darbovar

Share to Social Media

الخير كالنور، مهماأُغلقت الأبواب في وجهك سّيمر من الشقوق التي أحدثتها الحياة على جدران نفسك، تلك الشقوق التيّ أحدثتها ضربات الأيام المُتلاحقة،
محمولًا على كفوف رحيمة، فالبعض كالبحر! لهم هدير محبب للنفوس، يحبون أداء أدوارهم بشكل يفي بعون الآخرين قبل أن يطلبوه منهم، ينثرون الحُسن وهم يمرون في دروب الحياة، غيابهم يريك فجوة في القلب، وحضورهم يشبه أصطفاف موجاتنا معًا،
أولئك وحدهم من يستحقون أن نضع أرواحنارداءً لهم لِيمروا دون أن يعبثو، ويبنون دون أن يهدمو، يقومون برتق ثقوبنا بحسيس أناملهم، تُبرئ الجراح بمجرد لثم عبق نسيمهم، لقد غابوا ومازالت ذكرياتهم عالقة على شماغة الفُراق، أصواتهم تتعالى بجوارحنا وكأنما الحياة تعبث بنا لِنشدّ رحالنا لهم، نصمت، ونئن، ونجهش بالبكاء حين نكون في حضرت ذكراهم، نحكي لهم تفاصيل الآمانا، وكأن فلق الصبح سيأتي بهم حقًا لِنظفر بعناقهم، هكذا هم أرواح بعيدة عنا ولاكنها الأقرب....
****

يزحف الصباح على قمم الجبال،وتحيّك الشمس ستائر بِلونها الذهبي لِتعكس على تلك الأرض لوناً فضي أكثر بهاء، تتناغم العصافير وكأنم توُدأن تجعل الجميع سُعداء، يتنفس الفجر روائح النشاط من أولئك الساعون لِنيل شرف البذل تحت وشاح البرد وصقيع الهواء، يستحقون تقبيل كفوفهم جزاء، يتناسقون بالهدف ويختلفون في العطاء، يمارسون حياتهم ودافع العزّ يقودهم لِإن يكونوا عُظماء...
****

صديقي العزيز:
لم يسبق لي أن حسدت أحدًا على أي صِفة آخرى، لكني أحسدك على ثرثرتك تلك، أحسِدك على فوضويتك المُريبه، وأندافعك أمام كُل مايحدث، وأحب ردودك المُكتضة بألوان البلاغة المحشودة في مقال، تُذكرني بماقالتهُ حنان لاشين في كتابها قاصدة احدهم "كتبت وكأنهالم تكن تقول شيئًا... وقالت كُل شيء" أحبك ياعزيزي.
كيف حالك ياصديقي؟ أسرعت بالرّد على رسالتي، لابأس، أناأتفهم تلهفك،
أدرِك بأن الوقت سمح لك وأن الكتابة بالنسبة لك تُعد حُب.
لاعليك ياصديقي، الحياة علبة مُفرغة، آلة لاتتوقف في طبع كُلِّ لحظة تمُّرّ بنا، تُعيقنا، تفتك بنا، تجبرنا على التوقف أحياناً، وتضعف نياط قلوبنا، نتكور على ذاتنا، نُرتّب حروفنا، نستعيد راحتناثم نخرُج... ونعود لِبدايات النظم ونكتب، هكذا نحن معاالحياة، كما أعتدنا وكما تعلمنا.
لم أُغادر كُتبي منذُأيام، كنت كنت الثم الحروف بشراهت معدة مُفرغة، استيقظت اليوم مبكرة وأود مُصافحات الكُتيبات خلسة، قرأت الكثير من عبارات أدهم شرقاوي، بضعة قصص قصيرة لإيمن العتوم، بالإضافة إلى عدد لابأس به من مقالات مُتشعبة لعدة كُتاب آخرون، آسعدني ذالك، ورحل المَلّل عني، قرأت حتى تضخم عقلي، ثم بلغ الشوق ذروته لِإكتب لك.
في أكثر الليالي الأكثر حلكة راودني سؤال: لماذا يُحب الناس قراءة القصص؟
أجبت مُسرعة: رُبّما لأن الناس يجدون في الخيال ملجئًا لهم من قسوة واقعهم ذاك، يتوغلون في تلك الأحداث ويتأثرون بالشخصيات التي تُبدي الخير وتظمر الشرّ، وربّمالأن أبطال الورق بأمكانهم تجديد أدوارهم في قصص آُخرى، تتنفس أرواحهم، ونود أن نقيم الحدّ معاأحداثهم، يسكنون العقل ونظل نعتصر ذاكرتنا ونحن نحيك تفاصيلهم على خيوط الورق، يتناسقون في نظام مُتسق على الرفوف والمكتبات الأكثر بهاء، أمّانحن فنخضع لِقوانين البشر، نَكهل... نَشيب... نرحل... نَنسىَ ونُنسىَ،
تتبدّل مشاعرنا، نتغيّر في الثواني ألف مرة.
لو قُدَّر لي أن أكون فتاتًاآُخرى .. لاخترت أن أكون فتاة تحمل كُلِّ الخير لِكُلَّ أشخاص الرواية.
في أساطير مدينة ديرينكويو التي تُعد من أعظم المُدن الحاملة لِتُراث وأصالة تركيا، في داخل كل إنسان مدينة ديرينكويو خاص به. وهوالعقل المتوهّج بالنضج، يسقل أفكارناالتي تأبى الفتور والخضوع، مسكين هذا الإنسان.
هل تتحكم فينا رغباتنا أم نحن من نُقيّدها؟
لالن تكون رغباتنا أصفاد على أعناقنا، ولن ندعهاتمطي أكتافنا ونحن نتقزم لها، أنني أجيد أدارة مفتاح رغبتي، وأعرف متى أكون بأخلاق بنت مُحمد، ومتى أكون بمثل شيطان على من يظلم ويحقد.
التحكم برغبات النفس ليس بالأمر السهل، الشيء الوحيد الذي لا يمكنني التحكم فيه هو نثر الحروف حيّن يبدوا لي الكون مصدرًا للكأبة، فيماندر أشعر بأنني سأفقد السيطرة على ذاتي إذا لم أكتُب، أمسك رابطة جأشتي وأكتب أي شيء، يتناغم معاشعوري، خاطرة... أم مقال... أملأ الورقة برسومات تبدوا أكثر ندرة، وأجل معنى، هذه الطريقة تُخفّف من حُزني وأرتجافي، تساعدني على الثبات وربّما أنهي مابدأته.
كيف حالك ياعزيزي؟ ألاتُراودك الرغبة في أن تنسج حرفًا أحمقًا من أجلي! أنتظر رسالتك بتوجس، أنت تكتب بأنامل تنبجس منها حروف براقة من الودّ، بينما أناأكتُب بطريقة مُهذبه لاتصدر ضجيجًا بمثل حرفك، أكتُب لك بعفوية وبلا تفاخر، أحكي لك كأنني أحدث ذاتي، فاكتب لي، حدّثني عن أفكارك وكُتيباتك، عن هوياتك ومايبهج روحك، عن ذكرياتك وأمانيك، عن أهدافك وماترجوا أن تصبواإليه، احكي لي بكل أريحية عن كل ثواني اليوم التي تمّرّ وهيا تحت أمرتك، وستجدني مُنصته ومستمعه وأرغب في المزيد من التفاصيل.
أتعلم! إن مُرافقة الكُتب أفضل من رذاذ البشر، الكُتب لاتُنافق، والصادقون في حياتنا يُشاركون الكُتب في العلوا والرفعة، عليك أن تقراء كثيرًا، هناك الكثير من التجارب التي يجب أن تمرّ عليها وتستنبط منها مايصحح مسير رفعتك، لكن لاتجعل القراءة وأعباء الحياة تُلهيك عن الكتابة...
****

سحب الضوء رداءة الملّون واختبأ في حضن السماء،
بَهَار ينتشي بالأجواء،
ديرينكويو تبدوابأبهئ حللّها، العَزيف يزحف بالصحراء،
جلاديولس تقاوم ذاك الهُراء،
الدّيجور يكتسي تلك الأجواء لِيدع لليل قوامة على أكتاف البُلهاء،
كان هُناك حزاورة تحيك الرحيل على رمال الصحراء،
أوجست قلوبهم خيفه حيّن راءئ كهف الوحوش في ذاك المساء،
مالبثوا لبرهه الا وتراء لهم المغاتير وهناك أيضاًعيون تقطن عُنق الكهف تُدعى الشهباء،
مضوا حثيثاً لِتحط رحالهم في تلك البُقعة الجُفاء،حيث كانت قرية الدحنون تُغطي هضاب وتلال السلام بعيداً عن أراقة الدماء،
برق في عيناهم بعض تلك الأحجار الكريمة التي تُدعى، تُباز وياقوت، ولؤلؤة حمراء،
كانت الزمرد تضع أسدالها الخضراء،
وتنشر عبق البَهَار على تلك الأجواء،
كانت لوحة من أجمل ماخط الأله من الصفاء،
أعشوشب العُشب لِيثير غريزة الأرض لِتبرق أمام من يراها بأنهاأروع مايكون لِتحمل عليهاتعليمات السماء....
****
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.