سعت لتحل اللغز الذي حيّر أجدادها وجعلهم محل اتّهام بالجنون من البلدة بأكملها لتقع بين براثن الوحش وتجد نفسها بين غياهب قصره فمن سينقذها الآن؟!
اتّصال هاتفي بمنتصف ليلة شتوية جعله يسرع لمشفى ببلدة أخرى فزوجة ابنه الوحيد على وشك الولادة وولده مسافر بعمل كعادته.. طوال الطريق يلوم ولده أنه ترك زوجته بمفردها وهي بشهورها الأخيرة.. ألم يكن من الأفضل أن تظل معه حتى يعود من سفره بدلا مما يحدث الآن؟
زفر بحنق وهو يخطو بالمشفى المعنيّة لتقابله جارتهم وهي تخبره أن كنّته بغرفة العمليات الآن وحالتها غير مستقرّة أبدا!
جلس بجوارها وهو يدعو الله أن يصل ابنه قريبا ليشهد ولادة الطفل.. لحظات فقط وخرجت الممرضة تسلّمه الطفلة وتنعي الأم.
أمسك بالطفلة التي لم ترَها حتى والدتها وهو يكبح دموعه عليها فها هي حُرِمَت أمها ووالدها مازال غائبا لا يدري متى يعود..
قام بالإجراءات اللازمة لجثة كنّته وغادر لمنزل ولده علّه يكون قد وصل فيخبره عمّا حلّ بزوجته ولكن الكارثة كانت بانتظاره بالمنزل فما إن اقترب من المنزل حتى وصله خبر وفاة ولده بحادث سيارة أجرة كان قد سمع عنه وهو بالمشفى ولكنه لم يتخيل أن يكون ابنه أحدهم.
"ما هذه الليلة يا الله! فلتجعلها تنتهي على خير"
همس بحزن ومازال ممسكا بالصغيرة التي كُتِبَ عليها اليُتم ومازال عمرها ساعات قليلة ثم تركها مع الجارة حتى يقوم بدفن ولده وزوجته وتسجيل طفلتهما والتي أصبح مسئولا عنها وبداخله خوف ألّا يستطيع العناية بها كما ينبغي.