وجه آسر ضوء الكشاف إلى حرف (القاف)، وخرج (القاف) من تجمده وقفز من الحائط، في محاولة منه لفك عضلات جسده التي تيبست من المكوث طويلا على الحائط دون حركة، وأطلق آسر ضحكات مدوية مثل كل ليلة يرى فيها (القاف) يقفز من الحائط وهو يصنع حركاته المضحكة، (القاف) بطبعه مضحك، ولطيف، وحازم أيضا، فيجمع بين القوة واللطف، نظر إلى آسر بنظرات فكاهية للغاية وقال له مساء الخيرات يا صديقي، لقد تأخرت علينا كثيرا اليوم، قال آسر كنت أتحدث إلى والدتي في شأن الذهاب معك إلى أرض الحروف في كل ليلة وإليك المفاجأة.. لقد وافقت، قفز (القاف) فوق السرير من فرط حماسته وقال له حقا ستذهب معي أخيرا وتحررني من هذا الحائط، قال نعم، سوف أذهب معك هيا بنا، فتح (القاف) بوابة ليمروا منها إلى عالم الحروف سويا، شعر آسر بالخوف من الاقتراب من هذه البوابة، لأنها كانت تشبه الدوامة التي تبتلع كل شيء، وبدأ أثاث الغرفة في التطاير إلى داخل البوابة، فأمسك (القاف) وآسر في السرير وهم يطلقون صرخات مرتفعة إلى أن ابتلعتهما البوابة، وبدآ في السقوط من السماء وصرخاتهما لا تتوقف أبدا، نظرا أسفل منهما ليجدا مسطحًا مائيًا هائلًا للغاية، وهما على وشك الاصطدام به، وحانت لحظة الاصطدام وغمرتهما المياه، وكل منهما في ناحية يحاول النجاة بحياته والصعود للسطح لالتقاط الأنفاس، آسر يسبح نحو السطح بسرعة، و(القاف) كذلك، وأخيرا التقط آسر أنفاسه، ومسح وجهه من الماء ونظر حوله بحثا عن (القاف) ولم يجده، وغاص من جديد للبحث عنه ولم يجده، وصعد مجددا ليلتقط أنفاسه فوجد (القاف) فوق سطح الماء، ونادى عليه بصوت مرتفع للغاية فالتفت له، وبدآ بالسباحة في اتجاه بعضهما البعض بسرعة، وسأله آسر أين نحن الآن؟....