كانت مجرد فكرة تدور في خلدي لم أتوقع يوما أنها ستنجح إلى هذا الحد"
-هكذا قال محمد وهو شارد الذهن ،ينظر إليه يوسف قائلا:
"ها! هل لازلت تفكر في الأيام الخوالي "
-رد عليه محمد قائلا :"وكيف يمكن أن أنسى ماكنت عليه يوما"
"أنت محق لقد كنا مجرد أطفال مجانين آنذاك"
"هل تتذكر كيف طرحت عليك هذه الفكرة المجنونة ؟"
"أجل أتذكر وكأنه كان بالأمس إن الأيام تمر بسرعة حقا"
"أجل لكن هل كنت تتوقع أن ننجح في هذا المشروع الذي طرحته عليك آنذاك ؟"
"ها هل أنت مجنون لقد كنت أعتقد أنك تخرف حينها لم آخذ تلك الفكرة على محمل الجد أبدا "
" إذن كنت تضحك علي حينها "
" هل ظننت أن عقلي مثل عقلك كي أستوعب ماكنت تقول لي حينها"
"أنت محق فحتى أنا شككت في نفسي آنذاك .لكن لقد فعلناها لقد نجحنا في ذلك بعد كل تلك الصعوبات حققنا حلمنا أجل إنه بين أيدينا الآن"
"نعم ياصديقي لقد فعلناها لقد أسسنا دولتنا من الصفر "
"أحسنت القول يا يوسف لكن هل تعرف ما هي خطوتنا التالية"
"وكيف لي أن أعرف فأنت هو العقل المدبر أنا مجرد بيدق "
"إياك أن تقول ذلك يا يوسف فأنت تعرف أنك عزيز على قلبي"
"شكرا لك ياصديقي، إذن بماذا تفكر الآن ماهي خطوتنا التالية"
"أنا أفكر في أن تصل كلمتنا إلى العالم كله"
"أنا معك ياأخي إلى الموت "
-إن الأيام حقا صعبة جدا أن تعيش في عالم مليئ بالخراب و الوحوش البشرية لعسير جدا، لم أستطع أن أجمع شتات فرقتي إلا بشق الأنفس يالها من حياة إن هذا العالم قاس حقا إذا لم تكن تنتمي إلى أي نقابة في هذا العالم فستلتهمك الوحوش وتنهش عظامك ، لقد أفسد العالم من طرف أيدي البشر هذا العالم الذي كان في يوم من الأيام عبارة عن قرية صغيرة أصبح الآن مجرة كاملة بسبب الإنقسامات ، لكن هدفي هو توحيد هذه الأمة كي تعود المياه إلى مجاريها أريد أن يكون الناس تحت شعار واحد يقاتلون من أجله ليس من أجل أنفسهم ، حقا لقد عدنا لأيام الطبيعة حيث يقتص القوي من الضعيف والأمل الوحيد للنجاة هو الكثرة يجب علينا أن نزيد من عددنا لكي لاتلتهمنا الوحوش هذا هو هدفي هذا ماسميته بمشروع " نقابة الأحرار" أو ماسماه يوسف ب"الدولة" بإختصار نحن مجموعة من الناس ينتمون إلى نقابة واحدة لأن قوتنا تتجلى في كثرتنا ونحن الآن قلة إذا قورنا بالعالم أسره يجب علينا أن نزداد أكثر فأكثر لكي تصل كلمتنا إلى العالم ،لكن كيف سنستهوي عقول البشر التي صارت ملطخة بفكرة "القوي يأكل الضعيف" ،هذا ما أريد أن أصل إليه ،هذه هي خطتي.
"يوسف ،يوسف يبدو أن إحدى النقابات تهاجمنا ماذا سوف نفعل "قالها أحد الجند ليوسف وهو يلهث من شدة التعب.
رد يوسف قائلا "في أي جهة تهاجمنا وماهي هذه النقابة"
"لانعرف بالضبط ماهي لكنها قادمة من الجهة الجنوبية"
"حسنا إذهب الآن .وعندما تحدث أي تطورات وافينا بها في الحال"
"حاضر سيدي "
"إذن ماذا سنفعل يا محمد الآن لقد بدأ وقت الجد "
"لقد قال الجهة الجنوبية إذن إنها إحدى النقابات الضعيفة و الصاعدة مؤخرا سنستطيع سحقهم و ضمهم إلينا على ما أعتقد"
"ماذا تقترح إذن كحل للتعامل مع هذا الوضع"
" أولا يجب تحصين النقابة جيدا لكي نتجنب الأضرار من المنجليق في حالة كان عندهم .و لتأمر الجنود للإستعداد للحرب"
"حاضر سأفعل ما أمرت به "
"أي نقابة هذه التي ستهاجمنا في هذا الوقت وما الغرض من هجومها الآن بالذات مالذي ستستفيده آمل ألاتكون قوية جدا كي لا نخسر بعضا من جنودنا"
"أيها الجنود إستعدوا للحرب هناك نقابة قادمة من الجنوب تريد الفتك بنا هيااااا" إنه صوت يوسف وهو يرفع من معناويات الجيش.
ويرد عليه الجنود قائلين بصوت مرتفع ومتحمس "يااااااا يحيا الزعيم تحيا نقابتنا تحيا نقابة الأحرار هيااااا"
"هيا فلتستعدو لسحق كل ماهو قادم هيا بصوت مرتفع يااااا"
يرد الجيش "هياااااا"