أحبكِ ليس لأنكِ الأجمل
ولا لأنكِ الأفضل
بل أحبكِ لأنكِ أنتِ
*********************
في الفنادق الشهيرة وبالتحديد في إحدىٰ القاعات الكبرىٰ التي تمتاز بالطابع الكلاسيكي البحت..
أقيم الحفل السنوي لمجموعة شركات النويري.. وقف هذا الشاب الوسيم صاحب العينين الرمادية والشعر الفحمي مرتديًا حلة أسفلها قميص أسود أزراره مفتوحة زادته وسامة فوق وسامته، قابل المدعويّين بابتسامة مجاملة.
أخذ يلتفت يمينًا ويسارًا بحثًا عنها فربما قد حضرت وهو منشغل بالحديث مع أحدهم؛ فهو علىٰ يقين أنها لم تتحدث معه ولم تخبره بحضورها، أ ثناء بحثه عنها ناداه صديقه المقرب معتز.
الذي هتف: مالك استعد معالي الوزير أدامه دقايق ويشرفنا.
أومأ بعدم اكتراث فعقله مع معذبته التي لم تاتِ حتى الآن ثواني وتجمد مكانه عندما أبصرها تدنو منه، تتهادى في فستان وردي قصير للغاية يلتصق بجسدها وكأنه جلد ثانٍ لها، مطلقة لخصلاتها الفحميًة التي تصل إلى بعد خصرها العنان.
نظر إلىٰ وجهها بغضب جم فهي لم تكتف بذلك بل بالغت في وضع مستحضرات التجميل.
ضغط على أسنانه وقبض علىٰ يديه بقوة آلمته فدنى منها قابضًا على يدها يسحبها خلفه غير عابئ بنظرات الناس ولا لصياح صديقه معتز الذي هتف: ماااالك انتَ رايح فين؟
يا ابني بقولك الوزير!!
قطع باقي كلماته عندما أبصره يختفي من أمام ناظريه ضرب كفه فوق الآخر بعصبية: مفيش فايدة فيك يا مالك هيفضل حبك ليها لعنة تلحقك منين متروح. زفر بحدة، ومن ثم استدار ليقف مكان صديقه المجنون حيثما يعود.
**********
توقفَ بها في مكان بعيد عن الأنظار ثم دنى منها بغتة قابضًا على فكها بقوة جعلتها تصرخ من شدة الألم صائحًا بقوة: انتِي ايه اللي عملاه في نفسك ده انا كام مرة حذرتك من عمايلك السودة دي! ترك فكها فتلقائيًا رفعت يدها تدلكه كي تخفف حدة الألم.
مرر عينيه علىٰ جسدها بوقاحة ثم تشدق بحدة: وايه الي انتِي مش لبساه ده يا هانم!!
رفعت بنيتيها لتواجه رماديتيه وأجابته باستفزاز: ده فستان!
رمقها بغضب سافر ثم جذبها إليه حتى شعرت بأنفاسه الدافئة تلفح صفحة وجهها الأبيض.
فارتعش جسدها بالكامل أغمضت عينيها وانفرجت شفتيها ظنًا منها أنه سيقبّلها كي يزيل أحمر شفاهها كما اعتادت منه، لكنها سرعان ما شخصت عينيها بصدمة حينما وجدته يزيل أحمر شفاهها بمحرمته، بعد أن انتهى ولاّها ظهره وتحدث بثبات عكس ما بداخله: هخلي السوّاق يوصلك يا هنا الحفلة دي للناس المحترمة مش للعاهرات.
ترقرقت الدموع في مقلتيها ثم جذبته من سترته ليلتفت إليها وتشدقت بغلّ: عندك حق العاهرات ملهمش مكان هنا ولا النسوان عشان كدة خد بعضك وامشي يا ابن عمي. قالت كلماتها وانطلقت راكدة للخارج قبل أن يفتك بها تاركة الحفل بأكمله أما عنه فقد تجمد مكانه من هول ما سمعه منها، هو يعذرها كثيرًا انفصالهما الذي قارب من العام ونصف وهو لا ينفك عن إهانتها كي تبتعد عنه وتُخرج حبها من قلبها.
أغمض عينيه مستنشقًا عطرها الذي خلَّفته في المكان وتذكر أحد لقائهم.
**********
عودة لوقتٍ سابق..
في مكتب الشركة تفاجَأ بها تقتحم مكتبه بدون إذن على الفور أدرك أنها هي ساحرته الصغيرة، ترك ما بيده من أفوق سطح المكتب تأمل مظهرها بنظرة شمولية فاغتاظ كثيرًا حتى ثوب المدرسة يجعلها فاتنة!
رمقته بهيام عندما أبصرته ثاني كم القميص مظهرًا ساعديه القويّين فتحولت نظراتها للغضب، عندما جاء في مخيلتها أن تلك السكرتيرة تراه هكذا، فاندفعت باتجاهه وجلست فوق ساقيه ثم جذبت يده وعدلت كم القميص وأغلقت الزر وكذلك فعلت بالكم الآخر، تأملته ثم أوقفته فوق قدميه جاذبة سترته المعلقة في المكان المخصص لها وألبسته إيّاها، تأملت هيئته برضا ثم رفعت إصبعها أمام وجهه محذرة مردفة بحنك طفولي: على الله تقلعه وتشمر أكمام القميص، بنظرات عاشقة ثم قبض على إصبعها وقضمه برقة أذابتها ومن ثم تشدق بعبث: امممم طعمه..
قرص وجنتها بقوة واسترسل حديثه بقى انت يا أوزعة يا طفلة تهدديني!!
صاحت به: أنا مش أوزعة ولا طفلة انت اللي طويل بزيادة وعجوز، تابعت حديثها وهي تتحسر أنا عندي ١٧ وشهرين
وقاطعها بعشق عندك ١٧ سنة وشهرين وعشر أيام..
منحته ابتسامة صافية وبدون مقدمات ألقت بنفسها بين أحضانه لف يديه حولها ورفعها عن الأرض كي يستطيع ضمها إليه؛ فهي قصيرة بالجدًّيه بالكاد تصل إلى صدره ظل محتفظًا بها بين أحضانه حتى أبعدت رأسها عن عنقه وقبّلت جانب فكه قبلة طويلة.
لم يمهلها الفرصة بالابتعاد وضم شفتيها بفيه في قبلة عاصفة أذابت كليهما..
استمرت قُبلتهما الأولى لوقت لا يعرفون مداه حتى شعر باختناقها فابتعد عنها مرغمًا..
ابتسم بحنو عندما رأى تورد وجنتيها..
اتسعت ابتسامته أكثر حينما وجدها مغمضة العينين من شدة الخجل..
تنحنح بقوة بعد أن أنزلها لتقف على قدميها وتشدق ممازحًا إياها: افتحي عنيكي يا هنايا ولا انتِي استحليتي الموضوع عمومًا أنا كمان عجبتني البوسة ومعنديش مانع آخد واحدة كمان.
فتحت عينيها بهلع وصاحت به: انت قليل الأدب على فكرة.
غمز لها بعبث: والله انتِي اللي قبلتيني الأول.
أخفضت رأسها أرضًا فشعر بحزنها فدنى منها واعتصرها بين أحضانه مردفًا: اوعي توطي رأسك يا هنا طول مانا عايش أنا ملكك اعملي فيا اللي عيزاه.
ابتسمت من بين أحضانه وضمت نفسها إليه أكثر.
عودة للوقت الحالي
**********
تنهد بحرارة لكنه انتفض راكدًا عندما استمع إلى صوت مرتفع في الخارج فأدرك أن الوزير قد حضر، عاد إلى قاعة الحفل فوجد الوزير يدخل من الباب الرئيسي دنى منه بخطوات واثقة، ثم مد يده إليه فوضع الوزير يده في يد مالك ومن ثم تشدق بفخر: ألف مبروك على توكيل السيارات يا سيد مالك حقيقي انت واللي زيك فخر للبلد دي...
ابتسم بمجاملة: أشكرك يا معالي الوزير.
ترك يده ومن ثم اصطحبه إلى إحدى الطاولات المخصصة له، استاذن منه بلباقة كي يستقبل باقي المدعويين فأومأ له بابتسامة:
أجوب القاعة بحثًا عنها لكنه لم يعثر عليها فأدرك أنها ذهبت ألمه قلبه عليها ولكن ما باليد حيلة.
ألف مبروك يا مالك.
قالتها السيدة هدى خالة مالك وزوجة عمه.
الله يبارك فيكِي يا ماما.
سألته بلباقة: ماشفتش هنا أصلها قالت لي إنها هاتسبقني على هنا.
شعر بوخزة قوية في قلبه عند سماع اسمها لكنه تماسك وتشدق: كانت هنا وأنا طردتها.
فغرت فاهها: ايه طردتها طيب ليه.
أجابها باختصار: ابقي اسأليها بالإذن عشان هروح أقف مع الناس.
تابعته بحزن جلي حتى اندمج وسط الحضور ثم غمغمت بخفوت: ربنا يهديكم وترجعو زي الأول بس لو اعرف إيه اللي حصل دانتو كنتم ولا روميو وچوليت.
قطع حديثها مع نفسها صوتها الناعم: طانت هدى فين هنا أنا قلبت عليها الحفلة ومالقتهاش.
ما كانت هذه سوى مارلين وجدي صديقة هنا المقربة صاحبة العينين الزرقاء والشعر الأحمر المموج والبشرة البيضاء، فتلك الفتاة تملك جمالًا صارخًا.
احتضنتها السيدة هدى وأجابتها بهدوء: والله ما اعرف يا بنتي بس مالك بيقول إنها كانت هنا وطردها.
صاحت باستنكار: إيه طردها!!
ده بني آدم حيوان مش كفاية اللي بيعمله فيها بجد مايستهلش ملاك زي هنا...
قاطعتها السيدة هدى: وطي صوتك يا بنتي واحكي لي إيه سبب المشكلة؟
هزت رأسها بالنفي: sorry يا طنت مش هقدر دي حاجة تخص هنا ولو هي حبة تحكي لك كانت حكت ليكِي
إيه ده مارلين هنا وانا بقول القاعة نورت ليه أتاري الشمس والقمر طلعو مع بعض.
استدارت إليه بابتسامة جميلة: معتز ازيك؟
بادلها الابتسام ومد إليها يده فصافحته بحرارة.
تفحصها بنظرات عاشقة فتوردت وجنتيها خجلًا فسحبت يدها من بين يده.
فتنحنحت السيدة هدى بحرج: طيب انا هروح اشرب حاجة.
"اتفضلي يا هدهد خدي راحتك" قالها معتز وهو يجذب يد مارلين لمكان بعيد قليلًا عن الناس.
فهدرت به: ايه ده انت ساحبني وراك زي الجاموسة كدة ليه!!
أجابها ببرود: عشان ماتهربيش مني زي كل مرة ثم تابع باستعطاف: أرجوكِي يا مارلين اسمعيني،
تلاحقت أنفاسها فهي تعرف ما يريد قوله لهذا كانت تتهرب منه خلال الأشهر المنصرمة.
دنى من أذنها وهمس بعشق نابع من أعماق قلبه: بحبك يا مارلين.
هدرت به: انت اتجننت يا معتز أنا مسيحية وانت مسلم!!...
قاطعها بعصبية: أنا ديني يسمح لي اننا نتجوز.
وأنا ديني مايسمحليش فمن فضلك ابعد عن طريقي وانسى كل اللي انت قلته حالًا.