darbovar

Share to Social Media


غرفة إضاءتها هادئة، تحتوي على خزانة للثياب وفراش، وكان خلف الفراش مكتبة تحتوي علي عدد كبير من كُتب الخيال العلمي، وكُتب تتحدث عن الجن والشياطين، مَن
"لـيـلـى"
يرى هذا الكم من الكُتب، يقول أن مالكة هذه الغرفة لا تعيش معنا على الكوكب بسبب كثرة هذه الكُتب، وكل كتاب يحتوي على عالم مُختلف، وأن صاحبة الكُتب قد قامت بزيارة عوالم كثيرة.
***
ليلى فتاة تبلغ من العمر الحادي والعشرين، تدرس في الجامعة في الصف الثالث قسم أثار، وتعيش مع والدتها، والدها تُوفي وهي في الخامسة عشر من عمرها.
كانت جالسة على الفراش تقرأ، وحولها مجموعة من الكُتب في الخيال العلمي، وكان كل كتاب يحتوي على قصة مُختلفة، وعالم مُختلف تمامًا، كانت مُندمجة في القراءة في كتاب، بعد أن انتهيت من كتابين آخرين، حتى دق باب البيت، لم تسمع؛ لأنها عندما تبدأ في القراءة تنقطع عن العالم أجمع، وبعد فترة من الدق على باب البيت، فاقت ليلى من وضعيتها على صوت رن جرس الباب، وضعت علامة في الكتاب حتى لا تُضيع الصفحة التي وصلت عندها، وقامت ووضعت شال من الصوف على كتفيها، وخرجت من غرفتها وذهبت لترى مَن الطارق.
وقامت بفتح الباب ولم تجد أحد، فتحركت أمام البيت لتنظر على الدرج، ولكن اصطدمت قدميها في صندوق من الخشب، وكان الصندوق من الطراز القديم، ويوجد ورقة تُشبه أوراق المانيلا، كانت ملتصقة على الصندوق، انحنت ليلى وأخذت الصندوق، وقرأت ما تحتوي هذه الورقة من بضع كلمات "كُن حذرًا في استخدامه"، تعجبت ليلى من هذه الورقة ومن الصندوق، وكان وزنه ليس بثقيل ولا خفيف، كان في المتوسط إلى حد ما.
قبل أن تغلق ليلى الباب، نظرت على الدرج، كان الدرج خالٍ من أي أحد، وذهبت ناحية الدرج العلوي لم ترى أحدًا، كان درج العمارة خالٍ من أي شخص.
ذهبت ناحية شقتها، وأغلقت ليلى الباب وعادت إلى غرفتها، أغلقت باب الغرفة وثم خلعت الشال، ووضعته على طرف الفراش وجلست على الفراش، وضعت الصندوق أمامها وهي في حالة من التعجب، بدأ عقلها يطرح الأسئلة حول هذا الصندوق، مَن أتَى بهذا الصندوق؟
ومَن وضعه أمام البيت؟
ما الذي يحتويه هذا الصندوق؟
هل يحتوي على شيء سوف يؤذيني؟
بعد فترة من التفكير في الأسئلة، قررت أن تفتح الصندوق وترى ما يحتوي، وعندما قامت بفتحه، كان موضع عند الفتح قفل، ولكن أين المفتاح الخاص به؟
بدأت في البحث على المُفتاح، حتى رأته أسفل الصندوق، أخذته ووقعت ورقة كانت تحتوي على بضع من الكلمات: كُن مستعدًا لأي حدث.
لم تهتم ليلى وقالت: ما الذي سوف يحدث؟ هل يحتوي على قنبلة سوف تنفجر عندما أفتحه؟
ابتسمت وأخذت المُفتاح، ووضعته في القفل وثم فتحت الصندوق.
عندما فتحت ليلى الصندوق، رأت أنه يحتوي على قلادة كانت من الجلد الأسود السميك طويلة، وكان يوجد بها رمز، وكان هذا رمز مُفتاح الحياة، قررت أن ترتديها، وبالفعل ارتدتها وكان شعورها مُختلف، شعور لا يوصف، لماذا شعرت بارتعاشة في عُنقها وجسدها؟
كانت القلادة تقريبًا خمس وخمسون سنتيمترًا.
مرة فترة من الوقت، تتحسس القلادة والرمز، حتى شعرت بدوار يجتاح رأسها، نظرت إلى الساعة المُعلقة على الحائط، قد اقتربت إلى مُنتصف الليل فقررت أن تنام، فقامت بجمع الكُتب الموضوعة على الفراش، ورتبتهم داخل المكتبة، ثم ذهبت اتجاه الصندوق وأغلقته، ووضعته بجانب الفراش ورتبت فراشها، ثم تسطحت على الفراش وهي تنظر إلى الرمز والقلادة في عُنقها، حتى ذهبت في سُبات عميق.
***
"عـاصـم"
في المشفى، وخاصة في غرفة الاستراحة للأطباء، كانت الساعة تجاوزت الثانية بعد مُنتصف الليل، وكان الهدوء يعم أرجاء المشفى، كان جالسًا على أريكة النوم، وفي يديه كتاب خاص بـتاريخ الحضارات المصرية القديمة والفراعنة.
إنه الطبيب عاصم، يبلغ الثلاثين من عمره، تخصص طب جراحة المخ والأعصاب، يعيش بمفرده، عائلته من صعيد مصر، انتقل إلى القاهرة عندما كان في السنة الأولى في الجامعة، ولكن بين حين وآخر يذهب إلى الصعيد لزيارة عائلته، ويعود إلى القاهرة مرة أخرى.
كان الحظ معه هذه الليلة، حيث كانت المشفى هادئة، وكان معه صديقه الطبيب باسم، وقد خرج ليرى مريض، واستغل عاصم هذا الهدوء وأخرج كتاب ليقرأه.
عندما كان عاصم مُندمجًا في القراءة، جاءت له رسالة من الاستقبال تطلب منه المجيء، ترك عاصم الكتاب وذهب؛ ليرى، وقال من الممكن أنه توجد مريض/ة، طلب عاصم المصعد وانتظر خمس دقائق حتى انفتح باب المصعد ودخل، نزل المصعد إلى الدور الأول، خرج عاصم واتجه ناحية الاستقبال.
كان يوجد في الاستقبال شاب يُدعى سامر، يبلغ الرابعة والعشرين من عمره، ابتسم عندما رأى الطبيب عاصم وأعطاه صندوق، وقال سامر باحترام: لقد وصل هذا الصندوق الآن إلى حضرتك.
تعجب عاصم من هذا الصندوق، ومَن الذي سيصل صندوق في هذا الوقت المتأخر من الليل؟
ولكن شكر عاصم سامر، وأخذ الصندوق وصعد إلى غرفة الاستراحة، وهو متعجب من توقيت وصول صندوق كهذا إلى المشفى.
عندما وصل عاصم إلى الغرفة، أغلقها خلفه وجلس علي الأريكة، ووضع الصندوق أمامه على الطاولة، كان الصندوق مُغلف بتغليف لونه أسود، فتح التغليف، كان الصندوق من الخشب الفحمي الصلب، وكانت رائحته غريبة بعض الشيء، لم يهتم عاصم لـرائحة الصندوق، وبدأ يفتح الصندوق ليعرف ما بداخله.
كان الصندوق يحتوي على رمز وقلادة من الجلد الأسود السميك، وكان بها رمز المثلث، ومنقسم إلى ثلاث أقسام: الجزء الأيمن وكان لونه قرمُزي، ويوجد به رسمة الجبل، والجزء الأيسر وكان لونه أسود مثل ظلام الليل، ولا يوجد به رسمة، أما جزء قمة المثلث كانت باللون الأبيض، وكان يوجد فيها بَلورة زُجاجية مثل الألماس.
أما الرمز الذي كان بجانب القلادة، كان رمز "مُفتاح الحياة"، وكان الرمز بحجم كف اليد، التقطه عاصم وظل ينظر إليه، وهو يشعر بالقليل من السعادة؛ لأنه كان يريد أن يشتري قلادة عليها رمز "مُفتاح الحياة"، ولكن حجم الرمز الذي بين يديه لا يصح أن يوضع في قلادة بسبب حجمه، وإلى حد ما وزنه ثقيل، ولكن مَن الذي أتى بهذه الأشياء إلى هنا؟
ومَن هذا الشخص؟
ولماذا هذه القلادة فيها مثلث يوجد به رسومات؟
ظلت الأسئلة تكثر في رأسه، ثم وضع القلادة على الطاولة، وبجانب المثلث وضع الرمز، وكانت دائرة الرمز بجانب المثلث، ثم وضع يده خلف رأسه، وظل ينظر إليهم وهو مُتعجِب منهم، ونظر إلى الساعة، كانت قد اقتربت من الثالثة فجرًا.
ظل جالسًا مكانه، حتى شعر بأن الأرض تهتز تحت قدميه، والطاولة بدأت في الاهتزاز، وارتفع الرمز والمثلث عن الطاولة وتحركوا في حركة دائرية، وعاصم يقف مذهولًا مما يحدث، نظر إلى الساعة كانت قد دقت الثالثة فجرًا، ظل المثلث والرمز يدورون في حركة دائرية، حتى ظهرت دوامة تبتلع كل ما حولها، حاول عاصم الهروب قبل أن تبتلعه، ولكن كانت الدوامة ابتلعته واختفت.
عادت الغرفة مثلما كانت، ولكن كان اختفى عاصم والرمز، والقلادة، واختفى الصندوق أيضًا.
دخل باسم وكانت الغرفة هادئة، قال باسم: من الممكن أنه ذهب ليري مريض/ة، ودخل الغرفة وأغلق الباب، وتسطح على الأريكة وقال: سوف أرتاح قليلًا لحين عودت عاصم، ثم ذهب في سُبات عميق.
***
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.