اسم الكتاب / كراكيب (بعثرة مشاعر)
همسة كاتب
مجبرون أن ننجذب إلى الكلمات الحزينة والصور الباكية والحكايات المؤلمة، مجبرون حتى أن نستمتع بالألم والوجع المدون من حوله وهو يعتصر قلوبنا وأعيننا ومشاعرنا وإحساسنا، وهو يحولها إلى جمرة نار تحرقنا ونحن صامتون، لأننا نعيش بداخلها وفيها كأنها تقص حياتنا التي عشنا فيها نتألم من الغدر والخيانة والطمع والحرمان والأنانية، ذكريات صعب أن تمحى منا أو ببساطة تتناساها عقولنا وقلوبنا. علمتم لمَ مجبرون أن نموت كل يوم، ولكن بداخلنا أمل أن يجبر الله قلوبنا بعد عسر...!
أشرف فتحي (حكاية أدم)
قرة عيني
صباح الحب يا أميرتي وقرة عيني ومحياي. حبيبتي، صباحي بجوارك كقطعة من الجنة أعيش فيها وأنعم فيها بكل النعم، وأحيا بداخله حياة أبدية لا تنتهي ولا يشيخ قلبي معها أبدًا، صباحك بداية نبض قلبي وأول أنفاسي وأول نظرة تخرج من عيني حين ينفك الغطاء، تكونين حبيبتي أنتِ أول نظرة عين لي تشع فيها الروح والجمال والفرح!
يا قلب قلبي، كل صباح معك حياة جديدة بعمر آخر لا أحزان فيه ولا وجع يقترب، كل صباح يبدأ بيننا الحب من جديد بشغف وعشق وجنون، وكأن الحب يولد معنا كل يوم لنعيش فيه بإحساس أول مرة وأول دقة للقلب وأول إشراقة تخرج من عينك إلى عيني، فأقع في الحب وتسكنين قلبي. فأي صباح هذا إن لم تكوني أنتِ أميرته وملكته والحاكمة بأمر قلبي فيه؟!
أنا أعيش منكِ فقط كل يوم، وكل صباح تبدأ دقات قلبي تخرج معك للحياة. صباح الحب يا أميرة قلبي، يا مفرحتي ومسكني وأماني. صباح الحب يا قلبي ونبضي وآمالي. صباح الحب يا أنا!
أحلام الوجع
أعلمتك منذ البداية بكل نقاط ضعفي وكل عيوبي وكل أحلامي وأمنياتي، أعلمتك بلوني المفضل ومشاعري في الحب وكل تفاصيل حياتي الموجعة!
أتذكر أني قلت لك إني أكره الحزن وألوان الحزن لأني عمري تشبع منها حتى أصبحت أتمزق من أبسط وجع. أتذكر أنك قطعت على نفسك وعدًا أن تجعل حياتي تبدأ من جديد بألوان الفرح، ويكون حبك أماني واهتمامك قوتي وخوفك عليَّ حمايتي، أن تكون سندي وعزوتي!
لكن بعدها تحول الحلم الجميل لواقع مرير وأصبحت أنت وجعي، وأيقنت أن وعدك حيلة كاذبة، وهم وسراب وخداع لقلبي الضعيف، وأصبح عمري الجديد معك موتًا. فيا ليتك تركتني على حالي وأنا أعيش على الأمل لا الألم. سامحك الله على قتلي، وغفر لي حسن ظني بك!
إياك أن تعود
إياك أن تعود وتظن أن مكانك ما زال موجودًا بداخلي، وأن قلبي به مكان شاغر لك كما كان مع كل جرح تؤلمني به وأصمت على ظن أنها الأخيرة، وتعود تفتح أبواب الجراح به وتمكث فيه بترحاب!
لا يا أنت، حين خرجت من قلبي تلك المرة كسرت خلفك ألف نبضة حزن حتى لا تعود أو يعود لك، لقد مات حبي وكفنت حزني بدموعي وانتهيت!
كل شيء لك كان بقلبي قد تلاشى وأصبح سرابًا، كل الحب الذي كنت أجمعه لك لتعيش سعيدًا بقلبي قد مات خلفك، كل أحلام الفرح لم تكن معك إلا قطرات ألم، أتجرعها وأسقي بها مشاعري لتجف ولا تنبت مشاعر حب مرة أخرى لك، لأنك جماد بلا قلب!
فإياك أن تحاول العبور عنوة تلك المرة لأنها ستكون جنازتك أنت، وأنا من سيكفن غرورك وأنانيتك ومعهما كل ما يدل على أنك شبه إنسان، وألقي بك على جانب الطريق، لأمضي تلك المرة بفرح وأمان وطريقي محصن منك، ويعود قلبي ينبض من جديد دون ألم أو خوف!
حبيبتي لآخر العمر
أميرتي، ما بيني وبينك مشاعر مختلفة عن باقي البشر، خُلقت لنا فقط أنا وأنتِ، هي ما تجمعنا كلما اختلفنا، تخاصمنا، نعود معها نجتمع ونتصالح وكأن ما كان ما كان.
أنتِ تسكنين قلبي وتملكين نبضي، وتجري بأوردتي ليتشبع قلبي بكِ، أنتِ الحياة والأمل، أنتِ الفرح والنور، أنتِ عشقي الأبدي الذي يزداد يومًا بعد يوم أكثر مما كان، أنتِ تلك المرأة الوحيدة على تلك الأرض التي تملك حياتي وموتي.
هي تملكني ملكية خاصة، كلما اقترب أحد منها تثور وتغضب وتتحول غيرتها إلى بركان غضب يحرق كل مَن اقترب من قلبي أو حاول المساس بمشاعري ليأسرني منها، وإنهم لا يعلمون أن قلبي محصن بها من كلهن!
هي حاميتي وأماني، حواسي وروحي، مشاعري وإحساسي. هي حبيبتي، ابنتي، صديقتي، نبضي. هي عمري الجديد الذي وُلد منها ومعها. هي حبيبتي أنا لآخر العمر. أحبك.
نفس الحكاية
اعلموا أننا مجبرون أن ننجذب إلى الكلمات الحزينة والصور الباكية والحكايات المؤلمة، مجبرون حتى أن نستمتع بالألم والوجع المدون فيه وهو يعتصر معه قلوبنا وأعيننا ومشاعرنا وكل إحساس ونبض، وهو يحولها إلى جمرة نار تحرقنا ونحن صامتون.
لأننا نعيش بداخلها وفيها كأنها تقص حياتنا التي عشنا فيها ونحن نتألم من الغدر والخيانة والطمع والحرمان والأنانية، مجبرون على العيش على حطام الماضي حاملين أوزار غيرنا فينا، حاملين ذكريات صعب أن تمحى منا أو ببساطة تتناساها عقولنا وقلوبنا وهي مسكونة فينا إجبارًا.
علمتم لمَ مجبرون أن نموت كل يوم؟ لأن الحكايات لا تموت، وكل يوم ترى نفسك في ضحية مثلك فُعل بها ما فعله بنا الآخرون وهي تروي قصتها، بل هي قصتنا وأوجاعنا ونفس المتهم (الحب).
قلوب متعبة
القلوب المتعبة لا تغفو أو تنام مطلقًا، فهي في حالة استيقاظ مستمر، دائمًا مشتعلة بالوجع والألم يتشعب فيها أكثر وأكثر، مع كل زفير وشهيق يزداد قساوة ويتشبث بها أكثر مما كان، ولا يغادرها الحزن مطلقًا، وهو حبيس فيها ويأبى أن يتحرر منها أبدًا، يتعبها ذلك الأنين وهذا الصمت المدفون داخل تلك الأضلاع، وصوت براكين الألم لا يهدأ مطلقًا بها، بل يزداد كل يومًا أضعافًا عن يوم أمس.
تلك القلوب أصبحت ضعيفة وفي حالة وهن متعب، مؤلم، ممزق بلا راحة، تخشى كل شيء وأي شيء، فمصطلح الأمان لها أصبح عدمًا، لا وجود له مع بشر لا ترحم أحدًا، بالعكس، هؤلاء المتعبون هم على قائمة متعتهم، يتفننون في اصطياد أحدها والتلذذ بإيذائه أكثر مما هو فيه، فكيف الأمان لها في عالم مريض هكذا؟!
تلك القلوب أصبحت تعشق الوحدة، فهي الملاذ الآمن لها من الغدر والطعن والخيانة، تستمد منها القوة والراحة لتبقى فقط على قيد الحياة بالرغم من أنها قد تكون تحتضر بالفعل، هي غير ممسكة في تلك الحياة من أجل شيء، هي فقط تطهر قلبها من كل عابر وفاسد مر منه وترك به قذارة أفعاله تدنس فيه، لتموت بعدها بلا خطايا.
فكيف الراحة وهي محملة بكل تلك الذنوب التي دفعت ثمنها تعبًا ووجعًا وألمًا وحزنًا، وما زالت تدفع وحدها الثمن لأنها كانت طاهرة، حتى فتحت قلبها للحب؟!