لا تعلم شيئا، هؤلاء البشريين أذا علموا بوجودنا سيقضوا علينا جميعا و سيستولون على كل تكنولوجيتنا و يحولوا الباقيين مننا لفئران تجارب و اولهم انت..... لقد تمكنا أخيرا من انتاج ذلك الوقود الخارق بمعاملنا و الذى تعادل قطرة واحدة منه قنبلة نووية كاملة، الأن و أخيرا اصبحنا بموضع قوة و نستطيع الأعلان عن وجودنا دون إن نخشى شيئا، سنصعد على السطح و سنسيطر على المحيط الأطلنطى بأكمله لنبنى حضارتنا من جديد و يعود البشريين عبيدا لنا مجددا كما كانوا دوما .....
قطع والدى حديثه عندما هببت واقفا على حين غرة، دفعت الحارس الذى يقف خلفى ليسقط ارضا و أنا استولى على بندقيته الترددية التى كان يصوبها نحوى، حاول الحارس الثانى مهاجمتى فأطلقت دفعة من الموجة الترددية نحوه لتصطدم بصدره ليطلق صرخة مريعة و هو يتمزق لأشلاء، اطلقت موجة أخرى على الأغلال التى تقيدنى لأصبح حرا مجددا، انطلقت اعدو بأقصى سرعتى نحو المعمل و والدى الأمبراطور يصرخ ملتاعا و هو يطلق نداء الأنذار من خلفى، اخترقت ممرات قصر الفيروز و صوت الانذار يعوى بجنون، اخذت اطلق الموجات الترددية من بندقيتى لأطيح بكل من يقابلنى من الاطلنطين، حتى اقتحمت المعمل أخيرا، وجدت الوقود الخارق يتألق بداخل انبوبة صغيرة، سمعت صوت والدى من خلفى يصرخ بجنون، يعلم جيدا ما انتويه، سأحمى أسرتى مهما كان الثمن، و سأنقذ الأرض من مخططات جنون والدى، نظرت له أخيرا و اطلقت الموجة الترددية الأخيرة من بندقيتى صوب الوقود الخارق لينتهى كل شيئا بلحظة.
#######
" و هكذا انفجر ذلك القصر الفيروزى بقلب المحيط الاطلسى بأنفجار مهول يقدره الخبراء بقوة عشرين قنبلة نووية، و الذى حد من قوة الانفجار و منع وصوله لنا تلك القبة الفيروزية التى كانت تحيط به، ليختفى ذلك القصر الغامض فجأة كما ظهر فجأة ليظل لغز غامض جديد من ألغاز البشرية "
اغلقت تلك السيدة التلفاز و هى تضم ابنها و ابنتها اليها و الدموع تنهمر من عيناها بصمت، فهى الوحيدة التى تعلم لغز قصر الفيروز و التضحية التى قام بها زوجها لأنقاذ ابناءه.... فهما الاثنان الأن أخر من تبقيا من اطلنطس.... تلك الحضارة المفقودة.
#######
( تمت )
1 Votes

Leave a Comment

Comments

Story Chapters

ظهور مفاجئ
Write and publish your own books and novels NOW, From Here.