hindawiorg

Share to Social Media

أخشى أنني أجدُ في رسالة السيد راوندز الطويلة والمثيرة جدٍّا للاهتمام كمٍّا هائلًا من
الخيارات يُسبِّب حيرة وارتباكًا. فمن بين الأساطير الغريبة العديدة التي كشف السيد
سميث غموضها، لن أختار إلا واحدةً أخرى، وسأسْتَعرضها بإيجاز؛ إنها قصة عن سفينة
مُعادية.
في وقت حدوث الطوفان كان يعيش تاجر اسمه بريث، وقد كان كفئًا في مجال بقالة
التجزئة. في الواقع، كان مليونيرًا قبل حدوث الطوفان. وقد تحوَّل بريث عن الوثنية بفضل
الدعوة المؤثِّرة جدٍّا للنبيِّ نوح، لكنه ارتدَّ فيما بعدُ. إلا أنه حين بدأ البرقُ والرعد، وبدأت
السماء تُظلم في الشمال الشرقي، أظهر بريث علاماتٍ على عودَته إلى التقوى. وبالتالي ذهب
إلى سُلم الصعود إلى متن السفينة وطلب إذنًا ليركب هو وعائلته. لكن نوحًا، الذي كان
يُدوِّن الحيوانات على ظهر فاتورةضريبية قديمة، رفضبحزمٍ مجردَ التفكير في عودته.
انتفع بريث في ذلك الوقت بالمال الذي كسبه بجدارة من تجارة البقالة؛ ففعل به
أكثر شيء معقول ممكن في ظل هذه الظروف؛ فبنى سفينةً لنفسِه، وكتب على جانبها
وأطلق عليها اسم «! الخطة الآمنة الوحيدة للملاحة العالمية » : بحروف كبيرة هذه الكلمات
على غرار سفينة نوح، ولما لم تكُن ثمة حقوق ملكية « العلجوم » صُنعت سفينة .« العلجوم »
فكرية في تلك الأيام، لم يسَعْ نوحًا إلا أن يتمنَّى أن يتبيَّن عدم أهليَّتِها للملاحة.
ركب بريث مع زوجته برياثا وابنتيه، فيسار وباران، وزوجَي ،« العلجوم » وفي سفينة
ابنتيه، لامبرا وبينيش، ومجموعة مختارة من الحيوانات لا تقلُّ كثيرًا عن مجموعة نوح
نفسه. أقنع لامبرا وبينيش، المخادعان، خمسين امرأة من أجمل النساء اللاتي تمكَّنا من
الوصول إليهن بالركوب معهما.
لم يكن بريث في نفس براعة نوح في الإبحار؛ فقد أبحر بالسفينة قبل الموعد المحدد
بأربعين يومًا كاملة. وفقد قدرته على تحديد موقع السفينة وظل هائمًا على وجهه في المحيط
طوال سبع سنوات وثلاثة أشهر؛ إذ كان يقتاتُ هو ومن معه على الفئران في السفينة. لقد
غفَلَ بريث بحماقة عن تزويد سفينته بمؤن تكفِي لرحلة طويلة.
وطاقَمُها من الرسوِّ في مساء « العلجوم » بعد هذا الإبحار الطويل، تمكَّن ركاب سفينة
يوم مطير ونزلوا على الشاطئ بأنفسهم وأمتعتهم مع راكون وجمَلٍ عربي؛ الحيوانات
الوحيدة الباقية من حديقة حيواناتهم التي كانوا يفتخرون بها. وبمجرد نزولهم إلى
اليابسة، انفصل الرجال الثلاثة، بعدما عقَدوا اتفاقية ثلاثية لصداقة دائمة وقسموا مجموعةَ
الزوجات بينهم. أخذ بريث ثماني عشرة زوجة، وأخذ لامبرا ثماني عشرة زوجة هو الآخر،
وكان على بينيش — الذي بدا أنه شخصمتساهل وكسول للغاية بحيث يصعب أن يدخُل
في شجار — أن يرضىبالسَّبع عشرة المتبقية.
وتُلقي ألواحُ النبي يونس بعضَ الضوء على السؤال المثير للاهتمام بشأن مكان
دون شكٍّ « دينيم » جزيرة، وتُشير كلمة « خايارتا » رسوِّ هذه المجموعة. بالتأكيد تعني
ألقتْ « العلجوم » إلى كلمة طويل. وعليه ربما ثمةَ ما يُبرِّر رأي السيد راوندز بأنَّ سفينة
مرساتها في خليج والاباوت، وأن مجتمعَي بروكلين وبليموث تُعزى أصولهما إلى هذه الرحلة
الاستكشافية الفريدَة
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.