لا تلومُني
لهَمسي المُعنَّى إذا ما استباحْ
فؤادكَ يومًا مساءً صباحْ
فإني التي بالهوَى قد غدت
إلى العشقِ أمضي بعكسِ الرياحْ
تعالَ وعانقْ فقلبي جَريح
لِتُطفئَ ناري وتُشفي الجراحْ
سكنتَ المآقي فكنتَ الضياء
وكنتَ المُنى والنَّدَى والوشاحْ
وأنتَ الرحيقُ الذي بالزهور
وعطرٌ منَ الوردِ... أدنو ففاحْ
أيَا مَن أتَى زائري في المنام
فأضحى نديمي وكأسي المُباحْ
أميلُ إليه وآه لو يميل
وأدنو كطيرٍ أسيرِ الجناحْ
فيمضي بنا الليلُ رغمَ البِعاد
كأنَّا معًا ليتَ حُلمي مُتاحْ
مهدُ العمر
أتيتُ لحضنِ قلبكَ بابتسامِ
ونجمُ الليل...
أُفلتَ من زمامِي
ووهجُكَ في نُهَى عمقِ الحنايا
أذِقْني الشهدَ...
كيْ يهدأَ غرامي
تعالَ نُزيِّنُ التَّهيامَ وردًا
ففي ملقاكَ...
يا عمري هُيامي
تقول بأنني للعمرِ مهدٌ!
وأنت العمرُ...
تبقى للدوامِ
عشقتُكَ بالخفا يا ضوءَ شمسِ
ففيكَ يطيبُ يا روحي مقامي
جنيتُ الشهدَ والعسلَ المصفَّى
بكأسِ حلاكَ...
كم يحلو مُدامي!
وأنت لأنت مثل الشمسِ بادٍ
سنيٌّ ساطعٌ بدرُ التمامِ
هلمَّ إلى فؤادي يا وليفي
ففي عينيكَ...
بشرى وابتسامي
في الأعماقِ موضعُكَ
وإذْ بالشوقِ يأتيني
بقلبي كنتُ أسمعُكَ
ولا بحرٌ ولا وادٍ
سيردعُني ويمنعُكَ
سكنتَ الروحَ والآفاق
قلبي فيك مضجعُكَ
بكلِّ قصائدِ العشاق
حرفي سوف يتبعُكَ
فإنَّ الحبَّ فيكَ ومنكَ
وحيث تكونُ يسجَعُكَ
فداكَ النفسُ يا عمري
ومَن في القلب موقعُكَ
فأنتَ الكلُّ يا كُلِّي
وفوقَ الرأسِ أرفعُكَ
كياني فيكَ متحِدٌ
وهذا القلبُ يجمعُكَ
أعشقٌ ذاك أم حلمٌ؟
وفي الأعماقِ موضعُكَ
قُبلة الحياة
ولنفسِكَ السمحاءِ عطشى إنني
والروحُ فيكَ تهيمُ...
هل ترويها؟
فالقلبُ فيكَ يقيمُ يا كلَّ المنى
والعينُ تنشدُك الهوى... وافيها
يا قصةَ الحب الذي لا مثلُه
كم هامَ قلبي
مُذ رآكَ تحويها؟!
مهما بَعدْتَ فأنت نورٌ دائمٌ
يا غنوةَ العشقِ التي أتلوها
فالشوقُ أرَّقَ والبعادُ كأنه
ظلامٌ فأطلق سراحَ الضوءِ...
قمْ واتيها
يا مَن سكنْتَ القلبَ
إني لم أعِ...
منذ الولادةِ قد نزَلتُمْ فيها
فأنا بِحُبكَ قد أكونُ قصيدةً
فَلَكَ الحُروفُ...
بدائعًا أبنيها
سَأُسَطِّرُ العشقَ الذي يزهو بِنا
حاشا لغيركَ...
مُهجتي يسقيها
صُنْ ذا الودادَ فلا مثيلَ لِصفوِهِ
ولكَ الحياةُ بقُبلةٍ أهديها