"يا عابر الطريق"
يا عابر الطريق
الطريق ليس كما تراه
ليس بمتعرج، وليس بمؤلم
إنها ليست مؤامرة، ولو كانت كذلك لما كنت هنا!
طريق لو رأيته من ذلك الجانب.. لرأيت ما لم يره أحد!
طريق لو رسمته من بعيد.. لكان لك
طريق لو سلكته بحب.. لتسللت منه رائحة الحب المزدوج
طريق لا يخلو من المصاعب والشوائب
لكنك أنت من سيكون بطل هذا الطريق، ويتغلب عليه
أنت من ستنثر رائحة الانتصار، وتقول سلامٌ على الإستسلام
لم يكن الإستسلام سبيلنا يومًا.. فنحن من عبرنا هذا الطريق
ونحن من نتغلب عليه بأسلوبنا، وبعقائد تفكيرنا
نحن الذين قالوا لنا: "لا تأتي الأمور على قدر حلمك، إنما على قدر سعيك لتحقيقها"
يا عابر الطريق.. أنت في الطريق الصحيح
أكمل على نفس الطريق.
"عقد نفسية"
عقد نفسية
وانتزاع الأخلاق من الحرية
وكثرة الهش في أعراضٍ خفية
أما الخلق! فلا يسلم منها ولا يُسلم
لا تتكلم عن ذاك، وعن تلك ولو كانت طويلة!
هذا خلق الله، وحتى لو كانت قصيرة!
رأوا أنفسهم وما كانت بأيديهم حيلة
هذا خلق الله فماذا صنعتم أمامه من إنجازاتٍ جليلة!
وما أبديتم خلفه من ملفات رقيقة ذات حكمٍ قديرة
فخلق الله جميل ولو كانت في بيتٍ من قشٍ عتيقة
البعد عن الله ما هو إلا عذاب من جحيم بأيدي ثقيلة
فالذي يطرق بابًا من أبوابك لا تجعله يغادر بأيدي فقيرة
مليئًا بكسرة الروح وعظمة الألم القاسية
إياك وكسرة القلب.. فإنها عند الله ليست بيسيرة
لا تكن كثير اليأس، وعقل ذو مزيجٍ من البرية
يا ابن آدم استقم فاالله يحب من يعد إليه بتوبةٍ جميلة.
"الكلمة الطيبة"
الكلمة الطيبة لها أثر
والسيئة تُحفَر لشهر
فمن أنت يا بني آدم لتغير مزاج البشر!
وتضرب بالحجر
وتدمي الصقر
ويلسع لسانك لسع النحل
ماذا لو أصبحت كثير الحذَر
وأُصِبت بداء الجبر
وتفوهت بكلمات الفرح، ونشر المرح
وأصبحت ممن يقولون لهم:
حدَّث؛ فجبر
حدَّث؛ فصدق وكان صدقه ذا أثر
ماذا لو أكملت المسير، ولم تصمت فانفجر بحر
بحر من دموع، ونيران تزداد شعلتها كلما تعب!
ماذا لو توقفت وأصبحت ممن لا يتكلمون إلا بضرورة الحدث
من أنت يا بني آدم لتقتل شغف المُحِب
وتنحر عقل جليس الكتب والقلم!
يا بني آدم.. من أنت لتتحكم بعالم يقظ!
أأنت من جنسنا أم من الغسق؟!
قل لي من أنت؟!
"غدًا"
الساعة الثانية عشرة فقط
لا أحد مستيقظ، ولا أحد يستذكر، ولا أحد يتذكر
جالسة في وسط البيت
أُعَمِّر الحياة التي ستُهدم على رأسي في عامي الجديد
لم أبكِ، وعهدت على نفسي ألا أضحك
أسير في طريقٍ طويل
أبحر في دوامات من التفكير العميق
وأطير دون شعور دون استشعار
أضحك باستهتار
وأبكي باستهزاء
وهكذا تدور بي الحياة
أستجوب نفسي كم أنني بحياء
والحياة لا تستقبل الذين بحياء
فأخرج من هذه الحياة دون التفات
لم أستطع تهدئة نفسي
أقول سُحقًا لتلك الحياة
وأتحول لشيء لم يكن بالبال
أحاول الصعود إلى السماء
أتكئ على الغيوم البيضاء
أنظر نحو السماء الزرقاء
فتقبلني، وتستقبلني، وتُقبلني
أصعد إلى أعلى السماء
لا عودة.. ولا تفكير
فقط أنا والغيوم، والسماء، وبعض من الطيور
حتى الطيور لم تعتقنِ
كادت أن تؤدي بي!
أتحدث معها وكدت أن أقع بحديثي
تصافينا وبدأنا بالغناء مع بعضنا
اتضح بأن صوتي سيء
ولكنني أحيانا أجهش بالبكاء
لا أحد يحاول تهدئتي
الطيور ذهبت ولم يبقَ لي أحد
بقيت وحدي دون شيء
فأقشع ضوء من بعيد
ضوء ليس بأي ضوء
ابتسامتي أصبحت عريضة
والجمال ينثر منها بدقيقة
جسمي بدأ بالاهتزاز
شعرت بطمأنينة لا سابق إنذار لها
وهكذا صنعتني الحياة
لست وحدي، فإنما هناك أحد معي
هناك أحد بجانبي
العجز والإرادة لم يتحدا وبقيت أمام خيارين
فاتخذت العجز عدوا
وأصبحت من الذين لا يسقطون سهوًا
فسلامٌ على روحي حتى الموت
وسلام على قلبي حتى الوقوف عن النبض.
"لم أكن من ذلك النوع"
لم أكن من ذلك النوع
كثير الكلام، ووحش في الملاذ
متعمق في تفاصيل من لا يعنيني
ومتملق بشخصيتين، وثلاث
قليل الدين، ولا أحسب حساب الكلام
خريفي الفصل، وتتساقط الحروف كأوراق الفصل
وأثرها يبقى في عقل الشخص
أنظر طويلًا، وأنتظر الهدف
الذي لا يعلم أين سيصوب نفسه
وإذ أنه ليس بأي هدف!
إصابة الخطأ بالخطأ، وإيذاء بتفكيرٍ عميق
لا صلاة، ولا ذكر الله
والهروب من الدين والشخص مجهول!
أيعقل أن يقول لك أحدهم مصلى هذا المكان ليس بنظيف
ليقل لي ضميري مباشرة!
بعد عناء من النقاشات الطويلة الفارغة لبعض الجاهلين
انهضي واتركيهم في عذابٍ مهين
لم أكن لأتخيل أنني سأكون معهم
مع من لا يعلمون من أكون
مع من لا يملكون أي سمة
مع من يظنون أنهم بلا هدف
ولكن نعم أنهم بلا وعي
إنهم لا شيء.
"الدقيقة الأخيرة"
الدقيقة الثلاثون.. والأخيرة!
الواحد والعشرون شخص
لم أنظر وأتابع النظرات
كأنني في عالم متوهج
مستوى منخفض
وصوت صاخب
إنني في دائرة الخطر!
دائرة لم تسبق لي
دائرة تدور فيها الوحوش
لم أتمادَ بشيء
وبدأت بالسير بشكل مستقيم
تبدو حياة مبالية
أو لا.. إنها غير مباشرة
لا تعطي الأهمية، ولا حق الأولوية
إنها حياة أشبه بشخص حي في قبر مرصع بالكريستال
يضحك بشكل هستيري
ويبكي بشكل طبيعي
لا أحد يساعده، ولا أحد يفتش عنه
شخص لا أحد يعلم عنه
لكن يفقدونه ويفتقدونه فقط بوهلة واحدة
فقط.. عندما تجتمع المصلحة مع الحاجة!