للحظة دامت وكأنها نصف دهر، دار المتجر أمامي في دوامة ملونة بدرجات ألوان
قوس قزح، تأملت بداخلها وعبرها روحي بتجرد ووجدتها تصارع وهي يتملكها الخوف.
ثم شممت رائحة السجائر القوية التي تفوح من ملابس السيد شينور وسمعت صوت
تنفسه المتحشرج الذي كان يشبه صوت البوق المكسور. كنت ما زلت في مكاني ألاحظ
ما يجري، كما يراقب المرء طلقة البندقية وهي تتجه عبر مدى هدفها، وأنا شبه محني،
واضعًا يديَّ على ركبتَيَّ ورأسي على بُعد بضع بوصات من البطانية ذات اللون الأسود
والأحمر والأصفر التي كان يضعها حول كتفه. كنت أهمس مشجعًا ذاتي الأخرى، على
ما يبدو، وأتفوه بجملٍ بالطريقة التي ينطق بها الناس الكلام وهم يحلمون.
إن كان قد قرأ لكيتس، فهذا لا يُثبت شيئًا، وإن كان لم يفعل، فتطابق الأسباب »
ممتنٍّا أنك « تكون » أن يؤدي إلى تطابق النتائج؛ لا مفر من هذا القانون. يجب أن « يجب »
دون الاطلاع على الكتاب المنشورة فيه، لأنه « عشية عيد القديسة أجنيس » تعرف قصيدة
نظرًا للظروف: فاني براند، على سبيل المثال، التي تُعتبر المفتاح لحل اللغز والتي تُشبه
وبأخذ بقع الدم الشرياني الزاهية التي لطخت ،« فاني براون » تقريبًا هيئة حبيبة كيتس
المنديل بعين الاعتبار والتي كنت تفكر فيها متحيرًا لتوِّك بالمتجر، وبوضع تأثير البيئة
المهنية — الذي يتضاعف هنا على نحو مثالي تقريبًا — في الحسبان، فالنتيجة منطقية
«. وحتمية، تمامًا كحتمية عملية الحَث الكهربي
ولكن الجزء الآخر من روحي كان ما زال رافضًا للتعزية؛ فقد كان ينكمش رعبًا في
إحدى الزوايا الصغيرة وغير الملائمة، على مسافة هائلة مني.
بعد ذلك وجدت أنني قد عدت شخصًا واحدًا مرة أخرى؛ كانت يداي لا تزالان
تقبضان على ركبتَيَّ، وعيناي مثبتتان على الصفحة التي أمام السيد شينور. وكما يقبلُ
الحالمون بثورة الطبيعة وببعث الموتى ويقدمون لها تفسيرات، مستخدِمين مقتطفات من
ترنيمة المساء أو من جدول الضرب، فقد قبلت أنا أيضًا بالحقائق التي لا بد أن أشهدها،
أيٍّا ما تكون، ووضعت نظرية منطقية ومعقولة بالنسبة إليَّ، تفسرها جميعًا. لا، بل قد
كنت أسبق حقائقي نفسها وأنا كلي ثقة بأنها ستناسب نظريتي. وجُل ما أتذكره الآن من
إذا كان قد قرأ لكيتس، إذن فهو تأثير ثاني كلوريد » : هذه النظرية التاريخية هو ما يلي
الإيثيلين، وإذا لم يفعل، إذن فهو تأثير إما البكتيريا العصوية، أو الموجات الهيرتزية للسل،
بالإضافة إلى تأثير فاني براند والوضع المهني الذي — اقترانًا بالتيار الأساسيللاوعي الذي
«. تشترك فيه البشرية بأكملها — قد نتج عنه نسخة مستحثة ومؤقتة من كيتس
عاد السيد شينور لعمله وأخذ يمحو ويعيد الكتابة بخفَّة كما كان يفعل من قبلُ.
رمى اثنتين أو ثلاثًا من الأوراق الفارغة بعيدًا، ثم كتب وهو يغمغم:
الدخان الضعيف الذي يتصاعد من الشمعة.
الدخان الضعيف … الدخان الضعيف … الدخان » : هكذا غمغم، ثم أردف قائلًا «. لا»
دفع ذقنه إلى الأمام نحو الإعلان الذي كانت تلفظ أسفله المبخرة «؟ الضعيف، ماذا أيضًا
ثم همَّ «! آه » : ما تبقَّى من الأنفاس الأخيرة لكرة تبخير كاتدرائية بلوديت العلاجية وقال
يكتب بارتياح:
الدخان الضعيف الذي يموت في ظل الليل البارد.
كان من الواضح أن قوافي أبيات الشعر قد استحوذت عليه؛ فقد أخذ يكتبها ويعيد
كتابتها العديد من المرات. تلمَّس الإلهام من الإعلان بالنظر إليه مرة أخرى وكتب البيت
الذي كنت قد سمعته من قبلُ دون أن يعدِّله:
وألقى بظلالٍ حمراء دافئة على نهدَيْ مادلين اليانعين.
،« الجميلين » كانت الكلمة التي استُخدمت في القصيدة الأصلية حسبما أتذكر هي
ووجدت نفسي أومئ موافقًا، على الرغم من أنني ،« اليانعين » وهي كلمة مبتذلة، بدلًا من
دخانها الضعيف مات في ضوء القمر » : كنت أدرك أن محاولة إعادة إنتاج البيت الأصلي
كانت فاشلة. « الشاحب
وتبِع هذا بدون توقُّف عشرة أو خمسة عشر سطرًا من النثر الخالي من الصور
الجمالية، الذي تضمَّن اعتراف هذه الروح الصادقة بتوقها الجسدي لمحبوبتها، والذي
يُعَدُّ كلامًا خارجًا، إن جاز لنا أن نصفه بذلك، وغير أخلاقي، ولكنه إنساني على نحو
مفرط؛ المادة الخام، كما بدا لي في تلك الساعة وفي ذلك المكان، التي نسج كيتس منها
المقطع الشعري السادس والعشرين والسابع والعشرين والثامن والعشرين من قصيدته.
من المؤسف أنني لم أشهد هذا التجلِّي المُلهِم، ولكن مخاوفي تبخَّرت مع دخان كرة التبخير.
هذه هي! هذه هي الطريقة التي نُظِمَت بها الأبيات! هيا! اكتبها » : همهمت قائلًا
«! يا رجل، اكتبها
مع « جمال » عاد السيد شينور لاستخدام الأبيات غير المنظومة التي تُقَفَّى فيها كلمة
التقط ثنية من البطانية الناعمة المبهجة وفردها على .« ثوبها الخالي » رغبته في النظر إلى
يد واحدة ومسح عليها بحنان مطلق وفكَّر وغمغم وخطَّ كلمات متقطعة لم أتمكن من
قراءتها، وأغمض عينيه بتكاسل وهز رأسه وأسقط ما كان ممسكًا به. هنا وجدت نفسي
مخطئًا؛ إذ إنني لم أتمكن قبل ذلك من رؤية (مثلما أرى الآن) كيف أن البطانية النمساوية
ذات اللون الأحمر والأسود والأصفر قد لونت أحلامه.
وضع قلمه بعد بضع دقائق ووضع ذقنه على يده وتأمَّل المتجر بعينين ألمعيتَين
ومستغرقتين، وألقى بالبطانية ونهض ومر أمام صف من أدراج العقاقير، وقرأ الأسماء
المدوَّنة على البطاقات بصوت عالٍ. وحينما عاد إلى مكانه، أخذ من مكتبه كتاب كريستي
وكتاب كولبيبر القديم الذي كنت قد أعطيته إياه، وفتحهما « النباتات التجارية الجديدة »
ووضعهما بعضهما بجانب بعضبأسلوب البائع واختفت كل آثار العاطفة من وجهه، ثم
قرأ من أحدهما ثم من الآخر، ثم توقَّف واضعًا القلم خلف أذنه.
«؟ تُرى … ما الرائعة التي ستخرج منه الآن » : قلت في نفسي
المَن … المَن … المَن؛ هذا هو ما أردته. جيد! والآن! » : قال أخيرًا من أسفل جبينه المجعد
ارتفعصوته وتحدَّث بملء فمه دون تلعثم قائلًا: «! والآن! جيد! جيد! أوه، أقسم أن هذا جيد
التفاح المسكر، والسفرجل والبرقوق واليقطين،
والحلوى الهلامية التي كانت أنعَم من القشدة،
والشراب الزاهي المخضَّب بلون القرفة،
والمنُّ والتمر الذي يُنقَل في السُّفُنِ من فاس؛
وشهي الأطعمة المُبَهَّرة، جميعها
من سمرقند الحريرية إلى لبنان الأرَْزِ.
في البيت الثاني، ثم كتبها دون « أنعَمَ » بكلمة « أَرَقَّ » كرَّرها مرة أخرى مستبدلًا كلمة
أن يعدِّل أيشيء، ولكن هذه المرة (التي لم تغِب فيها عن عيني التي تركزت عليه أي كلمة
التي أرى أنها اختيار « أَلْيَنَ » أو جرة قلم) استبدل بها بعد أن أعاد التفكير مرة أخرى كلمة
جيد. وهكذا كتبها كما كانت مكتوبة في الكتاب الأصلي تمامًا.
مرت ريحٌصرصرٌعبْر الشارع، وفي أعقابهاسرَى صوتُ دويِّ تدفُّق المطر.
بعد أن صمت لبرهة وهو مبتسم — وهو ما كان يحق له تمامًا — بدأ في الكتابة من
جديد وقذف الورقة الأخيرة من فوق كتفه كما كان يفعل دائمًا:
المطر الحاد ينهمر على زجاج النافذة
دفقات من الثلج المنهمر — الثلج الذي تحمله الرياح.
إنه صباحٌ باردٌ للغاية، تحمل الرياح معها فيه المطر والثلوج، سمعت » : ثم كتب نثرًا
صوت الثلوج يضرب على زجاج النافذة بالخارج وفكرت فيكِ يا حبيبتي. أنا دائمًا ما أفكر
فيكِ. أتمنى لو كنا نستطيع الهروب كحبيبين في قلب العاصفة والوصول لهذا الكوخ
الصغير الذي يطل على البحر الذي كنا نفكر فيه دائمًا يا حبيبتي العزيزة؛ إذ يمكننا حينها
أن نجلس ونتأمل البحر أسفل نوافذنا. سيكون عالمنا السحري، عالم لنا وحدنا … بحرٌ
«… سحريٌّ … بحرٌ سحريٌّ
توقَّفورفع رأسه وأنصت. ارتفعت نغمة دندنة القناة التي تمتد بطول شاطئ البحر،
والتي كنا نقضيفيها وقتًا طويلًا فيصحبة أحدنا الآخر حتى سُمِعَ الصوت المفاجئ لارتفاع
موجة كاملة، الذي يشير إلى تغيُّر حال البحر من الانحسار إلى الفيض.ضَرب الموجُ وكأنه
صوت وقع أقدام جنود يبدلون خطوتهم — هذا الإيقاع المتجدد للبحر — وملأ آذاننا التي
اعتادته حتى لم يعد ملحوظًا.
عالمٌ سحريٌّ لكِ ولي
عبر زَبَد البحر، وما وراءه …
زَبَدٌ سحريٌّ، وبحرٌ خطير.
نخر مرة أخرى بجهد وعض على شفته السفلى. جفَّ حلقي، إلا أنني لم أجرؤ على
ابتلاع ريقي حتى أرُطبه، خوفًا من أن أكسر التعويذة التي كانت تُقَرِّبُهُ شيئًا فشيئًا من
منتهى التجلي الذي لم يصل إليه سوى اثنين من بني آدم. تذكروا أنه وسط الملايين من
الأبيات الشعرية التي أنُشدت لا يوجد سوى خمسة — خمسة أبياتصغيرة — يمكن للمرء
وقد «. إنها تُعَدُّ سحرًا خالصًا، وتقدِّم رؤًى جليَّة. أما الباقي، فمجرد شعر » : أن يقول عنها
كان السيد شينور يتنقل بين هذين الأمرين ببراعة!
عاهدت نفسي بألا أسمح لأي خاطرة من خواطري اللاشعورية أن تؤثِّر على هذه
الروح المسلوبة الإرادة، وحاولت التركيز قدر ما استطعت على الأبيات الثلاثة التالية،
وأخذت أكررها وأكررها في نفسي:
مكانٌ وحشيٌّ، مقدَّس ومسحورٌ،
يقبع أسفل القمر المتناقص
وتسكنه امرأة تنتحبُ على حبيبها القاسي.
ولكن على الرغم من اعتقادي بانشغال عقلي تمامًا على هذا النحو، فإن كل جوارحي
كانت معلقة بما تكتبه يده الجافة النحيلة، ذات الأصابع التي اصطبغت باللون البني
بسبب المواد الكيميائية ودخان السجائر.
نوافذنا تطل على الزَّبَدِ المُهلك.
هكذا كتب بعد كتابة العديد من الجمل المتقطعة غير المكتملة، ثم أكمل:
نوافذنا المفتوحة، تواجه البحار الموحشة
وحيدة … وحيدة …
وهنا ارتسمت أمارات القلق المتزايد على وجهه، وذلك الإحساس بالفقد الذي رأيته
لأول مرة حينما سيطرت عليه القوة المجهولة، ولكن هذه المرة كان الألم أشد عشرة أضعاف
وكان يزداد كما يرتفع الزئبق في مقياسالحرارة. لقد أضاء وجهه من الداخل حتى شعرت
أن هذه الروح التي لا تخطئ العين عذاباتها، يجب أن تقفز خارجةً من بين فكَّيه غير
قادرة على تحمُّل ما ألَمَّ بها من ألَمٍ. سالت قطرة عرق من جبهتي نزولًا إلى أنفي ثم سقطت
متناثرة على ظهر يدي.
تطل نوافذنا على البحار الموحشة »
«… والزَّبد اللؤلؤي لأرضالخيال السحرية
ليس بعدُ، ليس بعدُ. انتظر دقيقة. » : تمتم قائلًا
«… أرجوك انتظر دقيقة، أنا على وشك الإمساك بالخيط
نوافذنا السحرية، تواجه البحر؛
الزَّبَدُ المهلكُ للبحار الموحشة …
إلى أبدِ الدهر.
«! أوه، يا إلهي »
ارتعد كل جزء فيه؛ من رأسه حتى أخمص قدميه — من نخاع عظامه لباقي أجزاء
الجسم — ثم قفز ناهضًا على قدميه ورفع ذراعيه وانزلق بالكرسي عبر الأرضية المُبَلَّطَة
مُصدِرًا صريرًا، ثم ارتطم بالأدراج خلفه، ووقع هو وأحد الأوعية. انحنيت دون تفكير
لأعيده كما كان.
بينما كنت أنهض، كان السيد شينور يتمطى ويتثاءب براحة.
«… لقد غفوتُ قليلًا. كيف أوقعتُ الكرسيهكذا؟ يبدو أنك » : تحدَّث قائلًا
لقد أفزعني صوت سقوط المقعد؛ فقد كان مفاجئًا للغاية في وسط هذا » : أجبته قائلًا
«. الهدوء
كان السيد كاشيل الشاب صامتًا باستياء خلف باب مكتبه المغلق.
«. لا بد أنني كنت أحلُمُ » : قال السيد شينور
«… نعم. بالحديث عن الأحلام لقد … لقد لاحظت أنك كنت تكتب … قبل » : أجبته
تورَّد وجهه خجلًا.
«. كنت أريد أن أسألك ما إذا كنت قد قرأت من قبلُ أيشيء لرجل يُدعى كيتس »
أوه! ليس لديَّ الكثير من الوقت لقراءة الشعر، وأكاد أجزم أنني لا أتذكر هذا الاسم »
«؟ على وجه التحديد. هل هو كاتب مشهور
نسبيٍّا. ظننت أنك قد تعرفه لأنه كان الشاعر الوحيد الذي كان يعمل صيدلانيٍّا، »
«. والذي يُطلَق عليه لقب شاعر العُشَّاق
«؟ حقٍّا! لا بد أن أقرأ له. ما المواضيع التي يكتب عنها »
«. الكثير من المواضيع. إليك جزء مما كتبه قد يثير اهتمامك »
حينئذٍ كررتُ بدقة البيت الذي تلفَّظ به مرتين وكتبه مرة واحدة قبل أقل من عشرة
دقائق مضت.
أوه! يمكن لأي شخصأن يرى أنه كانصيدلانيٍّا من السطر الذي كتبه عن الصبغات »
«. والأشربة. إنه تكريم جميل لمهنتنا
أنا لا أعلم إن كنت » : قال السيد كاشيل الشاب بأدب وبرود وهو يفتح الباب قليلًا
«… لا تزال مهتمٍّا بتجاربنا التافهة. ولكن إن كان هذا هو الحال
كان يبدو أن شينور دخل في نوبة ما حينما تحدثت » : جذبته جانبًا وقلت له هامسًا
معك منذ قليل. ظننت، حتى وإن كان ذلك فظٍّا، أنه لن يضرأن آخُذك بعيدًا عن أدواتك
«؟ بينما كان يأتي الهاتف إليه. هل تفهمني
صحيح … صحيح، بمجرد ما طلبت مني، فكرت في أن الأمر قد كان » : رد بإصرار
«؟ غريبًا بعضالشيء في ذلك الوقت. ألهذا السبب أوقع المقعد
آمل أنه لم يَفُتني أيشيء. أخشىألا أستطيع قول ذلك، ولكنكَ قد أتيت » : أجبت قائلًا
في الوقت المناسب مع نهاية أداء مثير للفضول بشدة. يمكنك أن تدخل أيضًا يا سيد شينور.
«. استمعا وأنا أقرؤها عليكما
كيه كيه في. لا يمكنني » : كان جهاز مورسيدق بغضب. فك السيد كاشيل الشفرة قائلًا
إم إم في، إم إم في. الإشارات غير »» : توقف لوهلة ثم قال «. فهم أي شيء من إشاراتكم
هل تعلم ماذا يعني «. مفهومة. المنشود تثبيت المرساة خليج سانداون. افحصمعداتك غدًا
ذلك؟ إنهما سفينتان حربيتان تبثان إشارات ماركوني بالقرب من جزيرة وايت. إنهما
تحاولان التحدث إحداهما مع الأخرى ولا يمكن لأي منهما قراءة رسائل الطرف الآخر،
ولكن جهاز استقبالنا يلتقط كل رسائلهما. إنهما على هذا الحال منذ وقت طويل. ليتك
«. كنت قد سمعتها
يا للروعة! هل تقصد أننا نسمع سفن بورتسموث وهي تحاول التواصل بعضها » : قلت
«؟ مع بعض؛ أننا نسترق السمع على ما يدور عبر نصف جنوب إنجلترا
بالضبط. جهازا إرسالهما على ما يُرام، ولكن جهازَي استقبالهما معطَّلان؛ ومن ثم »
«. فجُلُّ ما يلتقطانه هو نقطة هنا وشرطة هناك؛ لاشيء واضح
«؟ ما سبب ذلك »
الرب وحده يعلم، وسيعلم العلم غدًا. قد تكون عملية الحث معيبة، ربما لم يُضبَط »
جهازا الاستقبال لتلقِّي عدد الاهتزازات التي يبثها جهازا الإرسال في الثانية. ومن ثَم
لا يلتقطان سوى كلمة هنا وأخرى هناك، وهو ما يكفي ليعطي القائمون على السفينتين
«. الأمل ولكن لا يحقق مرادهما
دبت الحياة في جهاز مورس مرة أخرى.
«. هذا مخيب للآمال … مخيب للآمال بشدة » : هذه واحدة منهما تشكو الآن. أنصت »
إنه أمر مثير للشفقة بشدة. هل سبق لك رؤية جلسة تحضير أرواح؟ إنه يذكرني بهذا
أحيانًا — مجموعة متفرقة من الرسائل التي تأتي من العدم — كلمة هنا وكلمة هناك،
«. لا تفيد على الإطلاق
قال السيد شينور وهو يقف في مدخل الباب ويشعل سيجارة من السجائر المخصصة
لكن كل الوسطاء الروحانيين محتالون. إنهم يفعلون هذا الأمر فقط » : لعلاج مرضالربو
«. من أجل الحصول على كل ما يستطيعون من المال. لقد رأيتهم
هكذا «. ها هي بول أخيرًا، إشارتها واضحة بشدة. إل إل إل، لن نستغرق وقتًا طويلًا »
هل لديك أي شيء تود » : قال السيد كاشيل وهو يضغط على المفاتيح بسرور. ثم أضاف
«؟ قوله لهم
«. لا، لا أعتقد ذلك. سأذهب إلى المنزل وأنام. فأنا أشعر ببعضالتعب » : أجبت قائلًا