تعد المرحلة الوحيدة التي لن تتكرر في حياتك مهما مر بك العمر فسيتوقف دائمًا في محطة الخطوبة ليلتقط أنفاسه ولو رجع إليها في اللا وعي واللا شعور.
في هذه المرحلة الملكية للطرفين يكون فيها كقصر وسط الزهور والأشجار وتغريد البلابل مع انعكاس ضوء الشمس على الزجاج المعشق لمشربية القصر، فنرى هنا (هو) يكون في حالة ازدواج وانفصام شخصي لأنه يعيش حالة السلطان وحالة عابر السبيل فهو سلطان عند زيارة خطيبته التي تقدم له البرتقال مقشرًا مفصصًا على الهضم مباشرة ويقدم له أشهى المأكولات مصحوبة ب "دي من إيدي وحياة عينيه".
وتبدأ العزومات تحت مسميات كثيرة (هي) عايزة تظهر أنها بتطبخ بصرف النظر بيض مقلي ولا مسلوق، و(هو) بيكون في حيرة يجيب هدية إيه معه ويا ترى المناسبة إيه؟!
مولد النبي فلا بد من العروسة اللي بتنور وبتقول بابا وماما
ولا إحنا في رمضان ولازم الفانوس السحري اللي بيغني (ما تفتكروش يا بنات إن الزواج راحة).
ولا في عاشورة ولا عيد النصر.. ويظل هكذا، المهم لازم يدخل بحاجة ويا عالم هتعجب وهتكمل الخطوبة ولا لأ.
وبتيجي لحظة السفرة وتقوم (هي ) بكل خجل لن تراه فيما بعد ويا حبذا لو صورت تلك اللحظة الفريدة...وتملأ طبقك وفوطة وشوكة ومياه وفاكهة وحلو ...
أجبيلك ( ساقع دايت؟)
بعد كل دا (دايت) هو اللي هيفرق، وتذكر (دايت) في مرحلة الخطوبة هتسمعها كتير مش في كل المراحل.
وفي هذه المرحلة بيتم كشف هيئة وبتشوف كل حاجة زي الكتاب ما بيقول من الهيئة والإحراج والخجل واللي أنت عايزة يا حبيبي واللي أنت شايفه، دا أنت روحي وقلبي وعمري اللي جاي.
وهو بيقولها أول مرة أشوف القمر على الأرض وهو أصلًا مش شايف قدامه ويصل به الخيال الحالم إلى أنا شُفتك في أحلامي.
وهي ناظرة في الأرض مكسوفة: وبعدين معاك يا بيبي؟
بعد الجواز مش هتسمع غير عايزين يا (بابا)، حاضر يا (ماما) وهي تلاقيها بتقول في سرها (ماما مين يا..) ودا هنشوفه في مرحلة الزواج.
ووسط هذه المشاعر الجياشة بتكون نبرة الصوت للطرفين مش مسموعة فيها بحة والسعادة تغمرهما وبيمروا بسرعة الصاروخ لإتمام (المعركة) أقصد الزفاف وبتكون تلك المرحلة كأنها آخر الدنيا وبمجرد الزفاف ستظهر لوحة النهاية زي أي فيلم وهي في الواقع بتكون البداية لأحلى أيام هيمر بيها الطرفان ملونة بألوان الله وحده يعلمها.
وكل ما سبق كانت حالة السلطان يليها مرحلة عابر السبيل والذي يبدأ (هو) في شراء وتجهيز وتحضير وطرق الأبواب للبحث على كل ما يمكن في اللا ممكن، وبتبدأ الخيوط تُنسج في شراء تجهيزات الزواج ولازم التاج وهو ينفع الفستان من غيره، واعمل حسابك عمتي مش بتحب الحاجة الساقعة لازم تجيب شربات في الفرح علشانها واحنا عددنا مش كتير وبيكون هو زاحف على الأرض بيحسب العدد اللي دايما أهل العروسة أكتر من أهل العريس.
ويا حبيبي لازم المفارش على ترابيزات القاعة على شكل قلب والكاسات على شكل سهم والشوك على شكل عريس وعروسة، فرحي دا يكون زي ألف ليلة وليلة.
(هو) بيكون طاير كالعصفور المذبوح في لحظة حلاوة الروح بيسابق الزمن علشان يتجوز وهو لا يعلم إنه القاضي الحاكم الجلاد لنفسه.
دائما بيكون في روافع كدا بالنسبة للعروسة أهم من الأثاث نفسه و(هو) لا يراها وإن سمع عنها لا يُبالي وإن اهتم مش فارقة، هو كل تفكيره في الاستقرار النفسي والهدوء والسَّكينة.
و(هي) بتكون السِّكينة في المطبخ أهم من تليفون المطبخ وما بين الساطور والسطور بينتهي بناء (عش الدبابير) فلقد وقعا في الفخ.