إهداء
إلى كل مسنة بلغت من العمر أرذله..
إلى كل أربعينية على حافة اليأس..
إلى كل ثلاثينية في قمة نضوجها..
إلى كل عشرينية في أوج مرحها..
وإلى كل طفلة في محراب دمياها..
وإلى كل جنينة في رحم أمها..
أتمنى أن تحققن ما أخفقت فيه سابقتكن..
مقدمة
كان آدم يعيش في الجنة حزينًا، لأنه كان وحيدًا, فلم تستطع الجنة بكل ما فيها من نعم وخيرات أن تؤنس وحدته. وعندما طلب من الله مخلوقًا يشبهه يؤنسه، خلق الله له حواء، لم يخلق له رجلًا آخر لأن الله أعلى وأعلم بما ينقصه وبما يحتاج إليه. ولم يخلقها الله بصورة مستقلة عنه، بل خلقها من ضلعه حتى يعلمه أنها جزء منه وأنه جزء منها, وأن ما ينقصه موجود عندها، وهي التي تكمله، وهو بدونها ناقص لأن جزءًا منه معها. خُلقت حواء وهو نائم يحلم بمن يؤنسه. استيقظ فرآها فأعجبته، فآنس إليها وآنست إليه. عاش آدم وحواء سعيدينِ ينعمان في الجنة ويتمرغان في نعيمها والله أعلم كم مر عليهما فيها. حتى ظهر الطرف الثالث الذي عكر صفو حياتهما وشجعهما على الخطيئة والعصيان وتسبب في طردهما من الجنة وجعل بعضهما لبعض عدوًا.
إن الحياة آدم وحواء فقط، يعيشان تحت رحمة الخالق، ويتعاملان بقواعده، ليعيشا هانئين راضيينِ. وأي طرف ثالث يفسد صفوهما، ويعكر أيامهما، ويجعل بعضهما لبعض عدوًا....... لكنّ أحدًا لا يتعلم هذه الحكمة أبدًا.