أما قبل..
فقد أحببتك دونما اكتفاء..
وأما بعد..
فإني أحبك حد السماء.
(وسابقتني)
غافلتها...
فلاحقتني
ناشدتها رفقًا بها
ألا تزيد محبتي في قلبها
ألا تروم صبابتي
فسعادتي في وحدتي
فغلّقت آذانها..
واستسمحتني..
أن يستكين ودادها بجانبي
وأن يكون مقامها ببراح متني
قالت بربك ها هنا..
أمكث أنا..
لن أستبيح قلاع صدك كوننا
ضدان لن يجمعهما ضي السنا
فاِرفق بنا..
وبالدموع تسربلت..
واستحلفتني
صدقتها إذ أنها..
بالبينات توشحت..
وأقنعتني..
لكنني ياللعجب..
شيئًا فشيئًا قد ذهب
عني الغرور وما وهب..
يا ليتها ما استرحمت
قلبي الرهيف وأقنعتني
ماذا أقول بحقها..
سوى أنها..
في يم عشقٍ من لهب
قد أغرقتني..
غافلتها..
فلاحقتني..
ناديت أن هيا اتبعيني يا أنا..
فسابقتني.
(صلاة السكون)
أيا فاتنة..
رويدك بي..
ورفقًا بقلبٍ أسكنتنيه
وهمسًا وصمتًا بربكِ هيا..
نقيم صلاة السكون سويا..
لنخفض ضحكاتنا العاليات..
ونُسكت أناتنا الباكيات
لنخدع حياة تجيد السكات..
عساها إذا ما طالعتنا..
رضتّْ عن قسماتنا الراضخات
فهيا اتبعيني لذاك السبيل
بطرفٍ صموتٍ وخبوٍ نبيل
لنعدو بدرب الوجوم رفاقًا..
خفافًا خفافًا لنُعلي اتفاقًا..
بألا نُصرح بشدو الأريج
لنجعله سرًا.. كفانا ضجيج
ألا تعلمين بأن الصياح..
قد جرموه بذاك الصباح!؟
وأن السبيل الوحيد لننجو
بأن نستطيب نزيف الجراح
بهدأةٍ نفسٍ وخَرسٍ وقور
وأناة روحٍ وهَونٍ طهور
نقيم صلاة السكون شهورًا..
ونعلي رضوخًا حمودًا شكورًا
فتغفو الليالي على هدآتنا
وتغدو سُكارى بأنفاسنا..
وتُصدر حكم الأمان لنا..
وحينئذٍ يا حلوتي..
يحق لنا أن نمتطي..
سحاب الضجيج بعزٍ فخيم..
بأنداء صخبٍ رَضٍ مستديم
ونعلن أنّْا رفعنا الجباه
وأنّْا انتصرنا بهذي الحياة..
سطرنا تاريخ السيادة بها
وأنّْا خدعناها للمنتهى.
(درب الذكريات)
ويلٌ لطيفٍ من حنينٍ جابَ قلبي واحتجَب
ويلٌ لفيضٍ من أنينٍ صار وجعًا و انتحَب
ويلٌ لعمرٍ قد تهاوى..
واعتراهُ ما اعتراهُ من التعب
ويلٌ لدربِ الذكرياتِ الموجعاتِ
فإنها تعلو وتطفو فوق قممٍ من لهب
ويلٌ لنفسٍ أدركَتْ عمق الجراحِ
ولا تزالُ تُصارع الليلَ الطويلَ وتنتظر
فلعلها تأتي الشهب
ويلٌ لقلبٍ في ظلامِ الكونِ باتَ مُحطمًا
وتناثرت أشلاؤه في كل صوبٍ تَصطخب
ويلٌ لإحساسٍ بقربِ نهايتي
وقد احتوتني دقائقه..
قد صار يدنو من حياتي ويقترب
ويلي أنا من ذلك الكون البغيض
فأنا وإياهُ .. ضدان افترقنا في صخب
لم نتفقْ يومًا علي شيءٍ
فأنا وإياهُ سكونٌ وشغب
ما عُدتُ أحملُ بين طياتي
له غير الجمود...
وما رغِبتُ به في ذاتِ يومٍ أو رَغِبْ.
(أهدابها عشق)
أهدابها عشقٌ.. والعشق نور.
والنور قد يمحو ظلامًا
وقد يُمسي شرور..
أجفانها نبع الهوى
وهدى المحب إذا غوى
ورضابها إذا ما ارتوى
برحيقه..
قلبي هوى
أفتعذرون صبابتي..
يا رفقتي..!!
أم تتركوني هائمًا
بين السطور..
في شطر بيتٍ صاغه
توقي لها..
بزمان تيهٍ ثائرٍ
شوقي يفور.
رمشاتها شدوٌ وأغنيةٌ
وذكرى..
همسات عينيها تفِد..
تنساب تترا
خفقات قلبي تنحني
حبًا وشكرا..
وبقربها..
روحي تمور..
أهدابها عشقٌ..
والعشق نور.
(وجع القصيد)
فيا وجع القصيد كسرت سِّني
وفي درب القناديل العتيقة
رحت ترشو الضوء عني..
تصارحني بأنك لي مُعينٌ
وأنك شاطئي وجلاء حزني
ظننتك صاحبًا يا نزف قلبي
وها قد خاب بعد الصفو ظني
فلما أظلمتْ قسرًا يدايَّ
وأُزهِقت الحروف القاطنات
بعَتْم أرجاء الحنايا
وجدتك هاربًا تعدو خُطاك
لتستبق قرب النهاية
وما لي في فرارك حيلة
غير أني..
بتُّ بعدك لا أغني.