hindawiorg

Share to Social Media

وكأن السيد فيزون لم يكن قد مر بقدر كافٍ من الخطر في ذلك اليوم، فإذا به يذهب على
متن القارب ليوضح مكان مغامرته بالتحديد.
ومع انحسار المد، كان لزامًا اتخاذ طريق آخر أكثر طولًا للوصول إلى ذلك المكان،
وعندما نزلوا أخيرًا من طريق الدرج، كانت الجثة المشوهة قد اختفت. وأصبح الماء جاريًا،
وبدأ يغمر الصخور الزلقة واحدة تلو الأخرى، أما الرجال الأربعة على متن القارب — وهم
العاملان والمراكبي والسيد فيزون — فقدصرفوا انتباههم عن تحديد المسافة التي تفصلهم
عن الشاطئ، وركزوا على الماء أسفل القارب.
في البداية لم يتسنَّ لهم رؤية الكثير أسفل منهم، اللهمَّ إلا غابة معتِمة من طحالب
اللاميناريا، وأسماكًا تندفع في الماء بين الحين والآخر. كانت عقولهم منصبَّة على المغامرة،
وأعربوا بوضوح عن خيبة أملهم. غير أنهم سرعان ما رأَوْا أحد هذه الوحوش يسبح عبر
الماء متجهًا صوب البحر في حركة دائرية غريبة تراءت للسيد فيزون وكأنها تشبه الحركة
الدائرية لمُنطاد. وبعد ذلك مباشرة اضطربت أوراق طحالب اللاميناريا على نحو غير عادي
وتباعدت لبرهة، وشُوهد ثلاثة من هذه الوحوشكأجسام معتمة وهي تتصارع على ما كان
على الأرجح بقايا الرجل الغريق. وفي لحظة غمرت أشرطة الطحالب الخضراء الكثيفة ذلك
الجمع المتضور جوعًا.
ورغم ذلك،شرع الرجال الأربعة، وقد غمرهم حماسشديد، يضربون الماء بالمجاديف
ويصيحون، وسرعان ما رأَوْا حركة مضطربة بين الأعشاب البحرية. فتوقفوا ليرَوْا بمزيد
من الوضوح، وما إن سكن الماء حتى بدا لهم قاع البحر الواقع بين الأعشاب البحرية بأكمله
وكأنه مرصَّع بالعيون.
«! خِنزير قبيح! يا للهول، يوجد عشرات منهم » : فصاح أحدهم
وعلى الفور بدأت هذه الأشياء ترتفع عبر الماء من حولهم. وقد وصف السيد فيزون
للكاتب في السابق هذه الانتفاضة المروعة من وسط خضرة اللاميناريا المتمايلة. بدا له الأمر
وكأنه قد استغرق رَدحًا من الزمن، لكنه على الأرجح كان مسألة ثوانٍ قليلة فحسب. لم يكن
ثمة شيء سوى العيون لبعضالوقت، ثم تحدث عن لوامس تندفع وتغادر أوراق العشب
في اتجاهات عديدة. بعدها أخذت هذه الأشياء تتضخم إلى أن اختفى القاع في النهاية بفعل
أشكالها الملتفة على نحو متداخل، وأطلت أطراف لوامسها على نحو منذر بالخطر في كل
مكان في الهواء فوق عُباب الماء.
تقدم أحدها في جسارة إلى جانب القارب، وتعلق به بثلاثٍ من لوامسه ذات الماصَّات،
وقذف أربع لوامس أخرى على الحافَة العليا من جانب القارب، كما لو كانت نيته إما
قلب القارب أو تسلقه. وفي الحال أمسك السيد فيزون بخطاف القارب وضرب به اللوامس
الطرية في غضب، وأجبر المخلوق على التوقف. وضربه المراكبي على ظهره، وأطاح به تقريبًا
من فوق سطح القارب، حيث كان يستخدم مجدافه لمقاومة هجوم مشابه على الجانب الآخر
من القارب. غير أن اللوامس على كلا الجانبين أرخت قبضتها فورًا، وانزلقت لتغيب عن
النظر، وسقطت ناثرة رذاذ الماء من حولها.
وذهب إلى «. من الأفضل أن نخرج من هنا » : قال السيد فيزون وهو يرتعش بشدة
ذراع الدفة، فيما جلسالمراكبي وأحد العمال وأخذا يجدفان. ووقف العامل الآخر في مقدمة
القارب ممسكًا بخطافالقارب، تأهبًا لضرب أية لوامسأخرى قد تظهر. ولا يبدو أن أحدًا
قال شيئًا آخر غير ذلك؛ فقد أعرب السيد فيزون عن شعورهم العام الذي لا يمكن تحسينه.
وفي ظل جو من الصمت والخوف، ووسط وجوه كساها الشحوب والبؤس، انطلقوا يهربون
من هذا المكان الذي بلغوه دون قصد بفضل رعونتهم الشديدة.
ولم تكد المجاديف تنزل في الماء حتى أحاطت بها حبال قاتمة أفعوانية مستدَقة
الطرَف، والتفت حول الدفة، وعادت اللوامس مرة أخرى زاحفة على جانبَيِ القارب في
حركة دائرية. أمسك الرجال بمجاديفهم وجدفوا، لكن الأمر كان أشبه بمحاولة تحريك
فاندفع السيد ؛«! ساعدوني هنا » : قارب في طوف عائم من العشب البحري. وصاح المراكبي
فيزون والعامل الثاني لمساعدته في سحب المجداف.
ثم نهض الرجل الذي يحمل خطاف القارب — وكان اسمه إيوان أو إيوين — وهو
يطلق سِبابًا، وبدأ يضرب للأسفل من جانب القارب، لأبعد حد ممكن، في اتجاه مجموعة
اللوامس التي تجمعت حينها على طول قاع القارب. وفي الوقت نفسه، وقف الرجلان
المجدِّفان كي يستطيعا إحكام قبضتهما على المجاديف لتحريكها على نحو أفضل. وسلم
المراكبي مجدافه إلى السيد فيزون الذي أخذ يجدف باستماتة، بينما فتح المراكبي مِطواة
كبيرة ومال على جانب القارب، وبدأ يقطع الأذرع الأفعوانية الممسكة بعمود المجداف.
وبينما كان السيد فيزون يترنح من حركة القارب المتأرجحة المهتزة، مطْبِقًا على
أسنانه ومقطوع النفَس، وأوردة يديه تنتفضوهو يجدف بالمجداف، ألقى نظرة فجأة إلى
داخل البحر. وعلى بعد ما لا يزيد عن خمسين ياردة، وعبر الأمواج الطويلة المتدحرجة للمد
القادم، إذا بقارب كبير يقف تجاههم على متنه ثلاث نساء وطفل صغير. كان ثمة مراكبي
يجدف، ووقف رجل ضئيل الحجم ذو قبعة من القش، ذاتشريط وردي وملابس بيضاء،
يلوِّح لهم في مؤخَّرة القارب. بطبيعة الحال، فكر السيد فيزون للحظة أن يطلب المساعدة
منهم، ثم فكر في الطفل. فترك مجدافه على الفور وأخذ يلوح بذراعيه في حركة مضطربة
ولعل هذا يكشف الكثير عن «! حبٍّا لله » ومحمومة، ويصيح في أصحاب القارب أن يبتعدوا
تواضع وشجاعة السيد فيزون الذي يبدو أنه لم يدرك أن تصرفه في هذا الموقف ينطوي
على أيِّ بطولة. وفي الحال غرق المجداف الذي تركه من يده، ثم عاود الظهور فورًا، وكان
طافيًا على بعد نحو عشرين ياردة.
في الوقت نفسه شعر السيد فيزون بالقارب يميل بعنف تحته، وانطلقت صرخة
مبحوحة وصيحة ذعر طويلة من المراكبي، هيل، جعلته ينسى أمر المتنزهين في القارب
تمامًا. فالتفت ليرى هيل جالسًا القرفصاء قرب ماسكة المجاديف الأمامية، ووجهه يتشنَّج
رعبًا، وذراعه اليمنى فوق جانب القارب ومسحوبة بشدة للأسفل. وأخذ يطلق سلسلة من
اعتقد السيد فيزون أنه لا بد أنه كان «! آه! آه! آه! — آه » : الصيحات الحادة القصيرة قائلًا
يطعن اللوامسأسفل خط الماء فأمسكت به، لكن بالطبع كان مستحيلًا تمامًا حينها الجزم
بما كان يحدث على نحو مؤكَّد. كان القارب مائلًا، حتى إن الحافَة العلوية من جانبه كانت
على بعد عشر بوصات من الماء، وكان كل من إيوان والعامل الآخر يضربان الماء بالمجداف
وخطاف القارب على جانبَيْ ذراع هيل. وتلقائيٍّا ذهب السيد فيزون إلى الجهة المقابلة كي
يوازن ثقلهم.
بعد ذلك بذل هيل جهدًا مضنيًا كي ينهض؛ نظرًا لضخامته وقوته، ونهض شبه
واقف. وأخرج ذراعه من الماء بالفعل، وقد تعلق بها كتلة متشابكة مما يشبه الحبال، بُنية
اللون، ثم ظهرت للحظة على سطح الماء عينا أحد الوحوش التي كانت قد أمسكت به،
محدقتين على نحو مباشر وفي إصرار. وازداد ميل القارب أكثر وأكثر، واندفع الماء البني
الضارب إلى الخضرة يغمر جانب القارب في غزارة. ثم انزلق هيل وسقط على ضلوعه عبر
الجانب، وسقطت ذراعه وكتلة اللوامس المحيطة به في الماء مرة أخرى. فانقلب وضرب
بحذائه الطويل ركبة السيد فيزون حين اندفع ذلك السيد النبيل ليمسك به. وفي لحظة
أخرى هاجمته لوامسُ جديدة عند خصره وعنقه، وبعد صراع عنيف لم يطُل كثيرًا كاد
القارب على أثره أن ينقلب، سقط هيل من فوق القارب. واعتدل القارب في حركة عنيفة
أطاحت بالسيد فيزون إلى الجانب الآخر، واختفى الصراع الدائر في الماء عن عينيه.
وقفمترنحًا للحظة كي يستعيد توازنه، وعندما استعاده أدرك أن الصراع والمد القادم
متدفقًا قد حملهم بالقرب من الصخور المغطاة بالعشب البحري مرةً أخرى. وعلى بعد
لم يتجاوز أربع ياردات من سطح صخري مرتفع ظل القارب يرتفع في حركات إيقاعية
فوق زَبَد المَد والجَزر المتدفق. وفي لحظة انتزع السيد فيزون المجداف من إيوان وضرب به
ضربة قوية، ثم تركه، وجرى نحو مقدمة القارب وقفز. وشعر بانزلاق قدميه على الصخر،
وبجهد محموم قفز مرةً أخرى صوب كتلة صخرية أخرى. بَيد أنه تعثر في هذه الكتلة
وسقط على ركبتيه ثم نهض ثانيةً.
ثم صدمه جسم كبير رَمادي باهت، وطُرح أرضًا في إحدى «! احترس » : صاح أحدهم
بِرك المَد والجَزر بيد أحد العمال، وأثناء سقوطه سمع صيحات مكتومة ومخنوقة اعتقد في
حينها أنها آتية من هيل. ثم وجد نفسه يتعجب من حدة وتنوع صوت هيل. وقفز فوقه
أحد الأشخاص، وأثناء عبوره غمرته دفقة من ماء مزبد. ووقف على قدميه سريعًا والماء
يتصبب منه، ودون أن ينظر إلى البحر ركضصوب الشاطئ بأقصىسرعة يسمح بها ما
ألم به من ذعر. وعلى المساحة المسطحة التي تعِجُّ بالصخور المتناثرة الممتدة أمامه سقط
العاملان واحدًا أمام الآخر، يفصل بينهما عدة ياردات.
وأخيرًا نظر من فوق كتفه، ولما رأى أنه غير ملاحَق التفت للوراء، وأصابته الدهشة؛
فمنذ لحظة خروج الرأسقدميات من الماء أصبح يتصرففي عجَلة لا تتيح له إدراك تصرفاته
إدراكًا كاملًا. وبدا في تلك اللحظة كأنما أفاق فجأة من كابوس مريع.
لم يكن ثمة شيء سوى السماء الصافية التي تشتعل فيها شمس الأصيل، والبحر
يمور تحت سطوعها الشديد، وزَبد الأمواج المتكسرة الرقيق الناعم، والحواف الصخرية
المنخفضة الطويلة ذات اللون الداكن. وكان القارب الذي عاد لوضعه الصحيح طافيًا،
يصعد ويهبط برفق على موج البحر على مسافة اثنتي عشرة ياردة من الشاطئ. واختفى
هيل والوحوش، وكل التوتر والاضطراب اللذين صاحبا ذلك الصراع الضاري من أجل
الحياة، وكأن شيئًا لم يكن.
كان قلب السيد فيزون يخفق بعنف، وكان يرتجف حتى أنامله، وكانت أنفاسه
عميقة.
كان ثمة شيء ناقص. لبضع ثوانٍ لم يستطع التفكير بوضوح كافٍ في ذلك الشيء
الذي قد يكون ناقصًا. أهو الشمس، أم السماء، أم الصخور — ماذا كان ذلك الشيء؟ ثم
تذكر القارب الذي كان يحمل على متنه مجموعة المتنزهين. لقد اختفى. وراح يتساءل إن
كان من وحي خياله. والتفت فرأى العاملَيْن جالسَيْن جنبًا إلى جنب أسفل الكتل الصخرية
البارزة في تلك المنحدرات الشاهقة وردية اللون. وتردد فيما إذا كان عليه القيام بمحاولة
أخيرة لإنقاذ هيل. وفجأة بدا حماسه البدني وقد تخلى عنه، وتركه بلا هدف وبلا حيلة.
واتجه صوبَ الشاطئ وهو يتعثر ويشق طريقه بصعوبة نحو رفيقَيْه.
نظر إلى الوراء مرةً أخرى، ووجد هذه المرة قاربَيْن يطفوان، وكان القارب الأبعد داخل
البحر يتأرجح وقد انقلبت قاعدته إلى أعلى.

على ساحل ديفونشير. وكان « هابلوتوثيس فيروكس » وهكذا ظهرت الرأسقدميات من فئة
هذا هو الاعتداء الأكثر خطورة حتى ذلك الحين. وعلى نحو واضح تشير رواية السيد
فيزون، بالإضافة إلى موجة الوفيات من جرَّاء ركوب القوارب والسباحة التي أشرت إليها
سابقًا، علاوة على غياب الأسماك من السواحل الكورنية في ذلك العام، إلى وجود مجموعة
من وحوش قاع البحر الضارية تطوف ببطء عبر ساحل المنطقة تحت الجزرية. أعلم أنه
قيل إن الهجرة بسبب الجوع هو ما دفع بها إلى هنا، إلا أنني أفضِّل تصديق نظرية هيمزلي
البديلة. يعتقد هيمزلي أن مجموعة أوسربًا من هذه المخلوقات ربما أصبحت مغرمة باللحم
البشري بسبب سفينة غمرها الماء وأغرقها بينها، وأنها تجولت بحثًا عنه خارج مِنطقتها
المعتادة أولًا من خلال ترصد السفن وتعقبها، ثم القدوم إلى شواطئنا في أعقاب قوافل
التجارة عبر الأطلنطي. ورغم ذلك، فإن مناقشة حُجج هيمزلي المعقولة التي عبَّر عنها على
نحو مثير للإعجاب ستكون خارجة عن السياق.
يبدو أن شهية ذلك السرب قد أشبعها اصطياد أحد عشر شخصًا؛ لأنه حسبما تأكد
حتى هذه اللحظة، كان على متن القارب الثاني عشرة أفراد، وبالطبع لم تُصدِر تلك
المخلوقات أية أدلة أخرى على وجودها خارج سيدموث في ذلك اليوم. وقام على حراسة
الساحل ما بين سيتون وبودلي سولتيتون طوال ذلك المساء وأثناء الليل أربعة من قوارب
فرقة خدمات الحماية، وكان الرجال على متن تلك القوارب مدججين بالحراب وسيوف
الملاحين المقوسة، وعندما أقبل المساء انضم إليهم عدد من الفرق المسلحة المشابهة نسبيٍّا
نظَّمها أفراد مستقلون. ولم يشترك السيد فيزون في أيٍّ من هذه الفرق.
وفي منتصف الليل تقريبًا سُمعت صيحات من قارب على بعد بضعة أميال في البحر
ناحية جنوب شرق سيدموث، وشُوهد مصباح يلوح بطريقة غريبة للأمام والخلف ولأعلى
ولأسفل. وأسرعت القوارب القريبة على الفور صوب هذه الاستغاثة. وكان المغامرون
الموجودون على متن هذا القارب — وهم بحار وكاهن وتلميذان — قد رأَوْا بالفعل الوحوش
تمر أسفل قاربهم. ويبدو أن هذه المخلوقات كانت فسفورية شأنها شأن معظم كائنات
قاع البحار، وكانت تطفو على عمق ما يقرب من خمسقامات، أو نحو ذلك، مثل المخلوقات
التي تسبح في ظلمة الماء تحت ضوء القمر، وتقلصت لوامسها، وكانت تتقلب كما لو كانت
نائمة، وتتحرك ببطء في شكل مثلث صوب الجنوب الشرقي.
روى هؤلاء الأشخاصالقصة على عدة أجزاء معبرين عنها بحركة أيديهم؛ قائلين إن
قاربًا مر بجانبهم في بادئ الأمر، تلاه آخر. وفي النهاية تكوَّن أسطول صغير مكون من
ثمانية أو تسعة قوارب مجتمعة، وصدر منهضجيج يشبه ثرثرة السوق شق سكون الليل.
ولم يكن ثمة استعداد ولو قليلًا لمطاردة هذا السرب؛ إذ كان الأشخاصمفتقرين للأسلحة
وللخبرة اللازمة لمثل هذه المطاردة غير مضمونة النتائج، وعلى الفور — وربما بارتياح
مؤكد — اتجهت القوارب صوب الشاطئ.
والآن سنقصالحقيقة التي ربما تكون الأكثر إدهاشًا في هذه الغارة المدهشة برُمَّتها:
نحن لا نملك ولو أقل القليل من المعلومات بشأن تحركات السرب فيما بعد، على الرغم
من أن ساحل الجنوب الغربي كله كان في حالة استنفار في ذلك الحين. غير أنه قد يكون
من المهم ذكر أنه عُثر على أحد حيتان العنبر طرحه الماء قبالة جزيرة سارك في الثالث
من يونيو. وبعد أسبوعين وثلاثة أيام من حادثة سيدموث، جاء إلى شاطئ كاليه أحد
وما يؤكد أنه كان حيٍّا أن العديد من شهود .« هابلوتوثيس » الرأسقدميات الحية من نوع
العِيان رأَوْا لوامسه تتحرك بطريقة تشنجية. بَيْد أن الأرجح أنه كان في النزع الأخير؛ فقد
كان يوجد شخصيُدعى بوشيت يحمل معه بندقية وأصابه بها.
الحية. ولم يشاهد أحد أيٍّا منها على الساحل « الرأسقدميات » كان ذلك آخر ظهور لأحد
الفرنسي. وفي الخامس عشرمن يونيو دفع الماء جسم أحدها شبه كامل بالقرب من شاطئ
توركوي، وبعد بضعة أيام التقط قارب من المحطة البيولوجية البحرية يقوم باصطياد
المحار قبالة بليموث نوعًا آخر متعفنًا به جرح عميق إثر ضربة بسيف الملاحين. ومن
المستحيل الجزم بالطريقة التي مات بها النوع الأول. وفي آخر أيام يونيو، كان السيد
إيجبيرت كين، وهو رسام، يسبح بالقرب من نيولين عندما رفع يديه، وصرخ وغرق في
الماء. ولم يبذل صديقه الذي كان يسبح معه أية محاولة لإنقاذه، بل سبح نحو الشاطئ
على الفور. وهذه آخر حقيقة يمكن قولها بشأن هذه الغارة غير العادية القادمة من أعماق
البحار. ومن السابق لأوانه تحديد إذا ما كانت تلك المخلوقات الرهيبة هي الأخيرة من
نوعها، إلا أنه يُعتقد، وهو المرجو بالتأكيد، أنها قد عادت الآن وبغير رجعة إلى أعماق
البحار الوسطى التي جاءت منها، على نحو في غاية الغرابة والغموض
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.