الإهداء:
إليكِ أنتِ يا روح، يا مُهجةَ الفؤاد، يا مَن ملكتِ السّلوى وأذعنتِ في تعذيبي حدَّ المرار.
إليكِ أنتِ أخطُّ هذه الحروف، والتي أكتُبها بدمي بدلًا من حبْر قلمي، أنتِ يا من ملكتِ هذه الروح وأقلقتِها، ونزعتي النّوم من لُبِّ عيوني.إليكِ لا لغيركِ أكتبُ كلّ حروفي.
إلى رابطة أدباء سوريا بإدارتها المهندس: قصي الطُّبل، ومسؤوليها خاصّةً ملكة الحرف الأبية:
أسماء محمّد الحوراني وأعضاؤها جميعهم.. بشاسع أمنياتي اللطيفة لهم، ومحبّتي.. أُهدي كتابي هذا.
وإلى مائة كاتب وكاتب في سوريا، الأستاذ: جود الدّمشقيّ، و أعضاء الفريق..
مع فائق الودّ والتّقدير.
وإلى كلّ مَن ساعدني، وكانَ لي عَونًا في إتمام هذا العمل، وإلى كلّ صديقٍ ما زال صديق..
وفقتُم وتَفَوّقتم يا أحباب، وكان الأمل والإصرار رفقةً لكم في كلّ درب، وصوب، وأسعدكم المولى في الدّارين.
قرعُ
طبول
الحنين
يؤدي
بالرّوحِ
إلى
المهالكِ
المقدمة
قد يكون الحب هو الخيانة الأولى والمشروعة في هذه الحياة، وأنا أحببتُ أن أُجربَ هذا الشّيء وأن أخوضَ وأبحِر فيه بكل جوارحي، فكانت هذه أولى الخيانات التي أفعلُها، وتلاها الكثير؛ الكثير من الخيانات..
ولكِ أقدِّم اعتذاري يا روح، فقد قمتُ بخيانتُكِ لأكثر من مرة، و بألف طريقة وطريقة، فقد كانت خيانتي الأولى لكِ هي لقائي الأول بك، وكانت خيانتي الثانية هي ذلك الفنجان؛ فنجانُ القهوةِ الذي قدمتُه لكِ في سبيل التّعارف، وتوالت الخيانات إلى أن قتلتُ نفسي بإحداهما، يا نفسي.. فالحب أعظمُ الأشياء التي يفعلُها الإنسان وهي أقدسُ وأطهر علاقة بعد علاقة الإنسان بربه، وهي أعظم خيانة في التّاريخ البشري، فمنذ بزوغ فجر الإنسانية إلى يومنا هذا، وتتالتِ الخياناتُ وحصلتْ نتيجتها الجرائم؛ جرائم القتل، الزنا، السرقة، الفاحشة.. وانتشرت الرّذيلة، وكانت الغَلبة لها في عصرِنا الحاضر؛ عصر الفحش والفجور.
فبدايةُ الخيانةِ هي خيانةُ قابيل للشّرع الذي أشرعه والده آدم، بأن قتلَ أخاه هابيل، ودفن سوءَته في التّراب، وتزوجَ من الأنثى التي ولِدت معه، وقد كان شرعُ آدم بأن يتزوج كل ابن له من الأنثى التي تولد مع الآخر، إلى أن أتى ذلك اليوم الذي خنتك به، ولذلك قررت أن أخون قلمي هذه المرة وأن أكتب لك رسالة اعتذار، أو أن أكتبكِ في هذه الأسطر والتي لا تعطيكِ حقك، فكلماتي مهما جدتُ بها سيبقى قلمي بخيلًا بحقك، إلى أن أفنى أنا ويبقى ذكركِ، ويبقى قلمي يلّوح في الآفاق مغردًا كطائر البلبل الذي أسمع صوته الآن يصدح ويغرد، وأنا أجلس في المقهى أحتسي نخب حبنا العقيم فنجان قهوة بطعم هذه الأيام مر.